المسلمون في ألمانيا بين هواجس الاندماج وعواقب التطرف

 

شبكة النبأ: يواجهه المسلمون في ألمانيا أسوة بالكثير من الدول الغربية تمييزا عنصريا متنامي بسبب الهواجس الاجتماعية المتزايدة التي تعمل على إفشائها بعض الجهات المتطرفة المعادية للإسلام بهدف التضييق على الجاليات المسلمة المقيمة هناك.

وتسعى الحكومة الألمانية الى تبديد تلك المخاوف وتقويض جهود التفرقة على اعتبار إن المسلمين يتمتعون بحقوق المواطنة المكتسبة، إلا إن التطرف الأعمى واللوبي العنصري بات ينفث أفكاره باستمرار في المجتمع الألماني ويعزز أواصر الشقاق والكراهية بين المسلمين وبقية أفراد المجتمع، على الرغم من التحذيرات الشعبية والرسمية من مغبة تفاقم الأمر.

جزءا من المجتمع

فقد قال ماثياس روهه أستاذ القانون الدولي الخاص والمستشار والخبير لدى المحكمة الدستورية في ألمانيا، إن الإسلام أصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع الألماني، وإن المسلمين لديهم كل الحق في إنشاء مساجد ومآذن لهم، مشيرا إلى أن المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا على سويسرا.

وأضاف روهه في محاضرة بعنوان ''المسلمون في ألمانيا... الأوضاع القانونية والتحديات الاجتماعية''، ألقاها في مقر جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في طرابلس، إن ''الدستور الألماني يضمن الحقوق الإنسانية لكل الألمان والتي لا يمكن تغييرها أو تقليصها أو إنقاصها بأي مبادرة أو استفتاء أو غيره، لأن ذلك يعد مخالفا لكل القوانين في ألمانيا''.

واستعرض روهه الوضع القانوني للمسلمين في ألمانيا والمشكلات والتحديات التي تواجههم وحلولها الممكنة، موضحا أن هناك أكثر من 4.5 مليون مسلم يتوزعون في المجتمع الألماني بمختلف مذاهبهم وعاداتهم وتقاليدهم.

وأشار إلى خلو المجتمع الألماني من ظاهرة التخوف من الإسلام، ''باستثناء بعض الحالات الناجمة عن الاعتقاد الخاطئ وعدم فهم الإسلام بصورته الصحيحة''، موضحا أنه تم بناء أكثر من ألفي مسجد في ألمانيا خلال العقود الأربعة الماضية.

وفي هذا الصدد، لفت إلى القرار السويسري بحظر بناء مآذن للمساجد في سويسرا، مؤكدا أن المآذن لا تشكل تهديدا أو خطرا على سويسرا.

وأوضح أن القانون السويسري يعارض القانون الأوروبي العام المتعلق بحرية الأديان، وأنه على سويسرا أن تلغي هذا القرار، لأنها بذلك ''تخرج من منظومة قوانين حقوق الإنسان''.

وأكد على دور العلماء المسلمين في التفريق بين ظاهرة التطرف والثقافة الإسلامية بصورتها الصحيحة التي ينتمي إليها أغلبية المسلمين في العالم وإبراز الصورة الصحيحة للإسلام في المجتمعات الأوروبية.

مؤتمر الإسلام

في سياق متصل بدأت فعاليات 'مؤتمر الإسلام' في ألمانيا في العاصمة برلين تحت إدارة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير.

وأعرب دي ميزير في مستهل المؤتمر عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن العديد من المشروعات والإجراءات والمبادرات التي تعزز اندماج المسلمين في ألمانيا.

وقال دي ميزير إنه فقط بهذه الطريقة سيظهر تأثير عملي جوهري للمؤتمر. ومن المقرر أن تتم مناقشة وإقرار برنامج المؤتمر خلال الجلسة الأولى. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

يذكر أن 'مؤتمر الإسلام' تم عقده أول مرة عام 2006 بناء على دعوة من وزير الداخلية الألماني السابق فولفغانغ شويبله بهدف تحسين اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

وقام خليفة شويبله، دي ميزير، بإعادة هيكلة المؤتمر من ناحية المضمون وتشكيل أعضائه.

