الإرهاب في عقر أمريكا... المخابرات تعجز والحظ ينجح

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تدرك الولايات المتحدة إنها باتت على مرمى الهجمات الإرهابية أكثر من ذي قبل، خصوصا بعد إحباطها عدد من العمليات التفجيرية خلال الفترة القليلة الماضية، مع إصرار تنظيم القاعدة على استهداف الولايات المتحدة في عقر دارها حسبما تنقله التسجيلات التي حصلت عليها أجهزة الأمن والمخابرات السرية.

وتؤكد المعطيات المتوافرة في هذا الصدد إن القاعدة نجحت الى حد ما في الوصول الى أهدافها المنتخبة دون لفت أنظار الأجهزة الأمنية إلا إن الحظ وحده كان السبب في إخفاق تلك العمليات.

فيما اعتبر عدد من المراقبين للشأن الأمريكي إن جهود الأجهزة الإستخبارية الأمريكية في الوقاية والاستباق أثبتت فشلا منقطع النظير، مع تخبط واضح وإجراءات غير قانونية أقدمت عليها تلك الأجهزة لكن دون فعلية.

أجهزة معقدة وسرية

فقد كشف تحقيق واسع اجرته صحيفة "واشنطن بوست" ان اجهزة الامن الوطنية الاميركية اصبحت اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر متشعبة وسرية ومعقدة لدرجة انه يستحيل معرفة فعاليتها بدقة.

والتحقيق الذي يحمل اسم "اميركا في غاية السرية" هو ثمرة عمل استمر عامين شارك فيه حوالى عشرين صحافيا من الصحيفة الاميركية العريقة التي هي وراء السبق الصحفي لفضيحة ووتر غايت التي ادت الى استقالة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون في 1974.

ويؤكد التحقيق انه بعد تسع سنوات على وقوع الاعتداءات التي اوقعت ثلاثة الاف قتيل "ان العالم السري الذي انشأته الحكومة  اصبح واسعا ويصعب التعامل معه ولا احد يعرف تكاليفه او عدد الاشخاص الذين يوظفهم او البرامج الموجودة او عدد المكاتب المختلفة التي تؤدي المهمة نفسها". ونتيجة لذلك "بعد تسع سنوات من النفقات غير المسبوقة  بات النظام الذي انشىء لحماية الولايات المتحدة معقدا لدرجة لم نعد نعرف مدى فعاليته".

وقال ديفيد غومبرت مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية ان "هذا المقال لا يظهر اجهزة الاستخبارات كما نعرفها" مؤكدا ان الاصلاحات التي اجريت في السنوات الاخيرة سمحت ب"تحسين نوعية وكمية" المهام. وفي اعقاب اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 كانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش اطلقت مفهوم "الحرب على الارهاب". حسب فرانس برس.

والمقال الذي غطى صفحات عدة والمرفق بصور وشقه الاول باسم "عالم سري يتسع لدرجة انه يخرج عن السيطرة".

وكتبت الصحيفة ان 1271 وكالة حكومية و1934 شركة خاصة موزعة على 10 الاف موقع عبر الولايات المتحدة تعمل على برامج مرتبطة بمكافحة الارهاب او الاستخبارات.

وتوظف هذه الهيكلية 854 الف شخص بامكانهم الاطلاع على معلومات سرية و33 مبنى شيدوا او قيد التشييد فقط في العاصمة الفدرالية واشنطن.

وقالت الصحيفة ان هذه البيروقراطية تؤدي الى اجراءات ادارية كبيرة. ولاحظت الصحيفة على سبيل المثال ان 15 مدينة مختلفة مكلفة مراقبة نقل اموال الشبكات الارهابية.

وآلة الاستخبارات الاميركية العملاقة تنتج كما من التقارير -- حوالى 50 الفا سنويا -- انه "يتم ببساطة تجاهل عدد منها".

وذكرت الصحيفة انه بسبب هذه الاخطاء لم تتمكن الاستخبارات الاميركية من افشال محاولة تفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في عيد الميلاد او حادثة اطلاق النار في فورت هود في تكساس التي اوقعت 13 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر.

