آفاق طبية: ثورة في التشخيص والعلاج

 

شبكة النبأ: في بادرة أمل قد تنقذ ملايين الأشخاص حول العالم يقوم علماء أميركيون بتطوير تقنية جديدة واعدة تقوم بوظيفة البنكرياس وتستطيع أن تضخ الهرمونَين المسؤولَين عن تعديل نسبة السكر بالدم تفادياً لارتفاعها لدى المصابين بالسكري، حتى بعد تناولهم كميات كبيرة من الطعام أو شرب النبيذ.

ومن جانب آخر أصبح طفل بريطاني يبلغ من العمر 10 سنوات أول طفل تزرع له قصبة هوائية مطورة من خلاياه الجذعية في عملية جراحية استمرت 9 ساعات في مستشفى أطفال بلندن.

وفي ما يخص الصمم قال علماء انهم اكتشفوا طريقة جديدة لاستعادة السمع ما قد يؤدي لحل دائم لمشكلة الصمم. وذكرت تقرير ان العلماء في الكلية الطبية بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا تمكنوا من صنع «خلايا شعر» حساسة وصغيرة للغاية وضرورية للسمع وذلك باستخدام خلايا جذعية.

بالإضافة إلى آخر الأخبار عن آفاق التطور العلمي الخاص بالصحة العامة نتابعها مع تقرير (شبكة النبأ المعلوماتية) التالي:

تكنولوجيا الخيال العلمي تكشف الأمراض في ثوان

وقال باحثون في جامعة نيومكسيكو الأميركية أن الاستعانة بتكنولوجيا الخيال العلمي قد يساعد على تشخيص الكثير من الأمراض خلال ثوان معدودة.

وأوضح باحثون في الجامعة لمجلة "ألبوكيوركو" إن " استشعار العوامل البيولوجية" بواسطة الجهاز الكتروني اليدوي" hand- held biosensor" الذي يعمل على البطارية يلغي الحاجة لإجراء فحوصات مكلفة قد تستغرق وقتاً طويلاً.

وأوضح نائب رئيس قسم الأبحاث في مركز العلوم الصحية في الجامعة دافيد لارسن إن بإمكان هذا الجهاز تحديد التهاب الكبد B و C و HIV والأنفلونزا وبعض العوامل التي تؤدي للإصابة بالفيروسات والميكروبات.

وبإمكان الجهاز الجديد فحص الدم واللعاب والبول أو أية مركبات لها علاقة بالماء، مضيفاً بأنه بالإمكان الحصول على النتائج خلال خمس ثوان فقط.

وقال إن قدرة الجهاز على كشف أمراض الدم سيكون مفيداً جداً خلال الكوارث، كالزلزال الذي ضرب هايتي في 12 يناير الماضي ،حيث كانت الحاجة ماسة للتأكد من سلامة الدماء التي يقدمها المتبرعون في أسرع وقت ممكن. بحسب رويترز.

وأوضح لارسن أنه " في ظروف كالتي حصلت في هايتي لا يمكنك فحص دم شخص ما للتأكد من خلوه من الالتهابات ولا يمكنك نقل وحدات الدم من وإلى المنطقة بسهولة".

خطوة جديدة لإنجاح زراعة كبد مستخلَق

ونجح علماء امريكيون في تخليق كبد مستخلق فعال مختبريا، ويقولون ان البحوث قد تؤدي يوما ما الى انجاح عمليات زراعة الكبد.

وقال فريق البحث العلمي من مستشفى ماساتشوسيس العام، الذي نشرت مجلة "نيتشر ماديسن" او العلوم الطبيعية مقتطفات منها، انه تمكن من تخليق كبد مستزرع من خلايا جرذ.

ويقول احد الخبراء البريطانيين في هذا المجال العلمي ان هذه الخطوة تعد قفزة كبيرة في الاتجاه الصحيح.

