الجامعة العربية وأمينها العام... وجه آخر يعكس ثقافة الاستبداد

 

شبكة النبأ: أقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية مؤخرا على خطوة عدها الكثيرون بالتعسفية وغير مسئولة، تنم عن واقع سلطوي يأبى القبول بالنقد أو تقبل الرأي الأخر فيما بات شائع ومعروف عن سلوكيات وثقافة المسئولين العرب ممن تبؤوا مناصب في مختلف الأوساط الرسمية.

حيث قام عمرو موسى مؤخرا بفصل إحدى الموظفات في مؤسسة الجامعة العربية لكتابتها مقال ينتقد دور الجامعة وأمينها العام في التعامل مع القضايا الدولية والعربية، مؤكدا بذلك التصرف مدى تشبع المسئولون العرب بثقافة الاستعلاء والتكبر على أبناء جلدتهم.

مقال ينتقد الجامعة العربية

فقد قالت شبكة حقوقية عربية إن الأمين العالم لجامعة الدول العربية عمرو موسى فصل مسئولة عربية تعمل بالجامعة بسبب كتابتها مقالة ناقدة للمؤسسة على مدونتها.

ووفقاً لصحيفة "القدس العربي"، طالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، التي تتخذ من القاهرة مقراً لها "موسى" بإلغاء قرار فصل "ظبية خميس" مدير إدارة شؤون البعثات في الجامعة بدرجة وزير مفوض و"احترام حرية الرأي والتعبير".

وأدانت الشبكة، في بيان لها، "قرار فصل الكاتبة والشاعرة الإماراتية التي تعمل بجامعة الدول العربية منذ العام 1992، كمدير لإدارة شؤون البعثات بدرجة وزير مفوض".

وأوضحت الشبكة أن فصل "خميس" جاء بسبب كتابتها "مقالاً على مدونتها - روح الشاعرة - عن كتاب - جامعة الدول العربية ماذا بقي منها؟ - الذي يتناول بالنقد أداء الجامعة في السنوات الأخيرة".

وكتاب "جامعة الدول العربية ماذا بقي منها" من تأليف الدبلوماسية السورية والوزيرة المفوضة السابقة في الجامعة العربية "كوكب الريس" شقيقة الصحافي والناقد والناشر المعروف رياض نجيب الريس، صاحب دار الريس للنشر والكتب، والتي أصدرت أكثر الكتب إثارة للجدل في العالم العربي في السنوات العشرين الأخيرة.

وبحسب تقرير تم نشره العام الماضي، فإن خميس "انتقدت أثناء حديثها عن الكتاب الطريقة التي يدير بها موسى الجامعة على المستوى الإداري، واهتمامه بالموظفين المصريين وإعطائهم كافة الصلاحيات، والتي قد لا تتناسب أحيانا مع قدراتهم الوظيفية، بينما يتجاهل باقي العاملين من الجنسيات الأخرى، وإهدار حقهم الوظيفي، بل ووصفهم على الملأ، ومن خلال تصريحات منشورة، ومذاعة بأنهم (تنابلة السلطان)، واستعانته بعدد قليل من جنسيات الدول العربية لملء نشاط الجامعة العربية وهما كما تذكر (خميس) من السودان والجزائر".

ووفقاً للصحيفة اللندنية، أضافت الشبكة قولها، إن الأمر "لم يتوقف عند فصل الكاتبة ظبية خميس، بل وصل الأمر إلى حد حرمانها من دخول الجامعة تماماً، ومصادرة متعلقاتها".

وقالت الشبكة إن "خميس فوجئت عقب كتابتها للمقال الذي يتناول بالنقد أداء الجامعة على مدونتها في ايلول (سبتمبر) 2009، بحملة جائرة استهدفتها".

ونقلت الشبكة عن خميس قولها إن "الحملة وصلت إلى حد فصلها من العمل 2010، والتعدي عليها من بعض العاملين بالجامعة، فضلا عن رفض تسليمها قرار الفصل ومتعلقاتها".

وتابعت الشبكة، إن "خميس" حاولت التوجه إلى قسم الشرطة بصحبة محاميها لعمل شكوى ضد "أعوان أمين الجامعة العربية عمرو موسى"، إلا أنها فوجئت برفض الجهات الأمنية عن عمل المحاضر الرسمية اللازمة.

