
شبكة النبأ: يدرك قادة دول الخليج
إنهم زجوا في صراع دولي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، قد تكون له تداعيات
خطيرة على مستقبل بلدانهم، فبين مطرقة الدولة الغربية وسندان الجمهورية
الإسلامية الإيرانية ترزح دول المنطقة وتتأثر بشكل مباشر بإسقاطات ذلك
الصراع.
وتشكل حركة الملاحة البحرية في تلك المنطقة، وبالتحديد مضيق هرمز
عصب محوري في اقتصاديات تلك دول ومنفذها الوحيد، الأمر الذي يجعل من
التجاذبات السياسية بين إيران والغرب أو أي مواجهات عسكرية محتملة في
مياه الخليج مصدرا يثير مخاوف دوله العربية بشكل كبير وصريح.
مسار محفوف بالمخاطر
حيث يرى بعض المحللين ان الإمارات العربية المتحدة تتجه نحو تبني
موقفا أكثر تشددا ازاء ايران لتقديرها أن خطر ايران نووية على أبوابها
قد يفوق تكلفة نشوب حرب بين ايران والغرب.
وتحرص الإمارات المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تستضيف كغيرها
من دول الخليج العربية منشآت عسكرية أمريكية على تجنب حرب بسبب برنامج
ايران النووي من المؤكد تقريبا أنها ستمتد الى الدول العربية التي لا
يفصلها عن الجمهورية الاسلامية سوى مياه الخليج.
ولكن أبو ظبي المصدرة للنفط تشعر بقلق متزايد على ما يبدو من أن
السلاح النووي قد يعطي ايران الشيعية وغير العربية ذخيرة لان تروع
كيفما شاءت جيرانها العرب الاصغر منها بكثير حيث أغلبية السكان من
السنة.
قال شادي حميد مدير الابحاث في مركز بروكينجز الدوحة "الامارات تشعر
بأنها مهددة" مضيفا أن نهج الامارات الاستراتيجي يتغير الى حد ما فيما
يبدو.
وأضاف "ايران قد تصبح بدرجة كبيرة في طريقها لامتلاك قدرة نووية اذا
لم يحدث شيئا عاجلا." بحسب رويترز.
ومضى يقول "لن يتضرر أحد من هذا مثل دول الخليج. وعليه لا أريد أن
أقول انها تشعر بالذعر ولكن هناك قطعا قدرا متناميا من القلق والتوتر."
وتزايدت الضغوط على أبو ظبي مع ارتفاع حدة التوتر بين ايران والغرب
لتبين أين تقف لانها تسعى لتجنب الحرب بينما تأمل كذلك ألا تسمح واشنطن
بأن تصبح ايران قوة نووية وتحاول بالتالي احتواء التهديد الناجم عن ذلك.
وتسير الامارات على خيط رفيع.
وأشارت الامارات الى أنها لم تعد مستعدة كما كانت من قبل لان تعمل
كشريان حياة مالي لايران بعدما فرضت الامم المتحدة عقوبات جديدة على
طهران الشهر الماضي بحثها البنك المركزي على اصدار تعليمات بتجميد أي
حسابات لعشرات الشركات التي تستهدفها العقوبات.
وظهرت مشاحنات أخرى كلما انحازت أبو ظبي أكثر الى جانب الولايات
المتحدة لتبلغ ذروتها بتصريحات أدلى بها هذا الشهر سفير الامارات لدى
واشنطن مشيرا الى أن بلاده قد تؤيد تحركا عسكريا أمريكيا ضد ايران.
وقال السفير يوسف العتيبة عند سؤاله في منتدى في كولورادو بالولايات
المتحدة اذا كان يرغب في أن توقف الولايات المتحدة البرنامج النووي
الايراني بالقوة "ان هجوما عسكريا على ايران بغض النظر عمن سيشنه سيكون
كارثة... ولكن ايران المزودة بسلاح نووي ستكون كارثة أكبر."
ودفعت تصريحاته التي سارعت أبو ظبي للتهوين من شأنها بعض المشرعين
الايرانيين الى اقتراح وقف السياحة الى الامارات التي يبلغ حجم التبادل
التجاري معها عدة مليارات من الدولارات على الرغم من نزاع اقليمي يجيش.
