الفضاء الخارجي... الغوص في عالم غامض يزيدنا جهلا

شبكة النبأ: قال علماء يعملون في معجلات للجسيمات في أوروبا والولايات المتحدة إنهم ربما يقتربون من رصد بوزون هيجز وهو جسيم افتراضي يعتقد ان له أهمية حاسمة في تشكيل الكون بعد الانفجار الكبير.

وقال باحثون في مشروع مصادم الهيدرونات الكبير قرب جنيف انهم رصدوا بالفعل خلال ثلاثة اشهر فقط من التجارب كل الجسيمات التي تقع في قلب فهمنا الحالي للفيزياء او النموذج المعياري.

وقال رولف هوير المدير العام للمركز الاوروبي للبحوث النووية الذي يدير مصادم الهيدرونات الكبير في كلمة بالمؤتمر الدولي للفيزياء عالية الطاقة في باريس ان التجارب تمضي قدما اسرع من المتوقع وتدخل مرحلة يمكن ان تتمخض عن "فيزياء جديدة".

ويمكن ان يشمل ذلك الدليل الذي طال انتظاره على وجود بوزون هيجز واكتشاف المادة المعتمة التي من المعتقد انها تمثل ما يصل الى حوالي ربع الكون الى جانب خمسة في المئة قابلة للرؤية و70 في المئة تتألف من طاقة معتمة غير مرئية.

وقال هوير للمؤتمر الدولي "هذا كون معتم واتمنى ان يلقي مصادم الهيدرونات الكبير... اول ضوء على هذا الكون المعتم." واضاف "سيستغرق ذلك وقتا."

ومصادم الهيدرونات الكبير نفق على شكل حلقة ويمتد 27 كيلومترا ويحدث العلماء بداخله نماذج مصغرة للانفجار الكبير من خلال احداث تصادم بين الجسيمات. وهو يجري حاليا التصادم بين الجسيمات بحوالي نصف مستوى طاقته القصوى ويعادل سبعة ملايين مليون الكترون فولت أو سبعة ترا الكترون فولت.

ومن المقرر زيادة ذلك الى 14 ترا الكترون فولت اعتبارا من 2013 بما يقترب من الظروف التي خلق فيها الكون قبل 13.7 مليار سنة.

وقال هوير "لا أعرف ما اذا كان مصادم الهيدرونات الكبير سيحقق اكتشافات بحلول 2012. اتمنى ان يحدث ذلك.. لكن اذا لم يحدث فقد يستغرق الامر ثلاث او اربع سنوات اخرى."

وقال علماء من معجل الجسيمات تيفاترون وهو اقدم واقل طاقة قرب شيكاجو للمؤتمر انهم قللوا النطاق الذي تقع ضمنه الكتلة المحتملة لبوزون هيجز بحوالي الربع بدقة تبلغ 95 في المئة. بحسب رويترز.

ورغم ذلك فليس باستطاعتهم بعد الوصول الى المنطقة منخفضة الكتلة التي يعتقد كثير من الناس انها موطن بوزون هيجز وهو جسيم طاقة نظري يعتقد كثير من العلماء انه ساعد في منح المادة المختلفة التي تولدت عن الانفجار الكبير كتلتها.

وقال العلماء الذين قدموا النتائج من مشروع معجل الهيدرونات الكبير الذي تكلف عشرة مليارات دولار انهم يعتقدون انهم رصدوا للمرة الاولى في اوروبا الكوارك الكبير وهو جسيم كثيف قصير الاجل لم يسبق التعرف عليه سوى في الولايات المتحدة.

وقال اوليفر بوشمولر الباحث الكبير في المركز الاوروبي للبحوث النووية "من الان فصاعدا نحن في ارض جديدة." واضاف "ما نفعله فعليا هو العودة للوراء في الزمن. كلما زدنا الطاقة اقتربنا مما كان يحدث في الانفجار الكبير."

ومن المقرر ان يستمر مصادم الهيدرونات الكبير في العمل حتى 2030 لكن النقاش عن المرحلة التالية من المنشات التجريبية بدأ بالفعل.

وتجري دراسة مشروعين متنافسين هما المصادم الخطي الدولي والمصادم الخطي المضغوط لبدء عصر جديد من الفيزياء عالية الطاقة من خلال احداث تصادم بين جسيمات دون ذرية في خطوط مستقيمة تصل الى 50 كيلومترا.

