
شبكة النبأ: يُظهر هجوم يُشتبه أن
تنظيم القاعدة نفذه في جنوب اليمن ضد مقر للمخابرات مؤخرا أن المتشددين
الاسلاميين يحولون اهتمامهم عن الأهداف الغربية الى الأجهزة الحكومية
البارزة.
وقتل مسلحون في هجوم جريء يوم السبت الماضي 11 شخصا في المقر
الاقليمي الجنوبي لجهاز مخابرات يمني يحاول السيطرة على أسوأ أعمال عنف
انفصالية بالبلاد منذ أكثر من 15 عاما.
وحمل اليمن تنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم الذي نفذه مسلحون يرتدون
زيا عسكريا اقتحموا المقر في مدينة عدن الساحلية. واذا تأكد ذلك فسيكون
هذا أشد هجمات القاعدة فتكا في اليمن منذ تفجير المدمرة الامريكية كول
في ميناء عدن عام 2000 والذي قتل فيه 17 بحارا.
وسيكون أيضا واحدا من عدد صغير من الهجمات البارزة للقاعدة والتي
تستهدف مباشرة الحكومة اليمنية التي أعلنت في وقت سابق من هذا العام
الحرب على جناح القاعدة في اليمن بعد أن أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة
لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون
الاول الماضي.
وتساعد الولايات المتحدة صنعاء في حملتها ضد القاعدة خشية أن يكون
هجومها على القاعدة في أفغانستان وباكستان قد دفع الجماعة لنقل مركزها
الى اليمن. بحسب رويترز.
وقال مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث ""تشعر القاعدة الان أنها
تحت وطأة هجوم كبير في اليمن ليس من اليمنيين وحدهم وانما من الولايات
المتحدة." وتابع قائلا "أعضاؤها يعانون من احساس بعدم اليقين وأصبحوا
معزولين تماما... هذا الهجوم استعراض للقوة." وأضاف "حاولوا حرمان
القاعدة من ملاذ امن تمتعوا به. نشهد تغيرا رئيسيا هنا."
ويخشى حلفاء اليمن الغربيون والمملكة العربية السعودية منذ فترة
طويلة أن ينتهز جناح تنظيم القاعدة الذي عاد للظهور مجددا من تزايد
انعدام الامن وضعف السيطرة المركزية ليستخدم اليمن قاعدة لشن هجمات
تزعزع استقرار المنطقة وما وراءها.
وتشتبك القاعدة مع الحكومة اليمنية منذ سنوات عديدة لكن عمليات
الجماعة التي كان لها تأثير كبير تركزت عادة على أهداف غربية مثل
المحاولة الفاشلة لاغتيال السفير البريطاني في صنعاء في أبريل نيسان.
وأسفر هجوم القاعدة على السفارة الامريكية في صنعاء في عام 2008 عن
سقوط 16 قتيلا بينهم ستة مهاجمين.
القاعدة تحرض قبائل مأرب ضد الحكومة
وأصدر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بيانا حرض فيه قبائل وادي
عبيدة وباقي مناطقة محافظة مأرب (شرق اليمن) على الوقوف في وجه الحكومة،
ونفى مسؤوليته عن قتل ضابط في المحافظة في وقت سابق هذا الشهر، وذلك
بحسب بيان بالصوت وزع على الانترنت الجمعة.
وقرأ شخص مجهول البيان الذي جاء فيه ان السلطات اليمنية "نسبت زورا
الى المجاهدين قتل (العقيد اليمني محمد الشائف في بيان) نشروه باسم
الملاحم في اوساط القبائل"، بهدف "زرع الفتنة" مع القبائل، وذلك بحسب
البيان الذي وزعته مؤسسة سايت التي ترصد المواقع الاسلامية. بحسب فرانس
برس.
كما اتهم البيان الحكومة بقتل المسؤول المحلي جابر الشبواني في ايار/مايو
الماضي في مأرب عبر الاستعانة بطائرة اميركية.
وذكر التنظيم ان صنعاء تسعى الى "زرع الفتنة بين القبائل ومحاولة
السيطرة على الوادي (عبيدة) واذلال القبائل وتطويع الشرفاء".
وتوجه البيان الى قبائل المحافظة بالقول "يا اهل مارب الابية... ان
سكوتكم عن هذه الجرائم يجرىء الخصم عليكم ... وقد قتل في الامس القريب
نساءكم فسكتتم واليوم يقتل نساءكم مرة اخرى فاين الاحرار الغيورون على
حرائر مأرب؟".واضاف "ها هي الحملات العسكرية تتوالى على دياركم
والطائرات الاميركية تكشف حرمات بيوتكم".
