كربلاء تحتضن معلم فني جديد

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: في وسط مياه جدول الحسينية وعلى مقربة من مقام الإمام المهدي(عجل الله فرجه) في كربلاء المقدسة أقيم نصب القائم(عجل الله فرجه)، ذلك الصرح الجديد والمعلم الفني المميز الذي جسدته أنامل الإبداع الكربلائي, نصب حمل الكثير من المعاني والدلالات واحتوى العديد من الرموز والإبداعات نصب تكلم بسمات وخصائص الفن الكربلائي العريق عن التوحيد والإسلام والعدل والشهادة و الوفاء.

(شبكة النبأ المعلوماتية)، التقت الفنان ثائر الكركوشي منفذ العمل لتتعرف منه على بعض التفاصيل بخصوص هذا النصب الجديد حيث قال، "فكرة النصب كانت بتوجيه من قبل السيد محافظ كربلاء والذي أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة إقامة مثل هكذا نصب يتماشى وقدسية المدينة, وقد دعيت شخصيا من قبل السيد حسن الشريفي مستشار محافظ كربلاء والذي زودني برسمات خاصة تجسد فكرة ظهور الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) وتحقيق العدل الإلهي".

ويتابع, "هذه الرسومات كانت منفذه بأنامل فنانه شابه هي (مريم الشريفي) وقد طورت هذه الأفكار وجعلتها تتناسب مع نصب فني يلاءم المكان والفكر هذا ما أردت ان أقوله قبل الخوض بأي تفاصيل".

وقد النصب شيد وسط النهر الحسينية على عمود من الخرسانة الصلبة يبلغ طول هذا العمود (ثلاثة أمتار) ابتداء من قاع النهر حتى بداية القاعدة الأساسية لنصب والتي يبلغ ارتفاعها(30سم) وهي مكونة من اثني عشر ضلع صممت لعدة مدلولات فهي تمثل عدد الأئمة الاثني عشر(ع) هذا بالإضافة لكون كل ضلع منها يرمز لشهر من أشهر السنة البالغة 12 شهرا أي أني أردت ان اقول أننا في كل عام نحتفل بولادة الإمام (عجل الله فرجه).

بعد القاعدة تأتي المسلة ثلاثية الأوجه التي شكلت بحركة التوائية أعدت بطريقة خاصة ذات جمالية فنية وهندسية واحتوت على العديد من الرموز الإسلامية التي استخدمت فيها النحت البارز(رليف) وهو نحت على طين ناري تم فخره تلوينه وتزجيجه فيما بعد.

 وهذه الأوجه الثلاثة في المسلة ترمز الى( التوحيد والنبوة والإمامة) وهذا ما أرت ان اعبر عنة و أوصلة للمتلقي وفي كل وجهه من أوجه هذه المسلة مجموعة من الرموز والدلالات فالوجه الأول احتوى على عبارة التوحيد وخط علية(لا اله إلا الله) مع وجود يد تشير الى وحدانية الخالق العظيم وبجانبها مسبحة فيها 99 حبة ترمز الى أسماء الله الحسنى وفي هذا الوجه أيضا رمزا لبيت الله المطهر وأئمة البقيع عليهم السلام.

الوجه الثاني حمل عبارة محمد رسول الله مع وجود لكتاب الله مفتوح مع بعض الموز الأخرى كمسجد الرسول(ص) والنخلة السومرية  بالإضافة لقباب وأضرحة الأئمة(ع).

الوجه الثالث للمسلة كتب عليه (علي ولي الله) بشكل متداخل مع اسم المهدي(عجل الله فرجه) وهما يرتبطان مع بعض من خلال  حرف الأليف الذي صمم بشكل سيف ذو الفقار بقبضة تكونت على هيئة طير يرمز لسلام وهو تعبير عن إن رسالة الإمام المهدي هي رسالة سلام ويحمل ميزان يمز للعدالة والإنصاف الذي سيشيعه الإمام المهدي(عجل الله فرجه) وهنالك أيضا قباب الأئمة الأطهار في العراق التي تداخلت مع باقي الرموز في النصب لكونها امتداد واحد.

العبارات والكلمات التي كتبت على جميع أوجه المسلة الثلاثة كانت تمثل اسم الإمام المهدي(عجل الله فرجه) وارتباطه بتلك المفاهيم التي تطرقنا إليها فتداخل تلك الكلمات أعطاها ميزه فنية وجمالية رائعة وهي يمكن ان تقرءا بأكثر من كلمة وتعطي أكثر من اسم وأكثر من معنى.

فوق هذه المسلة الملتوية يوجد كتاب مفتوح يمثل القران الكريم أنجز من الكاشي الكربلائي وخطت علية الآية(5 من سورة القصص) ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) وهي الآية التي تبشر بظهور الإمام المهدي(عجل الله فرجه) وقد خطت بثلاث خطوط مختلفة هي (الرقعة والنسخ وخط الأجازة).

أما الجز العلوي لنصب فقد ظهرت فيه يد الإمام الحسين(ع) مقطوعة الخنصر وهي تمسك براية تسلمها الى يد أخرى هي يد الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه) مع وجود قطرات من الدم الطاهر قد نزلت من الإصبع كي تظهر وتعرف المتلقي بمدى مظلومية الإمام الحسين(ع).

وقد استملت مادة البولمرات في انجاز النحت المدور لكونها مادة  عصريه تستخدم في انجاز العديد من الأعمال الفنية, أما باقي النصب او المسلة الثلاثية فنفذت من الطين الناري (طين عكاشات) الذي يتميز بتحمله لدرجات الحرارة العالية والتي تصل الى أكثر من الألف درجة مؤوية.

والعمل بمجملة بارتفاع(سبعة أمتار) من محيط القاعدة الأساسية للعمل استمر العمل فيه لمدة شهرين متتالين وهي فترة قياسية لكون العمل يحتاج الى فترة أطول لكن وكما ذكرت وبجهد استثنائي تم انجاز العمل في هذه الفترة القصيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/آب/2010 - 27/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م