لكن هوير يقول انه لم يتم بعد تطوير بعض التكنولوجيا اللازمة للمصادم الخطي المضغوط الاقوى وان التفاصيل الدقيقة لاي مشروع مستقبلي ستعتمد على ما يكتشف في مصادم الهيدرونات الكبير خلال السنوات القادمة.

وأضاف انه لم يتم اختيار موقع لمعالج خطي وربما يعتمد موقعه على اي دول لديها استعداد لتمويل جانب كبير من التكلفة المقدرة بأكثر من عشرة مليارات دولار.

اصطدام مذنب بننبتون

من جانبهم قال علماء أوروبيون يجرون دراسة على الغلاف الجوي لكوكب نبتون، الذي يطلق عليه أيضاً إسم الكوكب الأزرق، إنهم توصلوا إلى دليل يشير إلى أن مذنباً اصطدم به قبل نحو 200 سنة.

ووجد العلماء الذين أجروا تحليلاً لتركيب كوكب نبتون باستخدام بيانات حصلوا عليها من تلسكوب هيرشيل التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذي يدور حول الأرض، كمية غير متوقعة من أول أكسيد الكربون، ما يشير إلى احتمال ارتطام مذنب به.

وذكر موقع SPACE.com أن دراسة مشابهة أجريت عن تأثير المذنبات على كل من كوكب المشتري وزحل ما ساعد علماء الفلك على البحث عن التأثير الذي يمكن أن تتركه المذنبات على الكواكب.

وتوصف المذنبات عادة بأنها " كرات ثلج " تؤثر على أجواء كواكب غازية ضخمة مثل المشتري ونبتون، وهي، أي المذنبات، أجسام جليدية لها حركتها المدارية الخاصة بها.

عشرة ملايين ضعف الشمس

كما اكتشف علماء الفلك نجما عملاقا تبلغ درجة سطوعه عشرة ملايين ضعف درجة سطوع الشمس.

وأكد الباحثون البريطانيون تحت إشراف البروفيسور بول كروزر من جامعة شيفيلد البريطانية على أن هذا النجم الذي حقق رقما قياسيا في درجة السطوع ليس فقط الأكثر سطوعا بين النجوم التي تم اكتشافها حتى الآن ولكنه أيضا الأكبر كتلة حيث يمتلك كتلة تزيد عن حجم كتلة المجموعة النجمية التي تحيط بنا 265 مرة.

وحيث ان النجم الذي أعطاه العلماء رمز «ار 136 ايه 1» يبعد عنا نحو عشرة مليارات مرة أكثر مما تبعد الشمس فإنه لا يظهر في السماء ليلا.

وعثر الباحثون على هذا النجم العملاق باستخدام التلسكوب الأوروبي العملاق الموجود في تشيلي. ونشر الباحثون دراستهم عن النجم العملاق في العدد الشهري لمجلة الجمعية الملكية البريطانية للأبحاث الفلكية. بحسب الوكالة الالمانية.

وتستبعد النظرية الفلكية المعتمدة حاليا وجود هذا النجم الهائل حيث كان حاجز 150 ضعف كتلة الشمس هو الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه نجم مستقر.

عدد الكواكب

الى ذلك اكتشفت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا مئات الكواكب التي تدور حول النجوم خارج مجموعتنا الشمسية يقول علماء إن عددها ربما يكون ضعف عدد الكواكب المعروفة حتى الآن.

وذكرت مجلة أخبار العلوم الامريكية أن المعلومات الأولية التي حصلت عليها مركبة الفضاء الأمريكية كبلر تشير إلى وجود 706 كواكب محتملة متناثرة بشأن النجوم البعيدة وإذا ما تأكد ذلك فسوف يقفز عدد هذه الكواكب التي تدور خارج المجموعة الشمسية وتقدر بحوالي 460 إلى أكثر من ألف كوكب ...وتم التوصل إلى ذلك بعد تحليل بيانات حصل عليها تلسكوب المركبة الفضائية كبلر في ربيع عام 2009 خلال دراسة استكشافية لحوالي 156 ألف نجم.

وقالت إحدى الباحثات في ناسا إن "هذا اكتشاف تاريخي هائل. بحسب قنا.

فيما قال باحث آخر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن هذا سوف يحدث ثورة في مهمة كبلر وللمقاربة العلمية لهذه الكواكب. وسوف يستخدم العلماء تلسكوبات أرضية ضخمة من أجل معرفة حجم هذه الكواكب.

