حركة الشباب الصومالية ذراع القاعدة الجديد في افريقيا

 

شبكة النبأ: يشكل الهجوم الاهابي الاخير الذي اقدمت على ارتكابه حركة الشباب الصومالية تحديا جديا امام المجتمع بعد نجاح تلك الجماعة المتطرفة في تصدير العنف الى خارج نطاق الصومال، حيث تعد التفجيرات الدموية التي شهدتها العاصمة الأوغندية، مؤشراً على بدء الجماعات الصومالية المتشددة، المتصلة بتنظيم القاعدة، فصلاً جديداً في اختيار نوع ومكان أهدافها المنتخبة.

ومنذ نحو أربعة أعوام، تخوض حركة الشباب الراديكالية صراعاً دموياً ضد الحكومة الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة وضد القوة الأفريقية لحفظ السلام، للسيطرة على البلد الواقع في القرن الأفريقي، والذي يفتقد لحكومة فاعلة منذ سقوط نظام محمد سياد بري في 1991.

مليشيات الصومال

فقد تبنت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية في بيان، مسؤولية الهجوم المزدوج الذي هز العاصمة الأوغندية، كمبالا، وأدى إلى مقتل أكثر من 74 شخصاً كانوا يتابعون المباراة النهائية من كأس العالم، معتبرة أن العملية هي رد على الدور العسكري الأوغندي ضمن القوات الأفريقية في الصومال "اميصوم."

وجاء في البيان الذي صدر باللغة العربية عن المكتب الإعلامي لحركة الشباب: "ها قد جاء الرد.. ونعم الرجال وعدوا وكعادتهم نفذوا فكما يغزون بلادنا 6000 حقير عميل فقد جاء الرد القاسي،" وذلك بعد ساعات من رسالة بعثها على مواقع إلكترونية الشيخ أبو الزبير، هدد فيها أوغندا وبوروندي.

وقال أبو الزبير، الذي عرّف عن نفسه بأنه أمير حركة الشباب في الصومال: "رسالتنا إلى الشعبين الأوغندي والبوروندي بأننا سنستهدفكم رداً على المجازر التي تقع ضد رجالنا ونسائنا وأطفالنا في مقديشو."

وتحكم "حركة الشباب" قبضتها على وسط وجنوب الصومال وسط تنامي قدراتها البشرية ومواردها نظراً لارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي دعا زعيمه، أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي في مارس/آذار الماضي، "المسلمين في كل مكان للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين وحتى إقامة إمارة إسلامية."

وبحسب الإدارة الانتقالية في مقديشو، فإن تنامي الروابط بين "الشباب" و"القاعدة" أدت إلى تدفق مقاتلين متشددين من الخارج.

وقال رئيس الحكومة الانتقالية في الصومال، الشيخ شريف شيخ أحمد، "القتال الذي يجري في أفغانستان وباكستان واليمن.. البعض يبحث عن ملاذ للاختباء والصومال هو المرشح الأفضل."

ولفتت القوة الإفريقية إلى أن بصمات تنظيم القاعدة تبدو واضحة في هجمات مقاتلي "الشباب" وذلك من خلال استخدام العبوات الناسفة والتفجيرات الانتحارية. بحسب السي ان ان.

وتبدي الولايات المتحدة قلقاً بالغاً إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، مما دفعها لتقديم دعم عسكري مباشر للحكومة الانتقالية الصومالية، وفق ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، ونفته واشنطن.

ويشير مراقبون إلى تنامي أدلة بشأن استفادة الحركة من عائدات القرصنة في سواحل الصومال. ويبلغ قوام حركة الشباب 7 آلاف رجل مسلح، من بينهم 3 آلاف مقاتل مصقولون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء" وذراع ديني باسم "جيش الحسبة."

حلفاء للقاعدة

من جهتهم يقول محللون إن الهجومين اللذين وقعا مساء الاحد وقتل فيهما 74 شخصا من مشجعي كرة القدم كانوا يتابعون نهائي كاس العالم ربما يشير إلى ضعضعة الامن في اوغندا وربما دول اخرى في المنطقة.

وتغيير تكتيكات حركة الشباب لتشن هجمات خارج حدود الدولة الفاشلة تقرر فيما يبدو لاظهار معارضة الحركة الإسلامية لمهمة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي ترى انها تتم بايعاز من الغرب.

ومن المرجح ان يختبر هذا الهجوم الذي شنه متشددون وهو من أسوأ الهجمات التي شهدتها اوغندا الاعصاب في كمبالا في الفترة السابقة على انعقاد قمة الاتحاد الافريقي في اوغندا المقررة في الفترة من 19 الى 27 يوليو تموز.

وقال هنري ويلكنسون بمؤسسة جنوسيان سيكيوريتي كونسلتانتس في لندن "هذا دليل واضح على ان الحركة لديها الهدف والقدرة على شن هجمات ارهاب دولي."

