العراق... انعطافات اجتماعية لإسقاطات سياسية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لكل بلد خصوصيته ومزاياه، حيث غالبا ما نجد الكثير من البلدان تتميز باستثناءات عن نظيراتها من الدول الأخرى، فتارة يكون التميز جغرافيا، أو اقتصاديا، أو اجتماعيا، ونادرا سياسيا، إلا أن العراق بات استثنائيا في كل شيء سيما فيما يتعلق بالجوانب الاجتماعية بعد أن مر هذا البلد بمخاضات وسلسلة مستمرة من التغييرات السياسية والاجتماعية والديموغرافية، ويبرز الوضع المعيشي المعقد في العراق عدة أوجه من تلك الاستثناءات الغريبة، وتنوعاتها المفرطة، نرصد من خلال التقرير الآتي جملة منها.

مليون دولار تحترق كل يوم

حيث تحترق يوميا كميات هائلة من وقود السيارات ويصل إلى مليون دولار على الأقل ما يذهب منها سدى في الزحام الذي تسببه حواجز التفتيش التي تنتشر في بغداد خصوصا بعد موجة التفجيرات الأخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أن "وزارتنا توزع يوميا 15 مليون لترا من البنزين في البلاد، بينها سبعة ملايين في بغداد". وتابع "السيارات التي تسير ببطء على مدى ساعات بسبب الازدحامات تستهلك كميات هائلة من الوقود".

ويبلغ عدد السيارات التي تتحرك في مدينة بغداد 1,5 مليون تستهلك وقودا قيمته حوالي 2,68 مليون دولار يوميا، وفقا لأسعار البنزين المحلية. ويحترق 40% من هذه الكمية تصل قيمتها إلى أكثر من مليون دولار، بلاد فائدة بسبب الاختناقات في عموم بغداد.

ويقول اسعد جميل وهو مهندس حاسبات "غادرت منزلي في منطقة الاعظمية في السابعة صباحا لإيصال زوجتي إلى الباب الشرقي (وسط)، لكني علقت في الزحمة خمس ساعات حتى غفوت على مقود السيارة".  وتابع "بعدها وصلت إلى عملي في منطقة المنصور (غرب) عند منتصف النهار". بحسب السي ان ان.

وبعد خمسة انفجارات في الثامن من الشهر الجاري أدت إلى مقتل 127 شخصا وإصابة مئات بجروح، اتخذت قيادة عمليات بغداد إجراءات أمنية مشددة تمثلت بمضاعفة نقاط التفتيش وزيادة الحيطة والحذر.

ويرى جميل أن السبب في زيادة الازدحام في عموم بغداد، يعود إلى حواجز التفتيش قائلا "أنها نقاط التفتيش ودوريات قوات الأمن، السبب في غلق الطرق لأنهم لا يبالون بما نعاني".

وتابع "امس ملأت سيارتي بالوقود واليوم لم يبق منه شيء ويجب إعادة ملئه مجددا".

ويشير إلى انه "قبل الإجراءات الأخيرة اثر وقوع الانفجارات، كنت احتاج لأقل من ساعة لذهب من بيتي (شمال) إلى بيت أهل زوجتي (وسط) ثم إلى عملي في غرب المدينة، لكن عدد نقاط التفتيش تضاعفت واصبحت ثمانية الان".

من جانبه، يقول حيدر حسين (38 عاما) وهو يقود سيارة الأجرة اليابانية الصنع المتهرئة "اعمل من الثامنة حتى الخامسة مساء يوميا، لكني أضيع حوالي نصف وقتي في الازدحام يوميا".

ويضيف أن "هذا يعني أنني اخسر حوالي ثلاثين لترا قيمتها 13,550 دينار (حوالى 12 دولار) وانا انتظر في الزحمة".

انتظروا ولادتها 13 عاما وقتلت في يومها السابع

من جانب آخر كان ابو طيبة يعيش اكثر اسبوع سعادة في حياته وكانت لحظات الفرح تتطاير من عيونه فاخيرا رزق بابنته طيبة التي ظل ينتظر مجيئها لاكثر من 13 عاما دون ان يعرف ما يخبئه له القدر الذي لم يمهل طيبة كثيرا لتخطفها يد الممنون بعد سبعة ايام على ولادتها وتموت  بالانفجار الذي استهدف كنيسة الطاهرة غربي الموصل.

 ويروي سعد جاسم (كاسب (40) عاما) والد طيبة قصته وهو يذرف دموعه واقفا عند بوابة الطب العدلي في الموصل لاستلام جثة طفلته “رزقت بطلفتي طيبة بعد (13) عاما من زواجي ومللت من مراجعة الاطباء طيلة هذه السنوات حتى رزقنا الله بها قبل سبعة ايام”.