فقاعة غازية ضخمة

فيما كشفت اجهزة رصد الفضاء الكوني عن ان ثقبا كونيا اسود، صغير الحجم نسبيا، قذف فقاعة غاز ساخن عملاقة على بعد ألف سنة ضوئية.

ويقول العلماء ان الفقاعة الغازية تكبر وتتسع بفعل جزيئات "نفاثة" فائقة القوة مصدرها الثقب الاسود.

وسجلت تلك المشاهدات في تلسكوب عملاق بمرصد في تشيلي، ومرصد تشاندرا التابع لوكالة الفضاء الامريكية (ناسا). واعلن علماء الفضاء عن كشفهم هذا في تقرير نشروه في مجلة "نيتشر" العلمية.

وقال معد التقرير مانفريد باكول من جامعة ستراسبورغ الفرنسية: "لقد ذهلنا من كمية الطاقة التي كانت تضخ في الفقاعة الغازية من الثقب الاسود".

يشار الى ان العلماء يقولون ان الثقوب السوداء تخرج كميات هائلة جدا من الطاقة اثناء ابتلاعها للمادة. ويعتقدون ان تلك الطاقة تخرج في شكل اشعاعات، وعلى الاخص اشعاعات اكس.

الا ان بحوثا وكشوفا حديثة اظهرت ان بعض الثقوب السوداء تخرج كميات اكبر واقوى من الطاقة عبر "نفثها" جزيئات ذات سرعات فائقة جدا.

ويقول العلماء ان الجزيئات التي تم رصدها من هذا الثقب الاسود كانت الاقوى من نوعها التي اكتشفت تخرج من ثقب اسود كوني.

النجوم الكبيرة

من جانب آخر اوضح ستيفان كراوس من جامعة ميشيغن الاميركية، والمشرف الرئيسي على الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر"، "لقد وفرنا اول دليل واضح على وجود قرص من الغبار بكبر النظام الشمسي يحيط بنجمة ناشئة كثيفة".

واشار في بيان صادر عن جامعته ان "نشوء هذه النجوم ذات الكتلة الكبيرة موضع نقاش منذ عشرين عاما".

وكان السؤال الكبير المطروح في النقاش هل ان النجوم التي تزيد كتلتها عشر مرات عن كثافة الشمس تتكون من خلال تجميع الغبار والغاز من قرص واسع ام انها تنشأ عن عملية اندماج بين نجوم اصغر؟.

واوضح كراوس "المراقبات التي اجرينا تظهر ان عملية التكون هي نفسها لكل النجوم مهما كانت كتلتها" اي انها تنشأ انطلاقا من قرص من الغبار والغاز.

ومن خلال الاستعانة بعدة تيليسكوبات تابعة للمرصد الاوروبي الجنوبي في تشيلي بينها التيليسكوب الكبير جدا (في ال تي) تمكن علماء الفلك من رصد قرص محيط بنجمة ناشئة اكبر خمس مرات من الشمس وتزيد كتلتها عنها بحوالى 20 مرة، على بعد عشرة الاف سنة ضوئية (السنة الضوئية توازي 9460 مليار كيلومتر) في كوكبة قنطور.

والنجمة الجديدة عمرها 60 الف سنة اي انها "طفلة صغيرة" بحسب علماء الفلك، اذا ما قورنت بالشمس التي يبلغ عمرها 4,6 مليارات سنة.

ويمتد القرص الذي يحيط بها على مساحة تزيد 130 مرة عن المساحة الفاصلة بين الارض والشمس وتبقى كتلته مماثلة لكتلة النجمة نفسها التي انهت نموها على ما اوضح كراوس وفريقه.

وبسبب اشعاع النجمة القوي وهو اكثر بثلاثين الف مرة من اشعاع الشمس، فان القرص سيبدأ قريبا بالتبخر على ما افاد الفريق.

حماية الأرض

من جانبهم أكد معهد علوم الفلك في جامعة هاواي إن العالم اليوم بات "أكثر أمناً" بعدما بدأ تليسكوب بناه المعهد بالعمل من على إحدى قمم الجزيرة بهدف وحيد وهو البحث عن أي مذنبات ونيازك تجوب الفضاء قد تشكل خطراً على كوكب الأرض.

