أمريكا والقاعدة... حروب تتعدى المألوف و تفوق الظروف

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: الإرهاب سلوكًا تكتسبه النفس البشرية وهناك آليات وأساليب تدفع البعض بشن كل ما يقع تحت هذا المفهوم من أعمال لا تتناسب مع طبيعة الإنسان، وقامت بعض الدول على رأسها الولايات المتحدة بابتكار مصطلح الحرب على الإرهاب بشتى الوسائل الممكنة (حملات عسكرية واقتصادية وإعلامية) وتهدف إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب.

بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف.

نطاق القاعدة

فقد ذكر التقرير السنوي حول الارهاب الصادر عن الخارجية الاميركية ان تنظيم القاعدة مني بهزائم سنة 2009 لكن نطاق تهديده اتسع. وجاء في التقرير ان "القاعدة منيت بهزائم سنة 2009".

واشارت الخارجية الاميركية الى ان التنظيم الاسلامي ارتبك بفعل العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق القبلية شمال غرب البلاد التي ادت الى مقتل عدد من القادة الميدانيين للقاعدة. واضاف التقرير انه "بات من الصعب (على القاعدة) الحصول على المال وتدريب المتطوعين والتخطيط للهجمات" خارج باكستان وافغانستان.

وتابع تقرير الخارجية الاميركية حول الارهاب في العام 2009 "بالاضافة الى التراجع الميداني، بات تهديد القاعدة اكثر اتساعا مما كان عليه في السنوات السابقة، مما عوض جزئيا عن الخسائر التي منيت بها نواة التنظيم". بحسب فرانس برس.

وتوقف التقرير عند محاولات القاعدة لضرب الولايات المتحدة مجددا، مذكرا بالهجوم الفاشل في عيد الميلاد على رحلة جوية بين امستردام وديترويت مما يظهر ان "احدى المجموعات الملحقة بالقاعدة على الاقل طورت ليس فقط الرغبة بل القدرة ايضا على شن هجوم على الولايات المتحدة".

وتحدث التقرير الاميركي عن تنامي مشاعر "الجفاء" في البلدان الاسلامية ازاء القاعدة، حيث تحصد الهجمات الارهابية الاف الابرياء، لافتا الى انه "بنتيجة ذلك، تراجع عدد المسؤولين الدينيين والمقاتلين السابقين الذين يتخذون مواقف مؤيدة للقاعدة".

الا ان الخارجية الاميركية قالت ان القاعدة لا تزال تنجح في "اقناع اشخاص بتبني قضيتها، حتى داخل الولايات المتحدة"، مذكرة بتوقيف خمسة اميركيين في باكستان للاشتباه بصلتهم بالارهاب.

ويتزامن صدور التقرير مع الاعلان في الولايات المتحدة عن توقيف 14 اميركيا للاشتباه بمساعدتهم متمردي حركة الشباب الصومالية المرتبطين بالقاعدة.

كما اشار التقرير الى مقتل 13 جنديا برصاص الجندي الاميركي نضال حسن في قاعدة فورت هود في تكساس في تشرين الثاني/نوفمبر 2009.

وبحسب التقرير، فإن هذه الاعمال "تعكس التنوع، والقدرة على التحرك وتعدد المهارات التي يظهرها متطوعون يمكن لمنظمات ان تختار من بينهم لتنفيذ اهداف استراتيجية".

واضاف التقرير ان "المنظمات بامكانها تحديد هذه الاهداف، الا ان موارد التدريب والمتطوعين انفسهم هم دوما اكثر قدرة على التحرك وقابلون للتبديل".

واوضح التقرير ان مواطنين اميركيين باتوا من المبشرين "بالتطرف العنيف"، مشيرا بالاسم الى انور العولقي الذي "تحول صوتا مؤثرا للاسلام المتطرف بالنسبة للمتطرفين الناطقين بالانكليزية".

