ترسانة إسرائيل: القبة الحديدية في مواجهة الكاتيوشا

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تجهد إسرائيل من خلال تطوير ترسانتها العسكرية الى إيجاد نظام دفاعي قادر على تجنيبها إخفاق جديد فيما لو خاضت حربا جديدة مع حزب الله كما حدث عام 2006.

حيث أعلنت قيادة الجيش الصهيوني عن تعزيز قدراتها العسكرية بمنظومات حديثة متطورة قادرة حسب زعمها على الحد من تهديدات صواريخ حزب الله بالإضافة الى كشف مواقع إطلاقها. خصوصا انه يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، بما فيها تل ابيب، أكبر مدن الدولة العبرية، وحتى مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب.

وتتهم إسرائيل حزب الله بتعزيز قدراته الصاروخية بشكل مستمر كاشفة عن رصدها لبعض القواعد والمقار التابعة للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان.

منظومة القبة الحديدية

فقد أعلنت إسرائيل، اكتمال التجارب الأخيرة على منظومة "القبة الحديدية" -منظومة الدفاع الجوي- المضادة للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ومن المقرر تفعيل أول بطاريتين من المنظومة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني جنوب البلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، أن كافة الاختبارات العملية، التي أجريت بصحراء النقب، وتحاكي إسقاط قذائف وصواريخ قصيرة المدى بشكل متزامن، انتهت بنجاح، وفق الإذاعة الإسرائيلية.

وأعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على نشر البطاريات الدفاعية في أسرع وقت.

وترى إسرائيل في "القبة الحديدية" كرد على إطلاق صواريخ يتراوح مداها بين أربعة كيلومترات إلى أكثر من 70 كيلومتراً، وبدورها قالت الإدارة الأمريكية إنها تدعم النظام الذي سيوفر للدولة العبرية القدرات والثقة اللتين تحتاجهما قبيل اتخاذ قرارات صعبة للمضي قدماً في سلام شامل. بحسب السي ان ان.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد طلب في مايو/أيار، الماضي من الكونغرس سرعة الموافقة على تخصيص 205 ملايين دولار، لمساعدة إسرائيل في استكمال بناء "القبة الحديدية."

وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن النظام الدفاعي "يأتي استجابة للمخاوف التي أبداها الإسرائيليون، بشأن التعرض لهجمات صاروخية محتملة"، سواء من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة، أو جماعة "حزب الله" في جنوب لبنان.

وبرر المتحدث باسم البيت الأبيض، طومي فيتور، الطلب بقوله إن "الرئيس يقر بالتهديد الذي تشكله الصواريخ والقذائف، التي تطلقها حماس وحزب الله على إسرائيل، ولذلك فقد قرر أن يطلب تمويلاً من الكونغرس لدعم بناء المنظومة الإسرائيلية المضادة للصواريخ قصيرة المدى.

وذكر مسؤولان رفيعان في الإدارة الأمريكية أن مبلغ الـ205 ملايين دولار، سيكون تمويلاً إضافياً إلى جانب مبلغ الثلاثة مليارات دولار، التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل سنوياً، لضمان تعزيز القدرات الدفاعية للدولة العبرية.

و"القبة الحديدية" عبارة عن نظام متحرك لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية من عيار 155 مليمتراً، والتي يصل مداها إلى 70 كيلومتراً، في جميع الأحوال الجوية، بما في ذلك المطر والعواصف الترابية والضباب.

وتبلغ تكلفة المشروع الذي تطوره شركة "رفاييل" الإسرائيلية لصناعة الأسلحة، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، حوالي 210 ملايين دولار.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن العام الماضي، عن نجاح تجربة منظومة "القبة الحديدية" للتصدي للصواريخ محلية الصنع، مثل صواريخ "القسام" و"الكاتيوشا" و"غراد"، التي أطلقها مسلحون فلسطينيون على عدد من المدن الإسرائيلية الجنوبية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وكانت مشاكل تقنية قد حالت دون تشغيل بطاريتي "القبة الحديدية" في الموعد المقرر في النصف الأول من العام الحالي.

