الايدز وباء العصر الحديث يواصل انتشاره

 400 ألف طفل مصاب سنويا والختان حل ممكن

 

شبكة النبأ: منذ تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش. آي. في) قبل قرابة الثلاثين عاما، أصيب نحو ستين مليون شخص به، وتوفي 25 مليونا جراء نقص المناعة الناتج عن الإصابة بالفيروس بحسب احصاءات برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز (يو. إن. إيدز).

وأفادت آخر الاحصاءات المتوافرة أن 2.7 مليون شخص أصيبوا بالفيروس عام 2008، وان معظم من أصيبوا تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين. تجدر الإشارة إلى أن نحو 33.4 مليون شخص كانوا يعيشون بالفيروس ذلك العام، مات منهم مليونا شخص جراء أعراض مرتبطة بالإيدز. وبلغ الأطفال الذين ولدوا وهم حاملون الفيروس 430 ألف طفل عام 2008، وإجمالا هناك 2.1 مليون طفل دون سن الخامسة عشرة مصابون بالفيروس.

الإيدز مستمر عالمياً

ففي إقليم جنوب الصحراء الكبرى هو المنطقة الأكثر ابتلاء بالمرض في العالم، إذ أصيب 1.9 مليون نسمة بالفيروس عام 2008 في هذه البقعة من العالم وحدها أو ما يعادل 67 في المائة من إجمالي عدد من أصيبوا بالمرض حول العالم في ذلك العام.

يلي إقليم جنوب الصحراء الكبرى، إقليما جنوب وجنوب شرق آسيا، اللذان يحويان 3.8 ملايين شخص مصابين بالفيروس، بينهم 280 ألف إصابة جديدة. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وتأتي أميركا اللاتينية بعد هذه الأقاليم بمليوني إصابة و170 ألف إصابة جديدة. ويبقى إقليم أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى الذي لا يزال مد الإصابة بالفيروس فيه مستمرا في التفاقم، فقد ارتفع عدد المصابين بالفيروس في هذا الإقليم إلى 1.5 مليون شخص، بنسبة ارتفاع تعادل 66 في المائة خلال الفترة 2008-2001. وبرغم تطوير عقاقير علاجية، فإن نسبة لا تتجاوز 42 في المائة من مرضى الإيدز تتلقى العلاج.

400 ألف طفل يصاب سنويا

من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية، إنها تنظر في توصيات تفيد بإمكانية إنقاذ عدد كبير من الأطفال المصابين بفيروس الأيدز، إذا أتيحت لهم فرصة بدء العلاج بالأدوية في مراحل مبكرة، لافتة إلى أن 400 ألف طفل يصابون بالفيروس سنويا.

وقال بيان للمنظمة "بلغت الجهود التي تُبذل في جميع أنحاء العالم في مجال إتاحة العلاج للأطفال المصابين بفيروس الأيدز منعطفاً جديداً، حيث وصل عدد الأطفال المستفيدين من العلاج المنقذ للأرواح إلى 355 ألف طفل في أواخر عام 2009، مقابل 276 ألفا بنهاية عام 2008."

ونسب البيان إلى هيروكي ناكاتاني، المسؤول عن دائرة الأيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا بمنظمة الصحة، قوله إن "من الأمور المشجعة تزايد عدد الأطفال المستفيدين من العلاج المضاد لفيروس الأيدز، ولكنّ الفرص سانحة أمامنا للقيام بالمزيد." بحسب السي ان ان.

ووفقا للمنظمة الدولية فإن "فرصة بدء العلاج المضاد لفيروس الأيدز غير متاحة إلاّ لعدد ضئيل جداً من الأطفال الذين لم يبلغوا سن العام، وذلك لعدة أسباب منها عدم توافر الوسائل اللازمة لتحرّي الفيروس لدى تلك الفئة في كثير من الأماكن."

