التنوع البيولوجي وجحود ساكني الأرض

 

شبكة النبأ: رسم تقرير حديث للأمم المتحدة صورة متشائمة للتنوع البيولوجي على الأرض، مرجحاً انقراض ثُلث فصائل النباتات والحيوانات من الكوكب. حيث تسبب قلة الوعي البيئي بانعدام التنوع البيولوجي والذي يهدد بدوره النمو الاقتصادي لبلدان كثيرة مثل الصين والهند والبرازيل.

وفي حين يتزايد وعي الدول الغربية حيال الحاجة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، تدمر شراهة العالم النامي للمواد الخام النظم الإيكولوجية الهشة مما يؤدي الى تدمير البيئة وانقراض انواع كثيرة من الحيوانات والنباتات.

اكتشاف حيوانات جديدة!

واكتُشف 123 صنفا جديدا من الحيوانات في السنوات الثلاثة الاخيرة في الغابات المدارية على جزيرة بورنيو بينها ضفدع من دون رئتين وأطول حشرة في العالم، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة. بحسب فرانس برس.

ورصدت هذه الاجناس الجديدة في منطقة تمتد على مساحة 220 الف كلم مربع من الغابات المدارية الكثيفة تدعى "قلب بورنيو" وهي محمية تحافظ عليها الدول الثلاثة التي تتقاسم الجزيرة ماليزيا واندونيسيا وسلطنة بروناي حسبما ورد في تقرير الصندوق.

وقال ادم تواماسيك الذي يعمل في برنامج "قلب بورنيو" من سلطنة بروناي في اتصال مع وكالة فرانس برس "اكتشفنا ثلاثة اصناف جديدة كل شهر ليصل العدد الاجمالي للاجناس المكتشفة الى 123 في السنوات الثلاثة الاخيرة و600 في السنوات الـ15 الاخيرة".

واضاف ان "هذه الاكتشافات تبرهن على التنوع الحيوي على جزيرة بورنيو وتعد باكتشافات جديدة قد تساهم في التوصل الى علاجات لأمراض كالايدز والسرطان".

وتعيش في "قلب بورنيو" عشرة اصناف من الرئيسيات واكثر من 350 نوعا من الطيور و150 من الزواحف والبرمائيات ونحو عشرة الاف نبتة لا وجود لها خارج بورنيو.

ومن الحيوانات التي اكتشفت حديثا، ضفدع طوله سبعة سنتيمترات ورأس مسطح ولا رئتين له وحشرة عصوية اعتبرت الاطول في العالم اذ يصل طولها الى 36 سم، وهي تشبه الاغصان الصغيرة ما يسمح لها بالتخفي بسهولة.

واكتشفت ايضا حيوانات غريبة كحلزونات جبل كينابالو التي تطلق "سهام الحب" وهي حقن من الهرمونات توجهها الى الحلزونات من الجنس الاخر لزيادة امكانياتهما في التكاثر.

ويدعو التقرير الدول الثلاثة التي تتقاسم الجزيرة الى مضاعفة الجهود لحماية التنوع البيئي، علما ان اندونيسيا وماليزيا هما اول دولتين منتجتين لزيت النخيل في العالم.

ويستنكر الناشطون البيئيون التركيز على هذه الصناعة التي يعتبرونها من العوامل الرئيسية المؤدية لتراجع الغابات.

أطالس الثروة النباتية والحيوانية

وأطلقت الحكومة الفرنسية قبل أيام مبادرة تسمى " أطالس التنوع الحيوي " في بعض المناطق في انتظار تعميم التجربة في فرنسا كلها. وتهدف المبادرة إلى توعية السكان والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الرسمية المحلية بالمخاطر المحدقة بالتنوع الحيوي على المستوى المحلي. كما تهدف إلى إشراك هذه الأطراف في وضع خطط وسياسات ترمي إلى الحفاظ عليه. ويتطلب وضع مثل هذه الأطالس في البداية تحديد خارطة الثروة الحيوانية والنباتية المحلية والعناية بشكل خاص بالنباتات والحيوانات التي تواجه مشاكل تحول دونها ودون الاضطلاع بدورها في التوازن البيئي عبر منظومة التنوع الحيوي.