ويكمل ابو طيبة روايته “اخذت اثناتان من قريباتنا طفلتي لاخذ اللقاح الاولي لها بعد ولادتها وذهبتا بها الى المستشفى وبعد اكمال اللقاح وخروجهن من المستشفى بسيارة اجرة وفجأة حدث الانفجار امامهن في حي الشفاء (غربي الموصل) ما ادى الى مقتل طيبة واصابة الامرأتين اللتين كانتا برفقتها لغرض اللقاح بعد ان تعذر حضور والدتها الى المستشفى بسبب عملية الولادة التي اجبرتها ان ترقد بالمنزل “. ويعلق جاسم في ختام حديثه “الله جاب الله اخذ”. بحسب اصوات العراق.

وكان انفجار سيارتين مفخختين بالتعاقب في حي الشفاء بالقرب من كنيسة الطاهرة اسفرا عن مقتل اربعة مدنيين واصابة 40 اخرين بجروح والحاق اضرار بالجدار الخارجي للكنيسة وتكسر زجاج النوافذ.

من جانبه اكد مصدر في شرطة نينوى ان “من بين القتلى اللذبن راحوا ضحية انفجار سيارتين مفخختين بالقرب من الكنيسة طفلة بعمر سبعة ايام”.

حياة قاضي

من جهة أخرى، مثل غيره من القضاة في كل مكان يسير قاضي التحقيقات الرئيسي في الموصل بخطى سريعة وتتكدس على مكتبه تلال الملفات ويتحرك عشرات الزوار أمام مكتبه جيئة وذهابا.

لكن ما يميزه عن غيره من قضاة العالم هو التهديدات بالقتل التي تلقي من تحت بابه والرصاصات التي تطلق داخل قاعة المحكمة والعدد المتزايد من نظرائه القضاة الذين يقتلون.

فمن بين 70 قاضيا في المدينة الشمالية التي يسودها العنف يبرز ذلك القاضي كهدف رئيسي للاغتيال بالنسبة للجماعات المسلحة واخرين غاضبين من أحكامه -الامر الذي يشير الى التحديات التي يواجهها العراق في الوقت الذي يحاول فيه ارساء حكم القانون بعد سنوات من الحرب واراقة الدماء. بحسب رويترز.

وقال القاضي البالغ من العمر 60 عاما بينما كان يجلس وراء مكتب خشبي في مكتبه بقاعة المحكمة ويسرد اسماء زملائه القضاة الذين قتلوا انه يمكن ان يتعرض للقتل في اي وقت. ورفض نشر اسمه خشية الاقتصاص منه.

وأضاف أن جميع قضاة الموصل يتلقون تهديدات. واضاف انه يتلقى اتصالات هاتفية او يبعث اليه برسائل تفيد "اذا لم تفرج عن هذا السجين فسنقتلك او نضع قنبلة امام منزلك."

وقال مسؤول من فريق اعادة الاعمار الامريكي بالمحافظة والذي يعمل مع القضاة ان الشهر الماضي وحده شهد أربعة هجمات على الاقل على قضاة في الموصل او المناطق المحيطة بها.

فقد انفجرت قنبلة زرعت على الطريق في موكب قاض واطلق النار على اخر في مسجد واطلق مسلحون النار على ثالث خلال قيادته سيارته في الطريق الى عمله. وأطلق الرصاص على الرابع مرتين في الكتف أمام منزله لكنه نجا بعد ان زحف الى منطقة امنة.

وقال مسؤول اعادة الاعمار الامريكي الذي رفض ايضا نشر اسمه "النظام القضائي هو أساس أي مجتمع منظم. "لذلك يخرج الارهابيون لترويع القضاة."

وكل ذلك مقياس لما يحدث في الموصل احدى اخطر مدن العراق. وربما يكون عدد الهجمات الانتحارية قد تناقص لكن الجماعات المسلحة مثل القاعدة تواصل اطلاق النار والقتل والابتزاز.

ويعني تنوع سكان المدينة بين العرب والاكراد والمسيحيين وتركمان ان التوترات واردة ودائما والعدوات شائعة.

واصبح القضاة اهدافا اسهل منذ تولى القضاة المحليين مسؤولية النظر في القضايا من القضاة الزائرين القادمين من بغداد.

وحرصا على ضمان الا يخرج النظام القضائي الهش في العراق عن مساره يعكف مسؤولون امريكيون على تدريب سكان محليين على العمل حراسا شخصيين للقضاة. لكن تدريبا اساسيا أجري خارج محكمة بالموصل اظهر تدني مستوى التعلم.

وأحاط أربعة حراس مفترضين بقاضيهم ولوحوا ببنادق الكلاشنيكوف وارتسمت على وجوههم الصرامة لكنهم اصطدموا بتهور بكيس من الرمل وعلبة معدنية يمثلان قنبلتين افتراضيتين مزروعتين على طريق.