وقال "يجب ان تؤخذ تهديداتها على محمل الجد. ثمة قلق بشأن مدى استعداد المنطقة لهذا التحدي منذ ان حذرت حركة الشباب مرات عدة اوغندا وبوروندي وكينيا واثيوبيا بشأن دعمها لبعثة الاتحاد الافريقي."

ويعكس تغيير التكتيك نقلة مماثلة من جانب الجناح التابع للقاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي بدأ في العام الماضي توجيه ضربات خارج قاعدته في اليمن. بحسب رويترز.

واحتمال قيام حركة الشباب بحملة يثير القلق على نحو خاص لان الجماعة تضم العديد من رجال القاعدة الذين اسهموا في حملة التنظيم العالمي ضد الغرب.

ومن بين هؤلاء فضل عبد الله محمد الذي وجه اليه الاتهام لدوره المزعوم في تفجيرات 1998 للسفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا التي قتل فيها 240 شخصا.

وقالت أنا موريسون بمؤسسة اكسكلوسيف اناليسيس إن اهداف الهجوم تتفق فيما يبدو مع اساليب واهداف حركة الشباب ومن بينها المعارضة القوية لاثيوبيا وهي اكبر جار للصومال والعدود اللدود لها.

وقالت "استهداف مطعم اثيوبي مكتظ بالاجانب يعضد أيضا هذه الفكرة - ثلاثة اهداف في واحد وهي اثيوبيا واوغندا والولايات المتحدة."

وقالت ان الفساد بين مسؤولين اقليميين يسبب قلقا خطيرا لانه جعل من الاسهل نسبيا للمتشددين المحنكين شراء وثائق مزورة يحتاجون اليها للعمل في المنطقة. وهذه التفجيرات ربما تعقد جهود تعزيز بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال.

وقال جوس سيلاسي المحلل لدى اي.اتش.اس. جلوبال انسايت في لندن "لن ترى دولا تهرع للتطوع في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال بعد ذلك."

وتحذر حركة الشباب اوغندا وبوروندي بضرورة التوقف عن المشاركة في الصومال وبدت اوغندا في بعض الاحيان غير مكترثة بالتهديد.

وقالت سالي هيلي الخبيرة في الشؤون الصومالية وزميلة مؤسسة تشاتام هاوس في بريطانيا انها تتوقع ان يؤدي الهجوم الى تصاعد القلق بشأن حركة الشباب والوضع في الصومال في كل من المنطقة والمجتمع الدولي.

تفاقم الصراع

فيما قال تقرير للمجموعة الدولية لمعالجة الازمات عن حركة الشباب وصدر في مايو ايار ان الجهاديين الاجانب الذين يتمتعون بالنفوذ داخل الحركة أصبحوا الآن محركا رئيسيا في الصراع الصومالي.

وأضاف التقرير "عداؤهم وارتباطهم المتعصب بسياسات متصلبة وتفسيرات دينية متطرفة يقوض ان لم يكن يحبط أي فرص محتملة للوصول الى تسوية سياسية."

وجاء في التقرير ان الصلاحيات الحقيقية للحركة أصبحت في يد مجموعة صغيرة من الجهاديين الاجانب هم القوة المحركة "وراء تحول (حركة) الشباب الايديولوجي الى أقصى درجات التطرف."وحدد التقرير الافراد الذين سترد أسماؤهم فيما يلي بوصفهم أهم المتشددين الاجانب في حركة الشباب.

- فاضل عبد الله محمد (جزر القمر) وتصفه المحكمة الجنائية الدولية بأنه "القائد العام لحركة الشباب".

- الشيخ محمد ابو فايد (سعودي المولد) وهو ممول ومدير لحركة الشباب.

- ابو سليمان البناديري (صومالي من اصل يمني) وهو مستشار لزعيم حركة الشباب احمد عبدي جودان.

- ابو موسى مومباسا (باكستان) جاء مؤخرا ليحل محل صالح علي نبهان الذي قتل في عملية عسكرية امريكية في سبتمبر ايلول 2009 في مجال الامن والتدريب في الحركة.

- ابو منصور الامريكي (الولايات المتحدة) تمويل المقاتلين الاجانب.

- محمود موجاجير (السودان) تجنيد المهاجمين الانتحاريين.

- عبد الفتاح عويس ابو حمزة (صومالي تدرب في أفغانستان) قائد مجاهدي القدس.

اوباما يحذر ابناء جلدته

من جهته حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الافارقة من جماعات مثل القاعدة تستهين بارواح "الابرياء"، مستهدفا المتطرفين مباشرة في القارة بعد تفجيرات اوغندا.