 وتتمثل المرحلة الأولى من هذه المبادرة عمليا في دعوة المزارعين ومربي الحيوانات وتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية ومعلميها وأساتذتها والمنخرطين في الجمعيات البيئية وممثلي المؤسسات الرسمية إلى جمع المعلومات المتعلقة بالثروة الحيوانية والنباتية المحلية حسب كراس شروط أعده الباحثون. وبعد جمع المعلومات، يتم تسجيلها بدقة عبر نصوص ورسوم وخرائط وصور ووضعها في قاعدة بيانات لنشرها عام 2012 في أطالس محلية حول واقع التنوع الحيوي ومشاكله وسبل مواجهة هذه المشاكل. ومن ميزات هذه الأطالس أنها تشكل أول أداة فعالة تساعد على وضع سياسات تنموية مستدامة على المستوى المحلي.

الماشية والاحتباس الحراري

ومن جانب آخر قال علماء إنهم تمكنوا من إثبات دور إيجابي للماشية وعمليات الرعي على صعيد الحد من الاحتباس الحراري، فرغم مسؤولية الأبقار وروثها الغني بالميثان عن نسبة أربعة في المائة من انبعاث الغازات الضارة بكوكب الأرض، إلا أنها تحد من خطر غاز أوكسيد النايتروس الأخطر من أوكسيد الكربون على الطبيعة بثلاثمائة مرة.بحسب السي ان ان

وكانت الدراسات العلمية السابقة تحمّل الماشية والرعي مسؤولة تزايد هذا الغاز الشديد الخطورة في الجو، باعتبار الماشية تأكل الأعشاب وتحول دون قدرتها على امتصاص أوكسيد النايتروس وإعادته إلى التربة، ولكن البحث الجديد أثبت أن الرعي في المناطق الباردة أو خلال الشتاء يؤدي إلى وقف انبعاث الغاز.

وأضاف دلغريسو، أن السر في هذا الدور الإيجابي للماشية يكمن في طبيعة غاز أوكسيد النايتروس وطريقة تشكله، فهو ينجم عن نشاط لأنواع من المكروبات والفطريات التي تعيش في التربة.

وأوضح العالم الأمريكي أن العشب الطويل في المناطق الباردة يشكل طبقة تحول دون وصول الثلوج إلى التربة، ما يبقيها دافئة وقادرة على احتضان تلك الأنواع من المكروبات، في حين أن غياب العشب الصغير الذي تتركه الماشية بعد الرعي لا يمنع وصول الثلج للأرض، ويعرضها للرياح الباردة والجليد، الأمر الذي يقتل المكروبات.

وتابع دلغريسو قائلاً: "العشب الطويل يبقي الأرض دافئة، ما يدفع المكروبات للتكاثر، وعند بدء الصيف، ستكون الأعشاب مشبعة بالمكروبات التي ينبعث منها غاز أوكسيد النايتروس بكميات كبيرة، ويزداد الوضع سوءا مع ذوبان الثلوج وتوفر المياه بكثرة في التربة."

واعتبر دلغريسو أن الدراسة تفيد في تحديد المناطق المسؤولة عن انبعاثات أوكسيد النايتروس، وبالتالي توفر فرصة أفضل لمعالجتها، خاصة وأن الأراضي العشبية تشكل 20 في المائة من مساحة الأرض، ويقدر العلماء أنها مسؤولة عن 72 في المائة من الكميات التي بثت من هذا الغاز في القرن الماضي.