ولم يفرض أي حظر.
ونقلت وسائل اعلام اماراتية عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية
للشؤون السياسية قوله ان "الامارات تعارض تماما أي استخدام للقوة لحل
أزمة الملف النووي الايراني.. وتدعو الى حلها عبر الوسائل السياسية."
وأضاف أن بلاده "تؤمن في الوقت ذاته بضرورة ابقاء منطقة الخليج
خالية من السلاح النووي."
ويقول محللون ان تصريحات العتيبة في كولورادو وان تكن صادمة
لفظاظتها تعكس ببساطة ما كان يقوله كثيرون من المسؤولين في الخليج سرا
منذ شهور ويضيفون أن الامارات من بين الدول الاكثر تشددا.
وقد يعكس الموقف الاكثر تشددا الدور الاكبر الذي أصبحت أبوظبي تضطلع
به في توجيه السياسة الخارجية منذ أزمة ديون دبي وخطة الانقاذ الناجمة
عنها.
وأضعفت الازمة على ما يبدو الثقل السياسي الداخلي لامارة دبي التي
تعد محورا تجاريا وهي الاكثر ارتباطا بايران من خلال التجارة.
وقال المؤرخ كريستوفر ديفيدسون "انه حقا مسار محفوف بمخاطر كبيرة"
مضيفا أنه من غير المرجح أن تتبع دول الخليج نهجا جريئا هكذا."
وقال ديفيدسون "اذا نشبت حرب في المنطقة.. لا قدر الله.. فان
الامارات العربية المتحدة الآن في المواجهة." ولم يمض الخطاب الاكثر
تشددا دون أن تلحظه طهران.
وقال أحمد وحيدي وزير الدفاع الايراني لوسائل اعلام ايرانية بعد
فترة قصيرة من تصريحات العتيبة "على الدول الاقليمية أن تكون حذرة وألا
تدلي بتصريحات أو تتبنى مواقف أكثر حماقة من التصريحات التي يدلي بها
مسؤولون اسرائيليون."
وحتى قبل الخلاف الذي نشب مؤخرا استدعت طهران في مايو أيار الماضي
دبلوماسيا اماراتيا في غمرة الحرب الكلامية حول الجزر المتنازع عليها
في الخليج بعد أن شبه وزير خارجية الامارات سيطرة ايران على الجزر
بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
واشتكت ايران في وقت سابق من هذا الشهر من أن ألمانيا وبريطانيا
والامارات رفضت تزويد طائرات ايرانية بالوقود ولكن مصدرا اماراتيا قال
ان ذلك قرار شركة متعددة الجنسيات وليس سياسة حكومة الامارات.
ثم طرحت ايران فكرة أن تطلب دفع ثمن صادراتها من النفط لاوروبا
بالدرهم الاماراتي للالتفاف حول العقوبات التي قد تمنع التعاملات
الايرانية باليورو.
وكان الرد الرسمي لمحافظ بنك الامارات المركزي على الخبر "هل هذه
مزحة.. ليس لدينا وقت للمزاح."
ولكن من غير المرجح أن تتخذ الامارات التي قد يساعدها النهج الاكثر
تشددا على كسب تأييد واشنطن أي خطوات تتجاوز نطاق العقوبات واستمرت
التجارة رغم أن القيود قد تعقد نشاط اعادة التصدير.
قالت جالا رياني من مؤسسة (اي اتش اس جلوبال انسايت) في تقرير أعدته
مؤخرا "من المهم تأكيد أن الدولة ستستمر في المضي بحذر في التعامل مع
ايران."
وقد تشارك دول عربية أخرى في الخليج خصوصا تلك الدول التي لديها
نسبة كبير من السكان الشيعة الامارات في قلقها من ايران.
وبينما مصالح السعودية الدولة الاقليمية التي تتمتع بثقل وصاحبة
القوة العسكرية الاكبر بين دول الخليج العربية منحازة مع الامارات
تقريبا على ما يبدو بقيت معظم الدول الاخرى خارج النزاع الدبلوماسي.
وبينما ترى السعودية ايران كمنافس سياسي ودبلوماسي وتنزعج من نفوذها
المتزايد في المنطقة الا أنها امتنعت مؤخرا عن الادلاء بأي تصريحات
استفزازية.
