
شبكة النبأ: يبدو ان كل من إيران
والولايات المتحدة قد أدمنتا التصريحات المتبادلة حتى بات شكل الصراع
الدائر بين البلدين سجال كلمات لا أكثر بحسب المتابعين لذلك الشأن.
فبعد نجاح أمريكا في تمرير حزمة جديدة للعقوبات على طهران عبر مجلس
الأمن الدولي كان الرد الإيراني مقتصرا على التصريحات المقللة من شأن
الخطوات الأميركية وقدراتها في الحد من برامج التسليح العسكرية، فيما
عد تقرير أمريكي إن إيران غير جادة في دخول مواجهة عسكرية مع الولايات
المتحدة. وهما بذلك كما يرى الكثيرون يتبادلان التصريحات أو الرسائل
المبطنة الهادفة إلى التقسيط المعنوي والتقليل من شأن التهديدات الجدية
في وقت واحد .
العاجزة أمام بئر نفط لا تقدر على مواجهتنا
فقد قال وزير الدفاع، العميد أحمد وحيدي، إن على دول المنطقة "توخي
الدقة في الأقوال والتصرفات، وکذلك الحذر من دسائس الكيان الصهيوني
الرامية لاستغلالها،" في معرض تعليقه على التصريحات المنسوبة لسفير
الإمارات في واشنطن بشأن ضرب إيران عسكرياً.
ووصف وحيدي، الذي تحدث بدوره بعد اجتماع الحكومة، تصريحات السفير
الإماراتي بأنها "جاهلة،" وأضاف: "هؤلاء الأفراد لا يفكرون حتى
بالمصالح الوطنية لبلادهم.. بطبيعة الحال، رفض کبار المسؤولين
الإماراتيين تصريحات سفيرهم وأعلنوا بأنهم لا يقبلون بها،" وفقاً
لوكالة الأنباء الإيرانية.
من جهته، قال مساعد رئيس هيئة الأركان في الجيش الإيراني للشؤون
الإعلامية، العميد مسعود جزائري، إن إيران "أصبحت في أفضل وأعلى مستوى
من الاقتدار الدفاعي."
ورداً على سؤال لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، حول تصريحات أحد
المحليين الروس بأن أمريكا وإسرائيل تستعدان لشن هجوم على المنشآت
النووية الإيرانية قال الجزائري: "من الأفضل للروس أن يتجنبوا نشر هكذا
أنباء غير واقعية ومزيفة ". بحسب السي ان ان.
وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه التقارير ذات الطابع الاستخباراتي
والتهديدي للحكومة الإيرانية "لا تمثل سوى كذبة كبيرة لا تثير الاهتمام،"
مشيرا إلى أن إيران "تجاوزت في الوقت الحاضر مرحلة التهديدات
وباعتبارها قوة كبرى تسعى إلى نشر السلام والعدالة في العالم."
وشدد جزائري على ضرورة أن يتجنب الجميع الإدلاء بتصريحات تنصب في
إطار الحرب النفسية، وقال إن "الأمريكيين العاجزين عن معالجة تسرب نفطي
لبئر في البحر كيف لهم أن يواجهوا إعصارا عسكريا جارفا،" في إشارة إلى
أزمة تسرب النفط في خليج المكسيك.
عالم يؤكد افلاته الاستخبارات الاميركية
الى ذلك عرض التلفزيون الايراني شريط فيديو جديدا يظهر فيه رجل يعرف
عن نفسه بوصفه عالم الفيزياء النووية الايراني شهرام اميري يؤكد انه
افلت من قبضة عملاء الاستخبارات الاميركيين.
وقال هذا مسؤول امريكي مفضلا عدم الكشف عن هويته "من السخف التأكيد
ان الولايات المتحدة قد خطفت هذا الشخص". بحسب فرانس برس.
وقال الرجل الظاهر في الشريط "نحن في الرابع عشر من حزيران/يونيو.
انا شهرام اميري مواطن من الجمهورية الاسلامية. قبل دقائق نجحت في
الافلات من قبضة عملاء استخبارات اميركيين في فيرجينيا".
واضاف "قد يوقفني العملاء الاميركيون في اي لحظة (..) لو حصل شيء
ولم اعد حيا الى بلدي، ستكون الحكومة الاميركية هي المسؤولة عن ذلك".