وقال السارجنت جيمش هولترمان احد المدربين الامريكيين "نصفهم لم يمسك ببندقية من قبل..لذا لدى اشخاص في تدريب الرماية لم يمسكوا ببندقية من قبل." وشكا من انهم كحراس مدنيين ليس مسموحا لهم بحمل اسلحة وان البنادق الكلاشنيكوف المعروضة مستعارة.

وأضاف "كيف يمكننا حماية اي شخص دون بنادق .. سيطلقون علينا النار عند نقاط التفتيش اذا حملنا اسلحة."

والمسلحون ليسوا مبعث القلق الوحيد. فقد قال مسؤولون امريكيون ان ضابطا بالجيش العراقي دخل مكتب قاضي الموصل مطالبا اياه باصدار مذكرة اعتقال واطلق النار في الهواء عندما رفض القاضي.

وثمة قضية أكثر ارباكا على الامد الطويل وهي نوع القضايا التي تتراكم امام القضاة يوميا. وقال ان نحو 70 في المئة منها تفتقر الى اي دليل والكثير منها تحركها النزاعات الشخصية.

وتابع القاضي ان هناك قضايا كثيرة مجرد هراء ومختلقة من اجل الانتقام مسترجعا كيف حاول موصلي جعل اخر يعتقل برفع قضية ضده لان كلاهما يحب نفس الفتاة.

يعثر على والدته بعد عشرين عاما

من جهته عثر زمناكو، وهو احد ضحايا القصف الكيميائي لحلبجة في ثمانينات القرن الماضي، على والدته بعد فراق استمر اكثر من عشرين عاما امضاها في كنف امراة ايرانية من مدينة مشهد.

وعاد علي، واسمه الاصلي زمناكو، من ايران الى كردستان العراق في تشرين الاول/اكتوبر الماضي للبحث عن عائلته التي فقدها يوم كان رضيعا في شهره الرابع خلال قصف نظام صدام حسين حلبجة بالاسلحة الكيميائية في آذار/مارس 1988. وتربى علي (21 عاما) في كنف امراة ايرانية تبنته بعد نقله الى احد مستشفيات كرمانشاه في اعقاب القصف.

ونظمت وزارة الشهداء والمؤنفلين (نسبة الى حملة الانفال) التابعة لحكومة اقليم كردستان مراسم خاصة لاعلان نتائج فحص الحمض النووي الذي كانت تنتظره خمس عائلات، جميعها تبحث عن ابنائها الذين فقدوا خلال القصف. بحسب فرانس برس.

ولدى اعلان النتائج في قاعة النصب التذكاري لضحايا حلبجة، تبين ان فاطمة حمة صالح هي الام الحقيقية لزمناكو، ولم تتمالك نفسها وكاد ان يغمى عليها ورددت بصعوبة وبنفس متقطع "الحمد والشكر لله".

وبعد عودة فاطمة وابنها الى منزلهما في منطقة كولكين، وصفت الام عودة ابنها بينما كانت تنظر اليه بشغف "انت تحمل رائحة اخوانك واختك وابيك، انت هبة من الله لي في آخر عمري كي لا اموت حزنا على ما جرى لي من مآس".

وفقدت فاطمة (50 عاما) اربعة من ابنائها وزوجها اضافة الى علي، ولم تتمكن حتى من رؤية جثثهم لانهم دفنوا في المقابر الجماعية جراء القصف الذي تعرضت له حلبجة في 16 اذار/مارس 1988.

ولم يفهم زمناكو الذي يتحدث الفارسية فقط ما قالته امه الا بعدما ترجم كلامها احد الحضور. واكدت الوالدة ان زمناكو يشبه الى حد كبير والده، مضيفة ان "ظهور ابني ينسيني مأساة الدمار التي اصابت عائلتي".

وبحزن كبير تتذكر فاطمة، التي غزا الشيب شعرها، ما حدث ذلك اليوم. وتقول "كنت في المنزل حوالى الساعة الحادية عشر صباحا، وفور ابتداء القصف توجهنا الى الملاجئ الترابية للاحتماء، وبعد خروجنا غطينا وجوهنا بمناديل واقمشة مبللة كي لا نموت جراء تأثير الغاز السام. لكن اربعة من ابنائي وابنتي وزوجي فقدوا حياتهم".

وتتابع "كان زمناكو في حضني حين فقدت الوعي جراء الاصابة، وبعد مدة فتحت عيني ورأيت نفسي في احد مستشفيات مدينة كرمانشاه الايرانية". وكانت طائرات حربية عراقية شنت في 16 اذار/مارس 1998 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال احدى حملات الانفال الثماني بين العامين 1987 و1988.