وكتبت الصحيفة انه بسبب الطبيعة الحساسة للموضوع سمح لمسؤولين في الحكومة الاميركية بالاطلاع على التحقيق قبل نشره وانه تم سحب بعض المعلومات منه.

أكثر من تريليون دولار

كما أظهر تقرير للكونغرس ان الولايات المتحدة أنفقت ما يزيد عن تريليون دولار على الحروب بعد اعتداءات 11 أيلول) سبتمبر( 2001.

وذكرت شبكة 'سي إن إن' الأمريكية ان المخصصات للنزاعات في أفغانستان والعراق وغيرهما من الجبهات في العالم تجعل من كلفة 'الحرب على الإرهاب' في المرتبة الثانية بعد ما أنفق على الحرب العالمية الثانية.

وحاولت خدمة الأبحاث في الكونغرس في تقرير 'كلفة الحروب الأمريكية الكبرى' الذي أعدته أن تقارن بين تكاليف الحروب خلال فترة دامت أكثر من 230 سنة، بدءاً بالثورة الأمريكية وصولاً الى أيامنا هذه.

وتبين انه منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أنفقت أمريكا 1.15 تريليون دولار، في حين ان الحرب العالمية الثانية كلفت 4.1 تريليون دولار عند تحويل التكاليف إلى قيمة الدولار الحالي. بحسب يونايتد برس.

واستخدم في الحرب العالمية الثانية 36 بالمائة من إجماعي قيمة الناتج المحلي الإجمالي، في حين كلفة ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) هي حوالي 1 بالمائة من هذا الناتج.

وتوقع التقرير أن ترتفع التكاليف المرتبطة بالحرب على الإرهاب أكثر، فقد أظهر تقرير لموازنة الكونغرس في العام 2007 ان كلفة الحرب في العراق وأفغانستان قد تصل الى 2.4 تريليون دولار مع حلول العام 2017، أي حوالي أكثر من ضعف المبلغ الحالي.

حق الاطلاع

من جهتها افادت صحيفة «إندبندنت» بأن المحققين الأميركيين العاملين في قضايا مكافحة الارهاب، سيحصلون على حق الوصول إلى الحسابات المصرفية الشخصية للمواطنين البريطانيين، بموجب طلب تقدم به الرئيس الأميركي باراك أوباما، ينتظر تصديق البرلمان الأوروبي.

وأشارت الى ان الخطوة المثيرة للجدل، فجّرت مخاوف خطرة في شأن حقوق الخصوصية لمواطني بريطانيا والدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، الذين تُحفظ شؤونهم المصرفية الشخصية على قاعدة بيانات سرّية عملاقة تغطي الغالبية العظمى من التعاملات المصرفية عبر المصارف في مختلف أنحاء أوروبا.

وأضافت أن ادارة أوباما تصرّ على أن قاعدة البيانات السرّية «تمثل أمراً حيوياً لاستمرار التحقيقات حول عمليات تنظيم القاعدة».

وحذّر مسؤولون بارزون فيها أوروبا من أن منع المحققين الأميركيين من الدخول إلى قاعدة البيانات يعرّض للخطر الأمن القومي لبريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.

وكان أعضاء البرلمان الأوروبي عارضوا من قبل تسليم المعلومات للمحققين الأميركيين، من دون ضمانات، ورفضوا في شباط (فبراير) الماضي الإذن بنقل المعلومات إلى واشنطن ما لم تعالج الولايات المتحدة المخاوف المتعلقة بقوانين الخصوصية.

وأوضح مدير «مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية» في وزارة الخزانة الأميركية آدم زوبن الذي قاد تحقيقات أميركا حول تمويل الارهاب، في تصريح الى الصحيفة، أن الإجراء الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي عرقل التحقيقات الاستخباراتية في شأن التعرّف الى مصادر تمويل تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له. بحسب يونايتد برس.

وتابع: «الرئيس أوباما تدخل شخصياً في التطورات الأخيرة المتعلقة بقاعدة البيانات عن الحسابات المصرفية الشخصية لمواطني الاتحاد الأوروبي»، وأكد أن الاتفاق الجديد بدّد مخاوف الدول الأوروبية في شأن الخصوصية.