كما قال البيان ان "الذين يزعم علي عبدالله صالح (الرئيس اليمني)
انهم من المجاهدين هم ابناؤكم". ودعت القاعدة ايضا مشايخ القبائل ان
ينأوا بانفسهم "عن الوقوف مع الحملة الصليبية".
وكان الشائف قتل مع جنديين اخرين السبت في الخامس من حزيران/يونيو
قرب مأرب (شرق) في هجوم نسب الى تنظيم القاعدة شن ضد موكب رسمي كان في
طريقه الى منطقة صافر النفطية، على ما افادت مصادر قبلية وعسكرية.
والشهر الماضي، اقدم مسلحون من قبيلة آل شبوان على شن هجوم بقذائف
صاروخية على انبوب نفطي في شرق اليمن ثأرا لمقتل جابر الشبواني الذي
قالت الحكومة انه قتل عن طريق الخطأ في غارة شنها الطيران اليمني على
موقع للقاعدة.
كما قام مسلحون قبليون فجر السبت الماضي بتفجير انبوب للنفط في مأرب
فيما اكدت المصادر القبلية ان عملية التخريب هذه جاءت ردا على فرض
الاقامة الجبرية على الزعيم القبلي الشيخ ناصر قماد بن دوحم المتهم
بايواء اعضاء في تنظيم القاعدة الذي يتمتع بوجود في المحافظة.
وتتهم القبائل في مأرب ومناطق اخرى بايواء عناصر من القاعدة. الا ان
مصادر قبلية اكدت الاحد لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليمنية والقبائل
في محافظة مأرب اتفقت على التهدئة وعدم ايواء القبائل لاي عناصر من
تنظيم القاعدة.
هجوم على مركز المخابرات في عدن
وقال شهود عيان ومصادر محلية ان مسلحين يعتقد انهم من تنظيم القاعدة
شنوا صباح السبت هجوما بالاسلحة النارية والقنابل على مركز المخابرات
في مدينة عدن الجنوبية، دون ان يتضح حتى الآن ما اذا كان الهجوم اسفر
عن ضحايا.
وصرح شهود عيان لوكالة فرانس برس ان "مسلحين مجهولين عددهم خمسة على
الارجح هاجموا مبنى الادارة العامة للامن السياسي (المخابرات) في حي
التواهي القريب من مرفأ عدن. وبحسب الشهود استخدم المسلحون قاذفات الآر
بي جي والرشاشات والقنابل اليدوية.
الى ذلك، افاد الشهود انهم شاهدوا سيارات اسعاف في المكان الذي
سارعت قوى الامن الى اغلاقه، دون ان تتضح اي معلومات حول سقوط ضحايا.
واكدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس ان الهجوم "نفذه على الارجح
عناصر من القاعدة" مشيرة الى "الطبيعة الانتحارية" للعملية، اذ انه من
الصعب ان يهاجم المسلحون هذا المبنى دون تعريض حياتهم لخطر محتم. وذكرت
المصادر ان اثنين من المهاجمين اشتبكوا مع قوات الامن بعد الهجوم.
ومدينة عدن هي كبرى مدن الجنوب وتخضع لانتشار امني مكثف وهي كانت
بمنأى نسبيا عن الاضرابات الناجمة عن نشاط الحراك الجنوبي المطالب بفك
الارتباط مع الشمال.
دور أمريكا في اليمن
ومن جانبها حثت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان
الولايات المتحدة على الكشف عن الدور الذي قامت به في هجوم على مركز
تدريب يعتقد أنه تابع لتنظيم القاعدة في اليمن قال السكان ان نحو 50
مدنيا قتلوا فيه.
وقال اليمن ان قواته الامنية هي التي نفذت الغارة في محافظة أبين في
جنوب البلاد في ديسمبر كانون الاول الماضي.
وأصدرت المنظمة صورا قالت انها أخذت فيما يبدو بعد الهجوم لما قالت
انه صاروخ موجه أمريكي الصنع يحمل ذخيرة عنقودية. بحسب فرانس برس.
وبدا أن الصور تظهر أجزاء مدمرة من صاروخ توماهوك موجه قالت المنظمة
انه سلاح لا تملكه سوى القوات الامريكية اضافة الى قنبلة عنقودية صغيرة.
وقال فيليب لوثر نائب مدير برنامج منظمة العفو الدولية في الشرق
الاوسط وشمال افريقيا "الحكومة الامريكية يجب ان تكشف عن الدور الذي
قامت به في ... الهجوم وكل الحكومات المعنية يجب أن توضح الخطوات التي
اتخذتها لمنع سقوط قتلى وجرحى دون داع."