ولكنه حذر من اعتبار هذه النتائج سبباً لزيادة عمليات الرعي وتربية الماشية، خاصة وأن الأبقار مسؤولة عن إنتاج غازات أخرى مسببة للاحتباس الحراري، إلى جانب أن الرعي الزائد قد يؤدي إلى تآكل التربة والإضرار بالتوازن البيئي.

عيد السلاحف!

وفي جزيرة موهلي إحدى جزر القمر يخصص السكان يوم الثامن والعشرين من شهر مايو /أيار للاحتفال بعيد السلحفاة. لهذا العيد أبعاد كثيرة، من أهمها البعد المتصل بالتنوع الحيوي. وتجربة سكان هذه الجزيرة مع التنوع الحيوي عبر السلحفاة أصبح يضرب بها المثل، حيث تؤكد أن علاقة المحافظة على التنوع الحيوي بالتنمية المستدامة علاقة عضوية.

في هذه الجزيرة الفقيرة قرية تسمى "إتساميا" أسس بها متحف حي يسمى " بيت السلاحف". وقد أصبح سياح العالم وعلماؤه المتخصصون في البيئة البحرية يزورونه ويتجولون في الجزيرة لمشاهدة وصول السلاحف المائية الخضراء إلى سواحلها، حيث تبيض وتعود سالمة إلى البحر.

وميزة هذه السلاحف المهددة بالانقراض أنها تعيش على أعشاب وطحالب بحرية مسيئة إلى السمك. ومن ثم فإن التغذي عليها من قبل السلحفاة المائية الخضراء يساعد الأسماك على التكاثر في سواحل المحيط الهندي، ويسهم من جهة أخرى في الحفاظ على الثروة الأساسية التي يعيش عليها سكان جزر موهلي.

وما يثير الاهتمام في الموضوع أن سكان الجزيرة كبارا وصغارا أصبحوا منذ سنوات يهتمون بشكل كبير بهذه السلاحف ويساعدونها على الوصول إلى شواطئ قرية "إتساميا" للبيض فيها، وعلى الحفاظ على البيض حتى تفرخ، لأن ذلك من شأنه تطوير السياحة البيئية التي أصبحت مورد رزق جديد بالنسبة إلى السكان.

وقد اهتدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أهمية هذه الطريقة في الحفاظ على البيئة وفي تحسين ظروف السكان المعيشية. فأطلق في الجزيرة مشروعا سياحيا بيئيا ضخما يعرف باسم "قرية الألفية".

ويتضح من خلال هذا المشروع أن لدى سكان الجزيرة وعيا كبيرا بالمخاطر الأخرى المحدقة بالسلاحف البحرية الخضراء عدا خطر تعرضها للصيد وخطر استهلاك بيضها على التوازن البيئي. من هذه المخاطر أكياس البلاستيك التي ترمى عادة، فتصل بطريقة أو بأخرى إلى البحر وتتسبب في خنق كثير من السلاحف البحرية. ومن يزور قرية "إتساميا" يلاحظ لدى سكانها حرصا شديدا على عدم الإلقاء بمثل هذه الأكياس على قارعة الطريق أو على السواحل.

القرود مهددة بالانقراض

وينحى تقرير نشرته "التلغراف" البريطانية مقتطفات منه، باللائمة على النمو السكاني والتلوث وانتشار الاستهلاك على النمط الغربي للقضاء على فصائل النبات والحيوان.

وأعتمد التقرير الأممي على إحصاءات "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" والتي أظهرت أن خطر الانقراض يهدد 21 في المائة من كافة أنواع الثدييات المعروفة، و30 في المائة من البرمائيات، و35 في المائة من اللافقاريات. بحسب سي ان ان.

ومن جهته قال أحمد جغلاف، الذي يرأس "اتفاقية التنوع البيولوجي"، إن الدول فشلت في الوفاء بتعهداتها لخفض معدل استهلاك التنوع البيولوجي.