ونسبت «اندبندنت» إلى عضو البرلمان الأوروبي والناطقة باسم لجنة شؤون العدل وحقوق الإنسان في «حزب الديموقراطين الأحرار» البريطاني سارة لدفورد قولها: «أصررنا على أن نقل الجزء الأكبر من المعلومات عن الحسابات المصرفية الشخصية سيكون حلاً انتقالياً فقط».

تخزين مسببات الامراض

من جهته اصدر الرئيس الاميركي باراك اوباما امرا باجراء تغييرات في طريقة تخزين مسببات الامراض والسموم الخطيرة في الولايات المتحدة في مؤشر الى المخاوف غير المعلنة من حدوث هجمات بيولوجية ارهابية.

واصدر الرئيس امرا تنفيذيا باجراء "تغييرات اساسية" في تخزين العناصر البيولوجية والسموم، بحسب البيت الابيض. واضاف ان الامر يقضي بان تهدف هذه الاجراءات الى وقف "اساءة استخدام وسرقة وفقدان" تلك العناصر القاتلة او "اطلاقها خطأ".

وقال البيت الابيض ان اجراء الابحاث على تلك المواد مهم لرصد وتشخيص وعلاج اي امراض معدية او هجمات ارهابية بيولوجية.

الا انه قال ان الهجمات بجرثومة الجمرة الخبيثة (انثراكس) التي وقعت في 2001 تظهر الحاجة الى تامين السموم والعوامل البيولوجية في شكل افضل. وكانت الحكومة القت بالمسؤولية في تلك الهجمات على باحث انتحر قبل ان توجه اليه التهم.

وقال البيت الابيض انه يجب تامين تلك المواد للحؤول دون وقوعها في ايدي "هؤلاء الذين يمكن ان يسيئوا استخدامها في شكل متعمد لالحاق الضرر بالناس والحيوانات والنباتات والبيئة".

وقد صدر ذلك الامر لوزارة الخدمات الصحية والانسانية ووزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووزارة الزراعة، طالبا من كل منها شرح المخاطر التي تمثلها كل مادة من المواد السامة التي تملكها الحكومة الاميركية.

كما قضى بتشكيل لجنة فدرالية استشارية لشؤون الامن لمراقبة قضايا الامن والموظفين وطلب من الاجهزة الفدرالية وضع خطة لتامين المواد القاتلة.

ومن بين العناصر البيولوجية والسموم المصنفة لدى وزارات الحكومة الاميركية نماذج من الانفلونزا القاتلة التي انتشرت العام 1918 وفيروس الايبولا وسم البوتولينوم وفيروس انفلونزا الطيور وحمى لاسا.

انتقام للزرقاوي ومحسود

الى ذلك قال فيصل شاهزاد، المتهم بمحاولة تفجير ميدان "تايمز سكوير" في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة، إنه أقدم على ذلك العمل انتقاماً لمقتل زعيم طالبان في باكستان، بيت الله محسود، و"أبومصعب" الزرقاوي، زعيم جناح القاعدة في العراق.

وظهر شاهزاد الباكستاني الأصل، والذي يحمل الجنسية الأمريكية في شريط فيديو بثته قناة العربية الإخبارية، وكان يرتدي ملابس مشابهة لتلك التي يرتديها مقاتلو طالبان، كما كان يحمل سلاحاً بين يديه.

وقال شاهزاد في التسجيل: "هذا الهجوم ضد الولايات المتحدة سيكون انتقاماً باسم المجاهدين في كل مكان، وباسم الضعفاء والمضطهدين من المسلمين، وانتقاماً للشهيدين بيت الله محسود، وأبو مصعب الزرقاوي."

وتابع أن العملية، والتي فشلت في تفجير الميدان الشهير وسط نيويورك، تأتي انتقاماً "لجميع المسلمين والعرب الذين استشهدوا"، وقال: "سوف أنفذ هذه العملية نيابة عنهم، وآمل أن يدخل عملي هذا الغبطة إلى قلوب المسلمين."

وتوعد شاهزاد باستمرار القتال، وقال: "مرت ثمان سنوات من الحرب في أفغانستان.. وسوف ترون أن حرب المسلمين قد بدأت للتو، وسوف نريكم كيف أن الإسلام سينتشر في جميع أنحاء العالم."