وأضاف في بيان "هجوم من هذا النوع على متشددين مزعومين دون أي
محاولة لاعتقالهم هو على أقل تقدير عمل غير قانوني."
وفي واشنطن رفض متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) التعليق على
الهجوم قائلا ان الاسئلة عن العمليات التي تستهدف القاعدة يجب أن توجه
لحكومة صنعاء.
وقال بريان ويتمان المتحدث باسم البنتاجون "وبعد قول ذلك يتعين
الاثناء على الحكومة اليمنية لتعاملها مع تهديد القاعدة في بلادها.
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يهدد استقرار المنطقة ويشكل تهديدا
متزايدا على اليمنيين والامريكيين.
وأضاف "نحن نؤيد بشدة العمليات التي تستهدف القاعدة في جزيرة العرب
ونتعاون عن كثب مع اليمن والدول الاخرى في مبادرات مكافحة الارهاب."
وأبدت الحكومة اليمنية أسفها في مارس اذار على مقتل مدنيين في
الهجوم وقالت انها ستعوض أسر الضحايا المدنيين.
وقالت منظمة العفو الدولية انها تشعر بقلق بالغ ازاء الدلائل على
استخدام قنابل عنقودية. ولم توقع الولايات المتحدة أو اليمن على
اتفاقية حظر الذخائر العنقودية وهي معاهدة تحظر استخدام مثل هذه
الاسلحة من المقرر أن يبدأ العمل بها في أغسطس اب المقبل.
وقال لوثر "حقيقة أن العديد من الضحايا كانوا نساء وأطفالا تشير الى
أن الهجوم كان عملا لا يتسم بالمسؤولية خاصة مع احتمال استخدام ذخائر
عنقودية."
وقال اليمن يوم 17 ديسمبر ان قوات الامن اليمنية مدعومة بطائرات
حربية قتلت نحو 30 من نشطاء القاعدة.
وقال سكان وجماعات معارضة ان نحو 50 مدنيا قتلوا من بينهم نساء
وأطفال. وقالت منظمة العفو الدولية ان الهجوم قتل 41 من السكان منهم 14
امرأة و21 طفلا و14 يشتبه انهم من عناصر القاعدة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز بعد فترة وجيزة من الهجوم أن الولايات
المتحدة قدمت معدات عسكرية ومعلومات ومساعدات أخرى للقوات اليمنية التي
نفذت الغارات.
وقال جناح القاعدة في اليمن ان المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متجهة
الى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد في 25 ديسمبر والتي أعلن
مسؤوليته عنها جاءت كرد انتقامي على هجوم 17 ديسمبر الذي اتهم القوات
الامريكية بتنفيذه.
وقالت المنظمة انها حصلت على الصور من مصدر سري خلال زيارة لليمن في
مارس. ونظرا للقيود الامنية قالت المنظمة انها لم تتمكن بعد من زيارة
الموقع للتحقق من الصور.
واشنطن تؤكد اعتقال 12 أمريكيا في اليمن
وأكدت الخارجية الأمريكية احتجاز السلطات اليمنية لمواطنين أمريكيين،
تزامناً مع كشف تقارير يمنية عن اعتقال أكثر من ثلاثين أجنبياً، خلال
الشهرين الأخيرين، بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة أو بطلب من
الاستخبارات الأمريكية، وفق تقارير.
ولم يوضح الناطق باسم الخارجية، فيليب كرولي، في معرض تأكيده
لاعتقال 12 أمريكاً في اليمن، خلال الموجز الصحفي اليومي الاثنين،
أسباب اعتقالهم أو إذا ما كان اعتقالهم بطلب من واشنطن.
واكتفى بالقول:"هناك تعاون كبير مع الحكومة اليمنية.. نحاول تقديم
أفضل ما لدينا لمساعدة اليمن، وتقليل الخطر الذي تمثله القاعدة في شبه
الجزيرة العربية."وأضاف: "هذا تهديد لليمن.. وتهديد كذلك للولايات
المتحدة."
ويعقب التأكيد الأمريكي تقارير يمنية أشارت لاعتقال أكثر من ثلاثين
أجنبياً في الشهرين الماضيين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، معظمهم
كانوا في اليمن لدراسة اللغة العربية.
ونقل موقع "يمن نيوز"، أن المعتقلين كانوا من المنتسبين لـ"معهد
صنعاء للغة العربية" حيث درس النيجيري، عمر فاروق عبدالمطلب، الذي حاول
تفجير طائرة أمريكية في مدينة "ديترويت" في 25 ديسمبر/كانون الأول
الماضي. بحسب سي ان ان.