واعتمد العلماء اسلوب التخلص من خلايا معينة واستبدالها بخلايا اخرى، وهو اسلوب استخدم في السابق في زراعة اول عضو جسد بشري كامل من خلال خلايا نفس المريض، وهي عملية رائدة اجريت في اسبانيا في اواخر عام 2008. بحسب رويترز.

يذكر ان العلماء يعملون منذ فترة على بحوث الخلايا الحية في المختبر، لكنهم يجدون صعوبات في جعلها فعالة لتخليق عضو بشري وربطها باوردته وعروقه المتصلة بباقي اعضاء الجسم.

وقال رئيس فريق البحث كوكوت اويجون ان البحث اثبت ان المبدأ العلمي الذي استدنت اليه العملية فعال وقابل للتحقق.

الا انه اكد على اهمية اجراء المزيد من الدراسات ذات الصلة لانجاح التجربة وجعلها فعالة على مستوى تخليق وربط العضو المستخلق بجسم المريض وجعله يعمل بشكل طبيعي.

ويقول البروفيسور مارك ثوريس المتخصص في علوم الغدد في كلية امبريال كوليج لندن ان هناك العديد من القضايا التي يجب التعامل معها وحلها قبل الوصول الى مرحلة جعل الكبد المستخلق قادرا بالفعل على العمل بفعالية وبشكل ذاتي من دون تدخل او مراقبة مستمرة.

نجاح عملية زرع قصبة هوائية لطفل

وأصبح طفل بريطاني يبلغ من العمر 10 سنوات اول طفل تزرع له قصبة هوائية مطورة من خلاياه الجذعية في عملية جراحية استمرت 9 ساعات في مستشفى جريت اورموند ستريت للاطفال بلندن.

ويأمل الاطباء ان استخدام انسجة المريض نفسه في صنع العضو المزروع قد يقلل من خطر رفض الجسم له. بحسب رويترز.

وكانت اول جراحة لقصبة هوائية مصنعة من انسجة اجريت في اسبانيا عام 2008 لكن بكمية انسجة اقل. ويقول الاطباء ان الصبي يتعافى بشكل جيد ويتنفس بشكل طبيعي، وكان يعاني من مرض نادر يسمى ضيق القصبة الهوائية الخلقي يولد المصاب به بقصبة هوائية غاية في الضيق. وكانت القصبة الهوائية للصبي المريض عند ولادته من الضيق بحيث لا يتجاوز قطرها مليمترا واحدا.

وكان الاطباء اجروا له جراحة من قبل لتوسيع القصبة الهوائية لكنه عاني في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي من مضاعفات ناجمة عن تآكل دعامة معدنية في قصبته الهوائية.

وكي يصنعوا له قصبة هوائية، حصل الاطباء على قصبة هوائية من متبرع وقاموا باخلائها تماما من الخلايا الطلائية وابقوا فقط على الهيكل الكولاجيني وحقنوا فيه خلايا جذعية اخذت من نخاع عظم الصبي.

ثم تم زرع العضو في جسد المريض، ويامل الاطباء انه في خلال الشهر المقبل ستبدأ الخلايا الجذعية في التحول الى خلايا متخصصة لتكون نسيج القصبة الهوائية من الداخل والخارج.

وقبل عامين كانت كلوديا كاستيلو، البالغة من العمر 30 عاما، اول شخص يزرع له عضو مصنع من الخلايا الجذعية. وجرى زرع جزء من قصبتها الهوائية اثر تضرره الشديد من اصابتها بالسل.

وتعد الجراحة الاخيرة تقدما مهما في ذلك المجال الجديد، لانها المرة الاولى التي يتم فيها زرع قصبة هوائية مخلقة الانسجة بالكامل.

كما انه في حالة كاستيلو قام الاطباء باستزراع خلاياها الجذعية معمليا، اما في الجراحة في بريطانيا فجرى معالجة القصبة الهوائية من المتبرع بمجموعة من المركبات الكيماوية تعمل على نمو الخلايا الجذعية الى انسجة جديدة داخل الجسم.