وتضم لجنة المؤتمر ممثلين من جانب الدولة وآخرين من جانب المسلمين.

ومن المقرر أن تدور موضوعات المؤتمر حول محاضرات الدين الإسلامي في المدارس الألمانية والفارق بين الإسلام المرحب به في ألمانيا والعناصر الإسلامية المتشددة التي تميل إلى العنف.

ووفقا لبيانات وزارة الداخلية يعيش في ألمانيا نحو 4 ملايين مسلم، يحمل نصفهم الجنسية الألمانية.

وكانت ألمانيا تجلب إليها عمالة من دول ذات طابع إسلامي، خاصة من تركيا، منذ عام 1961 حتى حظرت الاستعانة بالعمالة الأجنبية الخارجة عن نطاق الاتحاد الأوروبي عام 1973.

ولم يكن إدماج هؤلاء المهاجرين في المجتمع الألماني من القضايا المطروحة على الساحة الاجتماعية في ألمانيا في ذلك الوقت.

وكان 'مؤتمر الإسلام' في ألمانيا يضم في مرحلته الأولى 15 ممثلا من الحكومة الاتحادية والولايات والمحليات بالإضافة إلى 5 أعضاء من منظمات إسلامية و10 أشخاص مسلمين.

وفي المرحلة الأولى للمؤتمر (2006 ـ 2009) نجح المؤتمر في تثبيت اعتراف المسلمين في ألمانيا بالنظام الأساسي الديمقراطي.

كما تم الاتفاق في المرحلة الأولى على إدخال محاضرات الدين الإسلامي في المدارس الألمانية وبناء المساجد والتعاون في القضايا الأمنية.

أما في المرحلة الجديدة للمؤتمر فقد قام وزير الداخلية توماس دي ميزير بتعديل تشكيله، حيث تم استبدال المسلمين العشرة بمسلمين آخرين لإعطاء المؤتمر دفعة جديدة.

وقرر دي ميزير عدم مشاركة 'مجلس الإسلام' في المؤتمر، بسبب التحقيقات الجنائية التي تجرى حاليا ضد عناصر بارزة في منظمة 'ميلي جوروس' التي تعتبر أكبر عضو في المجلس.

وبجانب الأفراد المسلمين العشرة يشارك في المؤتمر 6 منظمات إسلامية، بينما يشارك 17 ممثلا من جانب الدولة (6 ممثلون من الحكومة الاتحادية و6 من الولايات و5 من المحليات'.

ويعتزم دي ميزير التركيز على موضوعات تدريب الأئمة والمساواة بين الرجل والمرأة والتفريق بين الإسلام والعناصر الإسلامية المتطرفة خلال المؤتمر.

محاولات الدمج

في السياق ذاته خيم غياب مجموعتين اسلاميتين كبيرتين عن محادثات تقودها الحكومة الالمانية لدعم اندماج أربعة ملايين مسلم ألماني على اجتماع تم الاتفاق فيه على علاج قضايا مثل تدريب الائمة والتطرف والحجاب.

ودفع الجدل بشأن جدول أعمال المؤتمر وقوائم المدعوين المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا لمقاطعة المحادثات حيث ندد رئيس المجلس أيوب أكسيل كولر بالمؤتمر ووصفه بأنه "مثل مرسوم أصدرته الحكومة" قائلا ان المسلمين تم تجاهلهم.

وكان وزير الداخلية توماس دي مايتسيره قد منع بالفعل مجموعة أخرى لصلاتها مع جمعية تخضع لتحقيقات السلطات الامنية.

ونقل عن زعيم الخضر جيم أوزديمير وهو ابن مهاجرين تركيين ويعتبر أول شخص من اقلية عرقية ينتخب لقيادة حزب ألماني قوله "هذه المحادثات غير مبشرة تحت قيادة دي مايتسيره."

ويقيم في ألمانيا ثاني أكبر جالية اسلامية في غرب أوروبا بعد فرنسا. ويعتبر الاكراد أكبر أقلية في البلاد.

ووضعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل مدفوعة بمخاوف من التطرف الاسلامي الاندماج على جدول أعمالها السياسي قبل أربعة أعوام وبدأت حوارا رسميا في هذا المجال.

