قصة البحث عن أسامة بن لادن

الغائب الحاضر... أسرته في إيران وحفيده من أم بريطانية

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يكتنف حقيقة مصير أسامة بن لادن احد أكثر الشخصيات دموية في العالم الكثير من الغموض والريبة، خصوصا إن المعلومات الإستخبارية لأبرز أجهزة المخابرات الدولية لم تتوصل حسب ما تقول لأدلة جازمة حول مصيره المنشود.

ونظرا لما تمثله تلك الشخصية المؤثرة في العالم تحاط هالة كبيرة من الاضواء كل من ينتسب الى بن لادن، سيما افراد اسرته التي غيب مصير بعضهم بين اجهزة المخابرات الدولية ايضا.

فيما يعتبره بعض المحللين غنيمة كبرى لبعض الدول ومنها ايران التي استطاعت الامساك ببعض افراد عائلته، تستطيع في المستقبل المساومة على حريتها بالثمن الذي ترتضيه، او التفاوض مع بن لادن ذاته ان كان حرا فعلا كما يشاع.  

لا معلومات جيدة

فقد قال ليون بانيتا مدير المخابرات المركزية الامريكية إنه منذ سنوات لم تتوفر معلومات جيدة لدى الولايات المتحدة عن مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن رغم انه من المعتقد انه موجود في باكستان.

وأعطى بانيتا أيضا تقييما رزينا للحرب في أفغانستان قائلا ان قوة طالبان تتزايد فيما يبدو مع حملة العنف المكثف التي تشنها حتى مع اضعاف القوات التي تقودها الولايات المتحدة للحركة الاسلامية بهجماتها على قيادتها.

وقال بانيتا في برنامج لشبكة (ايه.بي.سي) الاخبارية الامريكية انه منذ "أوائل العقد الحالي" ليس لدى المسؤولين الامريكيين "أحدث المعلومات الدقيقة بشأن أين قد يكون هو (ابن لادن)."

وأضاف قائلا "منذ ذلك الوقت من الصعب جدا الحصول على أي معلومات مخابرات بشأن موقعه الفعلي. من الواضح انه في مخبأ عميق للغاية... انه في منطقة من مناطق القبائل في باكستان." بحسب رويترز.

وحرمان أكثر رجل مطلوب في العالم من ملاذ امن بمنطقة الحدود الافغانية الباكستانية التي ينعدم فيها القانون كان هدفا للسياسة الغربية منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 حين رفضت طالبان طلبا للولايات المتحدة بتسليمها زعيم القاعدة.

وأردف بانيتا ان مسلحي طالبان "يبدون أقوى مع أخذ بعض العنف الموجه في الاعتبار. لكن الحقيقة هي اننا نقوض قيادتهم.. وهذا ما أحسب انه تحرك في الاتجاه الصحيح." وأضاف ان زعيما من طالبان كان يرتدي ملابس امرأة لاقى حتفه في عملية عسكرية.

والعنف في أفغانستان في أسوأ أوضاعه الان خلال تسع سنوات من الحرب مع تكثيف مسلحي طالبان لحملتهم الخاصة بالتفجيرات الانتحارية والاغتيالات لاسيما في عقر دارها بقندهار.

بن لادن لا يزال حياً

من جهته أيد مندوب الرئيس الروسي الخاص لشؤون التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أناتولي سافونوف الأميركيين في إعلانهم ان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال حياً، قائلا في حديث لوكالة نوفوستي ان الأجهزة الخاصة الروسية لا تملك معلومات تشير إلى وفاة أو تصفية بن لادن وتحوله إلى «شخصية وهمية».

وأوضح ان «معطيات الأجهزة الخاصة الروسية بخصوص بن لادن تتطابق مع ما يوجد لدى الزملاء الأميركيين من مواد من الناحية العملية والعملياتية والقانونية»، مضيفاً ان «إلقاء القبض أو القضاء عليه ليس إلا مسألة وقت». بحسب  يونايتد برس.