وتشير التقديرات إلى أنّ ثلث الأطفال المصابين بفيروس الأيدز يقضون نحبهم قبل بلوغهم العام الأوّل من العمر وأنّ نصف الأطفال المصابين بذلك الفيروس يهلكون قبل بلوغهم العام الثاني، إذا لم تُتح لهم خدمات التشخيص ويُقدم لهم العلاج بعد ذلك على جناح السرعة.

وقال غوتفريد هيرنشال، مدير إدارة الأيدز والعدوى بفيروسه بمنظمة الصحة "إنّ فرص الأطفال للبقاء على قيد الحياة تتزايد بشكل هائل عندما يتم تشخيص العدوى لديهم في مراحل مبكّرة والتعجيل بعلاجها."

يشار إلى أن كل عام يشهد إصابة نحو 400 ألف طفل بعدوى فيروس الأيدز نتيجة انتقال ذلك الفيروس من الأمّ إلى طفلها، وللحدّ من ذلك الخطر توصي منظمة الصحة بإتاحة الأدوية المضادة للفيروسات لجميع النساء المصابات بفيروس الأيدز من أجل منع انتقاله إلى أطفالهن أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة أو الرضاعة.

الايدز يتغلغل في اوكرانيا

في السياق ذاته، باتت العلاقات الجنسية السبب الاول لانتشار هذا المرض في اوكرانيا، ومع انتشار فيروس "اتش آي في" بين البالغين بنسبة 1,11% في العام 2009، اصبحت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، من اكثر الدول الاوروبية اصابة بالايدز. وفي ما مضى من السنوات، كان الايدز ينتشر بشكل اساسي من خلال استهلاك المخدرات، الا ان هذا الامر تغير في العام 2008.

ومنذ ذلك الحين، باتت العلاقات الجنسية السبب الاول لانتقال المرض، اذ بلغت نسبة الذين اصيبوا به جراء العلاقات الجنسية 43%، فيما نسبة من اصيبوا به جراء الحقن 35%. ويحذر الخبراء من انتقال مساحة المرض من فئات معينة، كالمدمنين على المخدرات، والمومسات، ومثليي الجنس، الى سائر فئات اوكرانيا.

اظهرت دراسة رسمية اعدت في اوكرانيا ان عدد حاملي فيروس "اتش آي في" بلغ 101 الف في شهر كانون الثاني/يناير الماضي. بحسب فرانس برس.

غير ان التقرير الاخير الصادر عن وزارة الصحة قدر العدد ب 360 الفا. واشار هذا التقرير الى خطورة الموقف اذ ان "ربع المصابين فقط" في اوكرانيا يعون انهم مصابون بالمرض.

وشرحت تاتيانا دشكو المسؤولة في الفرع الاوكراني لمنظمة "اليانس اتش اي في/سيدا" كيفية اصابة عدد متزايد من الناس بالفيروس قائلة "يجهل مدمن المخدرات اصابته بالفيروس، فيقيم علاقة مع امرأة، تجهل هي الاخرى ان شريكها يتعاطى المخدرات".

وبهذه الطريقة اصيب اندري (32 عاما) بالفيروس، اذ اقام علاقة عابرة مع شابة كانت تربطه بها علاقة حب في ما مضى، وهو الآن يظن انها مدمنة على المخدرات. وقال هذا الشاب "رأيت اثار حقن على يديها، لكنها اكدت لي انها خرجت للتو من المستشفى".

ورغم هذا الخطر المحدق، فإن معظم الاوكرانيين يصمون آذانهم عن حملات التوعية وينظرون الى الايدز على انه مرض لا يصيب سوى الطبقات المهمشة من المجتمع، ولا يستخدمون الواقي في معظم الاحيان. وقالت تاتيانا دشكو "ينظر الى الواقي على انه ينطوي على انعدام الثقة بالشريك".