وقال البروفيسور مارتن بيرشول، من يونفيرستي كولدج لندن واحد اعضاء فريق العملية الجراحية، ان الجراحة نقطة تحول حقيقية .

"سوبر بعوضة" لمكافحة الملاريا بلسعة

ويعرف عن البعوض أنه ناقل لمرض الملاريا، إلا أن الحشرة الطائرة قد تصبح "الداء والدواء" للمرض الذي يفتك بالملايين، بعد أن طور علماء  يابانيون بعوضة معدلة جينياً لتصبح ناقل للقاح المعالج.

وقام العلماء بإدخال تغييرات على الغدد اللعابية لأنثى البعوض "أنوفيليس ستيفنسي" Anopheles stephensi، لتحمل لقاح "ليشمانيا"  في لعابها، وأطلق على البعوضة لقب "المطعوم الطائر."

وأظهرت اختبارات معملية أجريت على فئران تجارب أن "سوبر بعوضة" تنقل اللقاح المعالج عند لسع ضحيتها، وليس الطفيلي المسبب للمرض.

ونجحت لسعات "المطعوم الطائر" في تحفيز الأجسام المضادة في الفئران ما يعني نجاح التحصين ضد المرض، وفق الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية "البيولوجيا الجزيئية."

وقد تستخدم خلاصة الدراسة التي قادها بروفيسور شيغيتو يوشيدا، من جامعة "جيشي" الطبية في اليابان، في صياغة إستراتيجية جديدة ضمن الحملة العالمية لمكافحة الملاريا.

وقال يوشيدا إن "عدم وجود نظام لقاح فعال [الملاريا] يعني أن السيطرة على الناقل أصبح هدفاً ضرورياً لمكافحة هذا المرض، فعقب اللسعات، يحفز نظام الحصانة الوقائي، تماماً كالتطعيم التقليدي، لكن دون ألم أو تكلفة. بحسب سي ان ان.

ويشير العلماء إلى أن قرابة 40 في المائة من سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا، التي يسببها طفيلي "بلاسموديوم" تنقله إناث البعوض، يتكاثر في الكبد ثم يؤثر على خلايا الدم الحمراء.

وتبدأ أعراض المرض في الظهور، وتتفاوت بين الحمى الشديدة والصداع، والقيء،  بعد ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين عقب اللسع.

ويهدد المرض قرابة 40 في المائة من سكان العالم، معظمهم في دول العالم الفقيرة، ومن 2.5 مليار نسمة يتهددها المرض، يسقط نحو 500 مليون فريسة له، ويفتك بمليونين منهم سنوياً.

ويصاب الطفل الأفريقي في المتوسط بما بين 1.6 و5.4 نوبة ملاريا سنوياً، ويقضى طفل نحبه كل 30 ثانية جراء المرض.

وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الفقيرة، وينتقل عبر أكثر من طريقة، أهمها عن طريق البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار، وخاصة في المناطق الفقيرة والمهملة، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري.

بقايا الشرايين مصدر للخلايا الجذعية!

ومن جانب آخر أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن بقايا الشرايين البشرية التي ترمى بعد بعض عمليات القلب الجراحية قد تكون مصدراً للخلايا الجذعية التي يمكن أن تساعد على حل المشاكل القلبية في المستقبل.

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن فريقاً من جامعة بريستول في بريطانيا تمكن من استئصال خلايا جذعية من الشرايين، واستخدمهم في التحفيز على نمو أوردة دموية جديدة لدى الفئران.

وقال الباحثون إن ما توصلوا إليه يمكن أن يودي إلى علاجات لإصلاح عضلة القلب التالفة. لكن خبيراً متخصصاً في الخلايا لجذعية قال إن الباحثين ما زالوا بعيدين سنوات عن ذلك.

وتعد الخلايا الجذعية محط اهتمام الباحثين لقدرتها على انتاج أنواع كثيرة ومختلفة من الخلايا البشرية تفتح المجال أمام إمكانية صلاح تجديد الأنسجة التالفة بسبب مرض أو جروح.

وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة باولو ماديدو "إنها المرة الأولى التي يتمكن فيها أحد من استخراج خلايا جذعية من جزء من شريان متبق من عمليات القلب"، مضيفاً أن "هذه الخلايا يمكن أن تمكن المريض الذي أجريت له الجراحة من تلقي علاج باستخدام خلاياه الجذعية".

أول عملية جراحية لزرع وجه كامل

وأعلن رئيس الطاقم الطبي خوان بيري باريت ان الاطباء الاسبان اجروا اول عملية في العالم لزرع وجه كامل. واجرى طاقم مكون من 30 خبيرا عملية زرع الوجه في مستشفى فال دي هيبرون في برشلونة لشاب اصيب في حادث قبل خمس سنوات. واوضح باريت ان المريض لم يكن يستطيع التنفس او البلع او التحدث على نحو مناسب. بحسب د ب أ.

وجرى زرع عضلات وجه وجلد وانف وشفاه وفك واسنان وحنك وعظام خدود للشاب في العملية التي استغرقت 22 ساعة واجريت له في العشرين من مارس الماضي واضاف باريت ان حال المريض جيدة.

واشار الطبيب الى انه من المتوقع ان يتمكن الشاب من العيش بشكل طبيعي بعد تماثله للشفاء من العملية.

طريقة جديدة لعلاج الصمم

وفي ما يخص الصمم قال علماء انهم اكتشفوا طريقة جديدة لاستعادة السمع ما قد يؤدي لحل دائم لمشكلة الصمم. وذكرت صحيفة الأكسبرس ان العلماء في الكلية الطبية بجامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا تمكنوا من صنع «خلايا شعر» حساسة وصغيرة للغاية وضرورية للسمع وذلك باستخدام خلايا جذعية.

ويأمل العلماء بأن يكون باستطاعة هذه الخلايا، التي يمكن انتاجها بكميات كبيرة بواسطة الخلايا الجذعية، تجديد نفسها.

ويفقد المريض السمع بشكل معتدل أو قوي بسبب تلف هذه الخلايا «الشعرية» في قوقعة الأذن وهو جهاز عميق بداخل الأذن يحول الذبذبات الى اشارات كهربائية في الدماغ.

ويحاول العلماء منذ فترة طويلة التوصل الى طريقة لاعادة نمو «الشعر» في قوقعة الأذن منذ فترة طويلة.

ويعاني في بريطانيا وحدها تسعة ملايين شخص من ضعف السمع، كما ان ثلث البالغين فيها ممن هم فوق الخامسة والستين من العمر يعانون أيضاً من هذه المشكلة بشكل من الأشكال.

ويأمل العلماء الآن في ان تشكل هذه الدراسة الجديدة خطوة الى الأمام نحو ايجاد علاج للصم ولكن قد يحتاج الأمر لعقود من الأبحاث حول هذا الموضوع.

وقالرالف هولم، رئيس قسم الأبحاث الطبية الحيوية في المعهد الوطني الملكي للصم في بريطانيا «ان احتمال استخدام الخلايا الجذعية يوماً لاستعادة السمع أمر مثير حقا وقد يستفيد الملايين من ذلك».

عدسات لاصقة لمعالجة الماء الأبيض

نجح أطباء ألمان في تطوير عدسات صناعية من نوع جديد يمكن أن تحل محل العدسات اللاصقة العادية التي يتم زراعتها لمرضى الماء الأبيض. ويؤكد العلماء أن هذه العدسات الجديدة تسمح للمرضى بالرؤية البعيدة والقريبة على حد سواء وذلك خلافا للعدسات العادية. وقال البروفيسور توماس كونن من مستشفى فرانكفورت الجامعي إن هذه العدسة الجديدة صنعت بشكل يسمح بعكس الضوء على اثنين من مراكز تجمع الأشعة الضوئية بشكل متزامن.

