قرغيزستان: احتمالات الفوضى ونشوء التشدد

هجمات عرقية متبادلة بين الاوزبك والقرغيز

 

شبكة النبأ: قال مبعوث للأمم المتحدة إن الاضطرابات التي تشهدها قرغيزستان توفر أرضا خصبة للتشدد الإسلامي في الدولة التي تقطنها غالبية مسلمة والواقعة إلى الشمال من أفغانستان.

وطالب المبعوث الخاص للامم المتحدة ميروسلاف جينكا حكومة بشكك بالتحرك فورا لوقف أعمال العنف العرقي.

وتوترت الاجواء في قرغيزستان التي تقطنها غالبية مسلمة والواقعة في قلب منطقة مضطربة مقسمة عرقيا في اسيا الوسطى منذ ان أطاح تمرد برئيس البلاد وجاء بحكومة مؤقتة الى السلطة.

وبدأت المصادمات العرقية في جنوب البلاد بين السكان القرغيز والاوزبك في مدينتي أوش وجلال أباد وتصاعدت تدريجيا.

وتخشى روسيا والغرب من حالة عدم الاستقرار في الجمهورية السوفيتية السابقة التي تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات من أفغانستان وامكانية تحولها الى ملاذ امن للمتشددين الاسلاميين خاصة في وادي فرغانة المزدحم بالسكان.

وقال جينكا مبعوث الامم المتحدة في حديث مع رويترز "هناك خطر انتشار التطرف في وادي فرغانة وبشكل أوسع نطاقا في اسيا الوسطى كلها مع الوضع في الاعتبار ان اسيا الوسطى تقع على حدود أفغانستان."

وأضاف "هناك العديد من المنظمات المتطرفة... وبالطبع في هذه الظروف تجد أرضا خصبة لتنفيذ خططها."

وقتل 191 على الاقل في أعمال العنف في جنوب قرغيزستان منذ اندلاع اعمال العنف العرقي بين القرغيز والازبك في العاشر من يونيو حزيران.

وانحسرت أعمال العنف خلال الايام القليلة الماضية في قرغيزستان التي تسعى كل من روسيا والولايات المتحدة لبسط نفوذها فيها ولكل منهما قاعدة عسكرية جوية في الدولة المضطربة ذات الموقع الاستراتيجي الى الغرب من الصين.

وفر ما يصل الى مئة الف من ديارهم خلال الايام القليلة الماضية وأقاموا مخيمات في وادي فرغانة على حدود قرغيزستان وأوزبكستان.

والتطرف الاسلامي غير شائع في اسيا الوسطى وهي منطقة علمانية خضعت لحكم موسكو الى ان انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991 .

لكن المشاكل المزمنة مثل الفقر والامية وخيبة امال الشعوب في حكوماتهم جعتلهم يميلون للفكر الاسلامي مما شجع الجماعات المتشددة على اكتساب قوة جديدة في المنطقة.

وسقط معظم قتلى العنف العرقي في قرغيزستان في مدينة اوش ذات المعمار المتهالك الذي يعود الى الحقبة السوفيتية والقريبة من حدود أوزبكستان.

وتبادل الاوزبك والقرغيز الاتهامات بشن هجمات. بينما اتهمت حكومة قرغيزستان المؤقتة التي تولت السلطة عقب الاطاحة بالرئيس السابق كرمان بك باقييف في ابريل نيسان الماضي انصاره باذكاء العنف العرقي بين القرغيز والاوزبك وهو ما نفاه باقييف في بيان أصدره.

احتمالات نشوء التشدد الإسلامي..

وإذا لم تتدهور الأحوال الأمنية في قرغيزستان الى درجة الفوضى العامة فليس من المحتمل أن يؤدي العنف العرقي بها الى تحقيق مكاسب للمتشددين الاسلاميين الذين يسبب نفوذهم الذي يزحف ببطء في وسط اسيا ازعاجا لبكين وموسكو.

وليست هناك علاقة للجماعات الاصولية المتعاطفة مع طالبان أو القاعدة بالاضطراب الذي حصد أرواح ما لا يقل عن 176 شخصا منذ العاشر من يونيو حزيران في أسوأ اشتباكات تشهدها البلاد منذ 20 عاما.

لكن محللين يقولون ان أي محاولة أصولية اسلامية لاستخدام الصراع لفرض حكم اسلامي ستفشل على الارجح حيث تولي السلطات انتباها كبيرا لاي جهد من هذا النوع. وأي مخاوف من أن يكون المتشددون في طريقهم لاقامة دولة اسلامية في قرغيزستان لا محل لها.

