الملايين يحيون ذكرى استشهاد الكاظم في بغداد

سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى وأفواج الزوار تتزايد

شبكة النبأ: يتوافد المسلمون من مناطق العراق المختلفة، فضلا عن دول العالم، الى مدينة الكاظمية ببغداد في مثل هذه الأيام لأداء مراسيم زيارة ذكرى وفاة الإمام موسى بن جعفر، سابع الأئمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة، والذي ينتهي نسبه الى الإمام علي بن ابي طالب، ويلقب بالكاظم وكنيته أبو الحسن. ولد في شهر صفر من عام 127هـ واستشهد في شهر رجب من عام 183هـ. في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد. وتتهم الادبيات الشيعية الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام عليه السلام عبر دس السم له بينما كان في السجن. ودفن في جانب الكرخ في المنطقة التي سميت باسمه (الكاظمية).

اجراءات امنية مشددة

وقد فرضت السلطات العراقية اجراءات امنية مشددة، واغلقت شوارع رئيسية يعبرها الزوار سيرا على الاقدام. وانتشرت طوال الطريق المؤدي الى المرقد في الكاظمية مئات السرادق لتقديم الطعام والماء والعصائر للزائرين.

وغصت الشوارع المحيطة بالمرقد بالرجال والنساء والاطفال الذين يحملون رايات اسلامية خضراء وسوداء.

واتخذت قيادة عمليات بغداد اجراءات امنية مشددة لحماية الزوار تمثلت في منع السيارات والدراجات النارية والهوائية وعربات البضائع، ونشرت الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد.

وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد لفرانس برس خلال تجوله في الكاظمية لمراقبة الاجراءات ان "الامور تجري بانسيابية جيدة، والزوار بداوا يصلون ويغادرون، وهيئنا لهم وسائل النقل والعودة". واضاف ان "الذروة ستكون مساء اليوم (...) فرضنا اجراءات امنية مشددة".  كما اغلقت السلطات شوارع وجسورا امام السير لضمان امن الزوار. بحسب فرانس برس.

منع حمل صور الساسة والرموزالدينية

من جهتها منعت قيادة عمليات بغداد حمل الأسلحة بكل أنواعها وصور الشخصيات السياسية والدينية إثناء أداء مراسيم زيارة استشهاد  الإمام موسى الكاظم في بغداد، حيث يتوافد مئات الآلاف من المسلمين الشيعة لأداء الزيارة التي ستصادف الخميس المقبل.

وقال الناطق الرسمي لقيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحفي عقده مع محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق أن”قيادة عمليات بغداد أصدرت تعليمات للزائرين المتوجهين لزيارة الإمام موسى الكاظم بينهما منع حمل السلاح بكل أنواعه وكذلك منع رفع صور الشخصيات السياسية والدينية وعدم تناول الأطعمة والاشربة إلا من الأماكن المخصصة..”

وأضاف إن التعليمات تضمنت أيضا “عدم حمل الحقائب الكبيرة ومنع حركة الدراجات داخل منطقة الكاظمية ومنع استخدام العصي ورشاشات المياه وعدم تصديق الإشاعات المغرضة والإبلاغ عن العناصر المشبوهة ،فضلا عن ضرورة التوافد إلى مدينة الكاظمية بأوقات متفاوتة منعا للزحام”. بحسب اصوات العراق.

وتابع أن “ضمن التعليمات أيضا ان تكون زيارة المسؤولين بعد انتهاء الزيارة ويحق لهم الدخول بثلاث سيارات فقط، كما سيحدد جسر الأئمة لدخول الزائرين وجسر 14 رمضان للخروج وستكون جميع الطرق مفتوحة أمام الزائرين”.

وأشار إلى ان قيادته “أتمت الخطة الأمنية حيث سيكون هناك غطاء جويا لحماية الزائرين، محذرا في الوقت ذاته من ان يستغل الإرهابيون أية فرصة لاستهداف الزائرين”.