وقال الرجل "اطلب من المسؤولين الايرانيين ومنظمات الدفاع عن حقوق
الانسان تشديد الضغوط على الحكومة الاميركية للافراج عني ولكي اتمكن من
العودة الى بلدي"، مؤكدا انه لم يقدم على "خيانة" بلده ولم يسلم "اي
ورقة مكتوبة" الى احد.
وبث التلفزيون الايراني في 7 حزيران/يونيو شريط فيديو ظهر فيه رجل
قدم نفسه بوصفه شهرام اميري ليؤكد ان الاستخبارات الاميركية اختطفته
وانه محتجز في تاكسون في اريزونا، غرب الولايات المتحدة. وقالت ايران
بعدها انها تطلب معلومات حول العالم الفيزيائي عبر "القنوات الشرعية".
وردا على الطلب الايراني، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية
الاميركية فيليب كراولي خطف العالم الايراني، ولكنه رفض الادلاء باي
تعليق بشأن معرفة ما اذا كان الرجل موجودا ام لا في الولايات المتحدة.
وفقد اثر شهرام اميري في حزيران/يونيو 2009 لدى وصوله الى السعودية
لاداء العمرة. ويقول المسؤولون الايرانيون انه خطف من قبل الولايات
المتحدة بمساعدة اجهزة استخبارات سعودية. ويطالبون بالافراج عنه وعن
عشرة ايرانيين اخرين "معتقلين بشكل غير شرعي" لدى الولايات المتحدة
بحسب قولهم.
وفي اواخر اذار/مارس الماضي، اوردت شبكة "ايه بي سي" الاميركية ان
العالم الايراني فر وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية
الاميركية "سي آي ايه".
مبادلة سجناء
من جهته دعا وزير الاستخبارات الإيراني الولايات المتحدة الى اقتراح
صفقة لمبادلة سجناء أمريكيين اعتقلوا قرب الحدود العراقية.
وقال حيدر مصلحي انه ليس لديه شك بأن السجناء الأمريكيين، شين باور
وساره شورد وجوش فتال، هم جواسيس، وقد قدمت ضدهم لائحة اتهام بالتجسس
فعلا.
وتقول عائلات السجناء انهم كانوا في رحلة على الحدود العراقية
الإيرانية، وإنهم قطعوا الحدود الى الجانب الإيراني عن طريق الخطأ.
وقد سمحت السلطات الإيرانية لأمهات السجناء الثلاثة بزيارتهم،
ولكنها تجاهلت دعوات لإطلاق سراحهم.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طالبت بإطلاق
سراح السجناء الثلاثة.
وصعدت هذه القضية التوتر في علاقة طهران بواشنطن المتوترة أصلا بسبب
الخلاف على برنامج إيران النووي.
ونسبت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الى مصلحي القول ان كون هؤلاء
السجناء جواسيس هو أمر واضح، ولم يكن هناك حديث بشأن مبادلتهم، ونحن
بانتظار خطوة أمريكية حتى نقوم بدراستها .
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد قال في مقابلة مع محطة
تلفزيونية أمريكية إن بالإمكان إطلاق سراح المساجين الثلاثة مقابل
إخلاء سبيل دبلوماسيين إيرانيين قال إن القوات الأمريكية تحتجزهم في
العراق.
كما يتهم الإيرانيون وكالة المخابرات المركزية الأمريكية باختطاف
عالم نووي إيراني أثناء أدائه فريضة الحج في السعودية العام الفائت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كرولي إن
الولايات المتحدة لا تفكر بأي نوع من أنواع تبادل السجناء.
وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة مستعدة للاجابة عن أي استفسارات
إيرانية بشأن مواطنين إيرانيين إن توفرت معلومات بشأنهم.
ووصف المتحدث السجناء الأمريكيين بأنهم سياح بريئون وطالب إيران
بإطلاق سراحهم.
أكبر قوة باليستية في الشرق الاوسط
وذكر تقرير صادر عن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان ايران
تمول شريكها الستراتيجي حزب الله بما يعادل 200 مليون دولار سنويا،
مشيرا الى ان هذا الحزب" يدرب ميليشيات عراقية في معسكرات خاصة داخل
ايران وخارجها".
وتناول التقرير الذي رفعه الى الكونغرس وزير الدفاع روبرتس غيتس،
قدرات ايران العسكرية موضحا "ان ستراتيجية النظام الايراني تتأسس على
عقيدة "الردع" انطلاقا من الاولوية السياسية للقيادة منذ الثورة
الاسلامية العام 1979 هي استمرار وثبات النظام و السعي الى " ان تصبح
ايران الدولة الاقوى و الاكبر تأثيرا في الشرق الاوسط".