وقالت رياني "هناك ادراك واضح بأنه في حالة اندلاع أي صراع عسكري في
المنطقة فإن دول الخليج بما في ذلك الامارات ستعتمد على المظلة الامنية
الامريكية."
والتزمت دول الخليج العربية الحذر حتى بعد أن أثارت اتهامات بأن
ايران تدير شبكة للتجسس في الكويت المخاوف من أن طهران ريما تستطلع
أهدافا للانتقام في حالة تعرضها لهجوم. وتنفي ايران الاتهام.
قال تيودور كارسيك من مركز التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج
ومقره دبي "قطر تعتقد أنها سويسرا ولكنها تلعب دورا دبلوماسيا وكذلك
ستكون الكويت محايدة على الارجح ولكنها ستكون أكثر قربا للسعودية."
وأضاف أن البحرين ستحذو أيضا في نهاية المطاف حذو السعودية.
لا جدوى من العقوبات
في سياق متصل ترى بعض دول الخليج ان العقوبات الجديدة على ايران لن
تؤدي الى لجم طموحاتها، وهي تخشى ان تكون المتضررة الاولى من ضرب طهران
ومن مواصلتها برنامجها النووي على حد سواء، حسبما افاد محللون الاحد.
فعلى الرغم من كونها على خط التماس الاول مع ايران، لا تبدو
السعودية وباقي دول الخليج، لاعبا في المعادلة الدولية في شأن برنامج
طهران النووي.
وقال خبير الامن والدفاع في مركز الخليج للدراسات الذي مقره دبي
مصطفى العاني ان "دول الخليج ليست صانعة قرار في هذه الازمة، لا تستطيع
الضغط على ايران، لا تستطيع الضغط على الولايات المتحدة ولا تستطيع منع
اسرائيل من ضرب ايران".
واضاف العاني الذي اكد انه متخوف من حصول ضربة اسرائيلية للجمهورية
الاسلامية، ان دول مجلس التعاون الخليجي "ستكون الضحية الاولى لهذه
الضربة خاصة ان الانتقام الايراني قد يحصل في هذه الدول الخليجية".
وتبدو هذه الدول امام معضلة حقيقية بحسب العاني لانه في المقابل "اذا
سارت ايران قدما في برنامجها النووي مع عدم تعرضها لضربة، فهذا يعني ان
ايران ستصبح +سوبر+ قوة اقليمية"، الامر الذي تخشاه دول الخليج.
وعن تاثير هذه العقوبات ومساهمتها في تغيير المعادلة القائمة حاليا،
قال العاني ان "العقوبات الاقتصادية لن تؤثر على القرار السياسي في
ايران". وبحسب الخبير العراقي، فان "النظام الايراني نجح في شيء فشل
فيه النظام العراقي، وهو بيع المشروع النووي للشعب"، في اشارة الى
التفاف الايرانيين في المشروع النووي الايراني ما يساهم في "تقبلهم
للعقوبات".
من جانبه، اعلن الكاتب والاكاديمي الاماراتي عبدالخالق عبدالله ان "العقوبات
لن تؤدي الى اي تغيير في موقف طهران، لكنها ستؤدي الى ازدياد التوتر في
منطقة متوترة اصلا". وبحسب عبدالله، فان ايران ستكون في مواجهة اكبر مع
الولايات المتحدة "ونحن سنتأثر بذلك".
وفي مؤشر على تصاعد هذا التوتر، اضطرت السعودية الى تكذيب "مزاعم"
صحافية بعد نشر صحيفة "تايمز" البريطانية نقلا عن مصادر عسكرية في
الخليج خبرا حول سماح المملكة لاسرائيل بالتحليق فوق مجالها الجوي في
حال توجيه ضربة الى ايران.
كما رأى عبد الله ان دول الخليج "ستتضرر ماليا واقتصاديا" من
العقوبات، فايران هي الشريك التجاري الاول لدبي مثلا مع مبادلات تزيد
عن 10 مليارات دولار سنويا مع الامارة.
وفي هذا الاطار، يقول مرتضى معصوم زاده صاحب احدى اقدم شركات النقل
البحري الايرانية في دبي ان اعمال شركته "تراجعت بنسبة 60%" في الاشهر
الاخيرة.