ولكن كثيرا من المسلمين يشكون من أن المؤتمرات لاتزيد عن كونها منبرا للكلام. وقال دي مايتسيره ان المؤتمر يستهدف تحويل بعض الحوار الى ممارسة عملية.

وقال دي مايتسيره ان المؤتمر الذي يضم بعض المجموعات التركية ورجال الدين المسلمين والمسؤولين الحكوميين وافق على برنامج عمل لعلاج قضايا تؤثر على جاليات الاقليات والمسلمين في ألمانيا.

وقال دي مايتسيره "برنامج العمل يشمل الاسئلة المركزية التي تتصل بتعاون الاقليات والمسلمين في ألمانيا، الهدف هو وضع مهام ملموسة تتصل بالموضوعات المدرجة على قائمة المناقشات."

اكبر مسجد في برلين

من جهة اخرى تم تدشين واحد من اكبر المساجد في المانيا في حي كروزبرغ في برلين الذي تقيم فيه جالية تركية كبيرة. ويمكن استقبال حتى الف مصل في المسجد.

ويشكل المسجد الذي تعلوه قبة من الزجاج واربع ماذن جزءا من مبنى اكبر يمتد على مساحة خمسة الاف متر مربع ويتالف من ست طبقات، يضم اضافة الى المسجد مركزا تجاريا ومكتبة ومركزا اجتماعيا.

وذكرت الصحافة ان كلفة بناء المسجد بلغت عشرة ملايين يورو تبرعت بها جهات خاصة لبنانية وفلسطينية. ويقع المسجد الاكبر في المانيا في مانهايم (غرب) ويمكنه استقبال 2500 مصل.

واثارت عمليات بناء المساجد في المانيا، كما في بلدان اوروبية اخرى، جدلا في صفوف اليمين المتطرف.

تدريس الدين الإسلامي

من جهته طالب الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدراسة اعتماد مادة الدين الإسلامي في المدارس الألمانية.

وقال هيرمان جروهه في مستهل ملتقى "اتحاد التلاميذ" الألمان بمدينة مانهايم جنوب غرب ألمانيا إنه يتفق مع الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية على ضرورة جعل قضية تدريس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية مطروحة للحوار الصريح في المجتمع الألماني.

وأكد جروهه في معرض ترحيبه بالمشاركين في الملتقى والبالغ عددهم نحو 150 شخصا أن الدستور الألماني الذي يؤكد أهمية القيم والمبادئ "يتطلب منا أن نعترف بمادة الدين والأخلاق كمادة إلزامية في المدارس". بحسب الوكالة الالمانية.

ويضم "اتحاد التلاميذ" في عضويته أكثر من عشرة آلاف شخص من جميع أنحاء ألمانيا وهو بذلك أكبر منظمة سياسية خاصة بالتلاميذ.

وفي السياق نفسه طالبت ماريا بومر، مفوضة الحكومة الألمانية لشئون الاندماج، بمزيد من الاعتمادات المالية لدروس اللغة الألمانية وقالت:"لابد أن يكون كل طفل بصرف النظر عن وطنه، متمكنا من اللغة عند إعداده لدخول المدرسة".

ورأت بومر أن الاستثمار في هذه الدروس مربح للدولة ويعود عليها بالنفع وأنه عندما يستطيع التلاميذ والمدرسين التفاهم مع بعضهم البعض بلغة واحدة، الألمانية، فإن ذلك لا يحسن فقط درجاتهم المدرسية بل يخفض العنف في المدارس.

تنامي العنف

على صعيد متصل حذرت دراسة ألمانية حديثة من تنامي ميول العنف لدى الشباب المسلمين في ألمانيا.

كما أظهرت الدراسة، التي أجرتها وزارة الداخلية الألمانية بالتعاون مع معهد الأبحاث الجنائي بولاية سكسونيا السفلى، أن لدى هذه الفئة أيضا ميولا إلى تقبل الثقافات الذكورية واستخدام وسائط إعلامية تتضمن مشاهد للعنف، مثل الأفلام وألعاب الكمبيوتر.

وشملت الدراسة، التي أجريت خلال الفترة بين 2007 و2008، 45 ألف تلميذ في الصف التاسع، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما، موزعين في 61 مدينة ومنطقة في مختلف أنحاء ألمانيا.