من جهته، قال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق أن” قرار زيارة المسؤولين بعد انتهاء الزيارة هو لمنع أية حالة إرباك قد تحدث إثناء الزيارة بسبب وجود حماياتهم ،وسيتم إغلاق الفنادق والخانات في مدينة الكاظمية لأسباب أمنية وستكون هناك خيم للتفتيش و500 امرأة تم تعيينهن لتفتيش النساء”.

وحذر عبد الرزاق من وجود استهداف للزيارة وقال “على القوات الأمنية أن تقوم بأقصى قدراتها لمنع اي خرق”.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال مسؤول العتبة الكاظمية فاضل الانباري، ان” الروضة الكاظمية بدأت استعداداتها قبل ثلاثة أشهر وان الإجراءات تبدأ بدخول الزوار وانسيابية مرورهم”.

وأضاف “وضعنا مواقع للتفتيش على الأماكن الرئيسة وفتح مواقع خاصة للخدمات واتفقنا مع الأجهزة الأمنية على ضرورة انسيابية الحركة في جميع الشوارع المؤدية الى الكاظمية وداخلها”.

وفي خطوة تستبق أي محاولة شعبية لاستثمار ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في بغداد من خلال مواكب الزوار، طالبت قيادة عمليات بغداد الزوار بعدم حمل صور المسؤولين السياسيين أو رجال الدين أثناء الزيارة.

وكشفت محافظة بغداد وقيادة عمليات بغداد الخطوط العامة للخطة الأمنية التي ستُطبق في بغداد أثناء إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم الثلثاء المقبل. وقال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة الكاظمية أمس أن «الخطة الأمنية الشاملة لإحياء وفاة الإمام الكاظم وضعت بالتنسيق بين وزارة الدفاع والداخلية ووزارات النقل والتجارة والصحة». وأوضح أن «الخطة الأمنية تتضمن منع مواكب المسؤولين من الدخول إلى مدينة الكاظمية في يوم الزيارة، والسماح لثلاث سيارات لكل مسؤول بالدخول إلى المدنية قبل يوم الزيارة».

وأشار عبد الرزاق إلى أن «وزارة النقل خصصت 420 حافلة لنقل الزوار إلى مدينة الكاظمية، فيما خصصت وزارة التجارة 300 شاحنة لنقل الزوار، ومحافظة بغداد خصصت مئة حافلة للغرض ذاته». ولفت إلى «تأمين محيط الإمام الكاظم في شكل كامل، ونصب كاميرات مراقبة في شوارع العاصمة، وستتابع غرفة العمليات المشتركة ما يدور على الأرض».

و قال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا خلال المؤتمر إن «قيادة عمليات بغداد اتخذت كل الإجراءات الأمنية في قواطع المسؤوليات»، مشيراً إلى أن «التعليمات صدرت بإغلاق عدد من الشوارع أمام حركة السير، واقتصار الدخول إلى مدينة الكاظمية على جسر الأئمة والخروج من المدينة على جسر 14 تموز».

وأوضح أن «قيادة عمليات بغداد تناشد الزوار سلوك الطرق المؤمنة وعدم السير في الطرق والشوارع غير المخصصة لخط سيرهم»، مشيراً الى أن «التعليمات الصادرة من أجهزة الأمن تهيب بالمواطنين عدم حمل صور المسؤولين والشخصيات السياسية والدينية أثناء الزيارة».

إلى ذلك، قال لـ «الحياة» مصدر أمني رفيع المستوى فضل عدم الإشارة إلى اسمه إن «الاستعدادات الأمنية هذه المرة تختلف تماماً عما كانت عليه سابقاً، خشية أن تتحول تلك المسيرة الراجلة إلى تظاهرات للتنديد بالحكومة».

