لبنان وإسرائيل والتلويح بالحرب السابعة

شبكة النبأ: تزداد تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان يوم بعد يوم، فيما تسند دول عظمى الجانب الاسرائيلي على حساب الجانب اللبناني الذي بات يشكو من انقسامات داخلية استطاعت ان تخلق ثغرات أمنية وسياسية داخل الساحة اللبنانية.

حادثة الاعتداء على سفينة لبنانية والتجسس على لبنان والانتهاكات الحدودية مشاكل أفرزت وبقوة ردود فعل داخلية ودولية للحد من الانتهاكات الاسرائيلية، كما استدعت الأوضاع الى المطالبة بتعزيز الوحدات القتالية اللبنانية عبر تقديم الدعم الدولي وتسليح الجيش وتقويته.

اقرار اسرائيلي

الجيش الإسرائيلي من جهته أقر بإطلاق النار باتجاه سفينة صيد لبنانية، بزعم أنها خرجت عن المنطقة المسموح بها، ولم تستجب لأوامر صدرت إليها بالعودة إلى المياه اللبنانية، في حادث لم يسفر عن إصابات، ويأتي بعد أقل من اسبوع من اشتباكات حدودية، أوقعت أربعة قتلى بين الجانبين.

جاء التوضيح الإسرائيلي عقب إصدار الجيش اللبناني بياناً، جاء فيها أنه استمراراً لخرق قرار مجلس الأمن 1701، قامت سفينة حربية إسرائيلية معادية، بإطلاق عدة رصاصات باتجاه المياه الإقليمية للبنان، في الساعة 04:00 فجراً.  بحسب سي ان ان

وذكر الجيش الإسرائيلي أن سفينة صيد لبنانية تجاوزت المجال البحري المسموح لها في ساعات الصباح، وعندما لم تستجب لقوات البحرية الإسرائيلية بالعودة، تم إطلاق عدة رشقات نارية تحذيرية، وفق الإذاعة الإسرائيلية، التي ذكرت أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات.

ويأتي الحادث بعد 4 أيام فقط من اشتباكات مسلحة بين الطرفين، قتل فيها ضابط إسرائيلي كبير وأصيب آخر، في حين لقي جنديان لبنانيان وصحافي لبناني مصرعهم.

وتعد المناوشات المسلحة في بلدة العديسة، أول توتر خطير على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ المواجهات المسلحة التي خاضها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حزب الله عام 2006.

يذكر أن الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، قد أعلن في قرية العديسة الحدودية أن الحكومة ستضع في جلستها المقبلة خطة لتسليح الجيش بكل ما يلزم وبغض النظر عن مواقف بعض الدول حيال هذا الأمر.

وقال سليمان في الموقع الحدودي الذي حصلت فيه الاشتباكات الدامية سيضع مجلس الوزراء في جلسته المقبلة خطة لتسليح الجيش اللبناني بكل ما يلزم، وذلك بغض النظر عن مواقف بعض الدول من هذه المسألة.

وأضاف قائلاً: نريد السلاح للدفاع ولا نطلب صواريخ عابرة أو للتدمير الشامل ونطلب أسلحة دقيقة تمنع الطائرات المعادية من ضرب المراكز وسلاحاً مضاداً للطائرات.

ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن مصادر أن لبنان سيتسلم قريباً جزءاً من الطوافات العسكرية الروسية التي كان اتفق مع موسكو على تزويده بها بديلاً من طائرات ميغ 29 وأن الاتصالات يفترض أن تستمر مع فرنسا في شأن مشروع اتفاق لتزويد لبنان بمروحيات جديدة وكذلك تجهيزها بالصواريخ.

الامم المتحدة تدعم زعم اسرائيل

قوة الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان ( يونيفيل) من جهتها قالت ان الجنود الاسرائيليين كانوا يعملون على الجانب الاسرائيلي من "الخط الازرق" عندما نشب اشتباك مع جنود لبنانيين في اكثر الاشتباكات دموية الحدود بين البلدين منذ حرب 2006.