واستعان القائمون على الدراسة، التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها أمس السبت (05 حزيران / يونيو) ونشرتها كذلك صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung)، بآراء البرفسور رؤوف جايلان، عالم الدين والمنحدر من أصول تركية، لتوضيح سبب تنامي ميول العنف لدى هذه الفئة العمرية من الشباب المسلمين.

ويعزو جايلان ذلك إلى أن معظم الأئمة المسلمين في ألمانيا يروجون لإسلام متشدد، كما يدعمون فكرة التقوقع داخل الأصول العرقية، أي أنهم لا يروجون لفكرة الانفتاح والاختلاط بشباب آخرين لا ينتمون إلى نفس العرق أو بلد الأصل أو الجنسية. كما أشار الخبير المتخصص في العلوم الدينية إلى أن هؤلاء الأئمة لا يقيمون بشكل دائم في ألمانيا، أي قدموا من الخارج للإقامة في في البلاد لفترات زمنية محدودة أو وجيزة، ولا يجيدون اللغة الألمانية، وبالتالي لا يربطون أي علاقة إيجابية مع الثقافة الألمانية.

وأوضح جايلان أن الهيمنة الذكورية أمر بديهي بالنسبة لغالبية هؤلاء الأئمة، مضيفا أن تعاليمهم تدعم وجهات النظر تلك لدى الشباب المسلمين. وقال جايلان، إنه "يتعين تسليط الضوء على الكثير من العوامل لتوضيح نتائج الدراسة".

ويحمل القائمون على الدراسة بعض الأئمة المسؤولية في نشر فكر متشدد ودعم ظاهرة العنف لدى المراهقين المسلمين في ألمانيا

من جهته، حذر المشرف على الدراسة، كريستيان بفايفر، من تعميم هذه الظاهرة على كل المسلمين، كما حذر من أن يُحمّل الدين الإسلامي المسؤولية في ظاهرة تنامي العنف لدى هذه الفئة العمرية من أطفال العائلات المهاجرة.

وأكد بفايفر أن المسؤول عن تلك الظاهرة ليس الإسلام نفسه، بحيث قال: "هذه ليست مشكلة الإسلام ، بل طريقة توصيله" لهؤلاء. 

كما أكد وزير الداخلية الألماني ، توماس دي ميزير ، في معرض رده على استفسار، على ضرورة طرح نتائج تلك الدراسة للمناقشة في مؤتمر الإسلام في ألمانيا.

 وتهدف الدراسة إلى معرفة مدى تأثير الانتماء الديني والتدين الشخصي على آراء وتصرفات الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 عاما وعلى اندماج الشباب المنحدرين من أصول مهاجرة أيضا.

نسبة بسيطة من التلاميذ المسلمون يتطلعون إلى إتمام تعليمهم والحصول على الثانوية العامة!

وتبين من خلال الدراسة أن ميول العنف لدى الشباب المسيحي، خاصة المتدينين منهم، منخفضة، في حين ترتفع لدى الشباب المسلمين الذكور.

من ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أن أبناء المهاجرين الذين لا يعتنقون ديانة معينة هم أفضل المجموعات اندماجا في المجتمع الألماني.

كما ذكر القائمون على الدراسة أن نسبة 41.2 بالمائة من المجموعة الني خضعت للدراسة تتطلع لمواصلة التعليم والحصول على شهادة الثانوية العامة، وبأن 62.9 بالمائة منهم يقيم علاقات صداقة مع ألمان.

وأفادت الدراسة أن 66.1 بالمائة من فئة الشباب، الذين لا يعتنقون أي ديانة يشعرون بأنهم ألمان.

وفي المقابل، يختلف الأمر مع فئة الشباب المسلم، الذين أجريت عليهم في هذه الدراسة. فنسبة 15.8 بالمائة منهم فقط تتطلع إلى إنهاء المرحلة الثانوية، ويربط 28.2 بالمائة منهم علاقات صداقة مع ألمان، بينما يشعر 21.6 بالمائة منهم فقط بأنهم ألمان.