لو بيدي بندقية لقتلته

على صعيد متصل زعم غاري فولكنر، الذي بات يعرف بلقب "صياد بن لادن"، بعد أن اعتقلته السلطات الباكستانية في 15 يونيو/ حزيران الجاري، مسلحاً ببندقية وسيف، قال إنه سيستخدمهما للقبض على زعيم تنظيم القاعدة، أنه تمكن من الوصول إلى مسافة قريبة جداً من المطلوب الأول في العالم، وكان قادراً على قتله لو كان معه سلاح.

وقال فولكنر فور نزوله من الطائرة التي أقلته إلى أمريكا من إسلام أباد، إنه لم يكن وحيداً في رحلته التي بدأت بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 لقتل بن لادن، بل كان يتلقى مساعدة من مجموعة كبيرة من الأشخاص في باكستان، وهم "عرضة للخطر حالياً."

وتحدث فولكنر، 50 عاماً، عن دوافعه قائلاً: "هناك الكثير من الأشخاص الذين يكتفون بالكلام، أما أنا فقررت التحرك والمجازفة بحياتي."

ولدى سؤاله عمّا إذا كان قد تمكن طوال السنوات التي لاحق خلالها بن لادن من الاقتراب منه، قال: "لقد وصلت إلى نقطة بت قادراً على قتله منها لو كان معي البندقية."

ولكن عند سؤاله إذا كان قد شاهد زعيم تنظيم القاعدة بأم عينه، قال: "لم أره شخصياً، ولكنه كان قريباً جداً."

وقال فولكنر إنه لم يكن يشعر بالغرابة لتنفيذ مطاردة منفردة لشخص عجزت الولايات المتحدة بكل طاقتها عن القضاء عليه طوال سنوات من المطاردة، مشيراً إلى أنه كان "يترك الله ليقوده" في هذه المطاردة.

وأضاف: "لم أكن أقوم بهذا العمل بمفردي، بل كان هناك فريق كامل يساعدني في باكستان، ولو عرف أحد الهويات الحقيقية للأشخاص الذين ساعدوني فسيكون هناك خطر كبير على حياتهم."

كما زعم فولكنر أنه كان يلقى مساعدة السلطات الباكستانية نفسها، بدليل أنه لم يعتقل أو يكتشف خلال سبع رحلات قام بها من الولايات المتحدة إلى باكستان لقتل زعيم القاعدة، وقال إن إسلام أباد قامت بنقله من مكان إلى آخر بعدما انكشفت هويته بطريقة لا يعرفها، قبل ترحيله على متن طائرة إلى الولايات المتحدة.

وشرح فولكنر السبب قائلاً: "لو رآني أحد وتعرف عليّ وكان بحوزته صاروخ لاو... إسقاط الطائرات أمر سهل."

ورفض فولكنر الانقسام في المواقف حول ما قام به بالقول: "لست رامبو أو ساموراي، أما مجرد شخص قرر النهوض والدفاع عن مواقفه، ولكن أقبل أن يحكم أحد لم يكن معي على تجربتي."

وأشاد فولكنر بالشعب الباكستاني، قائلاً إن لدى الأمريكيين فكرة مغلوطة عنه، وذكر أن الجميع في باكستان عامله بلطف وتفهّم، وتجنب التحدث عمّا إذا كان سيعاود تجربة "اقتناص" بن لادن، لكنه أشار إلى أنه ترك سيفه وبندقيته ومنظاره الليلي في باكستان، "على سبيل الاحتياط."

نجل أسامة

الى ذلك أعلن عمر بن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ان والده على قيد الحياة لكنه لا يعرف مكانه، وأنه لايزال يحبه لكنه لا يريد ان يصبح مثله.

واضاف عمر البالغ من العمر 29 عاماً في مقابلة مع صحيفة الصن امس «والدي هو على الأرض ولكن لا أعرف أين، واذا كان هذا النوع من الأشخاص مات فمن غير الممكن ابقاء ذلك سراً لأن العالم كله سيتغير اذا مات».