وقالت انا زيلكينا من مركز دراسات وسط اسيا والقوقاز المعاصرة في مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية في لندن "السيناريو الافغاني الصومالي غير محتمل كثيرا... أنا متأكدة من أنه ستكون هناك نعرات دينية لكن حسب فهمي ستكون هذه النعرات على الارجح هامشية."

وللتشدد الاسلامي جذور عميقة في المنطقة التي تعاني من الفقر كما تتمتع الجماعات الاسلامية بالدعم الشعبي ان لم يكن لها قوة سياسية. بحسب رويترز.

وتخشى موسكو أن يؤدي التدهور الامني الى خلق منطقة لا يسودها القانون في جنوب قرغيزستان قد تقدم في يوم من الايام الملاذ الامن للمتشددين الاسلاميين متعددي الجنسيات وعصابات الجريمة المنظمة.

لكن كريستوفر لانجتون المتخصص المستقل في شؤون المنطقة وصف " السيناريو الاسوأ" الذي يتضمن نجاح متشددين اسلاميين في أجزاء من جنوب قرغيزستان وأوزبكستان المجاورة في استغلال الاضطراب في المنطقة للتجنيد والتنظيم بأنه مستبعد.

وقال انه حتى على الرغم من أن قبضة قوات الامن بدت متراخية في فترة الاضطرابات الاخيرة فان "القرغيز لديهم يد عليا جدا على هذه الجماعات (الاسلامية). لا أراها تسير في الوقت الحالي نحو التحول الى أفغانستان."

كما يثير الاضطراب في المنطقة مخاوف قوى أخرى وهي نقطة لوحظت في تعليق على أعمال القتل العرقية من قبل حزب التحرير وهو جماعة اسلامية محظورة في قرغيزستان.

وقال التعليق انه لا يمكن النظر الى أعمال القتل في البلاد بعيدا عن الخصومة الجيوسياسية بين روسيا والولايات المتحدة. وقال التعليق ان الحكم الاسلامي وحده هو القادر على تحقيق الاستقلال عن "سيطرة القوى الاقليمية والعالمية."

وقالت الجماعة متعددة الجنسيات في التعليق المنشور على موقع فرعها البريطاني على الانترنت "في الوقت الذي يلعب فيه الخصمان القديمان اللعبة العظمى الجديدة تبقى الكيانات المسلمة مجرد بيادق يضحى بها."

وتقول جماعة حزب التحرير انها تستخدم الوسائل السلمية فقط لتحقيق هدفها في اقامة خلافة اسلامية عالمية.

لكن حكومات اقليمية تتهم جماعات مثل حزب التحرير بأنها تبث الاضطراب وتسعى الى شن الحملات على نشاطها.

مليون شخص تضرروا جراء العنف..

ومن الجانب الإنساني قال مسؤولون بالامم المتحدة ان حوالي مليون شخص تضرروا جراء الصراع العنيف في قرغيزستان ويحتاجون الى غذاء ومعونات أخرى.

ويشمل هؤلاء 400 ألف شخص شردوا بعد فرارهم من الاشتباكات العرقية في مدينتي اوش وجلال اباد الجنوبيتين والتي اندلعت قبل أسبوع. ونزح حوالي 300 ألف شخص الى مناطق داخل قرغيزستان بينما عبر 100 ألف الحدود الى اوزبكستان.

وقالت كريستيان برتيوم المتحدثة باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة ( يونيسيف) أمام مؤتمر صحفي "في الوقت الراهن نرى أن علينا تلبية احتياجات أكثر من مليون شخص من النازحين واللاجئين والذين قصدوا عائلات لايوائهم وكلهم تضرروا جراء الصراع."

ووفقا لمصادر بالامم المتحدة فان من المتوقع أن يسعى صندوق طوارئ للامم المتحدة سيجري اطلاقه في وقت لاحق يوم الجمعة في نيويورك لجمع أكثر من 65 مليون دولار لمساعدة 1.1 مليون شخص في قرغيزستان لمدة ستة أشهر. بحسب رويترز.

وتعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تسيير رحلات جوية لارسال الخيام وامدادات طارئة أخرى الى قرغيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة.

ووفقا للمفوضية فان كثيرا من النازحين داخل قرغيزستان البالغ عددهم 300 ألف شخص وجدوا مأوى لدى عائلات محلية لكن 40 ألفا منهم يحتاجون الى مأوى بشكل عاجل.