وعن هذه النتائج، نقلت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ عن كريستيان بفايفر، المشرف على الدراسة، أن من ضمن أسباب ظاهرة تنامي العنف لدى هذه الشريحة العمرية وكذلك ميولهم إلى ربط علاقات مع أبناء جلدتهم يعود أيضا إلى "إقصاء بعض الألمان للمسلمين"، الأمر، الذي يزيد من عمق الفجوة التي تفصل الطرفين عن بعضهما بعضا ويعرقل عملية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

جائزة العلوم الإسلامية

في سياق متصل حصلت أستاذة جامعية ألمانية متخصصة في العلوم الإسلامية على جائزة مؤسسة "غيردا هينكل" الألمانية المعنية بدعم العلوم الإنسانية التاريخية.

وأعلنت ناطقة باسم المؤسسة في مقرها بمدينة دوسلدورف غربي ألمانيا أنه سيتم منح الجائزة، التي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو، لمديرة معهد العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة، غودرون كريمر في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وتمنح المؤسسة جائزتها كل عامين لأحد العلماء تكريما لجهوده البارزة في أحد مجالات العلوم الإنسانية التاريخية.

وذكرت الناطقة أن لجنة التحكيم اختارت كريمر لمنحها الجائزة هذا العام لجهودها في تفسير تاريخ وثقافة ودين والتصورات القيمية للمسلمين "بشكل ناقد، لكن أيضا بميل واضح لمجال أبحاثها" واستخراجها من ذلك نماذج تفسيرية لنزاعات حالية.

وجاء في قرار لجنة التحكيم، برئاسة عالم الأدب الألماني، فولفجانج فروفالد، أن كريمر (56 عاما) تبحث في أعمالها عن موضوعات شائكة وأصبحت من الخبراء المطلوبين في وسائل الإعلام والسياسة للتحدث عن قضايا حيوية متعلقة بالجدل حول الإسلام والإسلاميين المتشددين.

وقال رئيس المؤسسة ميشائيل هانزلر إن أعمال كريمر قربت إلينا فهم الثقافات والمجتمعات ذات الطابع الإسلامي بشكل أكثر عمقا.

وكانت كريمر حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة هامبورغ من خلال رسالتها حول موضوع الأقلية اليهودية في مصر.

وحصلت كريمر على درجة الأستاذية في جامعة بون عام 1994 من خلال رسالتها حول موضوع "دولة دينية كجمهورية"، ثم تولت إدارة معهد العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة عام 1996.

وكريمر عضوة في مجالس العديد من المؤسسات العلمية، بينها "مؤسسة العلوم والسياسة" التابعة للحكومة الألمانية، بالإضافة إلى أكاديمية برلين براندنبورغ للعلوم. كما حصلت كريمر على دكتوراة شرفية من جامعة طشقند الإسلامية في أوزبكستان.

ولكريمر عدة كتب باللغة الألمانية ، بينها "تاريخ فلسطين" عام 2002 و "تاريخ الإسلام" عام 2005.

ونشرت كريمر هذا العام سيرة ذاتية باللغة الإنجليزية عن مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية المحظورة حسن البنا.

حظر الصلبان

الى ذلك أثارت تصريحات وزيرة ألمانية مسلمة تدعو إلى حظر الصليب في المدارس العامة في ألمانيا انتقادات حادة خاصة من قبل حزبها المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل على المستوى الاتحادي.

وتوقع عمدة برلين كلاوس فوفرايت أن يكون هناك خلاف دائم بين وزيرة شئون المجتمع والاندماج الجديدة في ولاية سكسونيا أيجول أوزكان وحزبها.

وقال فوفرايت المنتمي إلى حزب ميركل في تصريحات لإذاعة ألمانيا اليوم إن تصريحات أوزكان التي قوبلت بانتقادات شديدة من قبل الحزب المسيحي الديمقراطي سواء بشأن حظر الصلبان أو الحجاب في المدارس العامة تظهر أنها لا تتوافق مع اتجاه الحزب.

وذكر فوفرايت أن ردود الفعل التي تعرب عن الفزع داخل الحزب المسيحي الديمقراطي تظهر ما يمكن توقعه خلال الفترة المقبلة وقال: "إذا حاولت أوزكان أن تطبق مواقفها هذه بصفتها وزيرة شئون الاندماج فإنها ستكون في خلاف دائم مع الحزب المسيحي الديمقراطي".