ويرصد التقرير تراجعا في الاهداف الايديولوجية للنظام الايراني خلال
السنوات الاخيرة، معتمدا سياسات أكثر براغماتية بهدف ضمان تأثيره
السياسي و الاقتصادي والامني في المنطقة وخاصة في العراق وافغانستان
ولبنان و الاراضي الفلسطينية ،موضحا " ان اداة تنفيذ هذه السياسة هو
الحرس الثوري وفيلق القدس" وهما منظمتان تعملان لجمع معلومات
استخباراتية والقيام بأعمال ديبلوماسية سرية ،وتدريب وتسليح وتوفير
الدعم المالي لمجموعات ومنظمات ارهابية".
ويستعرض التقرير نشاطات الحرس الثوري في العراق الذي بعث سفيرا من
صفوفه الى بغداد هو حسن كاظمي قمي حيث يقوم بمساعدة حزب الله اللبناني
بتدريب متمردين عراقيين داخل ايران على تكتيكات الخطف و استخدام
المتفجرات ،وتزويد الميليشيات المختلفة بمتفجرات ذات قوة اختراق متطورة
مع اجهزة تحكم لاسلكية ومدافع هاون، واسلحة مضادة للطيران وصواريخ من
عيار 107 و122 ملم اضافة الى الاموال.
ويدير الحرس الثوري معكسرات في لبنان حيث يقوم بتدريب 3 آلاف مقاتل
او اكثر من مقاتلي حزب الله الذي تخطت ترسانته المسلحة نسب التسلح التي
كانت عليها العام 2006.
ويتحدث التقرير عن تدخل ايران في افغانستان مشيرا الى انه في الوقت
الذي تدعم فيه حكومة كرزاي، تقوم سرا بتقديم الدعم لمجموعات مسلحة
متمردة ومعارضة لها ،كاشفا عن العثور على اسلحة مصنعة حديثا بينها
صواريخ 107 ملم ايرانية قدمت الى مسلحين افغان و من حركة طالبان".
وفيما يخص الدعم الذي تقدمه ايران للفضائل الفلسطينية المتطرفة قال
التقرير ان دعمها لحركة "حماس" وجماعات مسلحة اخرى حسن من قدراتها على
تطوير صواريخ " قسام" واضاف " ان هذه الجماعات تواصل تلقي اسلحة عبر
معبر فلادلفيا".
ويسلط التقرير الضوء على قدرات ايران العسكرية مشيرا الى ان
موازنتها الدفاعية تبلغ 9.6 مليار دولار ولديها كحد أقصى 1900 دبابة
و900 منصة صواريخ وأكثر من 5 الاف مدفع هاون ونحو 2800 سلاح مدفعي،
فيما تتضمن قوتها البحرية اربع غواصات و4 سفن حربية ومئات الزوارق
الحربية و32 طائرة مروحية.
واعتبر التقرير ان لدى ايران أكبر قوة باليستية منتشرة في الشرق
الاوسط، وتقدر بنحو 1000 صاروخ يتراوح مداها بين 90 و1200 ميل، مشيرا
الى انها تلقت مساعدة من الصين وكوريا الشمالية لتطوير هذه الصواريخ
وهي قادرة عبر هذه المساعدة من تطوير صواريخ باليستية قادرة على وصول
الزلايات المتحدة في 2015.
استهداف قواعد اميركية في العراق
في سياق متصل اعلن ضابط اميركي رفيع في بغداد ان مجموعات من
الناشطين تلقوا اخيرا في ايران تدريبات خاصة على شن هجمات على القواعد
الاميركية.
واكد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو
للصحافيين تشديد الاجراءات الامنية المتخذة في القواعد العسكرية اثر
تقارير استخباراتية تؤكد ان "كتائب حزب الله"، التي تتلقى دعم طهران،
تخطط لشن هجمات.
واوضح "كانت هناك معلومات استخباراتية تتعلق بمحاولة عملاء ايران
مهاجمة القواعد الاميركية، وهو امر نراقبه عن كثب". واضاف "ازدادت
التهديدات خلال الاسابيع الاخيرة باحتمال وقوع هجوم ايراني (...) لذلك
قمنا بزيادة اجراءاتنا الامنية في بعض قواعدنا". واعتبر اوديرنو ان ذلك
"يمثل محاولة من ايران والاخرين للتاثير على دور الولايات المتحدة في
العراق". بحسب فرانس برس.