ويضيف معصوم زاده الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الاعمال الايراني
في دبي، ان التراجع جاء "بسبب الازمة الاقتصادية والعقوبات على حد سواء".
وابدى عبد الخالق عبد الله تخوفه من ان يؤدي اي "استفزاز" مثل تفتيش
السفن الايرانية في عرض البحر، الى رد ايراني تكون له عواقب وخيمة على
الجيران الخليجيين.
لكن الخبير في الشؤون الاستراتيجية اللبناني ابراهيم خياط استبعد ان
تحصل هكذا عمليات تفتيش في الخليج، وانما اتفق مع العاني وعبدالله حول
ان "العقوبات لن يكون لها تاثير". بحسب فرانس برس.
وقال خياط في هذا السياق "لن يتم اي تفتيش في الخليج، بل ربما في
اماكن اخرى مثل المتوسط".
واعتبر ان جميع الاطراف ستتحاشى تفتيش السفن الايرانية في الخليح
لان البحرية الايرانية موجودة في المنطقة ولان احدا لا يريد تحمل ثمن
انفجار غير محسوب.
وبحسب خياط، فان الغرب "لم يفهم ان الايرانيين لن يتراجعوا"، اما
دول الخليج، فهي "غير مرتاحة على الاطلاق" حيال الوضع الحالي "لكن لا
دور لها".
وكان الحرس الثوري الايراني حذر من اي عمليات تفتيش للسفن الايرانية
في الخليج مهددا ب"رد ساحق" من الجانب الايراني.
وفي ظل هذه التحديات امام دول الخليج، دعا المفكر والبرلماني
الكويتي السابق عبد الله النفيسي الامارات والكويت والبحرين وقطر الى
الالتحاق بالسعودية في كيان واحد ل"حماية وجودها"، وحذر من امكانية "زوال"
بعض هذه الدول.
ولم تشمل دعوة النفيسي سلطنة عمان التي تربطها علاقات وثيقة بايران
التي تتشاطر معها السيطرة على مضيق هرمز، في وقت تبدو قطر من جهتها
ايضا اقل ميلا لاتخاذ مواقف متشددة مع طهران.
وقد كرر الكاتب السعودي داود الشريان هذه الدعوة وقال في مقاله الذي
في صحيفة الحياة انه "لا بد من الاحتماء بالرياض في نهاية المطاف" في
مواجهة التهديدات الوجودية في اشارة ضمنية على ما يبدو الى ايران.
تخريب الكويت
من جهتها أكدت صحيفة "توفييه أزفيستيا" الروسية أن إيران تمكنت من
تشكيل عدة مجموعات إرهابية مستعدة لبدء العمل التخريبي في مختلف أنحاء
الكويت، حسبما ذكرت صحيفة الوطن الكويتية.
وقالت الصحيفة الروسية: "لقد نشط عملاء حرس الثورة على تحريض بعض
فئات المجتمع لممارسة أنشطة معادية للدولة الكويتية".
وأضافت: "إنه يجب الإقرار بأن دول الخليج العربية باتت منذ فترة
طويلة ترد على عمق التدخل الإيراني، وحاولت مرات عديدة كبح جماح قادة
إيران، ولكن هذه المحاولات لم تلفح".
وتابعت: "وفي هذه المرة جاء رد نواب البرلمان الكويتي حاسماً جداً،
فقد أوعز النائب العام بفتح قضايا جنائية للتحقيق في النشاطات
التخريبية والتجسس داخل أراضي الكويت ومن ثم تسليم القضايا للقضاء ليبت
فيها".
وذكرت "توفييه أزفيستيا"، أن إيران تواصل تأجيج المواجهة مع دول
الخليج الأخرى ودخلت الخلافات بين إيران ودولة الإمارات العربية
المتحدة مرحلة جديدة.
وقارن وزير خارجية الإمارات الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان"
الاحتلال الإيراني لجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التي احتلتها
عام 1971 بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أيضاً كيف أن أحد مستشاري الزعيم الروحي
الإيراني "آية الله خامنئي" أعلن عن أن مملكة البحرين هي المحافظة 14
لإيران، وهو ما أثار امتعاض وغضب العالم العربي بأسره.