وبعد يوم من مقتل جنديين وصحفي لبنانيين وضابط اسرائيلي كبير في اشتباك نادر أثار مخاوف من تفجر صراع أوسع بدا الجيش الاسرائيلي عازما على أن يثبت أن شيئا لن يردعه عن العمل في المنطقة.

ولم يتكرر الاشتباك الذي وقع عندما أعاد الجيش الاسرائيلي رافعة الى المنطقة الحدودية المتوترة لاستكمال مهمة لقطع الاشجار دفعت الجيش اللبناني الى اطلاق النار. بحسب رويترز.

وتوعد حزب الله المدعوم من ايران والذي لم يشارك في اشتباك "بقطع يد" اسرائيل اذا هاجمت الجيش اللبناني مجددا. لكن زعيم الحزب حسن نصر الله استبعد ان يفجر الحادث حربا جديدة.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان لبنان مسؤول عن تفجر الوضع على الحدود المشتركة وهدد برد قوي على اي هجمات جديدة.

واضاف نتنياهو في كلمة بثها التلفزيون سياستنا واضحة. اسرائيل ترد وستواصل الرد بقوة.. على أي هجوم ضد مواطنيها وجنودها.

وفي دعم دبلوماسي لاسرائيل قالت يونيفيل ان الجنود الاسرائيليين كانوا يعملون في الجانب الاسرائيلي من الخط الازرق عندما وقع الاشتباك الحدودي.

وقال المتحدث العسكري باسم يونيفيل اللفتنانت كولونيل ناريش بهات تأكدت يونيفيل... من ان الاشجار التي كان يقطعها الجيش الاسرائيلي موجودة جنوبي الخط الازرق على الجانب الاسرائيلي. وكان بهات يشير الى خط الحدود الذي رسمته الامم المتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في 2000 .

وعقد اجتماع بين ضباط لبنانيين واسرائيليين وضباط من اليونيفيل. وقالت يونيفيل في بيان صدر عقب الاجتماع "جدد الطرفان كلاهما التزامهما بايقاف الاعمال العسكرية... وتعهدا بالعمل مع يونيفيل لضمان تفادي تكرار حوادث العنف في المستقبل.

وصرح مسؤول في الجيش اللبناني بأن الجيش كان على علم مسبق بما تعتزم اسرائيل القيام به في المنطقة لكن اتفق على هذا بشرط ان يحدث تحت اشراف اليونيفيل مضيفا أن الاسرائيليين تعاملوا مع الامر بدون اشراف اليونيفيل.

وأكد لو روي ذلك قائلا ان اليونيفيل أبلغت اللبنانيين بخطط الاسرائيليين وطلبت من الاسرائيليين السماح لليونيفيل بالاشراف على قطع الاشجار. ورفض الطلب.

وتم نشر قوات للجيش اللبناني على مبعدة من الموقع الذي عاودت فيه رافعة اسرائيلية قطع الاشجار بينما قامت قوات اليونيفيل بتنظيم دوريات في قرية العديسة اللبنانية الحدودية المتاخمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كرولي اطلاق النار من جانب قوات الجيش اللبناني لم يكن له ما يبرره على الاطلاق وغير ضروري.

وكانت الخسارة البشرية الاولى على الجانبين منذ حرب عام 2006 التي راح ضحيتها 1200 لبناني غالبيتهم من المدنيين و158 اسرائيليا معظمهم من الجنود.

واذا تجددت الحرب فستكون اكثر دمارا من سابقتها. فقد زاد التوتر منذ ابريل نيسان عندما اتهمت اسرائيل سوريا بنقل صواريخ سكود بعيدة المدى الى حزب الله في جنوب لبنان وهو ما نفته سوريا.

وأضافت قلاقل بين قوات يونيفيل والقرويين الذي وصفوا الدوريات التي يقوم بها جنود حفظ السلام الفرنسيون بالاستفزازية وتنتهك الخصوصية الى الاضطراب في الجنوب.