وكان العولقي الذي لجأ الى اليمن على اتصال بنضال حسن وعمر فاروق عبد المطلب الذي خطط للهجوم الفاشل على الطائرة الاميركية في عيد الميلاد. وذكر التقرير ان اميركيا اخر هو عمر همامي بات من اهم المروجين للحركة الاسلامية الصومالية.

واشارت الخارجية الاميركية الى ان القاعدة فشلت في شن هجمات على دول اسلامية من شأنها زعزعة استقرارها. الا ان القاعدة اظهرت انها "تشكل تهديدا كبيرا" في اليمن حيث نجحت في ضرب قوى الامن، بحسب التقرير. اما في السعودية، فذكر التقرير محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذتها القاعدة ضد المسؤول عن مكافحة الارهاب في المملكة الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز في اب/اغسطس 2009.

وخارج الشرق الاوسط، اوضح التقرير ان القاعدة وحلفاءها اظهروا نشاطا لافتا في منطقة الساحل الافريقي، حيث تعرض عدد من الاجانب للخطف، وكذلك في الصومال.

لائحة الارهاب الاميركية

من جانب آخر بقيت كوريا الشمالية خارج لائحة الدول الداعمة للارهاب، على الرغم من اتهامها بالهجوم على الغواصة الكورية الجنوبية في اذار/مارس الماضي.

وابقت واشنطن على الدول الاربع الموجودة سابقا على اللائحة وهي ايران وسوريا والسودان وكوبا.

وعلى الرغم من الدعوات التي طالبت واشنطن بادراج بيونغ يانغ على اللائحة الاميركية السوداء بعد اغراق البارجة الكورية الجنوبية شيونان، الا ان كوريا الشمالية افلتت من هذا التدبير الذي يشمل العام 2009 حصرا.

وكانت الخارجية الاميركية اعتبرت نهاية حزيران/يونيو ان الهجوم على البارجة الكورية الجنوبية ليس عملا ارهابيا انما عملية استفزازية بين جيشين.

وشطب الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اسم كوريا الشمالية من اللائحة السوداء في العام 2008 بعد ان وعدت بيونغ بيانغ بانهاء برنامجها النووي.

لكن في حزيران/يونيو 2009، دعا 16 عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي الرئيس باراك اوباما الى اعادة ادراج كوريا الشمالية ضمن اللائحة بعد التجرية النووية التي اجرتها.

وابقت اللائحة على ايران لكونها لا تزال "الدولة الرئيسية الداعمة للارهاب"، بسبب دعمها لحزب الله في لبنان وحماس في الاراضي الفلسطينية وطالبان في افغانستان، اضافة الى مجموعات شيعية في العراق.

وقالت الخارجية الاميركية ان "الدعم المالي، المادي واللوجستي من جانب ايران لمجموعات ارهابية ومقاتلين في الشرق الاوسط واسيا الوسطى كان له تأثير مباشر على الجهود الدولية لخدمة السلام".

اما بما يخص السودان، فاقر التقرير بتعاون الخرطوم مع الجهود الاميركية لمكافحة الارهاب، الا انه تحدث عن "عناصر ارهابية تستلهم القاعدة فضلا عن عناصر مرتبطة بالجهاد الاسلامي الفلسطيني وحماس بقيت في السودان في العام 2009".

ووجه التقرير الاتهام نفسه الى سوريا التي تستضيف بحسب واشنطن عناصر من حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.

وتصنف واشنطن هذه المجموعات بالارهابية، فيما تعتبرها دمشق جماعات مقاومة تهدف الى تحرير الارض من الاحتلال.

بالنسبة الى كوبا، اشار تقرير الخارجية الاميركية الى انها تدعم المنظمة الانفصالية في اقليم الباسك الاسباني "ايتا"، فضلا عن منظمتين كولومبيتين هما القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) وجيش التحرير الوطني.

ولفت التقرير الى وقوع 11 الف اعتداء في 83 بلدا العام الماضي، ادت الى سقوط اكثر من 15 الف و700 قتيل. وتعكس هذه الارقام تراجعا للسنة الثانية على التوالي، بنسبة 6% للاعتداءات و5% لعدد القتلى.

