أمّية الحاسوب في العراق وضرورة مواكبة العلم والمعرفة

تحقيق: عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: علم الحاسوب من العلوم المهمة وضرورة قائمة لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها فقد استخدم هذا العلم المتطور في شتى مجالات الحياة واعتمدت عليه الدول المتقدمة فأصبح جزء أساسي من مقومات استمرارها وديمومتها لذا فهي تلجأ دائماً للابتكار وتطوير بكل ما هو جديد في هذا المجال.

بهذا المجال أيضا تقدمت بعض الدول العربية واعتمدت هذا العلم وسعت لتطوير نفسها ودعمت مؤسساتها العلمية والتربوية لغرض النهوض بمستوى مجتمعاتها علميا وثقافيا.. أما من تخلَّف وتأخر بهذا المجال فهو اليوم يعاني من أمية خاصة حتى وان كان متعلما في أرقى الجامعات، أنها أمية الحاسوب هذه الأمية الجديدة التي يشكو منها الكثير في العراق، رغم حصول العديد منهم على شهادات دراسية متقدمة، فهل حقا إننا نعيش اليوم هذه الأمية؟

(شبكة النبأ المعلوماتية) كانت لها هذه الوقفة القصيرة مع بعض الأخوة للتعرف على آرائهم بهذا الخصوص: يقول نصير محي نجم، موظف 32سنة بكالوريوس فلسفة" ان أمية الحاسوب في العراق واقع متفشي لا يمكن إنكاره بين طبقات المجتمع نعم قد يملك الكثير منا معلومات بسيطة لكنها معلومات سطحية وأساسيات يمكن تعلمها من خلال الممارسة وهي كما اعتقد مقدمات بدائية لعلم الحاسوب هذا العلم المميز والشامل والذي أصبح من أساسيات الحياة ودخل كل مرافقها دون استثناء.

ويضيف نصير لـ شبكة النبأ" لذا ومن هذا الباب ولعدم استخدامنا للحاسوب بصورته الأساسية أرى ان أمية الحاسوب واقع متفشي خصوصا بين الطبقة المتعلمة لكونها لا تملك أو ليس لديها إلمام كامل وشامل بهذا العلم وبرامجه.

أبو امير35 سنة موظف، دبلوم فني يرى" ان المتعلم أكاديميا في العراق هو اليوم متعلم أمي من جانب تعليم الحاسوب ويرى القياس لذلك نفسه، كونه لا يعلم ابسط مبادئ استخدام الحاسوب ويعزو السبب للظروف التي أدت الى تأخر وصول أجهزة الحاسوب لغرض الاستفادة منها والتعلم وللحروب واشتغال السياسيين والحكومات المتتابعة بأمورها الخاصة والحزبية وإهمال هذا الجانب الحياتي المهم وهو التعليم بكل مفاصله"

ويضيف ابو امير" هذا من جانب أما الجانب الآخر فإن تأخرنا بهذا المجال هو الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن والموظف فهذه المردودات لا تكفي لتغطية مصاريف الشهر وبدورها لا تساعد بتوفير أجهزة إضافية كأجهزة الحاسوب.

إكرام يونس بكالوريوس آداب تقول" لا يمكن ان نحكم على مجتمعنا بأنه مجتمع أمي بحت بهذا الجانب لان المجتمع الأمي هو ذلك المجتمع المغلق الذي يرفض التطور والحداثة والانفتاح، وهذا غير موجود في مجتمعنا لكن أسباب ذلك يمكن إيجازها بمجموعة حوادث وظروف استثنائية عشناها ومازلنا نعيشها أدت لابتعادنا عن مواكبة العلم والتطور الحاصل في شتى المجالات العلمية ومنها علم الحاسوب لكن ورغم كل ذلك نرى ان هنالك إصرار وطموح لدى المثقف العراقي للتعلم والارتقاء للأحسن لابد ان يكون هنالك أمل حتى لا نفقد الفرص.