تجسس

مصادر لبنانية من جانبها قالت إن السلطات الأمنية اعتقلت ضابطا رفيعا بالجيش، يشتبه بأنهم يعمل لصالح إسرائيل، بعد يوم من اشتباكات حدودية من الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية.

ووفقا للوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام فإن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقفت العميد فايز كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل وذلك بناء لإشارة القضاء المختص.

وأعلن في لبنان أيضا عن توقيف موظف في شركة أوجيرو الحكومية لتشغيل خطوط الهاتف الثابتة، ويدعى ميلاد عيد بتهمة التعامل مع إسرائيل. بحسب سي ان ان.

مصادر إسرائيلية، من جهتها قالت إن تل أبيب تنوي إطلاق حملة دبلوماسية واسعة للضغط على دول كبرى، لوقف بيع الأسلحة للبنان، في أعقاب الاشتباكات الحدودية بين قوات البلدين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول رفيع لم تسمه قوله إن إسرائيل تنوي الشروع في حملة دبلوماسية بهدف الضغط على الولايات المتحدة وفرنسا كي تتوقفا عن تقديم المساعدات للجيش اللبناني.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن دولا في العالم تزود الجيش اللبناني بأحدث أنواع الأسلحة ليتصدى لعناصر حزب الله إلا انه يستخدم هذه الأسلحة لإطلاق النار على جنود جيش الدفاع، وفقا لما أوردته الإذاعة. بحسب سي ان ان

كما أشارت صحيفة هآرتس إلى أن الإدارة الأمريكية حولت إلى لبنان خلال العام الأخير نحو 400 مليون دولار لابتياع مختلف أنواع الأسلحة وذلك رغم تحفظات إسرائيل.

وقالت الصحيفة تزود فرنسا الجيش اللبناني بكميات كبيرة من الأسلحة بما في ذلك صواريخ مطورة مضادة للدبابات.

وكان مصدر عسكري لبناني، أن اثنين من جنود الجيش قتلا في المواجهات التي اندلعت جنوبي لبنان مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود بين البلدين، مضيفاً أن الاشتباكات أدت أيضاَ لجرح عدد من الجنود.

وفي المقابل، قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن ضابطا برتبة عقيد، وهو قائد كتيبة عسكرية قتل في الاشتباكات.

مطالبة بتسليح الجيش اللبناني

من جانب آخر قام الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، بزيارة منطقة العديسة التي وقعت فيها المواجهات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، حيث وعد بإطلاق حملة عربية ودولية لتسليح الوحدات العسكرية اللبنانية، قائلاً إنه يطرح هذا الملف بصرف النظر عن موقف بعض الدول منه بإشارة إلى معارضة دول غربية وصول سلاح متطور للبنان.

واعتبر سليمان أن لبنان سيعتبر رفض الدول المنتجة للسلاح بيعه إلى بيروت موقفاً سياسياً، في حين نفت تل أبيب أن تكون قد طلبت إقالة قائد الوحدة اللبنانية التي خاضت المواجهات وقتلت عقيداً في الجيش الإسرائيلي في الحادث الذي اعتبر الأخطر من انتهاء معارك يوليو/تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله. بحسب سي ان ان.

ولبنان من جهته قال إنه يتحفظ على الخط الأزرق حدودا بعد أن ذكرت قوة السلام أن أشجارا -حاولت قوة إسرائيلية أمس قطعها ورد عليها الجيش اللبناني بإطلاق النيران- تقع في الجانب الإسرائيلي من السياج، في وقت استنفرت فيه القوات اللبنانية على الحدود، وقال حزب الله إنه لن يصمت أمام "العدوان" على الجيش، واستبعد وزير إسرائيلي علاقة للحزب بأسوأ اشتباك منذ حرب 2006.