ويجادل محللون بأن تكلفة اعتراض صاروخ فلسطيني بدائي الصنع لا يتعدى ثمنه 500 دولار، سيكلف الجيش ما بين 10 ألف إلى 50 ألف دولار، مما قد يستنزف موازنته العسكرية، وهو ما رد عليه باراك بالإشارة إلى أن الرد العسكري الإسرائيلي على مثل تلك الهجمات الصاروخية قد تصل تكلفته إلى 1.5 مليار دولار في اليوم، وفق صحيفة "هارتس."

وكان حزب الله اللبناني شكك في فبراير/شباط الماضي في قدرة نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ على حماية إسرائيل في حال اندلاع مواجهات بين الطرفين، قائلاً إنه قادر على "تحطيم القبة بالقبضة المقاومة."

صفقة طائرات أمريكية

في سياق متصل قال مدير وكالة مبيعات الأسلحة بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في مقابلة ان هناك صفقة وشيكة لبيع طائرات مقاتلة قليلة الانتشار لإسرائيل.

وقال جيفري ويرينجا مدير وكالة تعاون الأمن الدفاعي ان التوصل الى اتفاق بات وشيكا لبيع طائرات مقاتلة لإسرائيل في أول مبيعات عسكرية أجنبية لشركة لوكهيد مارتن من طائرات اف-35 المقاتلة المهاجمة خارج الدول الثماني الشركاء. وقال ويرينجا «الكرة في ملعبهم.انني في انتظار ان يتخذوا قرارا في أي يوم». بحسب رويترز.

وأشار في المقابلة الى ان مبيعات الأسلحة الأمريكية في السنة المالية 2010 ستقترب على الأرجح من الرقم المستهدف الذي يقل قليلا عن مستوى مبيعات السنة المالية 2009. ويتوقع ان تقترب المبيعات من 37.8 مليار دولار في السنة المالية الحالية انخفاضا من 38.1 مليار دولار في السنة المالية الماضية.

وقال ويرينجا انه كان قد توقع في أكتوبر امكانية ان تصل مبيعات الأسلحة الى 50 مليار دولار متجاوزة التوقعات الرسمية للوكالة لكن هذا الرقم من المتوقع ان يتم تجاوزه في العام القادم.

طائرة دون طيار

كما أعلنت إسرائيل عن تدشين طائرة دون طيار، محلية الصنع، ستساهم في تحسين أداء سلاح الجو وعلى قدرته في تنفيذ مهام جديدة، بعد أن اجتازت بنجاح عدة اختبارات بما فيها تنفيذ طلعات تجريبية أثناء عملية "الرصاص المصبوب" في غزة قبل أكثر من عام.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن الطائرة "إيتان" التي يجري التحكم بها عن بُعد، تلبي احتياجات إسرائيل الإستراتيجية، ويبلغ طول جناحيها 26 متراً، وطول جسم الطائرة 14 متراً وتستطيع التحليق على ارتفاع أقصاه 40 ألف قدم لمدة أقصاها 24 ساعة ويطال مداها إيران.

ويبلغ وزن الطائرة الإجمالي أثناء الإقلاع 4.5 طنا وتحمل معدات بوزن أقصاه طنا واحدا.

وللطائرة الضخمة الذكية بدون طيار قدرات استخبارية متنوعة حيث بوسعها حمل أجهزة رادار واستطلاع ومعدات استخبارية وكاميرات تجسس يتم تشغيلها على مدار الساعة.

وبفضل الحجم الكبير لهذه الكاميرات يمكن رصد كافة التحركات من ارتفاع شاهق، والطائرة الحديثة مزودة أيضا بمنظومة اتصال عبر الأقمار الصناعية بحيث يستغنى عن الحفاظ على اتصال بصري مباشر بين الطائرة وقاعدة إطلاقها. بحسب السي ان ان.

ويأتي إعلان إسرائيل عن انضمام "إيتان" إلى الخدمة بعد كشف إيران عن تصنيع طائرة "شبح" جرت تجربتها بنجاح بعد فشل أجهزة الرادار في رصدها.

وقال مساعد قائد القوات الجوية للجيش لشؤون التنسيق، عزيز نصير زادة، عن نجاح تجربة أول طائرة إيرانية دون طيار لا يكتشفها الرادار: "الاختبارات التي أجريت على الطائرة تمت بنجاح تام حيث كانت وفق المعايير التي كنا نتطلع إليها وحلقت دون أن يكتشفها الرادار."