يتلقى 16 الف اوكراني علاجا مضادا للفيروس حاليا، وساهم هذا العلاج بتخفيض نسبة الوفيات بين المصابين بنسبة 2,6% خلال العام الماضي. وقضى جراء هذا المرض 19 الف شخص في اوكرانيا منذ العام 1987. الا ان الاموال اللازمة لتأمين هذا العلاج ما زالت غير كافية. وجراء ذلك، ينتظر 7500 مصاب على الاقل دورهم في الحصول على الادوية.

وتقر سفيلتانا تشيرنكو رئيسة الهيئة الحكومية لمكافحة الايدز بالحاجة الماسة الى اموال التبرعات.

وسبق ان حصلت اوكرانيا في وقت سابق على اموال من الصندوق الدولي لمكافحة الايدز والسل والملاريا 230 مليون دولار لمكافحة الايدز، لكنها ستتقدم بطلب جديد آملة الحصول على 330 مليون دولار في العام 2012.

ازمة تمويل

الى ذلك تبدو الاوساط الطبية والمنظمات المشاركة في مكافحة الايدز قلقة من جمود التمويل الناجم عن الازمة الاقتصادية التي تضغط على ميزانيات الدول المانحة وقد تسيء الى التقدم المنجز.

وقال بيل غيتس الملياردير المؤسس لمايكروسوفت والذي يتراس مع زوجته مؤسسة بيل ومليندا غيتس في مؤتمر صحافي ان الموارد الضرورية لمكافحة انتشار الوباء "تواجه تحديا كبيرا بسبب الانكماش العالمي الذي يضطر الحكومات لضبط ميزانياتها، وبعضها لتقليص المساعدات".

واكد ان هذا الموضوع سيدرس في المؤتمر الدولي الثامن عشر حول الايدز الذي سيعقد في فيينا الاسبوع المقبل وسيشارك فيه. بحسب فرانس برس.

واعتبر الدكتور انطوني فوسي مدير المعهد الوطني الاميركي للحساسيات والامراض المعدية، ان بسبب هذه الازمة "لم يعد هناك اموال كافية لتلبية طلب الذين يحتاجون للمعالجة والوقاية (...) وذلك تماما في الوقت الذي نحصد فيه ثمار نجاحنا في نقل العلاجات وتدابير الوقاية الى العالم النامي".

ويعالج حوالى خمسة ملايين شخص حاليا في البلدان الفقيرة، مقابل 10% فقط من هذا العدد قبل ست سنوات كما تراجعت تكلفة مضادات الفيروس من 15 الف دولار للفرد سنويا في 2001 الى 120 دولارا اليوم. واخيرا فان نسبة الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (اتش آي في) تراجعت بنسبة 17% قياسا الى ذروتها في 2001.

لكن "في كل مرة تتم فيها معالجة شخص، يصاب اثنان او ثلاثة، مما يجعلنا نواجه تحديا في معالجة المزيد منهم مع مواصلة جهود الوقاية من اصابات جديدة تصل حاليا الى 2,7 مليونا" كما اوضح المتخصص بالامراض المعدية لوكالة فرانس برس.

وقال فوسي "نتيجة ذلك نحن في ازمة لا يبدو حلها امرا بديهيا"، مشددا على ضرورة ان تمنح مزيد من الدول الثرية موارد مثل دول مجموعة الثماني او مجموعة العشرين.

وفي مواجهة هذا النقص، يعتقد بيل غيتس انه يتوجب الاستفادة من "الاموال الموجودة الى اقصى حد ممكن" من خلال "الابتكار" في كيفية استخدامها لتقليص تكاليف العمل و"تركيز جهود الوقاية حيث يكون لها اكبر تأثير". واشار خصوصا الى نجاح الختان في الحد من انتقال الفيروس.

لكن الدكتور جوليو مانتانر رئيس جمعية الايدز الدولية (انترناشيونال ايدز سوسايتي) احد المشاركين في صياغة تقرير نشر في 9 تموز/يوليو في مجلة ساينس الاميركية، قال محذرا "ان لم تبذل الحكومات جهدا اكثر بالنسبة لكمية ونوعية العلاجات للاشخاص المصابين بفيروس اتش آي في، فذلك سيكون له نتائج بشرية وخيمة وتكلفات اقتصادية مرتفعة على الامدين القصير والطويل".

