أسواق كربلاء تشهد انتعاشا وإقبالا واسعا يسبق شهر رمضان

عدسة وتحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: قبيل حلول شهر رمضان الكريم وخلاله تعيش الاسواق العراقية، كما اغلب أسواق الدول الإسلامية، تنوعا واتساعا في حركة البيع والشراء وخصوصا في مجال المواد الغذائية، فضلا عن ارتفاع الاسعار.

ومع بدايات هذا الشهر الفضيل هذا العام وبرغم وجود شرائح واسعة ممن يشكون العوز وضعف أوضاعهم المالية والمعيشية، ورغم الظروف غير الطبيعية التي يمر بها البلد، كان الإقبال اكبر بكثير من المتوقع حيث لوحظت حركة بيع وشراء واسعة في الاسواق مع ازدياد في المحلات وبسطات الباعة المتجولين.

وفي مدينة كربلاء المقدسة لم يختلف الامر عن ما هو موجود في السوق العراقية عموما، حيث كان الاقبال ملحوظا منذ الايام الاخيرة من شهر شعبان، فقد غصت الاسواق بالمتسوقين وباتت حركة السيارات معدومة، لاسيما في ظل الإجراءات الامنية المتخذة، مما اضطر الكثير من المواطنين الى اللجوء الى الاسواق الفرعية في المناطق القريبة من مركز المحافظة تلافيا لصعوبة الوصول وبهذا الخصوص كانت لنا هذه الجولة السريعة في اسواق كربلاء المقدسة.

حيث كانت محطتنا الاولى مع السيد(عدنان مطيوي) وهو بائع متجول، حيث قال: "يقينا بان الوضع الراهن في كربلاء مع حلول شهر رمضان هذا العام يختلف عن ما عهدناه في السنوات السابقة هذا مما اضطرنا ننحن الباعة المتجولين ان نوجد اسواقاً فرعية في الاحياء القريبة من مركز المدينة ونحاول ايضا ان نكثف من البضاعة التي نتسوقها بحكم الطلب المتزايد من قبل مركز المدينة، علما بأن الاسعار تكاد تكون مقاربة الى الاسواق الرئيسية وربما هناك اختلاف بسيط من حيث الاجرة".

ومن ثم أنتقلنا الى الحاجة (أم جبار) وهي امرأة تبيع الخضار، حيث قالت: "أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة ولخصوصيته للعائلة واحتياجاتها فيه لذلك فنحن نبيع ونتسوق فيه اكثر من المعتاد في الايام الاخرى، فالإقبال على شراء الخضار يكون بكميات أكبر نظرا لان المواطن العراقي تعود على ان تكون سفرة رمضان العامرة شيئاًَ مميزاً ومختلفاً عن الايام الاخرى".

اما الاخ (سلمان هاشم) وهو بائع متجول، "فقال: تعيش الاسواق في شهر رمضان المبارك حالة انتعاش وإقبال شديد من قبل المواطنين، ولا يقتصر الامر عند المواد الغذائية وحسب بل يتعداه الى مواد أخرى وعلى سبيل المثال يكون هناك اقبال على شراء ادوات المطبخ والأواني الخاصة بالطبخ، ومدينة كربلاء المقدسة لها طقوس خاصة في شهر رمضان حيث ان العوائل الكربلائية تشتهر بأعداد الاكلات الخاصة والتي تستلزم مواد غذائية مختلفة".

وبخصوص بيع اللحوم في شهر رمضان فيقول المواطن (أبو زكي) وهو قصاب: "ان سوق اللحم في مدينة كربلاء يعيش حالة أنتعاش منذ ايام شهر شعبان ويستمر ذلك الاقبال الى نهاية شهر رمضان، فالعائلة العراقية تعتمد على اللحوم الحمراء في أعداد الوجبات الرمضانية العديدة، حيث أن اللحم يعد مادة رئيسية في موائد هذا الشهر الفضيل، فهو يدخل في أغلب الأكلات الشعبية (الباجة، الدولمة، التبسي، الكبة، البرياني، المقلوبة) إضافة الى (المرق) الذي يعتمد هو الاخر على اللحوم".

وحدثتنا الحاجة (أم قيس) وهي تبيع الدجاج، قائلة: "أني أعمل في بيع وشراء الدجاج منذ أكثر من عشرين عاما، واعرف أن شهر رمضان الكريم يشهد حركة شراء واسعة للدجاج، ولذلك فأنني أقوم بتسوق كميات كبيرة من الدجاج قبل هذا الشهر الفضيل وفي هذا العام كان الاقبال جيدا برغم ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج، فضلا عن وجود الدجاج المذبوح والمستورد وكذلك وجود الدجاج المقطع إلا ان الناس هنا يفضلون الدجاج العراقي الطازج، ولذلك فإننا نبيع كميات كبيرة منه".

وخلال جولتنا هذه شكى الكثير من المواطنين من ارتفاع اسعار بعض المواد الغذائية في الاسواق، لاسيما وان هناك الكثير من العوائل تعاني من الفقر والبطالة او محدودية الدخل، فيما اشار اخرون الى ان ارتفاع الاسعار في شهر رمضان الفضيل قد لا تؤثر كثيرا في رغبة وحاجة الكثير من الناس في الشراء والحصول على مايسد حاجاتهم من المواد في هذا الشهر لاسيما مع تحسن مدخولات الكثيرين منهم.

وهذا ما نختم به هذه الجولة حيث كانت محطتنا الاخيرة مع المواطن(حسين كريم) الذي قال: "أن شهر رمضان يتطلب توفير أنواع كثيرة من المواد الغذائية ولذلك فأن العوائل تقوم وقبل حلول الشهر المبارك بتسوق المواد المهمة والرئيسية مثل (السكر،الحليب النشأ، البقوليات، المطيبات الغذائية ،البهارات وغيرها) وبعدها وخلال أيام الشهر الكريم تبدأ مراحل تسوق أخرى، واعتقد ان تحسن مدخولات المواطن ساهم في أن يشهد السوق العراقي انتعاشا ملحوظا برغم ارتفاع أسعار بعض المنتوجات والمواد الغذائية، فعلى سبيل المثال فأن سعر كيلو الدهن بلغ الفي دينار أما التمن فسعره يتجاوز الالف دينار اما بالنسبة للسكر فسعر يناهز 700 دينار فضلا عن ان البقوليات يصل سعر الكيلو الواحد منها الى 1500 دينار اما العجب العجاب فان سعر كيلو الحليب وصل الى سعار عاليه، اما بالنسبة للخضار فهي تتقارب بين الالف والخمسمائة دينار، وكما ذكرنا فأن ارتفاع الاسعار لم يثن المواطنين من شراء أغلب مستلزمات شهر رمضان المبارك".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/آب/2010 - 28/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م