الراحة النفسية والتأثير على السلوك واتخاذ القرارات

خلل الأنسولين يؤدي إلى انفصام الشخصية

 

شبكة النبأ: تلعب مادة بي دي أن أف وهي مادة ينتجها الجسم بنفسه وتُعتبر إحدى عوامل نموه دوراً كبيرا في الكثير من أشكال التعلُّم. كما تساهم هذه المادة في بناء روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقوية هذه الروابط. وهذا هو بالضبط المطلوب لبناء ذاكرة جديدة حسبما أوضح الباحثون.

ويعمل الباحثون على استخدام هذه المادة مستقبلا لعلاج المصابين باضطرابات ناشئة عن الخوف. في حين تأكدَ لديهم إن الراحة النفسية التي تتركها بعض السلوكيات المعينة مثل غسل اليدين والربت على الظهر تأثيرا كبيرا في تغيير بعض القرارات التي تسبق تلك السلوكية..

غسل اليدين..

وأظهرت دراسة أمريكية أن غسل اليدين يمكن أن يزيل الشك في القرارات التي اتخذها الإنسان، ويزيل أيضا آثار ''الذنوب الأخلاقية'' والشعور بالذنب.

عادة ما يؤدي الاختيار بين إمكانيتين كلتاهما لها جاذبيتها الخاصة كالاختيار بين روما وباريس، على سبيل المثال، شعورا بعدم الارتياح لدى كثير من الناس لأن ذلك يعني رفض الخيار الآخر، أو الفرصة الأخرى مما يجعل الكثيرين يلجأون فيما بعد لتبرير قرارهم في محاولة منهم للتخلص من هذا الشعور غير المريح من خلال تجميل القرار المتخذ وذكر مميزاته وإيجابياته وتصوير الخيار المرفوض على أنه السيئ. بحسب الوكالة الألمانية.

وحاول الباحث الأمريكي سبايك ليه وزميله نوربرت شفارتس، من جامعة ميتشجان في ولاية ميتشجان، معرفة ما إذا كان غسل اليدين ''يغسل'' معه الرغبة الملحة في تبرير القرار المتخذ.

ومن المعروف من خلال دراسات سابقة إمكانية التخلص من الشعور بالذنب عقب الوقوع في ذنب أخلاقي من خلال غسل اليدين.

وطلب الباحثون من خلال دراستهم التي نشرتها أمس مجلة ''ساينس''، من طلاب خلال استطلاع وهمي بين المستهلكين اختيار عشر أسطوانات مدمجة يودون امتلاكها من بين 30 على أن تكون هذه الأسطوانات العشر هي التي يحبون امتلاكها، وأن يرتبوا هذه الأسطوانات العشر حسب درجة تفضيل كل منها، ثم عرض الباحثون على الطلاب الحصول على الأسطوانة التي وضعوها في المركز الخامس والأسطوانة التي اختاروا لها المركز السادس ضمن قائمة العشرة المفضلة هدية على تعاونهم في الاستطلاع.

ثم كان على الطلاب أنفسهم أن يشاركوا من خلال استطلاع آخر في تقييم صابون سائل. قام بعض هؤلاء الطلاب بتقييم عبوة الصابون فقط في حين قام البعض الآخر بغسل أيديهم بالصابون السائل المراد تقييمه، ثم طلب إليهم جميعا إعادة تقييم الأسطوانات زاعمين أن الراعي للاستطلاع أراد معرفة رأي المشترين في أسطواناتهم عقب مغادرة المحل. تبين للباحثين أن الطلاب الذين اقتصروا في التقييم على رؤية عبوة الصابون غيروا من تصنيفهم للأسطوانات بحيث تكون الأسطوانتان اللتان يريدون الحصول عليهما مجانا في المركز الخامس والسادس، في حين استقر رأي الطلاب الذين غسلوا أيديهم بالصابون السائل على اختيارهم الأول ولم يعدلوه.

الى ذلك علق الباحثون على نتائج دراستهم بالقول إن غسل اليدين يزيل آثار القرارات السابقة تماما كما يزيل آثار ''الذنوب الأخلاقية''، حيث يغسل رغبتنا الملحة في تبرير قراراتنا أمام أنفسنا. ولم يعثر العلماء بعد على تفسير لهذا التأثير النفسي البالغ.

لمسة مطمئنة تغير القرارات والسلوك

من جانب آخر كشفت دراسة جديدة عن أن ربتة على الظهر أو لمسة مطمئنة على الذراع يمكن أن تكون وسيلة قوية للتأثير على السلوك.