وكانت الدول الاعضاء في الامم المتحدة تعهدت في 2006 بتوفير شمولية العلاجات الوقائية ومعالجة ايجابيي المصل بحلول العام 2010 في البلدان الفقيرة وذات العائدات المتوسطة، وهي اهداف تحتاج ل25 مليار دولار هذه السنة. ولا يتوافر منها سوى 11,3 مليار.

ويرى الدكتور بول زيتز مدير "غلوبال ايدز اليانس" انها مسالة أخلاقية لان الوقت قد حان لقادة الدول الصناعية مثل الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "يفوا بوعودهم" كما قال لوكالة فرانس برس.

وكان اوباما وعد خلال حملته الانتخابية بزيادة ميزانية سلفه جورج بوش ثلاثة اضعاف لمكافحة الايدز في البلدان الفقيرة لرفعها من 15 الى 50 مليار دولار بين 2009 و2013. لكنه لم يفعل شيئا منذ انتخابه كما قال الدكتور زيتس باسف.

المعاملة القاسية

كما قالت الامم المتحدة ان فيروس (الايدز) ينتشر خفية في شرق أوروبا واسيا الوسطى بمعدل مثير للقلق نتيجة تعاطي المخدرات والممارسات الجنسية غير الامنة ووصمة العار الاجتماعية التي تمنع الناس من طلب المساعدة.

وفي تقرير أعلن عنه في مؤتمر دولي عن الايدز قال صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان الخدمات الصحية والاجتماعية في المنطقة لا تساهم بشيء يذكر في مساعدة فئات من الشبان هي الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس بل ويكونون عرضة لاصدار الاحكام والتجريم والمحاكمة اذا طلبوا العلاج أو الحصول على معلومات عن فيروس (اتش.اي.في).

وأصبح الفيروس المسبب للايدز مستشريا في شرق أوروبا واسيا الوسطى أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.

ويقول برنامج الامم المتحدة للايدز ان نسبة انتشار فيروس (اتش. اي.في) في المنطقة ارتفعت 66 في المئة منذ عام 2001 ليصل عدد المصابين بالفيروس الى 1.5 مليون في 2008. ويعني هذا المعدل للانتشار أنه خلال مؤتمر الايدز الذي يعقد في فيينا لمدة ستة أيام سيصاب ثلاثة الاف شخص بالفيروس في المنطقة.

وقالت يونيسيف ان لديها تقارير عن زيادة في معدلات انتشار الفيروس تصل الى 700 في المئة في خمس مناطق روسية. وفي أوكرانيا تمثل نسبة الاصابة التي تبلغ 1.6 في المئة من السكان أعلى نسبة في أوروبا ويقول خبراء ان دول اسيا الوسطى هي المركز الجديد للانتشار السريع للفيروس.

وقال انتوني ليك المدير التنفيذي ليونيسيف ان جهود احتواء هذا الانتشار السريع تواجه معوقات نتيجة المواقف السياسية والاجتماعية القاسية خاصة تجاه 3.7 مليون من متعاطي المخدرات بالحقن في المنطقة وهم معرضون للغاية للاصابة بفيروس (اتش.اي.في).

وقال في تصريحات نشرت في التقرير "يحتاج الاطفال والمراهقون على هامش المجتمع التمكن من الحصول على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية وليس جرعة قاسية من الرفض... نحتاج لتهيئة بيئة من الثقة والرعاية وليس بيئة من اصدار الاحكام والاستبعاد."

وعلى مستوى العالم يوجد 33.4 مليون من المصابين بفيروس (اتش. اي.في). ومنذ ظهور الايدز في الثمانينات أصيب نحو 60 مليون شخص بالمرض توفي منهم نحو 25 مليونا.