ووفقاً لصحيفة "القدس العربي"، استنكرت الشبكة أن "يصل الأمر بأكبر مؤسسة عربية أن تفصل أحد العاملين بها بعد كل هذه السنوات بسبب مقال لها".

وتابعت إن "حرية التعبير ليست شعارا نضعه على الحائط في إطار فخم، حرية التعبير هي ممارسة، وللأسف قدمت جامعة الدول العربية نموذجا سيئا في التعامل مع هذه القيمة الهامة".

وأكدت الشبكة مطالبها لموسى "بالتراجع عن قراره، وأن يحترم حرية الرأي والتعبير حتى لا يعطي نموذجاً سيئاً لآلاف العاملين بهذا التجمع العربي الكبير في كيفية التعامل مع النقد وحرية التعبير".

وأشارت صحيفة المصري اليوم  أن الخلاف بين عمرو موسى  والكاتبة الإماراتية ظبية خميس بدأ منذ سبتمبر 2009 عندما نشرت خميس على مدونتها مقالا عرضت فيه لكتاب كوكبة نجيب الريس "جامعة الدول العربية ماذا بقى منها".

وأشارت خميس إلى أنها رفعت قضية فى المحكمة الإدارية التى تتبع جامعة الدول العربية، تطالب فيها بإسقاط قرارات عمرو موسى الأولى التى أصدرها ضدها فى سبتمبر 2009 عقب نشر المقال بالتحقيق والمساءلة والجزاءات، ولم تزل قضيتها منظورة أمام نفس المحكمة، ولم يجد فيها أى جديد، فى الوقت الذى تتسارع فيه قرارات موسى ويتم تنفيذها كلها.

وتضامن عدد من الكتاب والشعراء العرب مع ظبية خميس، بعدما أرسلت خطابا لاتحاد الكتاب العرب تشكو فيه معاملة أمين عام جامعة الدول العربية لها، وطلبت تدخل الكتاب العرب بوصفها عضوة فى اتحاد كتاب الإمارات.

المقال الذي تسبب في الإقالة

تحت عنوان "ماذا تبقى من الجامعة العربية" كتبت  الشاعرة والدبلوماسية الإماراتية ظبية خميس وجهة نظرها التي لم يحتملها عمرو موسى.

"الحديث دائماً، عن دور الجامعة العربية في الحياة السياسية. لا أحد يتطرق لما يحدث داخل هذه المؤسسة، كيف تتم إدارتها، ما هو وضع أولئك المغتربين من دولهم الأخرى فيها وكم من التخبط والانحيازات التي يتعرضون لها.

وكوكب نجيب الريس التي عملت في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في تونس أولاً، والقاهرة ثانياً قررت أن تتحدث ولو بالإشارة والتوثيق لأروقة الجامعة العربية في الداخل، والمعاناة التي عاشها ويعيشها الكثير من موظفي الجامعة العربية ممن لا يوافق هوى إدارتها - وما أكثرهم - في كتابها الصادر حديثاً - جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟.

ولا شك أن كوكب الريس عانت كثيراً في أروقة هذه الجامعة وحرمت من الكثير من حقوقها الوظيفية داخل المؤسسة ومن التحيز وعدم العدالة في التعامل مع عدد كبير من موظفي الجامعة العربية.

وقد تفاقم الحال مع ما سمي بعهد إعادة الهيكلة حيث تم تجميد عدد كبير من قدماء موظفي الجامعة وازاحتهم من إداراتهم والإلقاء بهم إلى إدارة وهمية اسمها إدارة البحوث والدراسات خارج مبني المقر في التحرير وداخل حي هادئ يتثاءب في المعادي.

ادارة لا علاقة لها بالبحث ولا الدراسة الا بالاسم حوت ضمن ما حوت مديري ادارات ذوي خبرة طويلة معظمهم كانوا ممن عملوا في تونس سابقاً وأغلبهم من شتى الجنسيات العربية وكانت كوكب الريس أحدهم منذ عام 2002 وتقدمت بطلبات كثيرة لتلتحق ببعثات خارجية دون استجابة في الوقت الذي كانت خبرتها، وعمرها الوظيفي، ومعرفتها بثلاثة لغات الفرنسية والانجليزية والعربية تؤهلها لرئاسة بعثة غير أن الجامعة وإدارتها فضلت الاستعانة لرئاسة البعثات الخارجية ببعض متقاعديها وبعض متقاعدي وزارات الخارجية العرب أو من ترشحهم حارمة موظفيها من هذه الخبرة السياسية والمنصب الذي يحق لهم، ولهم، أولاً وأخيراً.