كما يمكن أن تحدد إذا ما كان شخص سيتخذ قرار الاستثمار في مشروع مالي خطير أو يؤثر السلامة. بحسب رويترز.

وقال جوناثان ليفاف أستاذ التجارة والتسويق في جامعة كولومبيا في نيويورك" إنها طريقة فعالة جدا في التأثير المفاجئ على سلوك الناس دون أن ينتبهوا الى أنهم تأثروا."

وأضاف في مقابلة "إذا كنت طبيبا أو كنت في المبيعات فهذه وسيلة من وسائل التواصل التي قد تحتاج الى وضعها في ذهنك."

واستنتاجات ليفاف التي نشرت في مجلة سيكولوجيكال ساينس العلمية مبنية على سلسلة من التجارب التي تتضمن اللمس.

وفي إحدى الدراسات طلب من 67 رجلا وامرأة الاختيار بين دفع نقدي أو مقامرة خطيرة ثم أتبع الطلب بربتة على الكتف أو الظهر بأيدي باحثين وباحثات.

واكتشف ليفاف وزميلته في الدراسة جنيفر أرجو من جامعة البرتا في كندا أن عينة البحث من الجنسين مالت الى اختيار المقامرة دون ضمانات اذا شعرت بالمزيد من الارتياح خاصة اذا لمستهم امرأة.

وفي تجربة أخرى طلب من 105 أشخاص وضع أموالهم في خيار بين استثمارين الاول هو صك يعطي عائدا نسبته أربعة في المائة سنويا والثاني اتفاق خطير لا تضمن فيه العائدات.

ومرة أخرى فان الناس الذين تعرضوا للمسة نسائية على الكتف كانوا أكثر جرأة على اتخاذ القرار الذي يتضمن مخاطرة أكبر.

واقترح ليفاف وأرجو أن تكون العلاقة بين الارتياح والإقدام على المخاطرة راجعة الى ذكريات البشر المبكرة عن الارتباط البشري.

وكتبا في الدراسة "ربتة بسيطة على ظهر الكتف من يد أنثى بطريقة توحي بالدعم ربما تثير مشاعر تشبه إحساس الأمان الذي تمنحه لمسة الأم المهدئة في الطفولة."

التئام الجروح النفسي

من جانب آخر، يبطئ الضغط النفسي عملية التئام الجروح وقد يؤخر الفترة التي يحتاجها المريض لاستعادة عافيته والعودة إلى حياته الطبيعية.

وقال البروفيسور في علم الصحة النفسية جون وايتمان لصحيفة الدايلي مايل اليوم إنه كلما كان المريض قلقاً كلما استغرق شفاء الجروح التي يعاني وقتاً أطول للشفاء.

وأضاف إن المرضى الذين لا يعانون من الضغط النفسي يشفون بسرعة تزيد بمرتين عن نظرائهم الذين يشعرون بالقلق أو الضغط النفسي.

ويأمل باحثون في أن تؤدي هذه الدراسة التي أعدها معهد التحليل النفسي في كنغز كولدج في لندن لمساعدة المرضى في الشفاء بسرعة أكبر بعد الخضوع لعمليات جراحية.

وقاس العلماء في المعهد مستويات هرمون الضغط النفسي "كورتيسول" عند 25 متطوعاً وذلك بعد الطلب منهم كيفية التعامل مع الضغط النفسي اليومي، ثم أخذوا خزعات جلدية صغيرة جداً من أذرعتهم وراقبوا مراحل الشفاء من تلك الجروح التي أحدثوها باستخدام الموجات فوق الصوتية.

وقال واين مان، الذي عرض الدراسة للمناقشة في مؤتمر شتلهام العلمي "شفي الذين عانوا من أقل قدر ممكن من الضغط النفسي بمعدل مرتين أكثر من أولئك الذين عانوا من أقصى درجات الضغط النفسي".

وفي تجربة أخرى طلب واينمان من متطوعين بعد تقسيمهم إلى مجموعتين الكتابة في مفكراتهم اليومية عن الأمور التي تقلقهم لنصف ساعة يومياً ومن المجموعة الثانية سرد تفاصيل عن الطريقة التي يقضون فيها أوقاتهم.

وتوصل واينمان إلى أن الذين كشفوا مكنونات صدورهم و"المشاكل في مفكراتهم اليومية شفوا بسرعة ما يشير إلى أن التخفيف عن أنفسنا يسرّع الشفاء الجسدي". وقال "هناك تباين كبير في سرعة التعافي".