وبحسب المعهد، فإن التليسكوب الجديد هو بقطر 1.8 متر، ويحمل اسما مختصراً هو "بان ستارز،" بينما اسمه العلمي الكامل هو "نظام تليسكوب المسح الشامل والإنذار السريع."

وميزة التليسكوب الجديد أنه مزود بأكبر كاميرا رقمية في العالم، بقوة 1400 ميغابكسل، وهي تعمل بشكل آلي على مسح الفضاء للتعرف على المسافات التي تفصل بين الأجرام السماوية المختلفة ومستوى لمعانها.

ومع قيام التليسكوب بعمليات المسح في كل ليلة، سيتمكن من ملاحظة الأجرام التي تتحرك أو التي يطرأ تغيير على لمعانها، ليحذر العلماء في مركز المراقبة من احتمال أن تكون متجهة نحو الأرض. بحسب السي ان ان.

ويمكن لكاميرات التليسكوب تصوير 500 صورة في الليلة، وإرسال معلومات بحجم يصل إلى أربعة تيرابايت.

وقال نيك كايزر، المشرف على مشروع النظام وأخصائي الفلك في معهد "مانو آه" في هاواي: "رغم تواضع حجم هذا التليسكوب، إلا أنه يضم أحدث ما أنتجته التكنولوجيا.. يمكن لعدسة الكاميرا الموجودة فيه تصوير رقعة من الفضاء تعادل 400 مرة حجم القمر في كل صورة."

وأضاف: "مع هذه المستويات المرتفعة من أداء الكاميرا، يمكن القول إن هذا التليسكوب يوفر صوراً أكبر من أي جهاز يماثله على الأرض أو في الفضاء الخارجي."

مياه هائلة في المريخ

من جهة اخرى رجحت الوكالة الأوروبية للفضاء أن تكون المياه قد غمرت مساحات شاسعة من كوكب المريخ في فترات غابرة من التاريخ، مشيرة إلى أن بعض الصور الحديثة تظهر أن معظم بيئة المريخ كانت قادرة على احتضان الحياة وتتمتع بالشروط المناسبة للعيش.

وقالت الوكالة إن الصور التي التقطها مسبار أوروبي وآخر أمريكي يدوران حول المريخ تظهر أدلة على وجود رواسب معدنية لا يمكن أن تتجمع إلا نتيجة جريان المياه على امتداد الكوكب.

ورغم إدراك العلماء منذ فترة بوجود هذه الرواسب، لكن الاعتقاد كان يشير إلى أنها متركزة في النصف الجنوبي من الكوكب، غير أن الصور الجديدة التي لاحظها المسبار الأوروبي، ومن ثم أكدها نظيره الأمريكي، تشير إلى انتشار هذه الآثار على امتداد الكوكب.

وتتمثل المشكلة التي كانت تعيق مسح النصف الشمالي من الكوكب في وجود طبقة كبيرة من الحمم البركانية المتجمدة، والتي كانت تعيق مسح طبقات الأرض الواقعة تحتها، غير أن المسبارين عثرا على قرابة تسع فتحات وفجوات واسعة ناتجة عن اصطدام نيازك يمكن من خلالها مسح التربة والتأكد من وجود المعادن فيها.

وقال جون كارتر، كبير الباحثين في جامعة باريس وأحد المشرفين على عمل المسبار الأوروبي: "يمكن لنا اليوم التأكيد بأن سطح المريخ كان لديه غطاء مائي هائل الحجم قبل نحو أربعة مليارات سنة.

وقال كارتر إنه من الصعب تحديد طبيعة البيئة التي قد تكون وجدت على المريخ خلال فترة وجود المياه، ولكنه أضاف أن كميات الحديد والماغنيزيوم والألومنوم تشير إلى أن المياه لم تتواجد إلا لفترات تتراوح بين عشرات ومئات ملايين السنين

وبحسب الوكالة الأوروبية للفضاء، فإن مواقع الفجوات التي تركتها النيازك قد تكون محطة مستقبلية لأي رحلة مأهولة بالبشر تنطلق إلى المريخ، باعتبار أن أدلة وجود المياه فيها قد تشير إلى وجود بقايا ممكنة لأي نوع من أنواع الحياة التي ربما وجدت على الكوكب الأحمر اللون.