في نطاق راداراتنا
الى ذلك أعلنت ايران ان جميع دول حوض الخليج تقع ضمن نطاق الرادارات
الايرانية في وقت أصدرت طهران قراراً برفع القدرات الهجومية لقواتها
البحرية.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية «فارس» عن قائد قوات الدفاع الجوي
لمنطقة جنوب شرق ايران العميد حبيب الله على زاده ان «جميع دول حوض
الخليج تقع ضمن نطاق راداراتنا» وأن «الدفاع الجوي في الجنوب الشرقي له
قابلية السيطرة على جميع العمليات في مضيق هرمز باستعداد كامل».
وأوضح ان «جنوب شرق البلاد يعتبر من المناطق الحساسة والاستراتيجية
على صعيد الدفاع الجوي الذي يتابع ويرصد أية تحركات أو نقل للقوات
الأجنبية في مناطق مثل شمال افريقيا والمحيط الهندي وبحر عمان».
وقال على زاده ان «أهم النظم التي تستخدم لفرض الأمن من قبل قوات
الدفاع الجوي هي الرادارات».
وأشار الى ان «واجبنا هو حفظ الأمن في أجواء بلادنا حيث باتت مؤمنة
تماماً منذ الزيارة التي قام بها قائد الثورة الاسلامية الى ميناء بندر
عباس وبذلك فاننا نتمتع بالاستعداد لمواجهة أي نوع من التهديدات».
من جهة أخرى أكد مساعد رئيس هيئة الاركان في القوات المسلحة
الايرانية اللواء غلام على رشيد ان قراراً صدر برفع القدرات الهجومية
وتطوير الأنشطة ذات الفعالية في القوات البحرية على صعيد الطوافات
والصواريخ والغواصات والمغاوير والقوات الجوية التابعة للبحرية.
وأشار في المؤتمر السابع عشر لقادة ومسؤولي الحرس الثوري التابعين
للقوات البحرية الى ان أمريكا تسعى الى تنفيذ مخططات عديدة ضد ايران
منها تكرار النموذج العراقي أو الانقلاب المخملي وغير ذلك لتغيير
هيكلية النظام وتشوية وجه البرنامج النووي لايران وزرع الخوف تجاه ما
تقوم به طهران. وقال ان مواجهة التهديد تستدعي الاستعداد الكامل.
من ناحية ثانية قال شبتاي شافيت، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات
الاسرائيلي (الموساد)، ان على اسرائيل ان توجه ضربة وقائية ضد ايران
لمنعها من ان تصبح دولة نووية.
وقال شافيت خلال مؤتمر صحافي في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب «انني
اؤيد - نظرا الى ان هناك حربا جارية (مع ايران) وبما ان التهديد مستمر
ونوايا العدو في هذه الحالة هي القضاء عليكم - الفكرة القائلة ان
الخطوة الحكيمة هي التحرك وليس الرد».
وقال شافيت الذي كان رئيسا للموساد بين عامي 1989 و1996 «اللجوء الى
الرد كاستراتيجية رئيسية يعني الانتظار حتى نتعرض لهجوم.لكننا نواجه
خصما يخطط على الدوام ولا ينتظر سوى الفرصة لشن هجوم».
وتساءل «اين الفائدة، حتى من الناحية الاخلاقية، من الترقب والتحرك
فقط اذا تعرضنا لهجوم؟».
بوارج حربية
من جهتها نشرت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن تقريرا يشير إلى
مرور 11 بارجة حربية امريكية واخرى اسرائيلية عملاقة، عبر قناة السويس
في طريقها الى البحر الاحمر، ومنه الى الخليج العربي.
وأكدت الصحيفة أنها حصلت على تأكيد مصادر ملاحية في مدينة السويس
بهذه الحركة، فيما يصب في اطار الاستعدادات المتسارعة للحرب، وما يعزز
هذا الاعتقاد ان قافلة السفن هذه ضمت حاملة طائرات أمريكية عملاقة.
ورأت الصحيفة أن نجاح الولايات المتحدة الامريكية في استصدار قرار
عن مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات اقتصادية على ايران، وعلى خلاف كثير
من التوقعات، فقد يسرع الحرب على إيران بسبب اصرارها على المضي قدماً
في طموحاتها النووية، وذلك لأن إصدار مجلس الامن للعقوبات يعني بالنسبة
لأمريكا أن إيران مدانة لأنها اخترقت القانون الدولي، بمواصلتها عمليات
التخصيب لليورانيوم، الامر الذي قد يوفر غطاء قانونيا لأي ضربة عسكرية
متوقعة.