وأوردت عن مصادر أمنية أن من بين المعتقلين أمريكي وبريطاني وثلاثة
فرنسيين بالإضافة إلى خمسة نيجيريين وماليزيين وخمسة من بنغلاديش،
لافتاً إلى أن بعضهم اعتقل للاشتباه في انتمائهم للقاعدة، وقبض على
البعض الآخر وفق قوائم تلقتها سلطات الأمن من أجهزة الاستخبارات
الأمريكية.
وفي شأن يمني متصل، قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي،" الاثنين، إن
صواريخ أمريكية استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل 55 شخصا، بينهم 41 مدنيا،
في جنوب اليمن، ودعت المنظمة الحقوقية إلى كشف الحقائق حوله.
اعتقال 50 أجنبيا لصلاتهم بتنظيم القاعدة
قالت صحيفة مملوكة لسعوديين ان اليمن ألقى القبض على نحو 50 أجنبيا
في الاشهر الاخيرة متهمين بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة فيما صعد من
مراقبته لمعاهد تدريس اللغة العربية.
وذكرت صحيفة الحياة أن المحتجزين من بينهم مواطنون امريكيون
وبريطانيون وفرنسيون وماليزيون وأنهم تم القاء القبض عليهم بعد محاولة
فاشلة لتفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.
وكان المشتبه به النيجيري في القضية قد درس اللغة العربية في صنعاء.
وقالت الصحيفة التي نسبت الخبر لمصادر أمنية يمنية ان أحد المعتقلين
فرنسي في الرابعة والعشرين من عمره سافر الى اليمن من مصر في اكتوبر
تشرين الاول لدراسة اللغة العربية على الرغم من اتقانه الشديد للغة.
بحسب رويترز.
وأحجم مسؤولون يمنيون بارزون عن التعقيب على التقرير. كان مسؤول
يمني قد قال يوم الاحد ان السلطات ألقت القبض على العديد من الطلاب
الامريكيين والفرنسيين لاسباب أمنية لكنه لم يشر الى مزيد من
الاعتقالات.
وقال المسؤول اليمني ان الغربيين المحتجزين ألقي القبض عليهم بتوصية
من حكوماتهم لكنه أحجم عن الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وصرح مصدر قريب من الحكومة اليمنية بأن من المعتقد أن مواطنين
أمريكيين اثنين ومواطنا فرنسيا محتجزون لكن المسؤول الحكومي لم يستطع
تأكيد هذا. ولم يعقب مسؤولون بالسفارتين الامريكية والفرنسية في صنعاء
على الفور عندما اتصلت بهم رويترز.
وأفادت تقارير بأن امرأة استرالية اعتنقت الاسلام وانتقلت الى اليمن
اعتقلت في صنعاء وقال محاميها انه تم القاء القبض عليها للاشتباه في
صلاتها بمتشددين اسلاميين.
وعرف المحامي عبد الرحمن بارمان موكلته باسم شيلو جيدنز وقال انها
اعتقلت لصلتها بمواطنة من بنجلادش احتجزت في مايو ايار للاشتباه في
صلتها باسلاميين متشددين.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الاسترالية دون ان تذكر اسم
المرأة انها اعتقلت يوم 16 مايو ايار عقب وضعها يومين رهن الاقامة
الجبرية في منزلها مع طفليها وهما في الخامسة والسابعة من العمر.
تمركز القاعدة وتشكيل حزام من الاضطرابات
ويرى محللون أن مقاتلي القاعدة ربما يوسعون من وجودهم في اليمن
ويشكلون جزءا من حزام من الاضطرابات يربط بين اسيا وأفريقيا يتسبب فيها
متشددون ما لم تتمكن الحكومة في صنعاء من اتخاذ اجراءات قمعية حاسمة
ضدهم.
وأعلن اليمن المطل على واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم
الحرب على القاعدة تحت ضغط من واشنطن والمملكة العربية السعودية. بحسب
رويترز.
وعلى مدى الاسابيع الماضية زعمت صنعاء أنها قتلت ستة قادة القاعدة
في غارة جوية في الشمال وأمسكت ثلاثة متشددين قرب الحدود مع السعودية
وقتلت عضوا اخر بالرصاص خلال تبادل لاطلاق النار في محافظة لحج بالجنوب.
وحتى اذا اتضحت صحة هذه المكاسب -اذ ان القاعدة تشكك في مقتل قادة
محليين في الغارة الجوية- فان اليمن يواجه تحديا مضنيا يتمثل في احتواء
المتشددين الذين سيختبئون ويسعون لاستغلال صلاتهم بجماعات ذات أفكار
مماثلة في الصومال وأفغانستان وباكستان لاحداث فوضى بالمنطقة.