ورأى المصدر أن «قيادة عمليات بغداد في جانبي الكرخ والرصافة ستخضع إلى امتحان صعب خلال تنفيذ بنود الخطة الأمنية الخاصة بذكرى الإمام الكاظم»، مشيراً الى «تحديد أماكن المواكب التي تضطلع بمهمة تقديم الخدمات التي يحتاج اليها الزوار.

وسيشارك حوالى 30 ألف عنصر أمني وعسكري في الخطة، فضلاً عن تأمين الغطاء الجوي اللازم للسيطرة على أطراف العاصمة، خصوصاً المناطق الرخوة. وأشار إلى «الإيعاز إلى القيادات المشرفة على التقاطعات الأمنية التسعة في محافظة بغداد إلى التعامل بروية وحزم في حال تحولت المناسبة إلى تظاهرات شعبية على غرار ما حصل في محافظات البصرة والناصرية والنجف وبغداد احتجاجاً على أزمة الكهرباء».

وأضاف أن «لدينا معلومات عن أن بعض الأطراف السياسية قد يحاول توظيف هذه المناسبة لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن على خلفية الفراغ السياسي الحالي في غياب تشكيل حكومة جديدة، ولا سيما بعد تحديد ضوابط رسمية لتنظيم التظاهرات تفرض الحصول على موافقات رسمية من محافظة بغداد».

وقال مدير الإعلام في قيادة الشرطة الرائد علاء عبدالعباس لـ«الحياة»: «نشرنا آلاف العناصر الأمنية في محيط المدينة القديمة وخارجها استعداداً لزيارة شهر رجب التي يحييها مئات آلاف الزوار من المحافظات العراقية كافة، إضافة إلى الزوار العرب والأجانب».

إلى ذلك، أعلن وزير الصحة صالح الحسناوي أن الوزارة استكملت كل المستلزمات الطبية التي تسهم في إنجاح الزيارة المليونية التي ستشهدها مدينة الكاظمية». وأضاف أن «وزارة الصحة تعمل الآن على نصب فرق صحية ثابتة، إضافة إلى فرق أخرى جوالة تنتقل بين وفــود الزوار إلى الكاظمية».

توافد اكثر من 10 ملايين زائر

من جهته الحاج فاضل الانباري الامين العام للعتبة الكاظمية المقدسة قال ان"عدد زوار الامام الكاظم قد فاق الاعداد للسنوات الماضية وبحسب الاحصائيات التي لدينا فان الزائرين داخل الصحن الشريف بلغ خمسة ملايين ونصف ، اما عدد الزوار خارج الصحن أي في الازقة والطرقات اكثر من هذا العدد بكثير وعليه فيمكن القول بان عدد الزوار هذا العام قارب العشرة ملايين زائر ".

وتابع الابناري "شارك اكثر من 1600 موكب خدمي مهمتهم تقديم الماء والشاي والطعام وتوفير المغاسل والحمامات والمبيت للزوار الكرام وتوزعت هذه المواكب على مختلف المحافظات العراقية "، مضيفا" لقد شارك اكثر من 250 موكب للعزاء من داخل العراق وخارجه حيث شارك وفد دولة البحرين ودولة باكستان والهند وايران بهذه المناسبة الاليمة".

وبخصوص توفير الكادر الخدمي للزائرين ، بين الانباري " وفرت ادارة العتبة الكاظمية الكثير من الكادر الخدمي ووصل عددهم الى 2500 منتسب توزع بواقع 1700 من العتبة الكاظمية و500من العتبات العباسية والحسينية والعلوية والكثير من المتطوعين لخدمة الزائرين ".

وعن ابرز المسؤولين الذين زاروا الامام الكاظم (عليه السلام) ، قال الانباري "تقاطر على العتبة الكاظمية الكثير من المسؤولين منهم رئيس مجلس محافظة بغداد ومحافظ بغداد واعضاء مجلس المحافظة والكثير من اعضاء البرلمان العراقي السابق والحالي والقائد العام للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية وعدد من الوزراء والشخصيات الحكومية ".