وتابع: «أنا لا أزال أحبه بالطبع فهو والدي وافتقده كأب وهو وضع طبيعي لأي انسان، لكننا مختلفون لأني أريد السلام».

واشار نجل زعيم تنظيم القاعدة الى أنه «يحب الثقافة الأمريكية، ويتمتع كثيراً بأفلام جيم كاري، وكرة القدم الأمريكية، وموسيقى الروك وحتى افلام لوريل وهاردي، ويريد ان يزور الولايات المتحدة». بحسب يونايتد برس.

وذكر عمر «ان والده أسامة، اعتبر ان الشيء الوحيد الذي خرج من أمريكا كانت الأسلحة مثل صواريخ ستينغر، لكن أريد ان أذهب الى هناك فأنا أحب أمريكا للقاء (الممثلة) درو باريمور، لأني عازب الآن وهي أجمل امرأة في هوليوود». واضاف أنه «مغرم بالمغنية مادونا، فهي راقصة رائعة لامرأة في هذا السن».

ورداً على مزاعم زوجته البريطانية السابقة جين فيليكس براون بأنه مصاب بمرض نفسي وسمع صوت والده أسامة في رأسه، اعترف عمر بأنه «كان يعاني من الاكئتاب وليس مصاباً بانفصام الشخصية، ويتناول أدوية مضادة بسبب غيابه الطويل عن عائلته وقلقه على أوضاعها، بما في ذلك احتجاز اثنين من اشقائه في ايران منذ تسع سنوات».

وقال عمر ان شقيقيه المحتجزين «بريئان وليسا ارهابيين ولا يستطيعان مغادرة ايران، وهو قلق جداً على وضعهما ولا يعاني من الفصام».

طهران ترفض تسليم عائلة

كما اكد عمر بن لادن، احد ابناء اسامة بن لادن، عبر قناة العربية الفضائية ان طهران ترفض تسليم نحو 20 شخصا من عائلة بن لادن موجودين في ايران في الاقامة الجبرية، الى المملكة العربية السعودية.

وقال عمر بن لادن "أعتقد أن الوقت مناسب لخروجهم (من ايران)، ولكن لعدم وجود أوراق ثبوتية وجوازات سفر فإننا بحاجة إلى دولة وسيطة، لان الايرانيين يرفضون أن يسلموا أفراد الأسرة إلى بلدهم الأصلي السعودية".

واوضح ان شقيقه عثمان اتصل به قبل اربعة ايام من ايران "ليطلب منا إرسال أي وسيط من أي دولة عندها استعداد لاستقبالنا ليتم ترحيلنا برفقته".

واوضح عمر بن لادن، الإبن الرابع لزعيم تنظيم القاعدة، أن عدد أفراد الأسرة المحتجزين في إيران يبلغ نحو 20 فردا. وقال "يوجد خمس زوجات وابنتان ونحو 15 حفيدا لوالدي بعضهم عاد إلى سوريا ليعيش مع والدته". بحسب الفرانس برس.

وأوضح عمر أن الولايات المتحدة لم تتهم أيا من إخوته في قضايا الإرهاب. وقال ان الولايات المتحدة "أبدت مساعدتها لإخراج أشقائي من إيران كما ألمحت إلى إمكانية استقبالهم على أراضيها".

وكان عمر بن لادن دعا في بيان في اذار/مارس الماضي دولا مثل قطر او الامارات العربية المتحدة الى استقبال افراد عائلة بن لان المحتجزين في ايران.

وسبق ان اطلقت السلطات الايرانية حتى الان سراح اخت واخ لعمر بن لادن توجها الى سوريا حيث تقيم والدتهما السورية الجنسية.

بريطانية حامل بحفيد بن لادن

من جانب آخر تخضع امرأة بريطانية لعلاج خصوبة لتكون أماً بديلة لطفل عمر بن لادن ابن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن من زوجته البريطانية جاين فيليب براون البالغة من العمر 54 سنة.