واسفرت الغارات عن مقتل ما بين اربعة الى خمسة الاف شخص في حين ادت حملات الانفال الى مقتل نحو مئة الف شخص وتدمير ما لا يقل عن ثلاثة الاف قرية وتهجير عشرات الالاف. وما يزال عدد كبير من اهالي القرى المحيطة بحلبجة يتذكرون تلك المأساة التي اشرف على تنفيذها علي حسن المجيد الذي لقب بعدها ب"علي الكيمياوي".

وتضيف فاطمة "قبل شهرين كنت اشاهد التلفزيون وعلمت ان احد اطفال حلبجة المفقودين في ايران يبحث عن عائلته فاتصلت داعية الله ان يكون الشخص ابني علي". وتختم الوالدة السعيدة بعودة ابنها معربة عن امنيتها بان "اعوض ابني عن ما فاته من حنان منذ 21 عاما".

من جهته، يقول زمناكو محمد احمد ان امه الايرانية كبرى حمدي بور ابلغته بانه من اطفال حلبجة وانه نقل من مستشفى كرمانشاه الى مدينة مشهد الايرانية وبعدها نقل الى دار الايتام لترعاه الدولة.

ويضيف ان امه بالتبني كانت تعمل في دار الايتام وكان لها ولدان آخران. ويقول "كانت حنونة وكنت اشعر احيانا انها تحبني اكثر من ولديها الاصليين (...) كانت امكاناتها متواضعة لانها فقدت زوجها وكانت تعيش على راتب تقاعدي من الدولة". ويتابع "حين بلغت السابعة من العمر قالت لي +انت من حلبجة وفقدت عائلتك".

ويضيف "اكملت دراستي الابتدائية والثانوية، لم استطع الالتحاق بالجامعة لانني لست ايرانيا ولا هوية لدي تثبت نسبي (...) تزوج اخواي ولقيت امي حتفها في حادث سير وحينها قررت العثور على عائلتي الحقيقية والعودة الى حلبجة".

ويقول زمناكو، الذي سمي على اسم جبل شاهق في كردستان العراق يقع جنوب شرق حلبجة، "كنت في احد فنادق السليمانية، لم تغمض عيناي، دخلت القاعة فوجدت خمس عائلات كانوا مثلي بانتظار النتائج وبعد اعلانها احتضنت والدتي وليس بامكاني وصف الحالة والمشهد او التعبير عن الشعور بعد 21 عاما من الفراق".

ويختم الشاب العائد من ايران، مؤكدا انه سينتقل الى السليمانية لان "امي تعيش هناك وسأتفرغ لاكمال دراستي لكنني سأبقى على اتصال بأقاربي وزملائي في مشهد".

عودة الحياة الليلية

من جانب آخر قال صلاح عبد الرزاق محافظ العاصمة العراقية بغداد ان السلطات أمرت باغلاق جميع الملاهي الليلية في المدينة مع عشرات المتاجر التي تبيع الخمور خشية ان تقوض هذه الأماكن "الأخلاق العامة".

وقال المحافظ في مقابلة ان قوة خاصة من الشرطة قامت باغلاق 95 من الملاهي غير المرخصة و42 متجرا للخمور منذ بداية شهر نوفمبر تشرين الثاني بعد ان شكا الجيران من تناول القصر للخمور ومن حالات السكر العلنية ومن الإعلانات السافرة. وقال انه لا يوجد في العاصمة العراقية أي ملهى ليلي يحمل ترخيصا.

وأدى الإغلاق الى التصدي للعودة القصيرة لحياة الليل الصاخبة في بغداد حيث بدأ السكان في العودة الى بعض النشاطات التي أُرغموا على هجرها وسط أعمال العنف الطائفية التي أطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.

ولم تتضح الجهة التي أصدرت الأمر بالاغلاق. وقال عبد الرزاق ان الحكومة وافقت على هذا الإجراء.

لكن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية نفى ان يكون رئيس الوزراء نوري المالكي ضالعا في ذلك. وقال الدباغ ان هذا الموضوع خاص بمحافظة بغداد وليس مسألة اتحادية.

واعتبرت إعادة افتتاح الملاهي الليلية في بغداد التي تقدم الرقص الشرقي والخمور في العام الماضي خطوة نحو عودة الحياة الطبيعية الى المدينة وقالت الشرطة ان حكومة المالكي أوعزت اليهم بغض الطرف عنها.

وكانت الميليشيات تقوم باعدام الاشخاص الذين يخالفون الشريعة الاسلامية في ذروة الحرب الطائفية واستهدف الانتحاريون الأماكن العامة لقتل عشرات الاشخاص في ذلك الوقت.

وقتل 100 الف مدني على الاقل في العراق منذ عام 2003.

لكن العنف تراجع في الشهور الأخيرة مما شجع سكان بغداد على ممارسة الحياة الاجتماعية. وسجلت وزارة الصحة في نوفمبر تشرين الثاني أدنى معدل للوفيات في شهر واحد منذ الغزو الامريكي.