الا ان المركز الوطني لمكافحة الارهاب الذي يزود بهذه الارقام، اكد وجوب عدم اعتبار هذه المعطيات مؤشرا الى نجاح الجهود الاميركية في هذا المجال او عدمه.

شخصيات مشبوهة

في سياق متصل شطبت لجنة في الامم المتحدة اسماء عشرة من اعضاء حركة طالبان و35 آخرين من تنظيم القاعدة او المنظمات التابعة له بعد مراجعتها اسماء 488 شخصا او كيانا متهمين بالارهاب.

وقال توماس ماير هارتينغ رئيس لجنة مجلس الامن الدولي المسؤولة عن اللائحة السوداء التي تضم افرادا وكيانات متهمة بالارتباط بالقاعدة وطالبان انه "بعد تفحص 488 اسما شطب 45 من اللائحة".

وقال في مؤتمر صحافي ان هذا الاجراء الذي اتخذ بطلب من حكومات يشمل عشرة من الافراد المرتبطين يطالبان و14 شخصا و21 كيانا مرتبطا بشكل ما بالقاعدة.

والافراد والكيانات المدرجون على اللائحة يخضعون لتجميد ودائعهم ومنعهم من السفر وكذلك من اقتناء اسلحة.

واوضح ماير هارتينغ ان 443 اسما -- 132 من طالبان و311 من القاعدة -- تم تثبيتهم على اللائحة بينما سيبت نهائيا بأمر 66 آخرين.

واعلنت اسماء خمسة من اعضاء طالبان العشرة الذين شطبت اسماؤهم من اللائحة وهم عبد الستار بكتين وعبد الحكيم مجاهد محمد اورانغ المبعوث الافغاني السابق الى الامم المتحدة وعبد السلام ضعيف مؤلف "حياتي مع طالبان" ومسؤولان آخران توفيا.

وفي اطار جهوده لتحقيق مصالحة وطنية، طلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي من مجلس الامن الدولي شطب اسماء بعض اعضاء حركة طالبان غير مرتبطين بالقاعدة، من اللائحة السوداء. بحسب فرانس برس.

ووضعت حكومة كرزاي شروطا من اجل اجراء محادثات سلام مع متمردي طالبان وطلبت من ناشطي الحركة التخلي عن العنف وقبول الدستور الافغاني وقطع الصلات مع القاعدة.

وطلب الافغان شطب اسماء حوالى خمسين من قياديي طالبان من اللائحة، بينهم عدد من الذين توفوا.

واستغرقت مراجعة اللائحة من قبل لجنة ماير هارتينغ بمساعدة فريق لمراقبة العقوبات 18 شهرا.

وقال السفير النمسوي ان ثمانية من الافراد المتوفين شطبوا من اللائحة بينما ابقي نحو ثلاثين آخرين على اللائحة. واضاف ان "شطب اشماء متوفين من اللائحة ليس امرا سهلا".

وتابع "يجب ان تكون لدينا ادلة مقنعة بانهم توفوا فعلا وان تكون لدينا معلومات حول ما حصل لمتلكاتهم وهذه القضايا تستغرق بعض الوقت".

وقال ريتشارد باريت منسق فريق التحليل ومراقبة العقوبات ان نحو 120 دولة تشكل ثلثي اعضاء الامم المتحدة تقريبا، تتم استشارتها للحصول على معلومات عن الاشخاص وكذلك لمعرفة رأيها في نظام العقوبات.

واضاف "هناك بالتأكيد نقص في الامكانيات، وفي افغانستان حيث يعيش كثير من المدرجين على اللائحة كان من الصعب الحصول على معلومات جيدة فعلا من السلطات هناك. لكنهم حاولوا تزويدنا بما نريد".

ومن المنظمات المرتبطة بالقاعدة التي شطبت "بنك التقوى ليمتد" واربعة من فروع شركة "بركة" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، والمنظمة الصومالية الدولية للاغاثة التي تتمركز في مينيابوليس (ولاية مينيسوتا) والشبكة الصومالية في السويد.