وقال اندريه مهاشيتش المتحدث باسم المفوضية للصحفيين في جنيف " الوضع في جنوب قرغيزستان مازال هشا ومتوترا. هناك تقارير عن أعمال عنف من حين لاخر."

وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه يوزع بالفعل 150 طنا من الغذاء في قرغيزستان ويأمل في أن يرسل 80 طنا من البسكويت الغني بالطاقة.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أنها تلقت تقارير عن اطلاق نار خلال الليل في اوش حيث من المقرر أن تبدأ توزيع الغذاء يوم الجمعة.

عمليات تصفية منسقة بحق الاوزبك

وفي هذه الأثناء تفيد شهادات جمعها مراسلو وكالة فرانس برس والخسائر التي لاحظوها في الايام الاخيرة في جنوب قرغيزستان ان الاوزبك وقعوا ضحايا عمليات تصفية منسقة اسفرت عن سقوط مئات القتلى.

وتفيد شهادات متطابقة في اوش، حيث اندلعت اعمال العنف قبل اسبوع وفي جلال اباد وفي مخيمات اللاجئين في اوزبكاستان ان دبابات فتحت المجال امام ميلشيات مسلحة اكتسحت احياء الاوزبك في هجمات منسقة.

وفي حين ظلت الاحياء التي تسكنها اغلبية من اتنية القرغيز سليمة تقريبا، دمرت المنازل في احياء الاقلية الاوزبكية حتى اسسها بعد نهبها. وفي عمليات منظمة جيدا، اطلقت الدبابات قذائف حارقة ادت الى اشتعال النار في المنازل بينما اطلق مسلحون ببنادق كلاشنيكوف الرصاص على سكانها الذين كانوا يحاولون اطفاء الحرائق وشاهد مراسلو فرانس برس نوعين من الذخيرة.

واوضح شوكت يوسفوف من قرية شرك قرب اوش "دافعنا عن انفسنا بالحجارة وبنادق الصيد". وروى اللفتنانت المنشق عن الجيش القرغيزي بختيور شريبوف الاثنين لفرانس برس في مخيم اللاجئين في اوزباكستان ان العسكر امروا باطلاق الرصاص على المدنيين متهما الضباط لكنه برأ الحكومة.

وروى بعض سكان كيزيل كيشلاك (اوش) لفرانس برس انهم بعد الليلة الاولى من اعمال العنف تلقوا نداءات من "اشخاص مجهولين يتحدثون لهجة اوزبكية مختلفة عن تلك المتداولة في اوش" طلبت منهم ان يكتبوا "النجدة" على ابوابهم لتلقي المساعدة.

وفي الايام التالية ركزت الهجمات على تلك المنازل تحديدا. وقال المحامي خاتم يعقوبوف الذي يعيش في ذلك الحي "واضح ان كل ذلك كان منظما ومخططا له مسبقا".

وقال الامام جلال نسيموف الذي يرى على غرار العديد من السكان ان عمدة اوش مليس بك مرزاق معطوف يقف وراء عمليات تصفية الاوزبك، "ليست الحكومة من نظم كل هذا انها السلطات المحلية".

كذلك اتهم اثنان من مساعديه تيمور كمتشبكوف وبكيت امانباييف اللذين فصلا الثلاثاء، العمدة الذي عينه الرئيس كرمان بك باكييف المخلوع في نيسان/ابريل عقب انتفاضة شعبية. الا ان هدف تلك الهجمات ليس واضحا حتى وان كانت الحكومة تتهم مكسيم ابن الرئيس السابق بانه مول الاضطرابات لزعزعة النظام الجديد.

واعلن باكيت امانباييف لوكالة فرغانا "لا مجال للشك في تورط (العمدة) مباشرة. يجب اثباث ذلك لكن الناس -الاوزبك والقرغيز على حد سواء- يعلمون ان عمدة اوش متورط مباشرة في تلك الاحداث".

لكن مرزاق معطوف نفى تلك الاتهامات مؤكدا بالخصوص ان كامتشيبكوف "مختل عقليا" واستدل بشهادة طبية تشير الى ذلك. واتهم "قوات خارجية والارهاب الدولي" بالوقوف وراء اعمال العنف. وتعتبر حصيلة 191 قتيلا الموقتة بعيدة جدا عن الواقع. واقر العمدة شخصيا بانها "ضعفها او ثلاثة اضعافها".

وأحصت فرانس برس في مقبرتي كيزيل كيشلاك قبور 68 اوزبكيا وفي جلال اباد 26 وفي شرك 21 قبرا ويقول الائمة وحافري القبور انه لم يبلغ عن اي ضحية لدى السلطات فيما افادت شهادات عن مقابر جماعية.