وكشفت صحيفة «الصن» البريطانية ان لويز بولارد (24 سنة) تخضع لما يعتقد بأنه تلقيح اصطناعي تستخدم فيه بويضات براون ومني عمر بن لادن، ما يعني انه في حال سارت الأمور على ما يرام سيصبح لبن لادن حفيد بريطاني.

وأشارت إلى ان بن لادن الابن وزوجته ويقطنان في قطر يستميتان لإنجاب طفل ولذلك اتصلا ببولارد عبر الإنترنت. بحسب يونايتد برس.

وأوضحت ان محاولتي حمل في أبريل الماضي وفي الشهر الماضي فشلتا، والزوجان بانتظار نتيجة التلقيح الثالث وفي حال فشل سيتم تلقيح بويضات بولارد هذه المرة بمني بن لادن (29 سنة).

يشار إلى ان بن لادن تزوج ببراون الخمسينية في العام 2007، وهو يتوق لإنجاب طفل، مع العلم ان لزوجته 3 أولاد من علاقات سابقة.

ويذكر ان عمر هو الابن الرابع لزعيم «القاعدة»، وتقدم مراراً بطلبات لدخول بريطانيا لكنها رفضت، إلا ان إنجابه طفلاً بريطانياً سيسهل الأمر وإن لم يكن بسرعة كبيرة.

وقالت بولارد، التي سبق وكانت أماً بديلة مرتين من قبل، ولديها طفل طبيعي، انها سافرت إلى دبي مرتين منذ أبريل الماضي ما يشير إلى انها خضعت لعمليات التلقيح في الإمارات العربية المتحدة.

ونقلت «الصن» عن أحد أصدقاء بن لادن الابن، ان الزوجين اتفقا مع الأم البديلة على دفع 14600 دولار، وهو الحد القانوني الأقصى الذي تتقاضاه أم بديلة.

يذكر ان براون شهرت إسلامها قبل الزواج ببن لادن وهي تستخدم اسم زينا محمد الصباح بن لادن.

فيلم هندي بدونك يا ابن لادن

من جهة اخرى اسامة بن لادن سيتحول قريبا الى بطل في فيلم سينمائي، فزعيم تنظيم القاعدة هو محور فيلم تنتجه بوليوود عاصمة السينما الهندية بعنوان (بدونك يا ابن لادن) Without you Laden ويدور حول صحفي يعمل في التلفزيون يحقق الشهرة لاجرائه مقابلة مع شبيه لابن لادن.

يصور الصحفي الذي يقوم بدوره مغني البوب الباكستاني علي ظفر فيلم فيديو مع شبيه ابن لادن وينتشر الفيلم سريعا ويحاول الصحفي استغلال هذه الشهرة الخاطفة التي تحققت له فجأة على مدى 15 دقيقة في الهجرة الى الولايات المتحدة بعد فشل محاولات سابقة للحصول على تأشيرة دخول.

وقال ابهيشيك شارما مخرج الفيلم في اشارة الى الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة "الفيلم يسعى لتقديم منظور جديد لعواقب 9/11 التي يواجهها اناس كثيرون لكني أردت ان أفعل ذلك بشكل كوميدي. حين يلتقي بشخص يشبه ابن لادن تخطر له فكرة تصوير فيلم فيديو. هذا الفيلم يحقق له الشهرة وللسخرية يضطر الى استخدام أكبر عدو للولايات المتحدة لتقديم انطباع جيد عن نفسه." بحسب رويترز.

وهذا ليس أول فيلم تقدمه بوليوود عن هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 وعواقبها. فخلال العام المنصرم دارت ثلاثة افلام منها فيلم (اسمي خان) لشاه روح خان حول هذا الموضوع.

ويقول شارما ان فيلمه (بدونك يا ابن لادن) وميزانيته محدودة ويبدأ عرضه في الهند يوم 16 يوليو تموز الجاري هو فيلم كوميدي ويطلب من المشاهدين التعامل معه على هذا الاساس.

ويضيف "انه ساخر.. كوميدي.. لا اريد ان القي المواعظ."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/تموز/2010 - 8/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م