والسبب الثاني هو وجود إجماع في اوساط معظم المراقبين على عدم جدوى
مثل هذه العقوبات، من حيث التأثير بشكل سلبي على النظام الايراني، واذا
كان لها تأثير فانه سيكون على الشعب تماماً مثلما حصل في العراق.
أما السبب الثالث فهو إمكانية استخدام هذه العقوبات، وخاصة الشق
المتعلق منها بتفتيش السفن الايرانية في عرض البحر، كوسيلة استفزاز
لايران، لدفعها للاقدام على اجراء مماثل ضد سفن امريكية او غربية، مما
قد يوفر الذريعة للتعجيل باشعال فتيل الحرب.
الاسطول الامريكي
من جانبه اعلن الاسطول الخامس الاميركي ان مضيق هرمز الذي تعبر منه
نحو اربعين في المئة من النفط العالمي، يبقى مفتوحا امام الملاحة
البحرية بعد انفجار على متن ناقلة نفط يابانية لم يعرف مصدره بعد.
وفي حين اعلن الاسطول الخامس الاميركي ان اسباب الانفجار ما زالت "مجهولة"،
اكد مسؤول في ميناء الفجيرة الاماراتي ان زلزالا تسبب في موجة عنيفة
ادت الى ذلك الحادث بينما تحدث مسؤول في شركة النقل البحرية او.اس.كاي
عن هجوم محتمل. واعلن الاسطول الخامس في بيان من مقره في البحرين ان "مضيق
هرمز ما زال مفتوحا امام الملاحة في امان وان ممراته لم تتاثر بالحادث".
وفي طوكيو، اعلنت وزارة النقل اليابانية في بادىء الامر ان الطاقم
نسب الانفجار الى هجوم، لكن السفينة قادرة على مواصلة طريقها ولم يتسبب
ذلك في اي تلوث.
ووقع الحادث الثلاثاء في الساعة 20,30 ت غ، اي ليل الثلاثاء
الاربعاء، في المضيق بين ايران وسلطنة عمان على ناقلة نفط لشركة النقل
البحري اليابانية "ميتسوي او.اس.كاي" وان احد البحارة اصيب بجروح وان
السفينة تضررت جزئيا.
واعلن الاسطول الخامس ان "سبب الانفجار وحجم الاضرار لم يحددا بعد"
وان "التقييم الاولي من صاحب سفينة ميتسوي او.اس.كاي لاينز يفيد عن
انتزاع احد قوارب النجاة من السفينة وتضرر جانبها الايمن".
واوضح الاسطول الخامس ان طاقم الناقلة اعلن انه لا يحتاج الى مساعدة
وان السفينة متوجهة الى ميناء الفجيرة شمال الامارات "بوسائله الذاتية
للقيام باصلاحات".
وفي الامارات، توقع مدير ميناء الفجيرة الكابتن موسى مراد ان "تصل
ناقلة النفط اليابانية الى ميناء الفجيرة".
ونقلت وكالة الانباء الاماراتية عن المدير قوله ان "الناقلة كانت
تتجه من ميناء الرويس الى اليابان وعند مرورها بمضيق هرمز تعرضت لموجة
عالية نتيجة هزة زلزالية اضطرت بسببها الى العودة الى ميناء الفجيرة
للتزود بالوقود والتأكد من صلاحيتها قبل اكمال رحلتها الى اليابان".
بحسب فرانس برس.
لكن وكالة فارس نقلت عن علي اكبر صفائي مسؤول المراقبة البحرية في
محافظة هرمزقان الايرانية المطلة على مضيق هرمز ان "الحريق نجم عن
انفجار على السفينة التي تخضع حاليا لمراقبة القوات المتواجدة في
المنطقة والطاقم".
لكن وزارة النقل اليابانية افادت ان "احد عناصر الطاقم شاهد بريقا
في الافق في اللحظة التي سبقت الانفجار وان الشركة تشبه كثيرا في تعرض
السفينة الى هجوم". واعتبر جونتو اندوه مسؤول ميتسوي او.اس.كاي ومقره
في قطر انه "ليس حادثا بل هجوم ارهابي" على ما افادت وكالة دون جونز
نيوزوايرز.