ويتناقش عدة آلاف من أطباء العيون في الملتقى العالمي لأطباء العيون بدءا من يوم غد الخميس في برلين بشأن آخر ما توصل إليه طب العيون من وسائل علاجية. يشار إلى أن هذا المؤتمر العلمي هو الأكبر من نوعه لأطباء العيون في العالم. وأكد البروفيسور كونن أن نتائج الدراسة الأوروبية بهذا الشأن و التي خضع لها نحو مئتي مريض وشارك فيها المستشفى الجامعي بفرانكفورت كانت طيبة.

وأشار كونن إلى عدم وجود مشاكل في استخدام هذه العدسة وذلك خلافا للجيل الأول من العدسات المستخدمة حاليا مضيفا:؟استطاع 88% من هؤلاء المرضى الاستعاضة تماما بهذه العدسة الجديدة عن النظارات العادية في تمييز درجات اللون".

غير أن كونن أشار في الوقت ذاته إلى أن التعود على هذه العدسات الجديدة قد يستغرق يوما وقد يصل إلى عدة أشهر. كما أكد البروفيسور الألماني أن هذه العدسة يمكن أن تستخدم في علاج أمراض البصر التي تصيب كبار السن وقال:؟يحتاج معظم الناس لنظارة قراءة بدءا من سن 45 عاما.. ويمكن الاستغناء عن نظارات القراءة باستخدام هذه العدسات".

كما أوضح كونن أن شركات التأمين الصحي العامة في ألمانيا لم تعتمد هذه العدسات الجديدة بعد مما يعني أنها لا تتحمل تكلفتها وأن تحمل الشركات الخاصة لسعرها يتغير من مريض إلى مريض ومن شركة إلى شركة حسب اللوائح التي ينص عليها عقد التأمين مع الشركة الخاصة.

مشكلة المقارنة بين بحوث القوارض والبشر

وانتقد عدد من العلماء مسار بعض الاختبارات الطبية الحديثة التي تسارع إلى إعلان نتائج مبهرة، مثل اكتشاف علاجات للسرطان والشيخوخة والسكري وسواها، قبل أن يتضح أنها لم تقم بتطبيق العقاقير على البشر، وإنما على مجموعة من الفئران في المختبر.

واعتبر العلماء أن المهم في الطب إيجاد وسائل لعلاج البشر، وليس التسابق إلى إعلان حالات شفاء الفئران من أمراض مستعصية، وهو ما أيدته كبيرة أطباء مستشفى ماساتشوستس، لويس باركر، التي قالت: "هذه الأبحاث التي تتم على مستويات صغيرة تقدم أخباراً سارة.. ولكن للفئران."

وأضافت باركر: "هناك اختبارات لا تتم إلا على القوارض، بل وعلى أعداد محدودة منها، لذلك لا ضرورة للشعور بالحماسة الزائدة مع كل إعلان لأن هناك فجوة كبيرة بين النتائج المخبرية والنتائج الطبية السريريّة."

وقالت باركر إن العملاء غالباً ما يجرون اختباراتهم على الفئران لأنهم يدركون خصائصها الجسدية والوظيفية، إلى جانب سرعة تكاثرها، ما يتيح الفهم الأفضل لتأثيرات الدواء، غير أن التكاثر الذي يتم داخل مجموعة محدودة من الفئران يؤدي لخفض التنوع في جيناتها، مقارنة بجينات البشر.

من جانبه، قال رايموند دنغلدين، مدير قسم الأبحاث في جامعة إيموري، إن هناك نقاط التقاء بين الفئران والبشر، ولكن نقاط الاختلاف كبيرة جداً، خاصة في جهاز المناعة وردات فعله ضد البكتيريا والفيروسات والإلتهابات، وقد تزايدت الأدلة على وجود هذه الاختلافات خلال الفترة الأخيرة بحيث لجأت المختبرات بشكل متزايد إلى أنواع الثديات العليا، مثل القردة، لإجراء الاختبارات.