بل أنه درج في السنوات الأخيرة إرسال درجات لم تتجاوز سكرتير ثاني أو ثالث وبعض المتعاقدين لملء شواغر تلك البعثات بدلاً من الوزراء المفوضين في الجامعة. تقاعدت كوكب نجيب الريس في صيف 2009 وكتبت كتابها «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟»، خلال العامين الآخرين لتنشره متوجة نهاية عملها في الجامعة العربية بآراء موثقة تسرد حال الجامعة وتطرح أسئلة وانتقادات لابد من الإجابة عليها في يوم ما والتنبه لأهميتها في الداخل والخارج.

ومما لا شك فيه أن أعماراً بأكملها لبشر تغربوا وعاشوا أحلامهم وانكساراتهم داخل هذه المؤسسة ملاحقين بخيبة العمل العربي المشترك في الداخل والخارج ومطاردين بأوضاع تدعو بعضهم للسقوط موتاً من شدة الضغوط النفسية فجأة كما حدث حديثاً مع العراقي نافع مطلوب، والمصري شكري سعد، والصومالي عمر شعيب، والأردني عمر خريس، والسوداني أسامة الفولي، والسوداني علي أحمد عباس وحسن النور، والأردني مشعل القاضي، والفلسطيني حسين الصباح، والسوري صخر بكار وغيرهم. هؤلاء معظمهم لم يكن قد تجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره يسقطون فجأة موتى وهم لم يصلوا بعد الى درجاتهم الوظيفية المتأخرة.

والبعض فضل الاستقالة المبكرة كما حدث مع بعض الاماراتيين والكويتيين والجزائريين مفضلين أن لا يقضوا أعمارهم في ردهات ادارات بعضها مفرغ تماماً حتى من توصيف مهامه ومصائر ينتاب الكثير منها الاكتئاب والغضب لموظفين لا يتم اشراكهم لا في المهام الداخلية أو الخارجية أو الوظيفية في حين أن حفنة من الموظفين والمتعاقدين يجوبون الكرة الأرضية في مهام لا تنتهي.

جامعة الدول العربية ماذا بقى منها ؟ كتاب بثمانية فصول مدعمة بالوثائق وفهارس الاعلام والأماكن.

ومن المقدمة تستند كوكب الريس الى أحمد الشقيري أول زعيم لمنظمة التحرير الفلسطينية وكتابه، كيف تكون جامعة... وكيف تصبح عربية والتي نصحوها حين التحقت بالعمل في جامعة الدول العربية في تونس عام 1981 بقراءته لتدرك وضع المؤسسة التي تعمل بها. وتكتب أنها وحتى بعد أن قرأت الكتاب - لم أتخيل أبداً أنه سيأتي يوم - ولو في الألفية الثالثة - لن تبقى فيه جامعة! وتضحي فيه قزماً دبلوماسياً كما وصفها عبد اللطيف الفيلالي.

وتحتوي عناوين الفصول على آراء مبطنة فالفصل الأول يحمل عنوان جامعة عربية... أم أفريقية ؟ وتشير فيه كوكب الريس إلى تفضيلات الأمين العام للمصريين وعدد مكيل من جنسيات الدول العربية لملء نشاط الجامعة العربية وهما كما تذكر من السودان والجزائر.

وتوثق لموقف الأمين العام الحالي من موظفي الجامعة العربية عبر تصريحاته التي أدلى بها للصحف والإعلام تدل على نظرة دونية يحملها للعاملين في المؤسسة.

- أما الفصل الثاني فعنوانه - «مصر والسودان... نصف الأمة العربية». وهي مقولة لأنور السادات.

- والفصل الثالث بعنوان : «الأمين العام للجامعة العربية، شخصيته، وجنسيته». وتشير كوكب الريس الى ان شخص الأمين العام لجامعة الدول العربية - سواء أكانت دبلوماسية أم هادئة أم عنيفة - وحتى جنسيته والدولة التي ينتمي إليها، كل هذه العوامل تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في تعزيز العمل العربي المشترك أو تعقيده، وحتى عرقلته وإعاقته.