وقال عبد الرزاق ان اي شخص يُضبط وهو يُدير متجرا أو حانة بدون ترخيص سيواجه السجن لمدة ستة أشهر مع الغرامة.

فيلم ابن بابل

من جهة أخرى، لفترة طويلة من الوقت، وقف المخرج السينمائي العراقي محمد الدرادجي وحيدا في الساحة السينمائية العراقية، إذ أن الحرب والدمار والعنف أرهقت البلاد، وبنيتها التحتية، وسكانها على السواء.

فهذا الشاب العراقي، البالغ من العمر 31 عاما، والذي تلقى تعليمه في بريطانيا، هو واحد من قلة من المخرجين الذين أنتجوا أفلاما من العراق منذ بدء الحرب في 2003.

أول أفلام الدرادجي كان فيلم "أحلام"، الذي أنتجه في 2006، ويحكي قصة مريضين نفسيين يهربان من مصحة عقلية وسط الدمار والعنف ببغداد في ذلك الوقت، مما جعله جديرا بالوصول إلى قائمة الأفلام العالمية الأفضل للأكاديمية الأمريكية للفنون.

وفيلم "أحلام" هو واحد من ثلاثة أفلام فقط أنتجت منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق.

إلا أن الأحوال تغيرت اليوم بعض الشيء، خصوصا بعد أن أصبح المخرجون العراقيون قادرين على عرض أفلامهم في مختلف المهرجانات العالمية، وهو ما يشير إلى وجود وميض أمل بالنسبة للسينما بالعراق.

ويقود الدرادجي هذا التغيير بفيلم جديد يحمل عنوان "ابن بابل"، الذي عرض العام الماضي في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بأبوظبي.

ويركز "ابن بابل" على صبي صغير وجدّته، إذ يبدآن رحلة للبحث عن والد الصبي بعد اندلاع الحرب في 2003.

ولا يطرح الفيلم وجهة نظر الصبي وجدته فحسب، بل أيضا وجهة نظر آلاف العراقيين الباحثين عن أقاربهم وأحبائهم بعد الحروب الطويلة التي مرت بها البلاد.

يقول الدرادجي: "الفيلم يحكي ماضي وحاضر العراق، فقد استلهمت القصة من عمتي، التي لم تعثر أبدا على ابنها بعد الحرب العراقية الإيرانية. وعندما كنت على وشك الانتهاء من كتابته، سمعت عن المقابر الجماعية في بابل، وتذكرت عمتي على الفور."

ورغم أنه ليس كرديا، فضل الدرادجي أن يكون بطل الفيلم من كردستان وذلك لإضافة تعقيدات اللغة على معضلات الشخصية.

وعن ظروف صناعة السينما في العراق، يقول الدرادجي: "في الماضي لم يكن تكن هناك سينما مستقلة، واليوم وبعد سقوط نظام صدام، وعودة الحرية، لا زلنا نعاني من العنف والاحتلال، مما جعل صناعة السينما أمرا صعبا للغاية."

إلا أن الدرادجي يؤكد بأن الجيش العراقي والشرطة تعاونوا بشكل كبير مع طاقم الفيلم، مما سهل العملية بأكملها، إذ أن الخوف الأساسي أن يتم إطلاق النار على أحد المشاركين في الفيلم، مما قد يؤخر عمل الجميع.

غير أن هذه الظروف لم تتوافر لدى مخرجين عراقيين آخرين، فالمخرج شوكت أمين كوركي، صاحب فيلم "ضربة البداية" يقول بأن طاقم الفيلم تلقى الكثير من تهديدات الخطف والقتل.

ويضيف: "خلال التصوير، كنا نسمع أصوات الانفجارات المرعبة، وتلقينا تهديدا من أحد المجموعات تقول فيه إنها سترسل مركبة مليئة بالمتفجرات إذا لم نتوقف عن التصوير."

ويؤكد كلا المخرجين أن العقبة الرئيسية اليوم هي التمويل، فقد كان على الدرادجي الاعتماد على تمويل من المجلس البريطاني للأفلام، وعدد آخر من الجمعيات السينمائية العالمية.

يذكر أن فيلم "ابن بابل" سيتم عرضه في مهرجان صن دانس السينمائي الدولي، ليكون بذلك أول فيلم عراقي يتم عرضه في هذا الحدث السينمائي الكبير.

صنع أفران الطين

من جانب آخر تنتج عشرات الورش الافران العراقية التقليدية المصنوعة من الطين المعروفة باسم التنور هنا في قرية كولجيكان الصغيرة في مدينة كركوك التي يسكنها خليط من الاعراق.

واشتهرت كولجيكان في أنحاء العراق بصنع أفران التنور طوال 50 عاما. ومع انتشار البطالة وتضاؤل فرص العمل اتجه المزيد من سكان القرية في السنوات الاخيرة لصنع التنور الذي يستخدم في انتاج الخبز.