وعادت الجرافات الإسرائيلية لتقتلع إحدى الشجرات المذكورة بتنسيق مع قوة السلام الدولية (يونيفيل) خلافا لما جرى أمس وفقا لما قاله وزير الإعلام طارق متري حين فتحت قوة لبنانية النار على دورية إسرائيلية اجتازت الحدود اللبنانية، فقتلت ضابطا إسرائيليا كبيرا، وتبعها قصف إسرائيلي قتل فيه ثلاثة لبنانيين جنديان وصحفي.

اشتباك معزول

وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من جهته طالب حكومة لبنان بالتحقيق لمعرفة المسؤول عن الاعتداء الدامي، واستبعد في الوقت نفسه علاقة حزب الله باشتباك اعتبره معزولا ولم تأمر به القيادة العسكرية اللبنانية.

ورد الجيش اللبناني على التصريح بالقول ليس هناك ضباط داخل الجيش اللبناني يتخذون قرارات من تلقاء أنفسهم.

وقال المجلس الأعلى للدفاع في لبنان -الذي اجتمع بشكل طارئ أمس برئاسة الرئيس ميشال سليمان- إنه أمر بالتصدي لكل اعتداء بالوسائل المتاحة مهما كانت التضحيات، وذلك في بيان له تبعه قرار بالاستنفار على الحدود.

دعوات دولية للتهدئة

مجلس الأمن الدولي أعرب من جهته عن قلقه إزاء الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية واللبنانية، التي أدت إلى استشهاد جنديين لبنانيين وصحفي ومقتل ضابط إسرائيلي كبير وجرح ضابطين آخرين، وجدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضبط النفس.

وحث السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تسلمت بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لهذا الشهر، إسرائيل ولبنان على احترام الخط الأزرق والعمل على وقف الأعمال العدائية. بحسب رويترز

وأضاف تشوركين بعد اجتماع تشاوري لمجلس الأمن أنه تمت دعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والالتزام بتعهداتهم بموجب القرار 1701.

من جهته قال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأخير قلق من هذا الحادث ويدعو كلا الطرفين إلى إظهار أقصى درجة من ضبط النفس.

مشاورات وتحذير

وفي السياق أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي لتقييم الموقف.

بدوره حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الحكومة اللبنانية من مغبة مواصلة استفزازات الجيش اللبناني في الفترة الأخيرة تجاه القوات الإسرائيلية.

وطالب باراك في بيان أصدره مساء أمس الحكومة اللبنانية بالتحقيق لمعرفة من يقف وراء الاعتداء الدامي، كما دعا قوات يونيفيل الدولية إلى أداء واجبها والعمل بحزم لمنع تكرار مثل هذا الحادث، وقال إنه يتوقع من الأسرة الدولية أن تدين بشدة العمل الآثم الذي قام به جنود الجيش اللبناني.

في المقابل ندد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بالانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وطالب القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والكف عن انتهاكاتها.

كما عقد المجلس الأعلى للدفاع اللبناني جلسة طارئة برئاسة الرئيس ميشال سليمان، ودعا إلى التصدي لأي عدوان على لبنان.

تنديد عربي

عربيا أكد الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني وقوف بلاده الكامل مع لبنان. ودان الأسد العدوان الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية، وقال إنه يعكس قلق إسرائيل من بوادر الاستقرار بلبنان بعد القمة اللبنانية السعودية السورية.

ودانت الحكومة الأردنية الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 وطالبت بضرورة احترامه ورفضت أي انتهاك لسيادة لبنان.

كما دعا الرئيس المصري حسني مبارك أمس الأطراف كافة إلى ضبط النفس بعد الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية. وأكد في اتصال أجراه مع رئيس الوزراء اللبناني حرص مصر على أمن وسيادة لبنان وسلامته الإقليمية.

ودانت دول مجلس التعاون الخليجي الست العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجيش اللبناني، وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية في بيانه إن الأعمال الإسرائيلية ضد لبنان وشعبة الشقيق تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

من جهته دان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاعتداء الإسرائيلي على الجيش اللبناني وعده خرقا خطيرا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، ودعا المجلس للتدخل الفوري وتحمل مسؤولياته، وشدد على حق لبنان في الدفاع عن نفسه وتأييد الجامعة له.