وأوضح نصير زادة، أن الطائرة التي أطلق عليها "سفره ماهي" أي "شيطان البحر" صنعت بالاستفادة من التكنولوجيا المتطورة للغاية وسيتم إنتاجها رسمياً بعد إتمام مرحلة الأبحاث وتزويدها بالأجهزة الإلكترونية والعتاد.

الصواريخ المضادة للدبابات

الى ذلك كشفت شركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية، رافائيل، أنها قد اقتربت من إتمام إنجاز نظام دفاعي جديد لدبابات الميركافا، وقالت إنه قادر على إسقاط الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها إلى هدفها.

يقول مطورو النظام الصاروخي الجديد إنه سوف يكون بمقدوره اعتراض أي صاروخ مضاد للدبابات من الترسانة الصاروخية الهائلة التي يمتلكها حزب الله.

وقالت الشركة إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بحلول نهاية العام الحالي بتجهيز دباباته بالنظام الجديد المضاد للصواريخ، والذي أطلقت عليه اسم "الكأس".

وذكرت الشركة أن نظام "الكأس" (تروفي) موضوع في الخدمة منذ سنوات عدة، "لكن التجربة المرَّة التي تجرَّعتها إسرائيل خلال حربها ضد حزب الله اللبناني في صيف عام 2006 قد أعطى المشروع دفعا إضافيا."

وقال مطورو النظام الصاروخي إنه سوف يكون بمقدوره اعتراض أي صاروخ مضاد للدبابات من الترسانة الصاروخية الهائلة التي يمتلكها حزب الله الذي دمَّر عشرات الدبابات الإسرائيلية وقتلت على الأقل 19 من طواقمها خلال حرب شهر يوليو/تموز من عام 2006، والتي استمرت 33 يوما.

وقال مدير برنامج نظام "الكأس" في شركة رافائيل الإسرائيلية، واسمه الأول جيل: "نستطيع الآن أن نتعامل مع أي خطر أو تهديد في جوارنا، أو أبعد منه."

عندما يعلم كل شخص أن النظام الجديد يعمل بشكل مناسب، فعندئذ سيغير الوضع في ميدان المعركة.

وقالت إسرائيل إن النظام الدفاعي الجديد سيكون عاملا رئيسيا في تغيير قواعد لعبة الدفاع الجوي في المنطقة، إذ أنه يستطيع كشف القذائف والصواريخ التي تنطلق باتجاهها وإسقاطها قبل وصولها إلى المدرعات المستهدفة.

ورأى خبراء إسرائيليون أيضا أنه في حال نجاح النظام الجديد، فقد يغيِّر بشكل جذري توازن القوة في حال دخلت بلادهم في مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله اللبناني، أو ضد حركة حماس في قطاع غزة.

كما رأى الخبراء الإسرائيليون أن أداء النظام الجديد قد يكون له انعكاسات كبيرة على مناطق أخرى، إذ قد تستفيد منه أيضا القوات الأمريكية وحلفاؤها الغربيون الآخرون في حربهم المريرة ضد المسلحين في كل من العراق وأفغانستان.

وتعليقا على النظام الجديد، قال جون بايك، مدير موقع "جلوبال سيكيوريتي دوت أورج" على الإنترنت، والمختص بالمعلومات العسكرية ومقره الرئيسي في أليكزاندريا بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة: "أعتقد أن الناس سيراقبون إسرائيل أثناء طرحها لهذا النظام، ومن ثم سيرون إن كان بإمكانهم الاستفادة منه أم لا."

وأضاف بايك قائلا: "إن مستقبل الجيش الأمريكي يتوقف على اقتراح أن شيئا من هذا القبيل يمكن أن ينجح."

هذا ويُعتقد أن نظام "الكأس" هو الأول في سلسلة تُدعى "أنظمة الدفاع الفعَّال" التي تخطط إسرائيل لوضعها قيد التشغيل في المستقبل، وتقول إنها تهدف إلى تحييد الأخطار (أي الصواريخ) وشل قدرتها قبل قيامها بقصف الدبابات.