وقال المحلل الامني مصطفى العاني المقيم في دبي "القاعدة في اليمن
قيادة اقليمية وليست قيادة وطنية. انها قيادة لشبه الجزيرة العربية
بأسرها. لذلك فاننا نتحدث نظريا عن سبع دول على الاقل."
والتهديد الاكبر المباشر من وراء وجود أوسع للقاعدة في اليمن هو
للسعودية اذ يربط البلدان حدود مشتركة ممتدة 1500 كيلومتر يسهل
اختراقها.
وأوقفت السعودية حملة من القاعدة على أراضيها عام 2006 بعد موجة من
الهجمات التي استهدفت مجمعات سكنية أجنبية ومصالح حكومية ومنشآت للطاقة.
لكن في العام الماضي اندمج الجناح اليمني والجناح السعودي من
القاعدة ليشكلا معا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأوضحت
محاولة التفجير التي قام بها التنظيم لطائرة ركاب أمريكية يوم 25
ديسمبر كانون الاول أن هذا الجناح من القاعدة عينه على أهداف بعيدة
تتجاوز الحدود اليمنية بكثير.
وقال حسن أبو طالب وهو محلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية ومقره القاهرة ان من المسائل المثيرة للقلق توثيق
العلاقات بين القاعدة التي تتخذ من اليمن مقرا والمتشددين في الصومال
الدولة الفاشلة التي تضم قراصنة يستهدفون الشحن الدولي.
وتوجسا من مثل هذا التحالف كثف اليمن بالفعل من الامن الساحلي لمنع
دخول مقاتلين صوماليين متنكرين في صورة لاجئين من منطقة القرن الافريقي.
وقالت حركة الشباب في الصومال التي تعتبر واشنطن أنها تنوب عن
القاعدة في العمليات التي تقوم بها في الصومال والتي لها أيضا صلات
معروفة بمتشددين في اليمن انها مستعدة لارسال تعزيزات الى اليمن في
حالة تنفيذ القوات الامريكية أي ضربات هناك.
ومضى أبو طالب يقول "اذا اتحد كل من القاعدة في اليمن وحركة الشباب
في الصومال... هل يمكن أن تتخيلوا ما الذي سيحدث في المستقبل؟ أعتقد
الكثير من الخسائر... كما أن هذا سيشجع القاعدة على التوسع أكثر وأكثر
ليس في شبه الجزيرة العربية فحسب بل أيضا في افريقيا."
وتنظيم القاعدة ليس جديدا على منطقة الخليج. فاليمن هو مسقط رأس
أسلاف أسامة بن لادن ويمثل منذ فترة طويلة قاعدة دعم لاتباعه الذين
سعوا لاقامة روابط مع قبائل في منطقة تضعف فيها بالفعل سيطرة الحكومة.
وقصف متشددون المدمرة الامريكية كول في ميناء عدن عام 2000 مما أسفر
عن مقتل 17 بحارا. وبعد عامين أسفر هجوم للقاعدة عن الحاق تلفيات
بناقلة نفط فرنسية في خليج عدن.
كما أن دولا خليجية أخرى بها الكثير من الاهداف للقاعدة التي طالما
أدانت الانظمة العربية التي ترى أنها جلبت الانحطاط والنفوذ الغربي الى
أرض اسلامية.
وأعلنت السلطات الكويتية في أغسطس اب أنها أحبطت خطة لها صلة
بالقاعدة لتفجير معسكر تابع للجيش الامريكي ومصفاة للنفط. وتم تكليف
اليمن بمهمة وقف نمو القاعدة في الداخل لمنعها من بسط سطوتها.
وتبحث ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما اقتراحات لتوسيع سلطات
وزارة الدفاع (البنتاجون) بصورة كبيرة لمساعدة القوات في اليمن. لكن
حتى مع الدعم الامريكي فان المحللين يتشككون في مدى قدرة الحكومة على
قمع القاعدة.
اذ يوجد في اليمن واحدة من أضعف الحكومات المركزية في العالم العربي
وهو يعاني بالفعل من ضغط شديد بسبب الصراع مع المتمردين الحوثيين في
الشمال والانفصاليين في الجنوب الى جانب الصراع مع القاعدة.
كما أنه يواجه نقصا في المياه ويكافح من أجل زيادة انتاج النفط
المتناقص من حقول نفطية ناضجة. وسيبحث مؤتمر دولي يعقد في لندن هذا
الاسبوع سبل زيادة المساعدات وفي الوقت ذاته ضمان محاسبة الحكومة فيما
يتعلق بالاصلاح الاقتصادي. |