التركيز على عدة أمور في آن واحد..

وقدّم باحثون تعريفاً للذكاء على أنه القدرة على التركيز على أفكار أو ذكريات متعددة في وقت واحد.

وذكر موقع لايف ساينس أن الباحثين توصلوا إلى أن فحصاً بسيطاً لقدرة الذاكرة على العمل يتيح معرفة قدرة المرء على حل المشاكل المجردة ويظهر مدى ذكائه.

وقال الباحث ستيف لاك الذي أعد الدراسة " بإمكاني معرفة القدرة الذهنية لشخص ما بدقة نسبتها 79% إذا قلت لي ما هي قدرة ذاكرته على العمل".

وكانت دراسات سابقة ذكرت بما أنه بالإمكان تحسين عمل الذاكرة فبالإمكان أيضاً تحسين مستوى ذكاء المرء.

وطلب لاك ورفاقه من متطوعين تم تكليفهم القيام ببعض المهمات تذكر لون مربع من بين عدة مربعات ظهرت لثوان ثم اختفت على جهاز كومبيوتر أمامهم.

واستطاع الباحثون تخمين القدرة الذهنية للمتطوعين من خلال قدرتهم على تخزين المعلومات والصور المتعددة أمامهم على شاشة الكمبيوتر.

وقال الباحثون إن الهدف من الدراسة التي نشرت في " سجلات تحليل علم النفس العام " هو معرفة الخلل في ذاكرة الناس الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية على الرغم من أن عوارض هذا المرض هي العيش في جو من الأوهام الهلوسة. وتوصلوا إلى ذلك بعد إخضاع 31 مريضاً يعانون من الشيزوفرنيا. بحسب يو بي أي.

ووصف الباحث نلسون كوان، وهو عالم إدراك في جامعة ميسوري الدراسة بأنها " استثنائية"، مضيفاً " إذا عجزت عن تخزين عدة أمور في دماغك فإن ذلك قد يؤثر على قدرتك على تذكر الأشياء بشكل صحيح.

خوف الفئران!

ومن جهة أخرى اكتشفَ باحثون أمريكيون أن جسم الفئران ينتج مادة فعالة تخفف من مخاوف بعينها. ويأمل الباحثون في استخدام هذه المادة مستقبلا لعلاج المصابين بصدمات نفسية عقب الأحداث المفزعة وغيرها من الاضطرابات الناشئة عن الخوف.

وأظهرت التجارب التي أجراها الباحثون على الفئران أن حقن الفئران بمادة "بي دي ان اف" يؤدي إلى زوال الذكريات المرتبطة بالمخاوف. بحسب الوكالة الألمانية.

ويؤكد الباحثون أن هذه المادة لا تزيل جميع محتويات الذاكرة ولكنها تعمل على أن تحل محل هذه الذكريات المخيفة ذكريات أخرى خالية من الخوف. ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة ساينس الأمريكية. قام الباحثون جامي بيترز و جريجوري كويرك و غيرهم من باحثي جامعة بيورتوريكو في بداية البحث باستخدام طريقة تقليدية لإزالة الخوف من ذاكرة الفئران من خلال تجارب مخبريه حيث أسمعوا الفئران صوتا ما وأعطوها صدمة كهربية في الوقت ذاته إلى أن أصبحت الفئران فيما بعد تتصلب من الخوف بمجرد سماع الصوت فقط.

وقال الباحثون إنه من المكن إزالة هذه الذكرى المخيفة من ذاكرة الفئران إذا أسمعت هذا الصوت مرارا بدون صدمة كهربية. ويصف الباحثون هذه الطريقة بالتدرب على مسح الذاكرة.

ثم أوضح الباحثون تحت إشراف البروفيسور بيترس بالتدليل على إمكانية إزالة الخوف باستخدام العقاقير حيث حقنوا الفئران مادة "بي دي ان اف" في منطقة "أي ال سي" بالمخ وهي المنطقة التي تشارك في مسح مضمون الذاكرة أو تكوينه. فتبين للباحثين أن الفئران التي حقنت بهذه المادة لم تعد تبدي خوفا لدى سماع الصوت المرتبط بالألم شأنها في ذلك شأن الفئران التي أنسيت هذا الصوت وما يرتبط به من صدمة كهربائية بالطرق التقليدية.