وقالت يونيسيف ان السلطات في شرق أوروبا واسيا الوسطى في حاجة الى توفير خدمات لا تؤدي الى اصدار أحكام على من يطلب المساعدة لمواجهة احتياجات الفئات المهمشة مثل مدمني المخدرات والعاهرات.

وأشار تقريرها الى أمثلة نجاح محدودة. فقال التقرير انه في روسيا على سبيل المثال أقيم أكثر من 100 مركز لخدمات (اتش.اي.في) موجهة للشباب لتوفير المشورة والمعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والاستشارات والدعم النفسي.

وفي طاجيكستان أقيم مركز لتشجيع الوقاية من فيروس (اتش.اي.في) وعلاجه وهو يساعد على اسقاط الحواجز والوصول الى العاهرات.

وقالت احدى المستفيدات من المركز "في البداية لم أصدق أن الفحوص الطبية والعلاج والواقيات الذكرية ستكون حقا بلا مقابل ودون الكشف عن هويتي. كنت أعتقد أنها مصيدة أخرى من الشرطة.

وافقت على التوجه الى هناك مع أخصائية اجتماعية للمرة الاولى لكني الان أذهب الى هناك وحدي وأشجع أصدقائي على الاستعانة بهذه الخدمة أيضا."

وذكرت يونيسيف أن دراسة أخرى أجرتها الامم المتحدة مؤخرا حول ست دول في المنطقة أظهرت أن الكثير من البالغين المصابين بفيروس (اتش. اي.في) يخشون بدرجة أكبر وصمة العار في المجتمع اذا طلبوا العلاج أكثر من خوفهم من المرض نفسه.

ختان الذكور

من جهتهم قال باحثون إنه يمكن منع أكثر من أربعة ملايين اصابة جديدة بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الايدز) في شرق وجنوب أفريقيا بحلول عام 2025 اذا زادت معدلات ختان الذكور الى نسبة 80 في المئة.

وأضافوا أن توسيع خدمات اجراء الختان لتشمل 80 في المئة من الذكور البالغين وحديثي الولادة في المنطقة ستوفر أيضا 20.2 مليار دولار من النفقات على الصحة المرتبطة بالايدز في الفترة بين عامي 2009 و2025 .

وقال كريشنا جافا وهو خبير في الايدز في جماعة خدمات السكان الدولية والتي تعمل في مجال المعونات الصحية في مؤتمر عن الايدز في فيينا "مع بلوغ الموارد العالمية لطاقتها القصوى علينا أن نركز على توسيع الاساليب المؤكدة والتي تتسم بكفاءة من حيث التكلفة مثل ختان الذكور لمنع انتقال الايدز." بحسب رويترز.

وتصريحات جافا تكرار لما قاله الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون والثري الامريكي بيل جيتس رجل الخير اللذان استغلا كلمتيهما أمام المؤتمر للمطالبة بتوسع سريع في ختان الذكور كوسيلة فعالة لمنع انتشار الايدز.

وفي أفريقيا جنوب الصحراء الجزء الاكبر من حجم الاصابة بالفيروس المسبب للايدز حيث يشكل الافارقة 67 بالمئة من 33.4 مليون نسمة مصابين بالفيروس في أنحاء العالم. وسجلت نحو 1.9 مليون اصابة جديدة بالفيروس في المنطقة في عام 2008 .

وأظهر بحث أجرته منظمة الصحة العالمية أن ختان الذكور يمكن أن يقلل احتمال اصابة الرجل بالفيروس الى نسبة تصل الى 60 بالمئة.

وعرضت جماعة خدمات السكان الدولية نتائج دراسة أجريت في زيمبابوي حيث صمم الباحثون وجربوا نموذجا للكفاءة استهدف زيادة أعداد الذكور الذين يجرى لهم ختان باستخدام أساليب وتدريب ومعدات وعاملين أفضل.