وكانت أوزكان أول وزيرة ألمانية منحدرة من أصول تركية قد قالت من قبل في تصريحات لمجلة "فوكوس" الألمانية أن الرموز المسيحية لا تنتمي إلى المدارس الحكومية. وفي المقابل ذكرت أوزكان أن هذا الأمر لا يسري على المؤسسات التابعة للكنيسة.

وأوضحت أوزكان أنه يتعين على المدارس بوجه عام أن تكون مكانا محايدا مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ارتداء الحجاب داخل الفصول الدراسية أمرا غير مرغوب فيه أيضا.

وقد نأى رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى كريستيان فولف بنفسه عن تصريحات الوزيرة (38 عاما) التي من المقرر أن تتولى مهام منصبها غدا.

وقال فولف في تصريحات في مدينة هانوفر غربي ألمانيا: "الرموز المسيحية خاصة الصلبان في المدارس مرحب بها من جانب الحكومة المحلية في إطار تربية متسامحة على أساس قيم مسيحية".

وذكر فولف أنه انطلاقا من حرية الأديان فإن ارتداء التلميذات للحجاب مسموح به أيضا لكن ليس مسموح للمدرسات وهو ما قصدته أوزكان أيضا على حد قوله. وقال فولف: "أوزكان أعربت عن رأيها الشخصي في الحيادية داخل المدارس لكنها لم تشكك في تطبيق حكومة الولاية لهذا الأمر".

مرتد يدرس الاسلام

من جانبها أعلنت جامعة مونستر غربي ألمانيا إسناد تدريس مادة جديدة للبروفيسور سفين كاليش، وهو استاذ كرسي سابق لمادة الدين الإسلامي بالجامعة.

كان كاليش أثار جدلا كبيرا واستياء عارما في أوساط المسلمين في ألمانيا قبل عامين عندما شكك في وجود النبي محمد وقال إنه لا توجد أدلة تاريخية على ذلك. وترك كاليش تدريس مادة الدين الإسلامي بالجامعة ثم أعلن بعد ذلك ارتداده عن الإسلام.

وأعلنت جامعة مونستر أن كاليش سيتولى تدريس مادة 'التاريخ الفكري في الشرق في فترة ما بعد العصور القديمة'.

يذكر أن كاليش عين في 2004 كأول مدرس جامعي لمادة الدين الإسلامي على مستوى المانيا.

وأعلن كاليش الذي كان يسمي نفسه باسم محمد كاليش ارتداده عن الإسلام ربيع العام الحالي.

 مروة الشربيني

من جهة اخرى قالت الشرطة في مدينة دريسدن بشرق المانيا انه تم تخريب النصب التذكاري الذي أقيم لمروة الشربيني المصرية التي قتلت داخل محكمة المانية العام الماضي بعد أسابيع من كشف النقاب عنه.

وتلقت مروة الشربيني 18 طعنة في يوليو تموز الماضي على يد رجل كانت تدلي بشهادتها ضده خلال جلسة استئناف. وهي ام لطفل في الثالثة من عمره وكانت حاملا في طفلها الثاني.

وأوقع مخربون المجسمات الثلاثة التي على شكل سكاكين والتي تشكل النصب التذكاري لمروة الشربيني (31 عاما).

وتعتزم رابطة شجاعة المواطنين صاحبة فكرة اقامة النصب التذكاري اقامة 18 عامودا في دريسدن ترمز الى عدد الطعنات.

وأثار قتل مروة الشربيني في قاعة محكمة في الاول من يوليو تموز 2009 غضبا في عدة دول اسلامية حيث اتهم البعض المانيا بالتسامح مع إرهاب الاسلام والاراء المناهضة للاسلام. وأدين الجاني وهو الماني من أصل روسي وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد.

وطعن الرجل مروة الشربيني حين كان يتقدم بطلب استئناف لحكم أدانته باهانتها حين وصفها بأنها "اٍسلامية وارهابية وساقطة" حين طلبت منه أن يفسح مكانا لابنها ليلعب بأرجوحة في ملعب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تموز/2010 - 14/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م