ومن ناحية الخدمات ودور الوزارات العراقية فيها ، اكد الانباري" لقد ساهمت عدد من الوزارات العراقية منها وزارة الكهرباء التي وفرت الطاقة الكهربائية اللازمة للزائرين ووزارة النقل بتسهيل حركة الزائرين ووزارتي الداخلية والدفاع اللتان كان على عاتقهم الجهد الاكبر في تأمين حركة الزائرين على عموم الطريق من البصرة وحتى بغداد وديالى ".

 واضاف الانباري " لحد الان لم تنتهي الزيارة الكاظمية بل سيكون سوم عد زيارة النساء والكثير ومن الوفود العربية التي لم تصل، ويحتمل انتهاء الزيارة بعد غد السبت او الاحد".

 وشوهد الكثير من القنوات الفضائية التي قامت بالنقل المباسر لمراسيم الزيارة الكاظمية كقنوات (الفرات والمسار وبلادي والانوار1 و الانوار2 والعهد والعراقية والغدير والسلام) والمئات من الوكالات الاخبارية والمواقع الالكترونية والاذاعات العربية والعراقية .

استشهاد 68 من الزوار

الى ذلك اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 68 شخصا واصابة حوالى اربعمئة من الزوار الشيعة خلال هجمات بدات ليل الثلاثاء واستمرت حتى فجر الخميس ابرزها تفجير انتحاري في الاعظمية في شمال بغداد.

واضافت ان "احد الزوار قتل وجرح عشرة اخرون بانفجار سيارة مفخخة متوقفة على الطريق الرئيسي في حي الاعلام" جنوب غرب بغداد صباح اليوم.

كما قتلت امرأة واصيب اربعة زوار بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الزعفرانية، جنوب العاصمة.

وقتل ما لايقل عن اربعة من الزوار واصيب 46 اخرون بجروح بانفجار استهدفهم في منطقة باب المعظم شمال بغداد فجر اليوم.

وتابعت ان ثلاثة من الزوار العائدين الى مناطقهم قتلوا واصيب 31 اخرون بانفجار عبوة في منطقة جسر المشتل، جنوب شرق بغداد.

واكدت "ارتفاع حصيلة انفجارين في ساحة قحطان بين اليرموك والحارثية في غرب بغداد مساء امس ارتفعت الى 14 قتيلا ومئة جريح".

كما ارتفعت حصيلة الجرحى في الهجوم الانتحاري في الاعظمية الى 136 شخصا.

وقد اعلنت المصادر عن انفجار واحد في ساحة قحطان اسفر عن مقتل ستة اشخاص واصاب 18 اخرين بجروح. وقتل ستة من الزوار واصيب 13 في انفجارات عدة في شرق بغداد ليل الاربعاء.

ووقعت التفجيرات في احياء يمر عبرها الزوار الشيعة في طريقهم الى مرقد الامام موسى الكاظم لاحياء ذكرى وفاته.

وقتل 28 شخصا عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط الزوار قرب مسجد ابو حنيفة النعمان في حي الاعظمية بينما كانوا في طريقهم الى الكاظمية.

والاعظمية معقل رئيسي للعرب السنة في شمال بغداد، وكانت خاضعة لسيطرة المجموعات المتطرفة التي تدور في فلك تنظيم القاعدة حتى العام 2008.

كما قتل خمسة من الزوار واصيب 36 اخرون بانفجارين في بغداد الجديدة والفضيلية، في شرق بغداد.

وقد لقي ستة من الزوار مصرعهم واصيب 25 اخرون بجروح مساء الثلاثاء في انفجارات في هاتين المنطقتين.

يشار الى ان الزوار الشيعة القادمين من الجنوب باتجاه مرقد الامام الكاظم يسلكون الشوارع والاحياء التي تحددها لهم السطات الامنية.

وفرضت السلطات الامنية اجراءات امنية مشددة لمنع الانفجارات التي تستهدف الزوار او الهجمات عليهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/تموز/2010 - 27/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م