ومادة بي دي ان أف مادة ينتجها الجسم بنفسه وهي إحدى عوامل نموه وتلعب دورا في الكثير من أشكال التعلم. كما تساهم هذه المادة في بناء روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقوية هذه الروابط. وهذا هو بالضبط المطلوب لبناء ذاكرة جديدة حسبما أوضح الباحثون.

الأنسولين وانفصام الشخصية

ويؤثر الخلل في عمل هرمون الأنسولين، الذي ينظم مستوى السكر في الدم، على مزاج مريض السكري وقد يسبب له اضطرابات عقلية مثل انفصام الشخصية.

وقال الباحث في الغدد الصمّاء من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت بولاية تنيسي كيفن نيسفندر: إن 25% من مرضى السكري يعانون من الكآبة في حين أن هذه النسبة لا تتجاوز الـ 10% عند غيرهم". بحسب موقع لايف ساينس.

وأظهرت دراسة أجراها غالي في السابق أن الأنسولين ينظم عملية تزويد الدماغ بهرمون الـ" دوبامين"وهي طبقة من الجزيئات تعمل كناقلات عصبية مسؤولة عن التركيز و الانتباه، وأن أي خلل في عمل هذه الطبقة يؤدي لاضطرابات دماغية مثل الكآبة والإصابة بمرض باركنسون وانفصام الشخصية.

ولاحظ الباحثون أن فئران المختبر التي تعاني من الخلل في عمل الأنسولين يصبح سلوكها مشابها لسلوك الناس الذين يعانون من الحالة نفسها وبخاصة المصابين بالانفصام.

وأوضح غالي في الدراسة التي نشرتها دورية " بلوس بيولوجي" هذا الشهر إن هذه التغيرات الجزيئية سببها ارتفاع مستويات ناقل للبروتين هو NET مسؤول عن نشاط الدوبامين، وأنه في حال معالجة فئران بأدوية تمنع نشاط الدوبامين فبالامكان عندها استعادة مستويات هذه المادة إلى معدلاتها العادية وبالتالي استعادة السلوك العادي.

ويجري علماء الآن تجارب من أجل إعاقة نشاط ناقل البروتين NET عند المرضى المصابين بانفصام الشخصية من أجل صنع أدوية ذات فعالية لمعالجة هذا المرض.

الأرق المزمن يسبب الوفاة 

من جانب آخر قالت دراسة أمريكية إن "الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن قد يكونون أكثر عرضة للوفاة قبل غيرهم".

وقال الباحث في علم الإحصاء البيولوجي بجامعة ويسكونسن ماديسون لوريل فن قوله إن "الدراسة التي أعدها وجدت أن الذين يعانون من الأرق المزمن هم أكثر عرضة للوفاة من غيرهم بثلاث مرات".

 ووضعت في الاعتبار عند التوصل إلى النتيجة عوامل تتعلق بالعمر والوزن والجنس ومشاكل الشعب الهوائية المزمنة والأزمات القلبية والجلطة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والأحوال النفسية بشكل عام. بحسب وكالة الأنباء الأمريكية.

 وأجرى الباحثون المختصون من الأكاديمية الأمريكية لطب النوم تحليلاً لبيانات ما يزيد عن ألفي شخص من المشاركين في إحدى الدراسات حول النوم، والذين قاموا بملء استبيانات، أُرسلت إليهم عبر البريد لثلاث مرات، خلال الفترة ما بين عام 1989-2000.

 واعتبر الباحثون أن "الإبلاغ عن الإصابة بأعراض الأرق لمرتين خلال تلك الفترة، يشير إلى معاناة الفرد من الأرق المزمن".

 وقد شملت الدراسة أربعة أنواع من حالات الأرق المزمن لتتضمن, الحالات التي تستيقظ قبيل انتهاء مدة النوم، والحالات التي تواجه صعوبة في الاستمرار بالنوم، والحالات التي تواجه صعوبة في استئناف النوم في حال تنبهت قبل وقت الاستيقاظ، وكذلك الحالات التي تعاني من صعوبة في الخلود إلى النوم.

وأفادت نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "النوم" بارتفاع مخاطر وقوع الوفاة عند المصابين بالأرق المزمن بمقدار زيادة يتراوح ما بين 2-3 مرات، وذلك بالنسبة للأنواع  الأربعة.

يشار إلى أن الأرق المزمن يعرف من الشعور بعوارضه مثل قلة النوم أو الحرمان منه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/حزيران/2010 - 10/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م