موسيقى الشمس

في سياق متصل تمكن علماء في جامعة شيفلد البريطانية من تحقيق إنجاز نادر، تمثل في ترجمة التحركات الجارية في طبقات الشمس إلى موسيقى، وإصدارها ضمن تسجيل قصير، قد لا ينافس كبار المغنيين والموسيقيين في العالم، ولكنه سيضمن الإحساس بالاستماع إلى صوت الكون المحيط بنا.

وقال العلماء إن الهالة النارية التي نراها في سطح الشمس ما هي إلا الغلاف الخارجي لطبقات فيها نشاط أكثر أهمية، تسمى الحلقات الإكليلية، وهي عبارة عن تحركات للبلازما تدفع الغلاف الخارجي إلى إطلاق العواصف الشمسية بنفس الطريقة التي تتسبب عبرها التيارات البحرية بظاهرة المد. بحسب السي ان ان.

وتتمدد الحلقات الإكليلية وتتحرك بشكل متواصل تحت الغلاف الخارجي، وهي في تحركها تتذبذب بترددات طولية وعرضية مماثلة للنوتات الموسيقية، إذ أن الذبذبات العرضية غالباً ما تتصل بالآلات الوترية، بينما ترتبط الطولية بآلات النفخ.

وقام العلماء بتسجيل تحركات الحلقات الإكليلية خلاف فترة من الزمن، ومن ثم جرى تحليلها عبر برنامج كمبيوتر متخصص بتحويل الموجات والذبذبات إلى نوتات موسيقية يمكن أن تستوعبها الأذن البشرية.

وجرى تحميل التسجيل على موقع "يوتيوب" بشكل يتيح الاستماع إلى الموسيقى الصادرة من حركة الشمس بالتزامن مع النظر إلى تحرك الطبقة الخارجية للشمس وألسنة اللهب المندلعة منها.

وقال عالم الفضاء روبيرتوس فون فاي سايبنبورغن، المشرف على البحث، إن الأهمية العلمية لتحليل حركة الحلقات الإكليلية (إلى جانب قيمتها الفنية) تتمثل في توفير فرصة أفضل لفهم المعادلات الفيزيائية بحركة الشمس وإعداد أنظمة قادرة على توقع حصول العواصف الشمسية.

ولفت فون فاي سايبنبورغن إلى ضرورة تطوير القدرة على توقع العواصف الشمسية، نظراً لتأثيراتها السلبية على الاتصالات في زمن باتت فيه الأجهزة الإلكترونية الوسيلة الأساسية للتواصل، علماً أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تتوقع وصول عواصف شمسية غير مسبوقة عام 2013.

الحياة في تيتان

فيما رجح علماء أمريكيون أن تكون الأشعة فوق البنفسجية قادرة على توفير الأسس الضرورية للحياة على القمر تيتان أكبر أقمار كوكب زحل واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل عينة تحاكي مكونات الغلاف الجوي للقمر ويرى الباحثون تحت إشراف البروفيسور هيروشي إماناكا من جامعة أريزونا بمدينة توكسون أن هذه الأشعة يمكن أن تدمج النيتروجين في جزيئات عضوية وتدل نتائج الأبحاث على كيفية نشأة المكونات الأساسية للحياة على سطح الأرض حسبما يرجح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم ويعتبر النتروجين أحد أهم العناصر ويوجد على سبيل المثال في الأحماض الأمينية التي تتكون منها جميع البروتينات.

ورغم أن النتروجين يمثل الجزء الأكبر من الغلاف الجوي للأرض (80%) إلا أن جميع الكتروناته متزاوجة ويحتاج فضها إلى طاقة هائلة ولا تستطيع سوى مواد عضوية قليلة القيام بمهمة فض هذه الالكترونات حيث تقوم بدور محوري في دورة النتروجين. بحسب الوكالة الالمانية.