أما بالنسبة للسرطان، فإن الأورام البشرية تختلف عن تلك التي قد تظهر لدى الفئران لأنها بحاجة لسنوات كي تتطور، ولذلك يعمد العلماء إلى حقن الفئران بخلايا سرطانية بشرية لمراقبة كيفية تعاملها مع الأدوية.

ويشير البروفسور غابريال لوبيرز، الأخصائي في مركز "أندرسون" لعلاج السرطان بولاية تكساس الأمريكية إلى أن خلايا السرطان قد تمر بتحولات وطفرات جينية لدى حقنها في الحيوانات، وبالتالي فإن نجاح دواء معين في القضاء عليها داخل أجسام الفئران لا يعني بالضرورة أنه سيقوم بالعمل نفسه في أجسام البشر.

بنكرياس اصطناعي يقضي على السكري

ويقوم علماء أميركيون بتطوير تقنية جديدة واعدة تقوم بوظيفة البنكرياس وتستطيع أن تضخ الهرمونين المسؤولين عن تعديل نسبة السكر بالدم تفادياً لارتفاعها لدى المصابين بالسكري، حتى بعد تناولهم كميات كبيرة من الطعام أو شرب النبيذ.

وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن هذه التقنية الواعدة تهدف إلى تحرير مرضى السكري الذين يحتاجون دائماً لمراقبة معدلات السكر في دمهم، عبر تحفيظ معلومات في حاسوب الجهاز الذي يضخ كميات الهرمونين المطلوبين عند الحاجة.

وقال نائب مدير الأبحاث في المؤسسة العالمية لأبحاث السكري لدى اليافعين "جيه دي ار اف" في نيويورك، مكتشفة البنكرياس الاصطناعي، ريتشارد انسل، "إننا قمنا بتطوير البنكرياس الصناعي لاعتقادنا بأنه سيكون له تأثير على حياة من يعانون من السكري بنوعيه 1 و2، عبر ضبطه الدقيق للسكر في الدم".

ويجمع هذا البنكرياس الاصطناعي بين جهاز تحديد معدل السكر في الدم وجهاز آخر يقوم بضخ كميات الإنسولين أو الغلوكاغون المطلوبة عند الحاجة.

كريات بيضاء تُميز بين الفيروسات والجراثيم!

ويبدو أن اكتشاف خصائص جديدة للكريات البيضاء مضادة للجراثيم وقادرة على التمييز بين الأمراض التي تنتج عن فيروسات وتلك التي تسببها الجراثيم، قد يساعد في تطوير لقاحات جديدة بحسب دراسات فرنسية.

وكان فريق الخبراء الذي يترأسه الدكتور أوليفيه لانتز (من المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية "إنسرم" ومعهد كوري في باريس) والذي اكتشف في العام 2003 خلايا الدفاع هذه التي تحمل اسم "كريات مايت البيضاء"، قد بين في مقال نشر على موقع المجلة المتخصصة "نيتشر إيميونولوجي" الإلكتروني، أن هذه الكريات البيضاء الاستثنائية تستطيع التمييز بين الأمراض الناجمة عن فيروسات وتلك التي تسببها الجراثيم.

ويعتبر هذا الاكتشاف الأول من نوعه لمجموعة من الكريات البيضاء "تي" القادرة على تمييز الخلايا بحسب نوع المرض الذي يصيبها.

ونجد هذه الكريات البيضاء "مايت" بأعداد كبيرة في الدم الذي يسري في الغشاء المعوي وعقد الأمعاء اللمفوية.

لكن هذه الكريات البيضاء تأتي "قليلة في دم الحبل السري"، الأمر الذي يدفع الخبراء بحسب ما يشير لانتز إلى الاعتقاد بأنها "تتضاعف بعد الولادة مباشرة، على أثر تماسها مع جراثيم الجسم الطبيعية. فتكتسب بالتالي خصائصها العملية المميزة". ويشير الباحثون إلى أن تحفيز هذه الكريات البيضاء قد يساهم في تطوير لقاحات جديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/تموز/2010 - 29/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م