وينتشر حاليا في العراق، 74 الف جندي وتاتي التهديدات بالتزامن مع
تطبيق استراتيجية خفض عديد القوات.
واكد ان المعلومات الاستخباراتية تشير الى ان المسلحين خططوا
لاستهداف القواعد الاميركية، رغم عدم وضوح علاقة طهران بذلك. وردا على
سؤال حول دور القيادة الايرانية، قال اوديرنو "انه امر معقد، وهو غالبا
ما يكون معقد جدا".
واضاف "ما نعرفه هو ان الاشخاص المستعدين لشن هذا الهجوم توجهوا الى
ايران حيث تلقوا تدريبات خاصة قبل ان يعودوا الى البلاد، كما نعلم ان
ايران ارسلت الشهر الماضي تقريبا خبراء لمساعدتهم".
واكد ان هذه التهديدات لن تؤثر على عملية خفض اعداد الوحدات
القتالية التي ستبلغ خمسين الفا في الاول من ايلول/سبتمبر المقبل على
ان يكون الانسحاب كاملا اواخر كانون الاول/ديسمبر 2011.
صواريخ باليستية
من جانبه نفى وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي ان تكون
ايران تريد انتاج صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على اصابة
الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية.
وقال وحيدي "لا نملك مثل هذا البرنامج. هذا جزء من الحرب النفسية
التي يطلقها الاعداء".
وكان وحيدي يرد على سؤال حول تقرير لوزارة الدفاع الاميركية مفاده
ان ايران قد تتمكن من تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ الولايات
المتحدة في 2015. بحسب فرانس برس.
كما اكد وحيدي ان القوات المسلحة الايرانية طورت محليا نظاما "مضادا
للصواريخ المتوسطة المدى (...) يصل مداه الى 40 كلم وارتفاعه الى 20
كلم" من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.
خلافات التعامل مع ايران
وعلى الرغم من ان الادارة الامريكية تتهم ايران بالتحضير للحرب فان
محللي البنتاغون يعتقدون ان ايران لا تعتزم الهجوم على احد، وان
انتاجها للسلاح النووي يهدف للدفاع عن النفس.ووفقا للمراقبين فان هذا
التقرير يشهد على تنامي الخلافات بين البيت الابيض ووزارة الدفاع، وانه
قد يؤدي الى تخفيف حدة الخطاب الامريكي المناوئ لايران.
وقال تقرير لصحيفة كوميرسانت الصادرة بموسكو ان تقرير الاستخبارات
العسكرية الذي جرى تسليمه للكونغرس اصبح اول وثيقة رسمية للمؤسسة
العسكرية الامريكية بشأن ايران. وبرأي محللي البنتاغون فان العقيدة
العسكرية الايرانية لا تنظر بشن «حروب عدوانية» وانها تقوم على ضرورة
ايجاد ضمانات لديمومة النظام القائم.
واكد واضعو التقرير ان احتمال انتاج طهران الاسلحة النووية يعتبر
اساسا لسياسة الردع. وبرأيهم ان ايران لن تترك فرصة من ان اجل ان تصبح
«اقوى دولة في منطقة الشرق الاوسط والاكثر نفوذا فيها وان يكون لها
تأثير على التطورات في العالم».
واكدوا ايضا ان السنوات الاخيرة شهدت تراجع المهام
العقائدية(الدينية) وحلت محلها التصورات والمنطلقات النفعية (البرغماتية).
ووفق التقرير فان البيت الابيض لم يبد بعد ردة فعل على تقرير
الاستخبارات العسكرية على الرغم من ان المراقبين على قناعة ان الوثيقة
تشهد على الخلافات الجدية بين العسكريين والسياسيين.
ونقلت الصحيفة عن بروفيسور جامعة هارفارد ماروين كالب قوله «لا
يستطيع البيت الابيض والبنتاغون الاتفاق حول كيفية تسوية القضية
الايرانية» وعلى حد قوله ان «ممثلي ادارة الرئيس يصرون على استخدام
اقصى الاجراءات ضد ايران، بما في ذلك الهجوم العسكري، اما الجنرالات
فيكتفون بالتصريحات السلمية». |