وشدد الشاب الذي حصل على الجنسية الأمريكية مؤخراً، على أهمية "الجهاد"، قائلاً إنه "واحد من ركائز الإسلام، والناس يصلون ويدفعون الزكاة، ويصومون ويحجون البيت.. وقد اتبع بعضهم جزء من عقيدتهم وترك الآخر، وهو القتال في سبيل الله."

وأضاف: "تفسير معنى الجهاد هو القتال ضمن حرب مقدسة في سبيل الله، وهذا هو أنبل شيء في الإسلام، وأحد ركائز الدين الرئيسية.. الجهاد يعزز أسس الإسلام، وبه تسود كلمة الله ويرتفع دينه.. ترك الجهاد سيؤدي إلى تدمير الإيمان الحقيقي وسوف يضع المسلمين في موقف مهين تنهب خلاله أوطانهم وتخور قواهم."

وكان شاهزاد قد أقر في يونيو/ حزيران الماضي، بذنبه في التهم العشرة التي وجهتها إليه محكمة فيدرالية أمريكية، بل وذهب أبعد من ذلك، حين قال إنه يريد أن يعترف 100 مرة بذنبه.

وقبل دخوله إلى قاعة المحكمة، قال شاهزاد: "أريد أن أعترف بأنني مذنب مئات المرات، لأنه ما لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان والعراق، وما لم توقف القصف باستخدام طائرات الاستطلاع بدون طيار في الصومال وباكستان واليمن، وتتوقف عن مهاجمة البلاد الإسلامية، فإننا سنواصل مهاجمتها وسنطاردها."

وكانت هيئة محلفين في نيويورك قد قدمت لائحة اتهامات بحق شاهزاد، المتهم المشتبه بمحاولة التفجير الفاشلة في ميدان "تايمز سكوير" في حي مانهاتن في أوائل شهر مايو/ أيار الماضي، بلغ عددها 10 تهم، تصل عقوبة بعضها إلى السجن مدى الحياة.

ويواجه المشتبه به فيصل شاهزاد تهماً تتعلق بالتآمر ومحاولة استخدام أسلحة دمار شامل، والتآمر ومحاولة ارتكاب إرهاب دولي، إلى جانب تهم أخرى، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن وزارة العدل الأمريكية.

تفجير مترو نيويورك

في سياق متصل اعلنت وزارة العدل الاميركية ان القضاء الاميركي وجه الاتهام رسميا لاحد قادة تنظيم القاعدة الثلاثة المتهمين بالتخطيط من باكستان للمؤامرة التي كانت تستهدف مترو نيويورك واحبطت في ايلول/سبتمبر الماضي.

وجاء في بيان للوزارة ان "المؤامرة قادها صالح الصومالي ورشيد رؤوف والشكري جمعة وهم الرجال الثلاثة الذين كانوا يتولون عندها قيادة برنامج +العمليات الخارجية+ اي الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة ودول غربية اخرى".

ووجهت التهمة الى الشكري جمعة بانه قام بتجنيد نجيب الله زازي الافغاني وشريكيه زارين احمد ضي واديس مدونجانين خلال الفترة من ايلول/سبتمبر الى كانون الاول/ديسمبر 2008 بهدف لتدبير اعتداءات انتحارية في نيويورك باستخدام متفجرات يدوية الصنع".

وكان الافغاني نجيب الله زازي، سائق المركبات الصغيرة في مطار دنفر (كولورادو، غرب)، اعتقل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد ان غادر على عجل نيويورك حيث كان ملاحقا. وقد اعترف في شباط/فبراير الماضي بانه تدرب في معسكرات القاعدة وبانه كان على اتصال بقادتها. وقد اعتقل زارين احمد ضي واديس مدونجانين بعد ذلك باسابيع.

واوضح زازي ان هدف المؤامرة كان بصورة خاصة ضرب "مترو نيويورك". واعترف بانه جاء الى المدينة "للتخطيط لهجمات" في ايلول/سبتمبر 2009 تتزامن تقريبا مع موعد ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي.