كما شطبت اسماء سوري وتونسي ومصري ولبناني وماليزي وباكستاني كانوا اتهموا بالارتباط بتنظيم القاعدة من قبل.

ووضعت الامم المتحدة هذه اللائحة السوداء بموجب القرار 1267 الذي اقره مجلس الامن الدولي في تشرين الاول/اكتوبر 1999.

وتلتزم الدول بموجب هذا القرار تجميد ارصد الاشخاص الذين تشملهم اللائحة ومنعهم من السفر اضافة الى حظر تسليم اسلحة لاي من الافراد والكيانات لمرتبطة بالقاعدة.

ويتوجب ان يوافق الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي بالاجماع على شطب اي اسم من اللائحة كي يكون القرار نافذا.

متمردو الصومال

الى ذلك اعتقلت السلطات الاميركية 14 مواطنا اميركيا حاولوا الالتحاق بحركة الشباب الصومالية المتمردة الموالية لتنظيم القاعدة، كما اوردت وسائل الاعلام الخميس نقلا عن مصدر في وزارة العدل.

واوضحت شبكة "ان بي سي نيوز" الاخبارية ان 12 موقوفا اعتقلوا في مينيسوتا (شمال) وواحدا في الاباما (جنوب) وآخر في كاليفورنيا (غرب)، مشيرة الى ان من بين الموقوفين واحدا على الاقل سعى لمغادرة الولايات المتحدة الى الصومال للانضمام الى حركة الشباب.

من جانبها قالت شبكة "فوكس نيوز" ان بعض الموقوفين وجهت اليهم تهمة تقديم دعم مادي لمجموعة ارهابية وان هؤلاء جمعوا تبرعات لصالح المتمردين الصوماليين خلف ستار جمعية خيرية وهمية.

ومن المقرر ان تعقد وزارة العدل مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم الخميس (16,00 تغ) تفصل فيه هذه الاتهامات، بحسب "ان بي سي".

لائحة الاغتيالات

من جهته طلب ناصر العولقي والد انور العولقي الذي يحمل الجنسيتين اليمنية والاميركية من جمعيتين اميركيتين مساعدته لتقديم دعوى ضد الحكومة الاميركية ووكالة الاستخبارات "سي آي اي" بعد ادراج ابنه على لائحة المستهدفين بالتصفية.

وقالت المنظمة الاميركية للدفاع عن الحريات المدنية ومركز الحقوق الدستورية ان ناصر العولقي كلفهما في تموز/يوليو برفع دعوى امام المحكمة الفدرالية.

ولكن الجمعيتين قالتا انهما لم تنجحا في تقديم الدعوى لان الولايات المتحدة جمدت في 16 تموز/يوليو ارصدة انور العولقي لاتهامه بانه "احد قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". ولذلك يتعين على المنظمتين طلب تصريح من وزارة الخزانة لبدء الاجراءات.

وقال انتوني روميرو، مدير المنظمة الاميركية للدفاع عن الحريات الاميركية "يطلبون من المحامين ان يحصلوا على اذن من الحكومة لرفع دعوى ضد اجراء اتخذته تلك الحكومة".

وقدمت المنظمتان الدعوى الثلاثاء امام المحكمة الفدرالية في واشنطن لطلب الغاء هذا الشرط او اعطائهما تصريحا او ارغام وزارة الخزانة على اصداره.

وقال فنس وارن المدير التنفيذي لمركز الحقوق الدستورية "نريد الاعتراض على شرعية برنامج الاغتيالات السرية الذي تنفذه الادارة بعيدا عن ميدان المعركة وسنفعل ما ان يصبح ذلك ممكنا".

وذكر وارن بان الوقائع بينت انه منذ 2001، ان الولايات المتحدة اتهمت "مئات الاشخاص" بالارهاب قبل ان تكتشف انهم ابرياء، وان "الاف المدنيين قتلوا في هجمات نفذتها طائرات بدون طيار".