وتستعرض شخصيات الأمناء العاميين للجامعة العربية، وتطور ارتباط دور الأمين العام للجامعة العربية بعد عودتها من تونس إلى القاهرة بخطوات وتحركات السياسة الخارجية المصرية أولاً وأخيراً. وتوثق لذلك عبر أحداث وآراء وردت في الصحافة المصرية

والعربية.

- الفصل الرابع بعنوان «مؤتمرات القمة العربية وحياد الأمين العام ودولة المقر». وتعرض المؤلفة الى أن في فترة الأمين العام عصمت عبد المجيد ولمدة 10 أعوام من 1991 - الى 2001 لم تعقد قمة عربية واحدة رغم الأحداث المشتعلة في العالم العربي.

واستعرضت أوضاع وقضايا القمم العربية التي تمت بعد ذلك أثناء فترة تولي الأمين العام الحالي وما انتابها من قصور أو تهميش لبعض القضايا أو حتى طلبات بعض القادة العرب.

- الفصل الخامس بعنوان «الجامعة العربية والاتحاد من أجل المتوسط» - وعنوان جانبي «تطبيع مجاني مع إسرائيل» استناداً إلى عنوان ورد في جريدة الأهرام.

- الفصل السادس بعنوان «جامعة عربية... أم مصرية؟» مشيرة الى مقولة السادات : العرب من دون مصر يساوون الصفر.  وتقول كوكب الريس في هذا الفصل:

- وهكذا نصب عصمت عبد المجيد وعمرو موسى نفسيهما أمينين عامين فقط للدفاع عن حقوق الكوادر المصرية، في وجه مرشحي الدول العربية الأخرى الذين وصفهم عصمت عبد المجيد بأنهم تنابلة السلطان في مقابلة أجراها معه الإعلامي عرفان نظام الدين في محطة mbc الفضائية خلال شغل عبد المجيد منصب الأمين العام في التسعينيات، فيما عقد عمرو موسى مؤتمراً صحافياً لدى تسلمه منصبه في ربيع 2001، وقال إن مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة ليس جراجاً، وفي هذا إشارة إلى الكوادر العربية من غير المصريين، الذين وصفهم موسى في قمة تونس 2004 بالضعف كما وكيفاً.

وأوردت الكاتبة في هذا السياق آراء الكثير من كبار الكتاب والمفكرين المصريين أنفسهم في المؤسسات في مصر وفي من يديرونها.

- أما الفصل السابع فيحمل العنوان التالي: «آراء الحكام والمسئولين العرب في منصب الأمين العام للجامعة العربية» وتذكر الكاتبة الكثير من الآراء والمواقف التي وردت على ألسنة عدد من الزعماء العرب تجاه الأمين العام للجامعة العربية موثقة ذلك بدلالة كبرى.

- والفصل الثامن يحمل عنوان : «جامعة بلا شخصية وميثاق من غير أخلاق» - وهي جملة لأحمد الشقيري. وتختم كوكب الريس كتابها بسؤال مهم بعد أن استعرضت أوضاع الجامعة العربية وما آلت إليه إداريا وسياسياً فنسأل : إذن أين الماهية العربية في جامعة الدول العربية؟.

وتستند كوكب الريس في كتابها إلى عدد كبير من الوثائق أفردت له ملفاً خاصاً جاوز نصف حجم الكتاب من بروتوكول الإسكندرية وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك وميثاق التضامن العربي ورحلة السادات إلى إسرائيل وملحق خاص بشأن الانعقاد

الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وعقد التنمية العربية ومشروع الاتحاد العربي، والإعلان عن قيام جامعة الوحدة العربية وغيره.

إن كتاب «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها ؟» وثيقة حية، وكتاب ذكي ومستند إلى التوثيق لكاتبة ودبلوماسية ذات خبرة عريقة في مجال عملها، وهو صرخة موجعة ضد الانهيار الداخلي للمؤسسة بكافة أشكاله، وهو أيضاً إشارة تنبيه حمراء لاستعادة مصداقية الجامعة الإدارية والسياسية وقد دفعت كوكب الريس ثمن تجربتها من عمرها، وفكرها، وغربتها ورغم أنه كتابها الأول إلا انه يبشر بولادة كاتبة سياسية مهمة ومن الطراز الرفيع.