وتنقل الناقلة 270 الف طن من النفط الخام ويتكون طاقمها من 16
فيليبينيا و15 هنديا حسب الوزارة وكانت تنقل محروقات من الامارات
العربية المتحدة في ميناء الشيبة الى منطقة طوكيو.
ومضيق هرمز الذي تطل عليه دول غنية بالنفط مثل السعودية والكويت
والبحرين وقطر، يربط الخليج ببحر عمان، ويشكل ممرا استراتيجيا لنقل
النفط.
مضيق هرمز
بعض الحقائق بشأن المضيق بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
- يفصل المضيق بين سلطنة عمان وايران ويربط كبرى الدول الخليجية
المنتجة للنفط مثل السعودية بخليج عمان وبحر العرب.
- يبلغ عرض المضيق في أضيق نقاطه 33.7 كيلومتر.
- يتكون المضيق من قنوات ملاحية يبلغ عرض كل منها ثلاثة كيلومترات
تعبرها السفن في الاتجاهين بالاضافة الى منطقة عازلة يبلغ عرضها ثلاثة
كيومترات.
- تشكل شحنات النفط المنقولة عبر المضيق حوالي 40 بالمئة من اجمالي
شحنات النفط المنقولة بحرا في العالم وفقا لادارة معلومات الطاقة
الامريكية.
- وتشير تقديرات الادارة الى أن الناقلات تحمل بين 16.5 و17 مليون
برميل من النفط الخام يوميا عبر هذا المضيق.
- تسعون بالمئة من الصادرات النفطية لدول الخليج تمر عبر المضيق.
- تتجه أغلب صادرات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز الى اسيا
والولايات المتحدة وغرب أوروبا. ويمر حوالي ثلاثة أرباع واردات النفط
اليابانية وحوالي 50 بالمئة من واردات النفط الصينية عبر المضيق.
- يجري تصدير مليوني برميل اضافيين من المنتجات النفطية عبر المضيق
يوميا بما فيها السولار بالاضافة الى الغاز الطبيعي المسال.
- تصدر قطر أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم 31
مليون طن سنويا عبر المضيق الى اسيا وأوروبا.
- تتوقع ادارة معلومات الطاقة الامريكية نمو صادرات النفط التي تمر
عبر المضيق الى ما بين 30 و34 مليون برميل يوميا بحلول 2020.
- من المهام الرئيسية للقيادة الوسطى للجيش الامريكي في منطقة
الخليج أن تضمن حرية تدفق امدادات النفط والطاقة.
- يقوم الاسطول الامريكي الخامس بدوريات في الخليج انطلاقا من
قاعدته في البحرين.
- بين عامي 1984 و1987 اندلعت "حرب الناقلات" بين ايران والعراق حيث
أطلق كل بلد النار على ناقلات نفطية تابعة للبلد الاخر. وحوصرت سفن
تحمل أعلاما أجنبية في مرمى اطلاق النار المتبادل.
- تراجعت حركة الملاحة في الخيج بنسبة 25 بالمئة بسبب اطلاق النار.
- من أصل 239 ناقلة جرى استهدافها غرقت 55 سفينة أو صارت بلا قيمة.
- تمر عبر هذا الممر البحري الاستراتيجي أيضا سفن تجارية تحمل
الحبوب وخام الحديد والسكر والاغذية قصيرة العمر والحاويات المحملة
بالسلع الجاهزة في طريقها الى بلدان الخليج ومرافئه مثل دبي.
- تمر عبر المضيق امدادات عسكرية ثقيلة الى القوات الامريكية في
العراق ودول الخليج على متن سفن تابعة للبحرية الامريكية وسفن أمريكية
وأجنبية.
المصادر: وكالة الطاقة الدولية وادارة معلومات الطاقة الامريكية
ومؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية وموقع جلوبال سيكيوريتي دوت
اورج وقيادة النقل البحري التابعة للبحرية الامريكية وكلاركسون
للاستشارات الملاحية ومركز روبرت اس.شتراوس للامن والقانون الدوليين. |