وقال وارن ان "اليمن على بعد ثلاثة الاف كلم من افغانستان، واليمن ليس ميدان معركة، والولايات المتحدة ليست في حرب مع اليمن"، في اشارة الى ان العولقي يختبىء في اليمن، وفق التقارير. واضاف "هل كنا سنسمح للصين وفرنسا بان تقررا ان تقوما سرا بتصفية اعدائهما في بلدنا".

والسؤال الذي تطرحه المنظمتان بصورة عامة هو "كيف تقرر الادارة ان تدرج اميركيين على لائحة اشخاص مستهدفين؟ كيف يمكن ان يوضع اميركيون على هذه اللائحة؟ متى يقررون الضغط على الزناد؟"

واحتد المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس لدى سؤاله حول امكانية ادراج اسم مواطن اميركي مسافر في الخارج على لائحة الاغتيالات. وقال كيف يمكن مقارنة "سائح يزور ايطاليا مع شخص توعد مرارا في شرائط فيديو بتنفيذ ودعم ايديولجية القاعدة العنيفة والمدمرة".

وقال ان الرئيس باراك اوباما "سيفعل كل ما هو ممكن لكي لا يتعرض بلدنا للتهديد من قبل مثل هؤلاء الاشخاص"، ردا على سؤال حول وعد اوباما بالالتزام بالدستور الاميركي.

استهداف الرعايا

من جهة أخرى قالت السفارة الأمريكية في السعودية ان الغربيين يواجهون هجوما مُحتملا من متطرفين مجهولي الهوية في منطقة القصيم بوسط السعودية في أول تحذير من هذا النوع في العام الحالي.

وقالت السفارة في بيان نشرته على موقعها على الانترنت "لقد تلقينا معلومات يمكن تصديقها عن ان متطرفين مجهولي الهوية في السعودية ربما كانوا يخططون لمهاجمة غربيين يعملون ويعيشيون في القصيم بالسعودية."

وأضاف البيان الذي يعود تاريخه الى الرابع من اغسطس اب ان توقيت وطريقة شن الهجمات المحتملة غير معروفين حاليا" وحث المواطنين الامريكيين على توخي الحذر وزيادة الحس الأمني في كل الأوقات." والقصيم من بين أكثر المناطق المحافظة بالمملكة.

وقال منصور التركي متحدث الشؤون الأمنية بوزارة الداخلية انه لا يمكنه التعليق الفوري على الأمر. بحسب رويترز.

ونفذ متشددون هجمات على اهداف غربية ورموز حكومية ومنشات نفطية بين عامي 2003 و 2006. وشملت تلك الهجمات تفجيرات انتحارية على مجمعات سكنية لغربيين والمقر الرئيسي لوزارة الداخلية في الرياض وعلى شركات نفطية وبتروكيماوية اضافة الى محاولة اقتحام اكبر مجمع لمعالجة النفط في أبقيق عام 2006.

وساعدت حملة أمنية واسعة النطاق وبرنامج تأهيلي للمتشددين يرعاه رجال الدين الموالون للحكومة اجهزة الامن السعودية في اجهاض المؤامرات الرامية لزعزعة الاستقرار في المملكة في السنوات الاخيرة.

لكن المخاوف بشأن الوضع الامني في السعودية عاودت الظهور مرة اخرى عندما اصيب الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز المسؤول عن مكافحة الارهاب بوزارة الداخلية بجروح طفيفة في هجوم انتحاري بمنزله في سبتمبر ايلول نفذه سعودي تظاهر بانه متشدد تائب عائد من اليمن.

واعتقلت السعودية 113 متشددا اغلبهم سعوديون ويمنيون مرتبطون بالقاعدة في مارس اذار بينهم فريقان للتفجيرات الانتحارية.

عنصر مغمور لقيادي

فيما ذكرت مصادر استخباراتية أمريكية أن لدى واشنطن قناعة شبه تامة بأن عنصرا في تنظيم القاعدة يدعى عدنان شكري جمعة كان قبل سنوات شخصية مغمورة في التنظيم،  قد تمكن من التقدم في سلم القيادة بحيث يتولى حالياً الكثير من المهام الأمنية.

