
شبكة النبأ: تشعر دول الخليج العربية
التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية وغربية بالخوف من أن اكتشاف شبكة
تجسس إيرانية مزعومة في الكويت سيجعل من الصعب عليها البقاء خارج حلبة
أي حرب بسبب برنامج إيران النووي.
وفي جانب موازِ ذكرت صحيفة تايمز البريطانية نقلاً عن مصادر عسكرية
في الخليج أن السعودية قد تسمح لإسرائيل بالتحليق فوق مجالها الجوي في
حال توجيه ضربة إلى إيران وقامت بتجارب لتكييف دفاعاتها الجوية.
فيما كشفت صحيفة صندي تايمز أن إسرائيل ستنشر ثلاث غواصات ألمانية
الصنع مجهزة بصواريخ (كروز) النووية في مياه الخليج قبالة السواحل
الإيرانية. مضيفة أن الغواصات بقيادة ضابط برتبة عقيد لكل واحدة منها،
ويتراوح عدد أفراد طاقهما بين 35 إلى 50 بحاراً، وهي قادرة على البقاء
في البحر لمدة 50 يوماً وبعمق يصل إلى 1150 قدماً تحت سطح الماء لمدة
أسبوع على الأقل، ومزودة بأكثر الرؤوس النووية تطوراً في الترسانة
الإسرائيلية..
تفكيك شبكة تجسس إيرانية يثير انزعاج دول
الخليج..
وقالت وسائل اعلام كويتية في مايو أيار الماضي ان السلطات اعتقلت
عددا من الكويتيين والاجانب للاشتباه في أنهم يتجسسون لحساب ايران
وقالت صحيفة القبس اليومية المستقلة انهم اتهموا بجمع معلومات عن مواقع
عسكرية في الكويت.
وحظرت الكويت التغطية الاعلامية للقضية وقالت انها تحتجز عددا من
الاشخاص في تحقيق أمني لم تحدده وان التفاصيل المنشورة في وسائل
الاعلام لم تكن دقيقة ولم توضح الكويت الامر.
وبينما لا تزال المعلومات عن الاعتقالات الكويتية شحيحة الا أن
التوترات الناجمة عنها قد تعمق الاستقطاب بين دول الخليج العربية
وايران غير العربية فيما يحتدم الصراع العالمي بسبب طموحات ايران
النووية.
كذلك قد تدفع الانباء عن الاعتقالات في الكويت اذا تأكدت الى
اجراءات أمنية صارمة تفرضها دول الخليج للكشف عن أي جواسيس محتملين
تخشى الحكومات من أنهم ربما ينقبون في أراضيهم بحثا عن مواقع يمكن
استهدافها في ضربات انتقامية في حالة توجيه ضربة أمريكية لايران.
قال تيودور كاراسيك من معهد التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج "ما
يبحثون عنه هو ألا يقعوا في تقاطع للنيران في أي هجوم عسكري محتمل على
ايران."
ومضى يقول "عندما توجد شبكات تجسس في ظل هذا النزوع بدرجة أكبر
ناحية الموقف الغربي فان ذلك يجعل الوضع أكثر خطورة الى حد ما." بحسب
رويترز.
وتنفي ايران وجود أي جواسيس يعملون لحسابها في الكويت التي تحسنت
علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية بعد أن تسممت أثناء الحرب العراقية
الايرانية في الفترة من 1980 - 1988 بسبب الدعم الكويتي للعراق.
ويشتبه الغرب في أن ايران تسعى لامتلاك قدرات عسكرية نووية. وفرضت
الامم المتحدة في الاسبوع الماضي عقوبات جديدة ضد ايران التي تقول انها
لا تريد سوى توليد الكهرباء.
ولكن الولايات المتحدة واسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية
الوحيدة في الشرق الاوسط لم تستبعدا اجراء عسكريا ضد ايران اذا فشلت
الدبلوماسية. وذلك يشير الى الخطر المحدق بدول الخليج العربية
المتحالفة مع الغرب التي لا يفصلها عن ايران سوى مياه الخليج حيث هددت
ايران بالرد بتوجيه ضربات لاسرائيل والقواعد الامريكية في الخليج اذا
تعرضت للهجوم.
وكثفت الولايات المتحدة بالفعل من وضع أنظمة الدفاع الصاروخي في
البر والبحر في عدد من بلدان الخليج للتصدي لما ترى أنه تهديد صاروخي
متنام من قبل ايران.
وقال مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث ان دول الخليج العربية
هذه "تفترض الان أن الحرس الثوري (الايراني) له وجود بالفعل على
أراضيها." واستطرد قائلا "اذا ثبتت (الاتهامات الكويتية)... اعتقد أننا
سنشهد نظرة كبيرة فاحصة من قبل المخابرات في كل دولة."