في الوقت نفسه وصف مسؤول اميركي القاعدة التي ترتبط بها حركة الشباب المجاهدين الصومالية ب"العنصرية" في حين تعزز الولايات المتحدة ردها الدبلوماسي على المتطرفين الذين يكثفون انشطتهم في افريقيا.

وقال اوباما في مقابلة مع التلفزيون الجنوب افريقي "الملفت في البيانات الصادرة عن هذه المنظمات الارهابية، هو انها لا تعطي اي قيمة لحياة الافارقة".

واضاف ان افريقيا في نظر هذه المنظمات "ليست الا مكانا لتنفيذ معارك ايديولوجية تقتل ابرياء بدون الاخذ بالاعتبار النتائج على المدى الطويل لمكاسبها التكتيكية القصيرة المدى". ويعد تصريح اوباما اول تعليق مباشر للرئيس المولود من اب كيني، على تفجيرات كامبالا. بحسب رويترز.

ولفت مسؤول اميركي كبير بوضوح الى ان اوباما استهدف مباشرة ايديولوجية ودوافع الجماعات الموالية للقاعدة في القارة الافريقية التي تعتبرها وكالات الاستخبارات الاميركية اكثر الجماعات المتطرفة نشاطا.

واضاف ان الرئيس اشار الى ان الاستخبارات الاميركية واعمال القاعدة السابقة تجعل من الواضح ان القاعدة والجماعات مثل (الشباب) التي تستوحي منها لا تعطي اي قيمة لحياة الافارقة".

وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته "بالاختصار ان القاعدة منظمة عنصرية تعتبر الافارقة السود وقودا لمعاركها ولا تعطي اي قيمة للارواح البشرية".

واقام مسؤولون اميركيون مقارنة بين هجمات اوغندا والاعتداءات على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا التي ادت الى مقتل مئات من الافارقة في 1998، للاشارة الى ان القاعدة تعتبر شعوب القارة خسائر مقبولة للتضحية بهم في سبيل اهدافها الكبرى".

وقال مسؤول اميركي كبير ايضا ان تحليلات الاستخبارات الاميركية خلصت الى ان قيادة القاعدة استهدفت بشكل خاص الافارقة السود ليصبحوا انتحاريين. واضاف انهم فعلوا ذلك لانهم يعتقدون ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية في القارة تجعلهم اكثر قابلية للتجنيد.

وكان مسؤول اخر في الادارة الاميركية اكد في وقت سابق صحة تبني حركة الشباب المجاهدين الصومالية، وعبر في الوقت نفسه عن مخاوفه من ان تقوم هذه الحركة بتنفيذ عمليات خارج افريقيا.

وقال هذا المسؤول الذي طلب ايضا عدم ذكر اسمه انه بالرغم من تعقب الولايات المتحدة جماعة المتمردين ومعرفتها بصلتها بتنظيم القاعدة، فانها لم تتحسب لضربتها في كامبالا. واضاف للصحافيين "بصدد هذه النقطة هناك مؤشرات الى ان (الشباب) هم المسؤولون فعلا عنها وان تبنيهم صحيح".

وتابع المسؤول انه معروف ان عددا من الاميركيين ذهبوا الى الصومال للاتصال بالمجموعة التي هددت المصالح الاميركية، لكنه قال ان الاجهزة الامنية في الولايات المتحدة مدركة للخطر المحتمل. وقال "اننا متيقظون تماما لاي معلومات عن افراد آتين من الصومال الى الولايات المتحدة للقيام بانشطة متطرفة وارهابية من هذا النوع".

لكن، واثر الهجوم الفاشل على طائرة اميركية الذي قام به شاب نيجيري ذكرت تقارير انه تدرب في اليمن على يد القاعدة، حذر المسؤول من ان هذه الجماعة اظهرت الان انها تملك القدرة والارادة لتنفيذ هجمات خارج الصومال.

واكد "انني قلق الان بشأن اي منظمة خصوصا اذا كانت مرتبطة بالقاعدة وتضم عناصر من القاعدة، و(بشأن) تصميمهم وقدرتهم المحتملة لتنفيذ هجمات خارج المنطقة".

واشار الى ان "هناك اساليب تدل على انهم يستطيعون تنفيذ هجمات بدائية نسبيا لكن مع نتائج مميتة". الى ذلك لفت اوباما ايضا في مقابلته التلفزيونية الى التوقيت الوحشي للهجمات.

وقال بحسب مقتطفات بثها البيت الابيض "امر مأسوي وساخر رؤية تفجير كهذا ينفذ بينما كان حشد في افريقيا يحتفل ويشاهد مباراة لكأس العام في جنوب افريقيا".

"فمن جهة لديكم رؤية افريقيا تتقدم، افريقيا موحدة، افريقيا تتجه نحو العصرنة وتوفير الفرص"، و"من جهة ثانية رؤية القاعدة و(حركة الشباب) تقومان بالتدمير والقتل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/تموز/2010 - 7/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م