ردود دولية

وفي السياق دوليا أبدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قلقا عميقا إزاء أحداث الاشتباكات، ودعوا الحكومتين إلى أقصى درجات ضبط النفس.

ودعت بريطانيا كلا من لبنان وإسرائيل لضبط النفس ودانت العنف الذي اندلع بينهما، كما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وطالب وزير الدفاع الإيطالي إغناسيو لاروسا طرفي النزاع بالعمل من أجل خلق الظروف لاستقرار وسلام دائم في المنطقة، وقال إنه ليست لدى بلاده أي نية بالانسحاب من قوة حفظ السلام الدولية (يونيفيل)، لكن على الكل أن يعلم أن وجودنا هناك ليس إلى أجل غير مسمى.

ودانت إيران بشدة "توغل" إسرائيل في مناطق جنوب لبنان، وقالت إن الهجوم الهستيريالذي شنته إسرائيل أثار مخاوف قائمة من مغامرة جديدة تقوم بها إسرائيل ضد لبنان.

أثار التوتر الحاصل على الحدود بين لبنان وإسرائيل عقب توغل قوة إسرائيلية إلى الحدود اللبنانية وتصدي الجيش اللبناني لها قلقا عربيا ودوليا.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي لتقييم الموقف، كما دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان المجلس الأعلى للدفاع لعقد جلسة طارئة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث الاشتباكات بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني بناء على طلب من لبنان أحد أعضاء المجلس الـ15.

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان وقوف بلاده الكامل مع لبنان. ودان الأسد العدوان الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية، وقال إنه يعكس قلق إسرائيل من بوادر الاستقرار بلبنان بعد القمة اللبنانية السعودية السورية.

كما دعا الرئيس المصري حسني مبارك الأطراف كافة إلى ضبط النفس بعد الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية. وأكد في اتصال أجراه مع رئيس الوزراء اللبناني حرص مصر على أمن وسيادة لبنان وسلامته الإقليمية.

وأبدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قلقا عميقا إزاء أحداث العنف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ودعوا الحكومتين إلى أقصى درجات ضبط النفس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة على اتصال بكلتا الحكومتين، ونحن نحاول أن نفهم ما حدث، واهتمامنا الأكبر بغض النظر عما حدث ألا يتكرر.

ودعت بريطانيا كلا من لبنان وإسرائيل إلى ضبط النفس ودانت العنف الذي اندلع بينهما، كما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

موقف إسرائيل

وحملت إسرائيل مسؤولية ما حصل للبنان، ووصف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي آفي بنياهو الاشتباك على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنه استفزاز خطير وخرق فاضح لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.

من جهتها دعت رئيسة المعارضة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني القيادتين الإسرائيلية واللبنانية إلى التصرف من منطلق المسؤولية لعدم تمكين العناصر التي تريد إشعال النار في المنطقة من تحقيق مآربها.

وأوعز وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى ممثلة إسرائيل بالأمم المتحدة غابريللا شاليف بتقديم شكوى بهذا الخصوص إلى مجلس الامن الدولي.

ونقل راديو إسرائيل عن ليبرمان تحذيره من "العواقب الوخيمة" التى تترتب على استمرار ذلك، واتهم القوات اللبنانية بإطلاق النار على القوات الإسرائيلية.

وأعلن قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل الجنرال غادي إيزنكوت أن هذا الحادث معزول، وأن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، وقد لوحظ عدم إطلاق صافرات الإنذار على الجانب الإسرائيلي أو استقدام قوات دعم وإسناد.

حكم بالاعدام

وبدأ لبنان موجة من الاعتقالات العام الماضي في إطار تحقيقات في فضيحة تجسس جرى خلالها اعتقال عشرات الاشخاص للاشتباه في تجسسهم لصالح اسرائيل.

ووجه الاتهام رسميا الى اكثر من 20 شخصا.