جليل حسون 34 عام بكالوريوس فلسفة يقول لـ شبكة النبأ" على الرغم من تأخر دخول هذا العلم المتطور الى العراق وذلك بسبب تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية وتأثيرها على المجتمع مما اثر على واقع التعليم بصوره عامة وعلى علم الحاسوب بصوره خاصة فقد كان تعلمنا تعليم متأخر وبدائي مقارنة بالدول الأخرى. لكن وعلى الرغم من ذلك لكني انظر بعين متفائلة فهنالك تطور واضح بهذا المجال في مجتمعنا بنسبة للشباب والطلبة فعديد منهم اليوم يمتلك أجهزة الحاسوب المتطورة ويطلع ويسأل ويناقش لأجل التعلم ويصارع لأجل الاشتراك في الدورات وهذا ما يدعوني للقول ان أمية الحاسوب في العراق ليست واقع بل هي أزمة أوجدتها الظروف وبدأت تتلاشى وتزول لكون الانسان العراقي انسان متطلع يحب العلم والتعلم ويحب الانفتاح ومعرفة كل ما هو جديد..

حسنين هادي حسين30سنة بكالوريوس إدارة واقتصاد يرى" ان واقع علم الحاسوب في العراق عموما هو واقع غير مبرمج وباعتقادي ان أي مشروع غير مبرمج سيكون مشروع عبثي وفوضوي ليس أكثر.

ويضيف حسنين" قد تقام العديد من الدورات هنا وهناك للارتقاء بواقع هذا العلم وخصوصا بين شريحة الموظفين لكنها دورات غير مخطط لها أو أنها غير مدروسة بشكل جيد وهذا يشمل أيضا تلك الدورات التي تقيمها بعض المؤسسات غير الحكومية.

أبو احمد مهندس وصاحب محل لبيع الحاسبات يقول لـ شبكة النبأ" ان أمية الحاسوب واقع ملموس بين الطبقات المتعلمة في العراق وأسباب ذلك كثيرة ومتعددة منها عدم وجود الوقت والفرصة للتعلم لكون الأغلبية منشغلة بالعمل.

ويستدرك أبو احمد بالقول لـ شبكة النبأ المعلوماتية " هذه الأيام نلاحظ إقبال جيد لاقتناء الحاسوب الذي أصبح سلعة أساسية في منازل البعض قد يوضع كجهاز مكمل لديكور او يقدم كهدية نجاح من قبل الآباء ويستعمل للألعاب عند البعض الاخر، كل هذا جيد باعتقادي لكون استخدام جهاز الحاسوب بهذا المجال سيتيح فرصة التعلم عند الأطفال والشباب وسيدفعهم لمعرفة المزيد عن هذا العلم وتلك التقنيات.

السبل الكفيلة لمعالجة واقع أمية الحاسوب:

وطرح الأخوة المشاركين معنا في هذا التحقيق مجموعة من الأفكار والمقترحات لأجل الارتقاء بواقع هذا العلم المهم نوجزها بعدة نقاط لكون اغلبها مقترحات متشابهة ومنها.

1. قيام مشروع متكامل ومدروس من قبل الدولة لأجل القضاء على أمية الحاسوب بين الطبقات المتعلمة لأجل الارتقاء بواقعهم العلمي.

2. ضرورة تعاون الجهات والمؤسسات غير الحكومية برفد المشروع أعلاه وتوفير الخبرات والطاقات وتبادل الأفكار لغرض إنضاج هذا المشروع المهم والحيوي.

3. التنسيق مع الدول المتقدمة في مجال الحاسوب والاستفادة من خبراتها في هذا المجال واعتماد تقنياتها وطلب المشورة منها ومفاتحتها بقبول الطلبة الدارسين لديها لتكوين قاعدة أساسية لجيل قادم.

4. تطوير وتأهيل واقع دراسة الحاسوب في العراق وجعله مادة منهجية كباقي المناهج تدرس أساسياتها في آخر سنتين من المرحلة الابتدائية لتدخل حيز التطبيق العملي في الدراسة المتوسطة.

5. فتح مراكز دائمة لإقامة الدورات المستمرة لموظفي القطاع الحكومي في كافة الدوائر دون استثناء لجعل جميع المنتسبين قادرين على استخدام الحاسوب.

6. فتح مركز تعليم الحاسوب في جميع المحافظات أي ان يكون مركز متخصص يمنح شهادات معترف بها ومدعوم من قبل وزارة التعليم.

7. تقديم أجهزة حاسوب عالية الكفاءة ومن مناشئ معروفة مدعومة الأسعار للموظفين لغرض الاستفادة منها في تطوير قابليتهم.

وإلى هنا ننهي هذا التحقيق متمنين من قارئنا العزيز مشاركتنا، داعين الجميع للمساهمة في تذليل كل العقبات والصعوبات لأجل مواكبة العلم والارتقاء نحو الأفضل.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تموز/2010 - 28/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م