وقالت امرأة من أهالي القرية تدعى بشرى ناصح تعمل مع أفراد أسرتها في صنع التنور "نحن فقراء ولا عمل لنا لذلك نصنع أفران الطين. أعمل في هذه الحرفة منذ عام 1991 أمي علمتني صنع الفرن من الطين. أنا وزوجي نصنع أنواعا وأحجاما مختلفة من أفران الطين للمطاعم والمنازل والمخابز." بحسب رويترز.

ويصنع التنور يدويا بنفس الطريقة التي ينتج بها منذ قرون. ويخلط الطين بالقش والماء لاعاداد المادة التي يشكل منها التنور الذي يترك بعد ذلك ليجف في الشمس فترة تتراوح بين يومين وخمسة أيام تبعا لحجمه وشكله.

وزاد الطلب على التنور منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 حيث لا يحتاج هذا الفرن التقليدي الى الغاز أو الكهرباء اللذين تراجعت امداداتهما هذه الايام في كثير من أنحاء العراق.

ويقول سكان كولجيكان ان تزايد عدد الورش التي تصنع التنور أدى الى تراجع سعره. وويقول صناع التنور في كركوك ان الافران الكبيرة الحجم كانت قديما تباع بسعر يصل الى 150 ألف دينار عراقي (128 دةلارا) فبل عدة أعوام.

لكن السعر أصبح الان يتراوح بين 25 ألف دينار (20 دولارا) للتنور الصغير و100 ألف دينار (نحو 85 دولار) للحجم الكبير.

وقالت بشرى ناصح "خمس عائلات فقط في القرية كانت تصنع الافران من الطين في هذه القرية قديما.

لكن كل سكان القرية أصبحوا يصنعون تلك الافران في الاونة الاخيرة. بعد زيادة الورش التي تنتجها نضطر لبيع انتاجنا بثمن بخس."

واضطرت ظروف المعيشة الصعبة بعض الاطفال في كولجيكان للعمل في صنع أفران التنور.

وقال ولد يدعى مروان رمضان يعمل في ورشة لصنع التنور "أعمل في صنع الافران من الطين منذ منذ خمس سنوات. عملي هو خلط الطين بالقش لاعاداد المادة التي تصنع منها تلك الافران. أتقاضى 25 ألف دينار عراقي (20 دولارا) في الاسبوع. أساعد أسرتي في انتاج وبيع تلك الافران."

وتعمل ورش صنع التنور التقليدي ظروفا صعبة أثناء العمل صيفا وشتاء. وقالت امرأة تعمل مع زوجها في صنع الافران من الطين تدعى أم فرهد "نصنع ما بين أربعة وستة أفران في الاسبوع. لا نستطيع أن ننتج أكثر من ذلك لان الطقس حار جدا في الصيف وبارد جدا في الشناء. أحاينا نحتاج نارا لندفيء أيدينا أثناء العمل في الشتاء."

واكتشف أقدم فرن صنع من الطين في التاريخ بمدينة بابل الاثرية ويقال انه يرجع الى 4000 عام قبل الميلاد.

سيرك على المسرح

الى ذلك تقدم شركة جهان (العالم) الايرانية مساء كل يوم عرضا للسيرك في مدرج مفتوح امام باب عشتار في مدينة بابل الاسطورية.

وبعدما اودت حرارة الجو بحياة الاسد والثعبان، وبعدما سرق القرد على الطريق، لم يبق الا عروض لمهرج وسائق دراجات والعاب نارية وحيوانات قليلة يقدمها السيرك على المسرح البابلي، جنوب بغداد.

انطلقت عروض السيرك في الخامس من تموز/يوليو، وتقدم هذه العروض مساء كل يوم على المسرح البابلي المفتوح في مدينة بابل الاثرية (80 كلم جنوب بغداد). وباستثناء اقليم كردستان الشمالي، لم تقم في العراق اي عروض سيرك منذ اربعين عاما، فآخر العروض كانت عام 1970 وقدمتها فرق من بلغاريا ورومانيا وروسيا في بغداد.

وقال ابو غيث مدير شركة "ضفاف الفرات" العراقية التي نظمت قدوم السيرك الايراني، ان "السيرك عاد الى العراق عبر بابل". واضاف وهو يقف على مدرجات المسرح، ان "الشركة (جهان) كانت مترددة في المجيء لاسباب امنية، لكن مديرها وافق بعد ان جاء الى هنا وتفقد المكان". بحسب فرانس برس.

وكان المسرح البابلي، ويتسع لخمسة الاف شخص، مخصصا قبل عام 2003 لتنظيم مهرجان سنوي كبير لتمجيد الديكتاتور السابق صدام ودعم اقواله بالانتماء للملك البابلي الشهير نبوخذ نصر الثاني. وما زال هناك قصر لصدام حسين ينتصب في هذا الموقع التاريخي لغاية اليوم، لكن لم يعد هناك جداريات او صور تخلده في المكان.