إبعاد إمام  للسعودية

على الصعيد ذاته غادر إمام بمدينة نيويورك الأراضي الأمريكية متجهاً إلى السعودية بعد اعترافه بالكذب على العملاء الفيدراليين أثناء تحقيقهم في "مؤامرة إرهابية مزعومة"، كجزء من اتفاق مع السلطات الأمريكية، وفقاً لما ذكره متحدث حكومي، ومحامي الإمام لـCNN.

فقد غادر الإمام أحمد أفضلي وزوجته على الطائرة المتجهة إلى السعودية، بحسب ما أوضح محاميه، رون كوبي، وهو ما أكده المتحدث باسم الحكومة الأمريكية.

وكان أفضلي قد أقر بذنبه بالكذب على السلطات في قضية نجيب الله زازي، في وقت سابق من العام الحالي، والذي كان قد اتهم بمحاولة تفجير نظام قطار الأنفاق في نيويورك، وتم منحه مهلة 90 يوماً للمغادرة، بناء على الاتفاق مع السلطات الأمريكية.

كذلك طلب من أفضلي وضع جهاز مراقبة يربط بكاحله لتحديد مكان تحركاته إلى حين مغادرته البلاد، وفقاً لمحاميه كوبي، حيث تم رفع الجهاز قبل صعوده إلى الطائرة المتوجهة إلى السعودية.

وقال المحامي رون كوبي، إن الإمام أفضلي "فعل ما بوسعه لمساعدة السلطات عندما طلبوا مساعدته"، مشيراً إلى أن أفضلي كلن ضحية حرب قذرة بين إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، بشأن التحقيقات المتعلقة بالإرهاب.

وأضاف محاميه، كوبي، كان يحاول أفضلي مساعدة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في الوصول إلى نجيب الله، غير أنهم حاكوا مؤامرة ضده، مبينا أنهم كانوا يحاولون إلقاء اللوم على شخص ما، فألقوا اللوم على موكله.

غير أن الادعاء العام قال إن أفضلي حذر نجيب الله، وأن ذلك تم هاتفياً حيث كان هاتفه يخضع للمراقبة.

وأضاف كوبي: " والآن يغادر أفضلي الولايات المتحدة وهو يشعر بالحزن العميق.. فقد كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي عرفها، وستظل هذه البلاد وطن آبائه وأولاده وإخوته."

وجاءت الاعتقالات لأفضلي ونجيب الله زازي ووالده في إطار حملة اعتقالات نفذتها الأجهزة الأمنية في وقت سابق بناء على تحقيقات مع أشخاص عدة في الولايات المتحدة وباكستان ودول أخرى بشأن المؤامرة، والتي كشفت معلومات مسبقة إنها تتعلق بمهاجمة مركز اتصالات كبير في إحدى المدن الأمريكية.

ووجهت وزارة العدل الأمريكية تهماً إلى زازي، تتضمن التخطيط لاستخدام "أسلحة دمار شامل ضد أشخاص وممتلكات في الولايات المتحدة،" بعد أيام على اعتقاله مع والده، وأفضلي، الذي اتهم بالإدلاء بإفادات كاذبة في تحقيق مرتبط بالأمن القومي الأمريكي.

وذكرت الوزارة أن زازي قام خلال الفترة ما بين الأول من أغسطس/آب 2008 و21 سبتمبر/أيلول 2009 بـ"التآمر مع آخرين لتفجير قنبلة واحدة أو أكثر."

وكانت السلطات قد سألت أفضلي عن زازي وشخصين آخرين اعتقالا في وقت لاحق هما أديس ميدونجانين، وزارين أحمدزاي، فقال إنه يعرف زازي وميدونجانين جيداً، كما قال لـ FBI إنه نصح الأول بعدم التورط "بالأوحال في العراق وأفغانستان."

وبعيد ذلك سأله مكتب التحقيقات عما إذا تحدث إلى زازاي، فأنكر ذلك في البداية، الأمر الذي اعتبر "كذباً على السلطات"، لكنه أوضح لاحقاً أنه لم يكن ينوي حماية زازي، وإنما نيته كانت في أن يحمي نفسه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/تموز/2010 - 12/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م