رغم أن وجود قرار مجلس الأمن رقم 1701، تشير التقديرات إلى أن حزب الله يعيد بناء ترسانته الصاروخية في جنوب لبنان، وقد اعتمدت الدبابات والمدرعات خلال الفترة الماضية بشكل متزايد على الطبقات السميكة للعربة المدرعة، أو على "التكنولوجيا الارتكاسية" التي تعمل على مبدأ إضعاف قدرة الصاروخ القادم من خلال إحداث تفجير صغير لحظة ارتطامه بالهدف.

من جانبه، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، يفتاح شابير، إنه من السابق لأوانه ما إذا كان بإمكان نظام "الكأس" إحداث أي فرق جوهري على الأرض أم لا.

وأضاف شابير قائلا إنه يتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهة الكلفة العالية للنظام الدفاعي الجديد، وأن يقرر بالضبط كيف سيستخدمه.

وقال: "عندما يعلم كل شخص أن النظام الجديد يعمل بشكل مناسب، فعندئذ سيغير الوضع في ميدان المعركة."

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أن تشغيل النظام الجديد سوف يكلِّف حوالي 200 ألف دولار أمريكي لكل دبابة.

لكن شركة رفائيل رفضت الكشف عن كلفة النظام، قائلة "إنه يشكل مجرِّد جزء يسير فقط من كلفة الدبابة."

وكان جيل وفريقه من العلماء والخبراء قد أجروا تجارب على نظام الدفاع الصاروخي الجديد في موقع قريب من المقر المترامي الأطراف لشركة رافائيل الواقع شمالي إسرائيل.

فقد أطلقوا قنابل بوساطة قاذفات، وصواريخ من نوع "صقر" وتاو" و"كورنيت" على دبابة كانت رابضة أمام جدار عملاق محصَّن، ومن ثم قاموا بتحليل النتائج باستخدام أنظمة كمبيوتر متطورة. يُتوقع أن يتم نشر نظام "القبة الحديدية" خلال الصيف المقبل بالقرب من قطاع غزة

وكشف جيل أن النظام الصغير هو عبارة عن جهاز يتم تثبيته خلف لويحات مستطيلة الشكل تكون موجودة على جانبي الدبابة.

كما يتم أيضا استخدام نظام رادار لرصد وكشف الصواريخ والمقذوفات القادمة، ليتم على الفور إطلاق شحنة صغيرة تقوم باعتراضها وإسقاطها.

ترسانة حزب الله

وتأتي هذه التطورات في أنظمة الدفاع لدى إسرائيل في أعقاب إعلان رئيس أركان جيشها، جابي أشكينازي، مؤخرا أن حزب الله اللبناني يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، بما فيها تل ابيب، أكبر مدن الدولة العبرية، وحتى مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب.

وقال أشكينازي أمام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائيلي إن ترسانة حزب الله تضم حاليا عشرات الآلاف من الصواريخ، والبعض منها مداه يتجاوز 300 كم.

ورغم ان قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي أنهى عمليا الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، ينص على منع دخول الأسلحة إلى لبنان غير تلك المخصصة للجيش اللبناني، إلا التقديرات تشير إلى أن حزب الله يعيد بناء ترسانته الصاروخية في جنوب لبنان.

وتشير التقديرات إلى أن حزب الله كان قد أطلق حوالي أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان خلال حرب عام 2006، ونجم عنها تدمير الكثير من الأهداف في مناطق مختلفة من الدولة العبرية.

قذائف الدبابات المسمارية

من جانب آخر قال ضابط كبير بالجيش الاسرائيلي ان اسرائيل تتخلص تدريجيا من قذائف دبابات أمريكية الصنع تنثر الاف السهام القاتلة في مساحة كبيرة وستستخدم بدلا منها قذيفة أكثر دقة تنتج محليا.

وأدت القذائف "المسمارية" التي تقتل في نطاق 300 متر من موقع انفجارها الى مقتل مدنيين عندما استخدمت بشكل متواتر في مناطق فلسطينية ولبنانية مزدحمة وأثارت استنكارا دوليا.