ودفنت بعض الجثث في الاحياء القرغيزية. من جانبهم ما زال الاوزبك يعيشون متحصنين في احيائهم خوفا من هجمات جديدة بينما يؤكد عمدة اوش انه يستحيل القول ايا من المجموعتين تعرضت الى اكبر الاضرار. وقال ان "الجيش لم يطلق النار ابدا على الشعب".

الهاربون يتهمون القوات بالتورط في مجازر

واندلعت مواجهات جديدة في جنوب قرغيزستان، ملقية بظلالها على اوزبكستان المجاورة التي باتت تشكل مقصدا لعشرات الاف اللاجئين الذين يتهم كثيرون منهم القوات المحلية بمساعدة عصابات مسلحة على ارتكاب مجازر.

واعلنت اوزبكستان اغلاق حدودها وطلبت مساعدة دولية لعشرات الاف اللاجئين الذين فروا اليها منذ بداية الازمة. بحسب فرانس برس.

وندد الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي ب"اعمال العنف المتكررة" في هذه الجمهورية في اسيا الوسطى، ووجهوا نداء "للهدوء والعودة الى دولة القانون اضافة الى حل سلمي للخلافات"، وفق ما صرح سفير المكسيك في المنظمة الدولية كلود هيلر الذي يتراس مجلس الامن خلال حزيران/يونيو. وشدد اعضاء المجلس ايضا على ضرورة "دعم توزيع المساعدات الانسانية في شكل عاجل".

وحضت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي اوزبكستان وطاجيكستان على "ترك حدودهما مفتوحة" للسماح للاجئين بالدخول. واعلنت ان اعمال العنف في قرغيزستان "مخطط لها" على ما يبدو.

وعلى مدى اربعة ايام، ادت اعمال العنف التي تسببت بموجات النزوح الى مقتل 138 شخصا على الاقل واصابة 1761 اخرين، وفق وزارة الصحة القرغيزية.

وفي اوش، ثاني اكبر مدن قرغيزستان، تقاطعت طلقات الرصاص في الطرقات حيث تشهد الجثث المتفحمة والمنازل المحترقة على حدة معارك الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وفي جلال اباد القريبة ايضا من الحدود الاوزبكستانية، ذكرت وكالة انباء "اكي" المحلية ان الوضع بقي متوترا، حيث شهدت المدينة حوادث عديدة.

واندلعت اعمال العنف العرقية ليل الخميس الجمعة في اوش بين القرغيز والاقلية الاوزبكية. واقرت الحكومة الانتقالية انها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في جنوب البلاد الواقعة في اسيا الوسطى، رغم التعبئة في الجيش واعلان حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول والاوامر الممنوحة للقوات التقليدية لاطلاق النار من دون انذار مسبق.

وقال مساعد رئيسة الحكومة الانتقالية تمير سارييف للصحافيين "لا تزال هناك مواجهات في عدد من المواقع ونحن لا نستطيع تحديدها الآن. الجماعات المسلحة تتحرك من موقع الى آخر، ونحن لا نملك العدد الكافي من القوات".

وبين عشرات آلاف اللاجئين الذين وصلوا الى اوزبكستان، يروي كثيرون ان عصابات مسلحة من القرغيز ومدعومة من قبل رجال باللباس العسكري، نفذت مجازر بحق اتنية الاوزبك.

وروت مارهابو وهي عجوز فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات، لوكالة فرانس برس، ان "على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا".

بدوره، يقول احد سكان اوش ديلدور دجوماباييف (38 عاما) "في البداية، اتت المصفحات، وخلفها اشخاص لا يرتدون اللباس العسكري. هاجمونا واطلقوا علينا النار في الشارع". ويعتبر اكبر وهو من سكان اوش ايضا، ان ما يجرى "مذبحة مخطط لها من قبل الحكومة ضد الشعب الاوزبكي".

وتشير شهادات اللاجئين في اوزبكستان، وآثار العنف الواضحة على طرقات اوش، الى ان حصيلة الضحايا قد تكون اكبر بكثير مما اعلنته الارقام الرسمية التي تحدثت عن مقتل 124 شخصا واصابة 1500 خلال ايام العنف الاربعة.

وروت نارغيزا (29 عاما) اللاجئة في مخيم حدودي في اوزبكستان ما شاهدته قائلة "كانوا يغتصبون النساء ويحرقون المنازل. اتى بنا زوجي وشقيقي الى الحدود، وكانت هناك الكثير من الجثث، فيما ترك الجرحى لامرهم لانهم لم يتمكنوا من العبور".