وأظهرت نتائج الدراسة أن فريقا ارشاديا للنظام الجديد يضم طبيبين وثلاثة ممرضات تمكن من اجراء أربع عمليات للختان في وقت واحد وزادوا معدلهم من ثلاث عمليات في الساعة الى عشرة. وجرى ختان 6500 رجل على مدى 12 شهرا من عمل الفريق الارشادي.

كما أظهرت النتائج أن ذلك المعدل لم يكن على حساب نوعية العملية وأنه لن تكن هناك زيادة في نسبة الرجال الذين يبلغون عن اثار جانبية سيئة بعد عملية الختان.

وأوصت منظمة الصحة العالمية والمجموعة المعنية بمرض الايدز في الامم المتحدة في مارس اذار 2007 بختان الذكور كوسيلة فعالة لمنع انتشار مرض الايدز.

وأوضحت دراسة جماعة خدمات السكان الدولية أنه في زيمبابوي وحدها فانه من الممكن منع 750 ألف حالة اصابة جديدة اذا جرى ختان 80 في المئة من الذكور.

ووجدت الدراسة أيضا أن هناك طلبا مرتفعا على الختان في زيمبابوي التي تبلغ نسبة الاصابة بالايدز بين البالغين بها 13.7 في المئة بينما تزيد نسبة ختان الذكور على عشرة في المئة قليلا.

وقال بيل جيتس أمام مؤتمر الايدز يوم الاثنين انه فوجئ بعدد الذكور في أفريقيا الراغبين في أن تجرى لهم عمليات ختان لتقليل احتمال اصابتهم بالايدز. تنفق مؤسسة جيتس معظم مبلغ 34 مليار دولار المرصود لها على مكافحة الايدز.

ولكنه قال انه بينما يمكن لاكثر من 41 مليون رجل في أفريقيا الاستفادة من خدمات الختان فانه جرى ختان 150 ألفا فقط في السنوات القليلة الماضية.

العلاج الجديد

كما كشف تقرير للأمم المتحدة عن علاج جديد للإيدز يمكنه المساهمة في الحيلولة دون وفاة 10 ملايين مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة بحلول العام 2025.

وقال برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز إن العلاج الجديد والذي يعرف باسم "2.0" يمكن أن "يخفض نفقات العلاج وييسر من عملية استخدام الدواء ويخفف العبء على الأنظمة الصحية ويحسن نوعية حياة المصابين وأسرهم."

وقال المدير التنفيذي للبرنامج، ميشيل سيدي بيه: "يمكن أن نخفض التكاليف حتى نتمكن من الوصول إلى كل الأشخاص، وهذا يعني أن الرعاية ستكون أفضل وستتوجه الموارد في الاتجاه الصحيح بدلا من تضييعها." بحسب السي ان ان.

ويقدر البرنامج أن نحو 33.4 مليون شخص يتعايشون مع المرض في أنحاء العالم حسب إحصائيات عام 2008، بالإضافة إلى 2.7 مليون إصابة جديدة ومليوني حالة وفاة.

وأضاف البرنامج أن نحو ثلث الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج يحصلون على الأدوية المنقذة للحياة.

ومن أجل إنجاح النهج العلاجي الجديد دعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات على 5 صعد أساسية.

فقد دعا أولاً إلى تصنيع حبة لا تحوي كمية عالية من السموم وبسيطة في استعمالها حتى يمكن مراقبة نجاح العلاج.

وثانياً: تشير الأدلة إلى أن الأشخاص المتعايشين مع المرض الذين يأخذون علاج المضادات للفيروس تقل احتمالات نقلهم للفيروس مما يعني أن هذا سيقلل من عدد الإصابات الجديدة بنحو الثلث سنويا.

وثالثاً: يحث التقرير على خفض تكلفة العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعية، وخصوصا فيما يتعلق بنفقات المستشفيات ومراقبة العلاج.