وأضاف: "إنها مشكلة إذا واصلنا هذا النمط غير المستدام للإنتاج والاستهلاك. إذا سيتبع 9 مليار شخص، عدد الزيادة السكانية المتوقعة لأهل الأرض بحلول  2050، ذات النمط الأمريكي، فسنكون في حاجة لخمسة كواكب."

ويذكر أن تقريرا دوليا، نشر في مارس/آذار الماضي، قال إن الغوريلات في جزء كبير من وسط أفريقيا مهددة بالانقراض قبل حلول عام 2020، بسبب تجارة اللحوم، وقطع الأشجار والتعدين، بما في ذلك فيروس إيبولا الفتاك.

وأوضح تقرير مشترك بين الأمم المتحدة والإنتربول، أنه "ما لم تتخذ إجراءات لحماية الموئل الطبيعي للغوريلات ومكافحة الصيد غير المشروع، فإن نبوءة الانقراض ستصبح حقيقة واقعة." 

وأعلن مسؤولون في بروكسل تدشين حملة تهدف إلى رفع الوعي العام على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن الخطورة التي ينطوي عليها انقراض بعض الأنواع، ما يتيح الفرصة لمواطني التكتل لتبني «تفاحة» أو إقامة علاقة صداقة مع «ضفدع» في إطار الحملة.

وتعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتحقيق الاستقرار في البيئة الأوروبية المتضررة ووقف انقراض الأنواع المهددة بحلول عام 2020، بعد أن عجزت عن تحقيق تلك الأهداف بحلول نهاية العام الجاري.

وذكر منظمو الحملة على موقعها الإلكتروني:»أننا جميعا في خندق واحد» ما يعني أن البشر سيدفعون الثمن في حال سمحوا بانقراض بعض الأنواع مثل النحل والفراشات والسناجب.

ويدعو الموقع الإلكتروني الزائرين إلى زيارة صفحة إدارة البيئة التابعة للمفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، حيث يمكنهم التسجيل باعتبارهم أصدقاء للضفادع أو العصافير أو التفاح أو شجر البلوط أو أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء والسناجب. وقام ما يزيد على 8500 شخص بتسجيل أسمائهم بحلول بعد ظهر أمس. وتهدف الحملة، التي تبلغ تكلفتها خمسة ملايين يورو (6.6 مليون دولار)، إلى إلقاء الضوء على المخاطر التي تتسبّب فيها المجتمعات الأوروبية دون أن تدري، من خلال تجفيف الأراضي الرطبة والبناء فوق الأراضي الخضراء وقطع أشجار الغابات ونشر مبيدات الحشرات والإفراط في صيد الأسماك. من جهة أخرى، ذكرت حكومة مالطا أنها ستسمح بمزاولة أنشطة الصيد لمدة أسبوع هذا الربيع رغم اللوائح التنظيمية من جانب الاتحاد الأوروبي التي تحظر ذلك، في خطوة قوبلت بأصداء سلبية من جانب اتحاد الصيادين المالطي. واستهدف صيادون في هذه الدولة في الماضي طيور القمري والسمان في تحد لحظر الاتحاد الأوروبي لصيد الطيور خلال فصل الربيع. وتكون هناك بعض الاستثناءات فقط عندما تثبت دولة ما أن الصيد مستحيل لديها في أي فصل آخر.وقالت الحكومة إنها ستسمح بـ «صيد محدود» للسمان والقمري خلال الفترة من 24 - 30 نيسان (أبريل)، شريطة حصول الصيادين على تصريح خاص والتزامهم بالشروط الصارمة.

وأصدرت محكمة العدل الأوروبية حكما في أيلول (سبتمبر) الماضي يفيد بأن مالطا انتهكت قرار حظر صيد الطيور، وعليها أن تتوقف عن استمرار الصيد في الربيع. وبدأت تلك الإجراءات عندما سمحت مالطا بالصيد خلال الفترة من 2004 إلى 2007 بعد الانضمام للاتحاد الأوروبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/حزيران/2010 - 9/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م