وقال البريجادير جنرال أجاي يحزقيل قائد سلاح المدرعات لرويترز ان اسرائيل استخدمت القذائف المسمارية في الهجوم على غزة قبل 15 شهرا وانها ما زالت تمتلك مخزونا منها يكفيها لسنوات من التدريب والعمليات لكنها لن تشتري المزيد منها.

وقال في مقابلة "نحن نتخلص منها تدريجيا... المسألة هي اختيار قذيفة ذات أداء أفضل مع فوائد انسانية واضحة." بحسب رويترز.

وأضاف يحزقيل ان القذائف المسمارية ستستبدل بالقذائف المضادة للافراد والمواد (أبام) من العيارين 105 مليمترات و120 مليمترا التي تصنعها شركة الصناعات العسكرية الاسرائيلية المملوكة للدولة.

وقال يحزقيل ان القذيفة أبام تنفجر فوق هدفها مباشرة وتمطره بوابل من القنابل الصغيرة في نطاق محدود خلافا للقذيفة المسمارية التي تنطلق منها سهام طول الواحد منها 3.75 سنتيمتر بزاوية رأسية فتنتشر خارج نطاق الهدف الرئيسي.

وقال ان القذائف أبام ستكون أكثر فاعلية ضد المقاتلين الذين يختبئون وراء الصخور من القذائف المسمارية وهي سلاح صمم للتصدي للمشاة في الارض المكشوفة. وقال انها يمكن أن تستخدم أيضا في تفجير المركبات ذات الدروع الخفيفة.

واضاف يحزقيل "نطاق القتل أصغر كثيرا وأكثر تركيزا... لا أحد اخر يملك هذا النوع من السلاح."

في عام 2003 قضت المحكمة العليا في اسرائيل بقصر استخدام القذائف المسمارية على المناطق التي "لا يكون فيها الخطر على المدنيين الابرياء فعليا".

ويشكك الخبراء الدوليون بما في ذلك لجنة تقصي الحقائق التابعة للامم المتحدة بشأن حرب غزة في تأكيد اسرائيل أن قواتها اتخذت الاحتياطات الكافية عند استخدام مثل هذه الذخائر.

وعندما أطلقت اسرائيل قذيفة مسمارية على مصور رويترز فضل شناعة في قطاع غزة عام 2008 لم تقتل السهام الصحفي وحده وانما قتلت معه ثمانية مدنيين اخرين كانوا يسيرون على طريق قريب. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنوده كانوا محقين في اطلاق النار لانهم ظنوا كاميرا شناعة سلاحا.

ذخائر مزودة بالفوسفور

بالاضافة الى ذلك تعهدت اسرائيل بالحد من استخدام الذخائر المزودة بالفوسفور الابيض، وبتقليل اعداد الضحايا المدنية في النزاعات في المستقبل، وذلك في تقرير قدم الى الامين العام للامم المتحدة حول العملية الدامية التي شنت اواخر 2008-اوائل 2009 في قطاع غزة.

واوضح هذا التقرير المؤلف من 37 صفحة والذي نقلته وزارة الخارجية الاسرائيلية الى مكتب بان كي مون، ان "رئيس اركان الجيش الاسرائيلي (غابي اشكينازي) امر باعداد عقيدة واضحة وباصدار اوامر حول مسألة مختلف الذخائر التي تحتوي على فوسفور".

واكد التقرير ايضا ان "هذه التعليمات تطبق في الوقت الراهن"، مشيرا الى ان الجيش ادخل تعديلات على عقيدته القتالية "من اجل تقليل عدد الضحايا المدنية والاضرار التي تلحق بالممتلكات الخاصة".

واضاف التقرير ان "الجيش الاسرائيلي اعتمد اجراءات جديدة تهدف الى تعزيز حماية المدنيين خلال معارك في المدن"، مشيرا الى "تعيين ضابط مسؤول عن الشؤون الانسانية" في كل وحدة قتالية، بدءا من الافواج. بحسب فرانس برس.

وقد تعرضت اسرائيل لانتقادات من شتى انحاء العالم بسبب سقوط ضحايا مدنية واستخدام الذخائر المزودة بالفوسفور في عملية "الرصاص المصبوب" التي شنت اواخر 2008 في قطاع غزة ردا على صواريخ اطلقتها حركة حماس التي تسيطر على هذه المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/تموز/2010 - 11/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م