ورابعاً: أكد البرنامج على أهمية إجراء الفحوصات الطبية الطوعية، وخصوصاً أن بدء العلاج منذ بداية الإصابة بالمرض يعزز من فعالية العلاج ويزيد من معدل العمر.

وأخيراً: يمكن أن يكون علاج "2.0" ناجحاً إذا ما تم إشراك المجتمعات في إدارة عملية العلاج والرعاية.

كما أشار التقرير إلى أن الشباب يقودون ثورة التغيير ومكافحة الإصابة بالمرض، حيث أفادت 15 دولة من أكثر المناطق المتأثرة بانخفاض بنسبة تصل إلى 25 في المائة في معدلات الإصابة بين السكان.

وأكد سيدي بيه ضرورة الاستمرار في الاستثمار لنجاح هذه التجارب، مشيرا إلى أن الاستجابة للمرض بحاجة إلى حوافز مالية لدفع عملية التقدم.

وأوصى البرنامج بضرورة استثمار الدول ما بين 0.5 إلى 3 في المائة من عائداتها على برامج مكافحة الإيدز.

أجسام مضادة

فيما أعلن علماء أنهم توصلوا أخيراً ما يمكن وصفه بأول اختراق جدي على صعيد مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب لمرض "الإيدز" وتوفير لقاح مضاد له، وذلك بعدما نجحوا في العثور على ثلاثة أجسام مضادة طبيعية في جسم الإنسان لديها القدرة على عزل حركة 90 في المائة من سلالات فيروس HIV المعروفة.

وقال بيتر كونغ، كبير أخصائيي علوم الأحياء الهيكلية في المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض الشديدة العدوى: "هذا أمر بالغ الأهمية لأنه بات لدينا أخيراً أجسام مضادة قادرة على تشكيل اللبنة الأساسية لأي لقاح مستقبلي."

وأضاف كونغ، إن نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة العلوم تدل على أن الأطباء "ربما بات لديهم الفرصة على إبطال خطورة الفيروس." بحسب السي ان ان.

وذكر كونغ بأن الفارق بين الأجسام المضادة المكتشفة حالياً ومجموعات أخرى اكتشفت في السابق دون أن تثبت قدرتها على مكافحة المرض تكمن في أن الأجسام الحالية لديها البنية الهيكلية التي يمكن استخدامها في توفير لقاحات.

وبحسب الدراسة فإن الأجسام الثلاثة المكتشفة موجودة بشكل طبيعي لدى عشرة في المائة من المصابين بنقص المناعة في العالم، وتمتاز بقدرتها على تتبع نقاط الضعف في الفيروس والعمل على عزله، وهي تشير بالتالي إلى أن جهاز المناعة لدى البشر قادر على إفراز مواد تقاوم HIV، ويجب بالتالي العمل على دفعه لإنتاجها بكميات كبيرة.

من جهته، قال أنطوني فوسي، مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض الشديدة العدوى لـCNN: "من النادر أن يتمكن جسم الإنسان من التصدي بشكل فعال للفيروس المسبب لمرض الإيدز، ولكننا عثرنا على أشخاص لديهم هذه المقدرة، وتمكنا من التعرف على الأجسام المضادة."

وأضاف فوسي: "هذا مفهوم جديد في علاج المرض، ويمكنني القول أن القواعد الأساسية لتوفير لقاح بدأت تتشكل."

وشرح فوسي الخطوات المقبلة قائلاً إن على الأطباء التأكد أولاً من قدرة أنظمة المناعة لدى جميع البشر على إنتاج هذه الأجسام المضادة، وفي حال ثبت ذلك يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي بحث كيفية دفع جهاز المناعة لإنتاج كميات كبيرة منها بشكل طبيعي.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية صنفت مرض الإيدز على أنه أكثر الأمراض الفيروسية فتكاً في العالم، وقد تسبب عام 2008 بوفاة أكثر من مليوني شخص، ويعيش اليوم 33 مليون إنسان وهم يحملون الفيروس في أجسامهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/تموز/2010 - 11/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م