وعند المدخل، يسير المتفرجون على بوسترات انتخابية مبعثرة على الارض حمل بعضها صورا لمسؤولين حكوميين كتب عليها "انت الامل".

وانتشر نحو اربعمائة متفرج على مدرجات المسرح، وبدت السعادة واضحة على بعض الاطفال الذين كانوا يرقصون على وقع الموسيقى.

وقال نبيل محمد (30 عاما) الذي وصل مع عائلته وهو يحمل طفلته هدى ذات الربيع الاول، ان "عائلتي لم تشاهد سيركا من قبل ابدا". وسبق ان قدمت "جهان" عروضا في تركيا وروسيا وايطاليا، ولديها عدد المهرجين والبهلوانات يقدمون عروض سيرك عالمية مألوفة.

ورغم حرارة الجو، كانت السعادة واضحة على وجوه المتفرجين الذين جلسوا وسط الاضواء المنتشرة في اركان المسرح التاريخي.

وبدا نجاح عروض السيرك واضحا في عيون الحاضرين من العراقيين الذين غالبا ما يفتقدون ما يدخل البهجة الى النفوس.

وطالب مقدم فقرات السيرك الجمهور بتشجيع راكب دراجة نارية قبل ان يبدأ الدوران داخل كرة مشبكة.

وخلال الاستراحة، جلس بعض الحضور في الهواء الطلق يستمعون الى اغنية "بيلي جين" لمايكل جاكسن.

ولكن احمد صلاح وصديقه امير اللذين جاءا للمرة الثانية لمشاهدة العروض، قالا ان "هناك حيوانات لم تشارك في العرض هذا المساء".

وتبين ان السيرك فقد ظهر الاسد واحد الثعابين، بعد ان تركا تحت اشعة الشمس لساعات طويلة، في وقت تجاوزت درجة الحرارة في الظل الخمسين درجة مؤية، بعد ان سرق القرد منه في وقت سابق. وقام المسؤولون عن السيرك بنحر خروف "لحماية السيرك من الحسد"، وتجنبا لوقوع المزيد من الخسائر.

ووعد مسؤولو السيرك باحضار اسد جديد في حال استمرت العروض في در الموارد. وتبلغ قيمة تذكرة حضور العرض للكبار ستة الاف دينار (حوالى خمسة دولارات) وثلاثة الاف دينار للاطفال.

القيمة النجفية

الى ذلك يلاحظ من يزور بيروت الشرقية حاليا أن الكثير من مطاعمها باتت تقدم أكلات لم تألفها من قبل، وربما يدهش عندما يعلم أنها عراقية خالصة ومنها القيمة النجفية، في حين وجدت المرأة اللبنانية في الأطعمة العراقية وسيلة مضافة تساعدها على كسب قلب زوجها.

فقد بدأت الكثير من المطاعم اللبنانية لاسيما في بيروت الشرقية بتقديم القيمة النجفية وغيرها من الأكلات العراقية إلى جانب الأكلات اللبنانية التقليدية كالتبولة والكفتة حتى يخال الشخص نفسه جالسا في واحدة من المناطق الشعبية العراقية، ربما بسبب كثرة اللاجئين من بلاد الرافدين إلى بلد الأرز كسواها من البلدان.

وقال الطباخ المتخصص في إعداد القيمة النجفية في بيروت علي الغرابي إن قدومه إلى العاصمة اللبنانية كان “منذ خمس سنوات وقد آثرت استثمار خبرتي العملية لتعريف اللبنانيين بهذه الأكلة النجفية الشهيرة التي تذكرني بالأهل والأصدقاء والأجواء الحميمة في بلدتي”، مشيرا إلى أن القيمة “باتت مشهورة عند شريحة واسعة من اللبنانيين وأن الكثير من ربات البيوت اللبنانيات تعلمن طريقة طبخها ربما لتأكيد مهارتهن وكسب ود أزواجهن”.

وأضاف “عادة ما أقوم بتحضير هذا النوع من الطعام أيام الاحتفال بالمناسبات الدينية إذ تعمد بعض المكاتب الإسلامية والمنظمات الخيرية لتوزيعها على الأهالي مجانا”، مبيننا أن بعض أصحاب المطاعم من العراقيين “يحرصون على تقديمها كوجبة رئيسة بشكل مستمر نظرا لإقبال اللبنانيين وغيرهم من الزبائن على تناولها”. بحسب اصوات العراق.

وبشأن تاريخ هذا النوع من الطعام رجح الغرابي اقتران القيمة بذكرى “إحياء استشهاد الإمام الحسين (ع)”، مضيفا أن النجفيين “هم أول من تفننوا في صناعتها وتحضيرها قبل أن تنتقل لباقي المدن العراقية عن طريق زوار العتبات المقدسة وأصحاب المواكب وسواهم”.