ومن بين الشخصيات البارزة التي جرى اعتقالها في الآونة الأخيرة ضابط كبير بالجيش وعضو بحزب مسيحي تقاعد من الجيش وهو برتبة عقيد.

ولم تعلق اسرائيل على أي من هذه الاعتقالات.

ويقول مسؤولو أمن لبنانيون كبار ان حملة الاعتقالات وجهت ضربة كبيرة لشبكات التجسس التي تعمل لحساب اسرائيل في لبنان خاصة منذ ان أدى المشتبه بهم أدورا مهمة في تحديد أهداف تابعة لحزب الله قصفتها اسرائيل خلال حرب 2006.

إسرائيل سترد في المستقبل

وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من جهته قال بأن قوات الجيش الإسرائيلي سترد في المستقبل أيضا على إي اعتداء مثل الاعتداء الذي وقع أمس على الحدود الشمالية، على حد تعبيره.

ووصف باراك حادث إطلاق النار من جانب القوات اللبنانية باتجاه القوة الإسرائيلية بأنه استفزاز خطير للغاية. وأوضح في سياق مقابلة إذاعية أن وسائل الرد التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي تختلف من حادث لآخر، مشيرا الى أن الرد الإسرائيلي أمس كان سريعا وفوريا ومحدد الأهداف.

وأعرب باراك عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة وفرنسا تخطئان عندما تقومان بإمداد الجيش اللبناني بمنظومات أسلحة متقدمة، وفقا للإذاعة الإسرائيلية. وأشار الى أن إسرائيل قد أبدت موقفها من هذا الموضوع للإدارة الأمريكية وللحكومة الفرنسية.

احمدي وزيارة لبنان

وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي من جهته أعلن عقب لقاء مع نظيره اللبناني علي الشامي ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيزور لبنان "بعد رمضان" الذي ينتهي منتصف ايلول/سبتمبر.

وهذه الزيارة ستكون الاولى لرئيس ايراني الى لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في ايار/مايو 2003.

وفي مؤتمر صحافي مشترك ندد وزير الخارجية الايراني ونظيره اللبناني بـ اعتداء اسرائيل الدائم على لبنان، قبل ان يقول متكي ان الرئيس الايراني "سيتوجه الى لبنان في اقرب وقت ممكن بعد رمضان. بحسب فرانس برس

واكد متكي ان ايران تقف الى جانب الحكومتين والشعبين في لبنان وسوريا في وجه اعتداءات وتهديدات النظام الصهيوني، موضحا ان الدول الثلاث تجري "مشاورات مستمرة" حول الوضع في المنطقة.

حرب ألانفاق

من جانب آخر كشفت صحيفة أميركية ان الجيش الإسرائيلي يتدرب على اكتشاف انفاق حزب الله وحماس.

ذكرت صحيفة ورلد تريبيون الاميركية على موقعها الكتروني أن القوات الاسرائيلية تعد وحداتها لحرب أنفاق في لبنان وقطاع غزة". ونقلت عن مسؤولين قولهم إن "الجيش الإسرائيلي يدرب وحدات قتالية على اكتشاف الأنفاق التي بناها كل من "حزب الله" وحركة حماس والسيطرة عليها.

وأضافوا ان الجيش قد خطط لإقامة مراكز تدريبية في مناطق مدنية تضم أنفاقا شبيهة بتلك الموجودة في لبنان وقطاع غزة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول قوله أن قيادته افترضت قيام أن حماس وحزب الله باستخدام الأنفاق على نطاق واسع في أي حرب مستقبليّة.

وأضافت أن  قيادة القوات البرية الإسرائيلية قد وافقت على بناء 7 مراكز تدريب على الأقل في مناطق مدنية بحلول العام 2012، في حين أن اثنين من بين المراكز صمم لاحتواء أنفاق تستخدمها الوحدات القتالية بغية تعزيز قدراتها القتالية ضد المجموعتين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/آب/2010 - 29/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م