اتحاد كتاب الإمارات يطالب بالتراجع والاعتذار

من جهته أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أول أمس الجمعة، بيانا يندد فيه من الإجراءات التعسفية ضد الشاعرة والكاتبة الأستاذة ظبية خميس وعبر عن رفضه لها مطالبا السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة ومسؤوليها بالتراجع الفوري عن هذه الخطوات التعسفية التي تسيء لدور الجامعة ومكانتها لدى العرب جميعاً.

وأوضح البيان أنه طوال الأيام الماضية تدارس الاتحاد الإجراءات المتخذة من قبل جامعة الدول العربية ضد عضو الاتحاد الشاعرة والكاتبة الأستاذة ظبية خميس وهي الإجراءات التي بلغت ذروتها بفصلها من عملها كسفيرة في الجامعة العربية في أعقاب نشرها مقالاً حول الجامعة.

واكد الاتحاد ان حرية التعبير والكتابة والرأي ينبغي ان تكون محمية ومصونة، وهذا هو دور اتحاد الكتاب في الامارات والاتحادات والروابط والجمعيات والأسر المماثلة لكنه ايضا دور اساسي لجامعة الدول العربية بيت العرب الكبير، حيث لا يستقيم ان تفصل الجامعة موظفة لديها لقيامها بنشر مقال في مدونتها استعرضت فيه كتابا لموظفة سابقة تناولت فيه تجربتها في الجامعة.

وقال الاتحاد لا تؤثر ايجابية أو سلبية النقد المنشور لجهة عدم سلامة الاجراءات حيث ان حرية الكتابة والرأي لا تتجزأ ولا يمكن ان تكون انتقائية كما ان انتماء العمل الى مؤسسة بحجم الجامعة وهي محل تنوير مفترض لا ينقص من قيمة الحرية أو هكذا يفترض وهي قيمة مطلقة على اي حال.

وجاء في البيان " ان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يعلن استياءه من هذه الاجراءات، ويطالب الجهة المسؤولة عنها في جامعة الدول العربية باتخاذ خطوات مقابلة اقلها التراجع الفوري والاعتذار فالجدير بالذكر ان الاجراءات " الادارية " المتخذة بحق عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعرة والكاتبة الاستاذة ظبية خميس وصلت الى درجة الاعتداء على مكتبها بالاقتحام والتفتيش، والى مطاردتها امنياً من دون وجه حق، والى منع محاميها من ممارسة عمله المكفول قانوناً".

واشار البيان الى انه اذا كانت الدساتير العربية،وأولها دستور دولة الامارات العربية المتحدة، تكفل حريتي التعبير والعمل، فان الجامعة العربية، وهي مجدداً بيت العرب ومظلتهم، مطالبة بصيانة تلك الحقوق والمحافظة عليها وليس هدرها والتخلي عنها بهذا الشكل المفضوح، والذي يشتمل على استعمال مبالغ فيه للقوة.

ويبدي اتحاد كتاب الامارات ملاحظاته مطالبا الاتحادات والروابط والجمعيات والاسر الزميلة، وعلى رأسها الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب وأمينه العام الاستاذ محمد سلماوي،باتخاذ مواقف قوية واضحة ضد إجراءت الجامعة العربية، مذكرا بالتناقض الذي يترتب على تلك الاجراءات، فالجامعة، وبالتنسيق مع الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب كما هو معلوم، تعد لقمة ثقافية عربية، بمشاركة التكوينات الادبية العربية اعضاء الاتحاد العام، ما يعد مفارقة تؤكد ان الاهتمام بالثقافة والمثقفين على الصعيد العربي الرسمي مازال يرزح تحت وطأة الشكل والإدعاء.

واعلن اتحاد كتاب وأدباء الامارات تضامنه مع عضو الاتحاد الشاعرة والكاتبة الاستاذة ظبية خميس في جميع الاجراءات القانونية ضد كل من أساء اليها بهذا الصدد، ما يحقق الاهداف المنصوص عليها في النظام الاساسي للاتحاد، وما ينسجم، ابتداء، مع اخلاقيات مهنة الكتابة ونداء الضمير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/تموز/2010 - 2/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م