وركز إماناكا في دراسته على الغلاف الجوي القمر تيتان وهو غلاف غني بالنتروجين واستطاع محاكاة الظروف السائدة هناك في المعمل بمساعدة زميله مارك سميث وعرض الباحثان في سبيل ذلك خليطا من غاز الميثان و النتروجين لأشعة قوية فوق البنفسجية وهو ما يعتقد الباحثون أنه يحدث أيضا في الغلاف الجوي للقمر تيتان حيث توفر الشمس هذه الطاقة اللازمة لإحداث هذه التفاعلات

وأشار الباحثون إلى أن الجزء الأكبر من غاز النتروجين تحول إلى جزيئات دقيقة صلبة بدلا من أن يتحول إلى مركبات غازية بعد أن كانت النماذج العلمية الحالية ترجح أن النتروجين يحتاج لفترة أطول وعبر مراحل أكثر إلى جزيئات صلبة حسبما أوضح سميث، رئيس قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة بوسطن ويبدو القمر تيتان برتقالي اللون للناظر من بعيد وذلك لوجود الكثير من الجزيئات العضوية في غلافه الجوي. ويمكن للجزيئات الموجودة في هذا الغلاف أن تهبط على سطح القمر تيتان حيث من الممكن أن تتوفر شروط لنشأة الحياة ومن بينها الظروف الكيميائية إلى جانب حماية الأشعة النشطة والمجال الحراري المناسب وغيرها من الظروف المتعددة

وأكد البروفيسور سميث بعد دراسات وتجارب طويلة أن نتائج الدراسة يمكن أن توفر معلومات قيمة للغاية لمصممي أجهزة الرصد والقياسات المتخصصة في رصد القمر تيتان وغيره من الأجرام السماوية

الكشف عن الكواكب

كما اكتشف علماء ألمان وبولنديون و بلغار طريقة جديدة للكشف عن أي كواكب لم تكتشف من قبل.

جاء الكشف خلال بحث العلماء عن كواكب بعيدة عن كوكب الأرض عثروا خلالها على جرم سماوي أطلقوا عليه اسم "دبليو ايه اس بي 3 سي"، الذي يبعد نحو 700 سنة ضوئية عن الأرض ضمن كوكبة القيثارة، ويحتاج لنحو 75. 3 يوم للدوران حول نجمه "دبليو ايه اس بي 3".

وبلغ عدد كواكب النظام الشمسي التي اكتشفها العلماء حتى الآن أكثر من 460 كوكبا. واعتمد العلماء للكشف عن الكوكب على التأثير المتبادل الذي تحدثه عدة كواكب تدور حول نفس النجم حيث تؤدي قوة جذب هذه الكواكب إلى نوع من الإزعاج لبعضها البعض يحدث تذبذبا في مدة دورانها حول النجم. بحسب الوكالة الالمانية.

يمكن رصد هذا التذبذب بتلسكوبات صغيرة نسبيا، حسبما أوضح البروفيسور رالف نويهويزر، من مرصد جامعة يينا الألمانية. وقال البروفيسور نويهويزر إن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الطريقة للكشف عن الكواكب.

انفجار من 5 مليارات سنة ضوئية

من جهتهم ذكر علماء الفلك أن انفجارا قياسيا لأشعة إكس وقع أوائل هذا الصيف كان ضخما للغاية حتى لقمر صناعي خاص مصمم لتسجيل تلك الأشياء.

وقال ديفيد بوروز، أستاذ علوم الفلك والطبيعة الفلكية في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن مرصد الفضاء «سويفت» التابع لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أصيب «بعمى مؤقت» بسبب انفجار لأشعة إكس هو الأكثر بريقا، مما وراء مجرة درب التبانة. وذكر فيل إيفانس من جامعة ليسيستر البريطانية، وهو من مصممي البرمجيات، أن الانفجار أغلق البرمجيات الخاصة بتحليل البيانات لمرصد سويفت.

وأضاف «انطلقت الكثير جدا من الوفوتونات على جهاز الاستشعار كل ثانية إلى حد أنه لم يكن بالإمكان إحصاؤها بسرعة كافية. إن ذلك يشبه محاولة استخدام مقياس الأمطار ودلو لقياس معدل التدفق لموجة تسونامي! بحسب الوكالة الالمانية.

وقال علماء ان أشعة إكس قطعت حوالي خمسة مليارات سنة خلال الفضاء وتوجهت نحو قمر «سويفت» الصناعي في 21 يونيو الماضي.

وكان من المرجح أن يأتي الانفجار «غير المتوقع وغير المسبوق» من انفجار أشعة غاما الناجمة عن انفجار نجم ضخم بينما كان يتحول إلى ثقب أسود.

وقال بوروز «انفجار أشعة إكس هذا هو أكثر مصادر الضوء إشراقا حتى الآن والتي يجري مشاهدتها في الأطوال الموجية لأشعة إكس في الأبعاد الكونية!».

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/تموز/2010 - 19/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م