وأبدى الطباخ العراقي المغترب علي الغرابي حرصه على “مواصلة إعداد القيمة النجفية وغيرها من الأكلات الشعبية العراقية رغبة مني بالحفاظ على العادات والتقاليد العراقية لاسيما أن هنالك من يحبذها”، منوها إلى أن هذا الإصرار العراقي “هو الذي حافظ على استمرارية أكلاتنا الشعبية ومنعم انقراضها وسط طوفان الأكلات السريعة والغريبة على أذواقنا”.

إلى ذلك رأى المغترب العراقي نور الدين محمد أن الثقافة الشعبية “تعد ركنا رئيسا في حياة كل شعب”، واصفا القيمة النجفية بأنها “واحدة من موروثاتنا”.

وأوضح أن الشيء الجميل الذي يتصف به العراقي المغترب هو “سعيه لنقل ثقافة بلده إلى البلدان الأخرى”، عادا أن ذلك بحد ذاته “مسألة مهمة لأنها تمكن الشعوب الأخرى من معرفة ثقافتنا ومميزاتنا”.

وبشأن القيمة النجفية وانتشارها في مطاعم بيروت الشرقية بخاصة، قال محمد إن الكثير من المطاعم “تدرج هذه الأكلة ضمن قائمة الطعام الذي تقدمه للزبائن”، مضيفا “وهذا شيء بات معروفا ومألوفا عند اللبنانيين الذين نراهم يقدمون على تناولها”.

وذكر أن المطاعم اللبنانية بدأت “تجيد إعداد العديد من الأطعمة الشعبية العراقية والتفنن بتقديمها”، وزاد “لكل أبناء بلد طعامهم المفضل وحينما يجدونه خارج حدود بلدهم يشعرون وكأنهم في بيئتهم الأم”.

على صعيد متصل قال المواطن اللبناني حسين عواضة إن من “البديهي جدا أن تتلاقح ثقافات وتقاليد الشعوب عند اجتماع أبنائها”، ومضيفا “لهذا فقد عرف اللبنانيون أكلة القيمة من خلال أصحاب المطاعم العراقيين الذين يحسنون صناعتها بنحو لافت”.

وتابع عواضة “أعرف عوائل تعودت على طبخ الأطعمة العراقية في بيوتها كأطباق لا يمكن الاستغناء عنه”، مشيرا إلى أن طريقة إعداد القيمة النجفية “سهلة جدا وبإمكان أي شخص طبخها بنفسه دون اللجوء إلى مساعدة كبيرة من الآخرين”.

 واستطرد “هناك أنواع عديدة من الأطعمة اشتهرت بها المجتمعات العربية والإسلامية ويمكن التعرف على كثير من الشعوب من خلال أكلاتها الشعبية”، مضيفا أن كل بلد “يختلف عن الآخر بتقاليده وبيئته الطبيعية وأوضاعه الاجتماعية والثقافية”.

وذكر “يمكن لأي شخص الوقوف على طبيعة التطور الذي تشهده البلدان والمستوى المعيشي لأي بلد من خلال الأطباق التي تميزه عن غيره وتشكل جزءًا من تراثه”.

لكن الحاجة أم حسين العراقية المتزوجة من لبناني رأت أن هناك “تقاربا وتشابها كبيرا في العادات والتقاليد العراقية واللبنانية”، مبينة أن صناعة العديد من أنواع الأطعمة “لا تختلف إلا قليلا بين العراق ولبنان”.

وقالت أم حسين إن الأطعمة العراقية “يمكن أن تقدم في معظم البلدان العربية والإسلامية”، مستدركة “لكن ما يختلف قد يكون فقط التسمية وطرق الإعداد”.

وتابعت أن “كثيرا من الأطعمة التي تصنع في بغداد والمدن العراقية الأخرى موجودة اليوم في بيروت لكنها تعرف بأسماء أخرى”.

وعن انتشار القيمة النجفية في مطاعم بيروت قالت أم حسين “نتيجة الزيارات التي عادة ما يقوم بها اللبنانيون إلى بغداد والنجف والمحافظات الأخرى تعلموا الكثير من الطبائع والتقاليد العراقية”، مستطردة أن المرأة اللبنانية “تعلمت مثلا كيف تصنع الدولمة البغدادية والباجة والطرشي فضلا عن القيمة النجفية لأنها وجدت هذه الأطعمة لذيذة ويمكن أن تساعدها في كسب محبة زوجها وباقي أفراد عائلتها لاسيما من الذكور لأن أقرب طريق إلى  قلب الرجل معدته كما تعرفون”، بحسب تعبيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الإثنين 2/آب/2010 - 21/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م