ونصبت العديد من الخيم والمطابخ المتنقلة في الجانب الاوزبكستاني من الحدود لاستقبال النازحين، كما قال صحافي من فرانس برس، وهي وسيلة الاعلام الغربية الوحيدة المعتمدة في اوزبكستان. وتم تسجيل الاف اللاجئين في منطقة انديجان الاوزبكستانية الحدودية حسبما افادت وزارة الطوارئ فرانس برس.

قرغيزستان تطلب مساعدة روسيا..

وطلبت قرغيزستان مساعدة روسيا لوقف الصراع العرقي الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 62 شخصا واحرق مناطق من ثاني كبرى مدنها فيما يمثل اسوأ اعمال عنف منذ الاطاحة بالرئيس في ابريل نيسان.

وقالت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان التي تستضيف قاعدتين عسكريتين احداهما امريكية والاخرى روسية انها عاجزة عن منع العصابات المسلحة من احراق المنازل والشركات التابعة للاوزبك في اجزاء من اوش. واستمرت المعارك بالاسلحة النارية طوال الليل.

وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا للصحفيين "نحتاج تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع.

"لقد ناشدنا روسيا المساعدة ووقعت بالفعل مثل هذا الخطاب للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف."

وأعلنت قرغيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة التي يسكنها 3 ر5 مليون نسمة حالة الطواريء في اوش وفي عدة مناطق ريفية محلية يوم الجمعة بعد ان اشتبك مئات الشبان بالاسلحة والقضبان الحديدية وقنابل البنزين. بحسب رويترز.

وسيثير تجدد الاضطرابات بواعث قلق اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وهم روسيا والصين والولايات المتحدة. وتستخدم واشنطن قاعدتها الجوية بماناس في شمال قرغيزستان والتي تبعد نحو 300 كيلومتر عن اوش كطريق لتوصيل الامدادات الى أفغانستان.

وقالت الخدمة الصحفية للحكومة الروسية ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ناقش الوضع مع اوتونباييفا في اتصال هاتفي اليوم دون ان تبدي تفاصيل.

وقال مراسل رويترز في اوش ان معارك بالبنادق اندلعت خلال الليل في حي يسكنه الاوزبك من المدينة. وقطع الغاز عن اوش كما انقطعت الكهرباء عن بعض المناطق.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية رحمة الله أحمدوف عن العنف المندلع في مدينة اوش "شوارع بأكملها تحترق". واضاف "الوضع بالغ السوء ولا مؤشر على توقفه. النار مشتعلة في المنازل."

وقالت اوتونباييفا ان اوش تواجه ايضا ازمة انسانية لان الطعام ينفد. وذكرت ان حكومتها قررت فتح الحدود الى اوزبكستان للسماح بفرار الاوزبك رغم انه لم يتضح بعد من يسيطر على الحدود.

وقال شاهد عيان ان بعض النساء والاطفال عبروا الحدود الى بلدة مرحمات الاوزبكية على بعد 60 كيلومترا من اوش وان مخيمات نصبت لمن لهم عائلات في اوزبكستان.

وذكرت متحدثة باسم وزارة الصحة القرغيزية ان ما لا يقل عن 62 شخصا قتلوا واصيب 790 شخصا بجروح في العنف الذي اندلع في القاعدة الجنوبية التي كان يستقي بها الرئيس السابق كرمان بك باقييف قوته قبل ان تطيح به ثورة شعبية في ابريل نيسان.

وقال ديلمراد عيشانوف الذي يعمل في مجال حقوق الانسان "كل شيء يحترق.. منازل ومطاعم ومقاهي الاوزبك. البلدة بأكملها يغطيها الدخان. "لا نحتاج السلطات القرغيزية بل نحتاج الى روسيا. نحتاج الى قوات...الى المساعدة."

وقالت اوتونباييفا ان مزيدا من التعزيزات سترسل الى اوش. وتنشر الحكومة بالفعل قوات وعربات مدرعة واعلنت حظرا للتجول خلال الليل في اوش لكن دون جدوى.

وتعاني قرغيزستان التي حصلت على الاستقلال مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 من الاضطرابات منذ اطاحت ثورة بباقييف في السابع من ابريل واججت المخاوف من اندلاع حرب اهلية.

وسيطر انصار باقييف - الذي يعيش حاليا في المنفى بروسيا البيضاء - لفترة وجيزة على مبان حكومية في الجنوب في 13 مايو ايار في تحد للسلطات المركزية في بشكك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/حزيران/2010 - 11/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م