وقالت المصادر إن جمعة، وهو من مواليد السعودية وعاش لفترة في الولايات المتحدة، بدأ مشواره مع القاعدة في معسكرات تدريب عادية، قبل أن يتسلق السلم ليتولى حالياً منصب المشرف العام على كامل العمليات الخارجية حول العالم، ما دفع الأجهزة الأمنية لرفع تصنيفه إلى "خطير للغاية."

وقال براين لوبلان، وهو عنصر تحقيقات خاصة في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI: "على غرار كل النشاطات الأخرى، يمكن للمرء التقدم داخل القاعدة، ونعتقد أنه بات اليوم قائد عمليات التنظيم."

وأضاف لوبلان: "جمعة قد لا يأتي للولايات المتحدة لشن هجمات على أراضيها، ولكنه يقبع في خارجها للتخطيط لهجمات مماثلة، ما يجعله فعلياً أكثر خطراً من المنفذين."

وكشف لوبلان أنه تعرف على جمعة ودوره القيادي في تنظيم القاعدة عن طريق الصدفة، بعد أن عمل على تحليل بيانات التحقيقات الخاصة بمحاولة تفجير قطارات الأنفاق في نيويورك قبل أشهر، التي اعتقل على خلفيتها كل من نجيب الله زازي وزارين أحمد زاي.

وذكر لوبلان أن ما توفر لديه من معلومات يشير إلى أن المتهمين اللذين أقرا بأنهما كانا يعتزمان تفجير نفسيهما تلقيا على الأرجح أوامرهما من جمعة المتمركز في مكان سري يقع بالمنطقة القبلية عند الحدود بين أفغانستان وباكستان.

وأضاف: "جمعة هو من أقنعهما بالعودة إلى الولايات المتحدة والتحضير للعملية."

أما والدة جمعة، التي طلبت عدم كشف اسمها، فقد نفت تورط ابنها في نشاطات إرهابية، وقالت إن المخابرات الأمريكية تخطط لاستخدامه ككبش محرقة.

وقالت والدة جمعة: "من يتحدثون عنه ليس ابني، فابني ليس شخصاً عنيفاً، بل هو إنسان لطيف وكريم." بحسب السي ان ان.

وأضافت أنها تحدثت إليه للمرة الأخيرة في الحادي عشر من سبتمبر، بعد وقوع الهجمات بالولايات المتحدة، وقالت إنه اتصل بها عبر الهاتف وسألها عمّا إذا كانت قد سمعت الأخبار، وقال لها: "إنهم يريدون اتهام المسلمين بهذا الأمر."

ولفتت والدة جمعة إلى أنها دعته إلى تجنب العودة للمنزل، ولكنه رفض ذلك قائلاً إنه لا يخاف العودة لأنه لم يقترف أي خطأ.

وعدنان شكري جمعة هو النجل الأكبر لإمام مسجد سعودي، وكان قد جاء إلى الولايات المتحدة في سن مبكرة مع عائلته، وتولى والده مهامه الدينية في مسجد بمدينة نيويورك بينما كانت العائلة تقطن في منزل مجاور قبل أن تنتقل إلى ولاية فلوريدا في العقد التاسع من القرن الماضي.

وتلقى جمعة دروساً في الكيمياء وهندسة الكمبيوتر، وكان لمحاضرة مصورة ألقاها أمام زملائه في الفصل الدراسي الدور الأكبر في التعرف على شكله، ويقول لوبلان إنه عرض صورته على زازي فتعرف عليه على أنه الشخص الذي كان يقوده في تنظيم القاعدة.

وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن جمعة تمكن من التقدم في هرمية تنظيم القاعدة بعد مقتل عدد كبير من الشخصيات القيادية الأساسية في التنظيم بغارات نفذتها طائرات دون طيار في مناطق القبائل، على رأسهم مصطفى أبو اليزيد، الذي كان يوصف بالقائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد بأفغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/آب/2010 - 30/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م