والولايات المتحدة لديها عدد كبير من المنشات الجوية والبحرية في
دول الخليج العربية ولا يبعد بعضها مسافة تزيد على 200 كيلومتر عن ساحل
ايران. وتحتفظ القيادة المركزية الامريكية بمقر قيادة أمامي في قطر
وتستضيف البحرين البحرية الامريكية.
وتستضيف الكويت معسكر عريفجان وهو قاعدة أمريكية كبيرة للامداد
والتموين تستخدم كنقطة انطلاق للقوات الامريكية التي ترسل للعراق.
ونظرا لان الاعتقالات حدثت في الكويت التي تعد علاقاتها مع ايران
الافضل بين دول الخليج فان من شأنها أن تثير الانزعاج لدى دول أخرى في
الخليج علاقاتها مع ايران أكثر توترا.
وترى السعودية أن طهران منافسا على النفوذ الاقليمي وأخذ النزاع بين
ايران والامارات العربية المتحدة على ثلاث جزر في الخليج قوة دفع جديدة
في الاشهر الاخيرة على الرغم من العلاقات التجارية القوية بين الدولتين.
ونشب خلاف قصير في العام الماضي بين البحرين وطهران بعدما نقل عن
مستشار للزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي قوله ان لايران سيادة على
المملكة الصغيرة حيث تحكم أسرة سنية أغلبية شيعية.
وقالت جالا رايان محللة الشرق الاوسط في مؤسسة اي.اس.اتش. جلوبال
انسايت "الخوف هو أن ايران اذا تسلحت بقنبلة نووية ستكون قادرة على
تحقيق تصورها عن نفسها كقوة اقليمية كي تكون قادرة على تطويع دول مجلس
التعاون الخليجي لارادتها."
ومضت تقول "وفي حالة وقوع هجوم اسرائيلي على ايران فان دول مجلس
التعاون الخليجي ستتراجع على الارجح عن نهجها الاهدأ الذي تجيده تماما
حيث تصبح أولويتها هي تجنب اشعال الموقف." وأضافت "وقد يرحب بعضهم سرا
بهجوم قد يؤخر البرنامج النووي الايراني."
كذلك تخشى دول الخليج التي يقودها السنة ولديها غالبا أقليات شيعية
مهمشة من النفوذ الذي تتمتع به ايران على الشيعة في تلك الدول. واذا
ثبت وجود شبكة تجسس ايرانية في الكويت فان دول الخليج سترد بقوة.
وقال دبلوماسي مطلع على التحقيق ان الشبكة تضم ثمانية أشخاص جميعهم
شيعة من بينهم كويتيون ولبنانيون وبحرينيون.
واعتقلت الكويت في السابق شيعة للاشتباه في ضلوعهم في مؤامرات في
الثمانينات لزعزعة استقرار البلاد من بينها محاولة لاغتيال حاكم الكويت
وخطف طائرة كويتية للمطالبة بالافراج عن سجناء شيعة.
وقامت الكويت في عامي 1985 و1986 بترحيل حوالي 27 ألفا من الاجانب
معظمهم ايرانيون وعززت الامن بعدما أطلقت طهران صواريخ على منشاتها
النفطية وهاجمت ناقلات نفط كويتية.
وقال محللون ان دول الخليج قد تشدد القيود على الدخول أو الاقامة
على الايرانيين ويعيش عدة مئات الالاف منهم في دول الخليج. وقد يجري
ترحيل بعضهم بشكل انتقائي.
ولكن ايران التي قالت وزارة خارجيتها ان التقارير محاولة من قبل
أعداء مثل اسرائيل لاثارة الانقسامات الاقليمية ستشعر على الارجح أنها
في حاجة لان تراقب ظهرها.
وقال العاني "يتعين عليهم جمع معلومات عن القواعد أو قدرات دول مجلس
التعاون الخليجي لانها قد ترى أن هناك شيئا في الافق سيحدث ان عاجلا أو
اجلا."
الرياض قد تسمح لإسرائيل بالتحليق ضد إيران
من جانب آخر ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية نقلا عن مصادر عسكرية في
الخليج ان السعودية قد تسمح لإسرائيل بالتحليق فوق مجالها الجوي في حال
توجيه ضربة الى ايران وقامت بتجارب لتكييف دفاعاتها الجوية.
وافادت هذه المصادر ان استخدام هذا الممر الجوي الضيق في شمال
البلاد يمكن ان يتيح بلوغ اهداف في ايران بشكل اسرع. ونقلت الصحيفة عن
مصدر عسكري اميركي في المنطقة قوله ان "السعوديين اعطوا اذنا
للاسرائيليين بالتحليق (فوق اراضيهم) فيما يغضون الطرف" عن ذلك.
وقال المصدر نفسه "انهم (السعوديون) قاموا بتجارب للتحقق من عدم
حصول اي تدخل لطائراتهم القتالية والا يتم اسقاط اي منها. تم كل ذلك
بالاتفاق مع وزارة الخارجية الاميركية". ورغم العلاقات المتوترة مع
اسرائيل يرى السعوديون في طهران تهديدا اقليميا وهم قلقون مثل
الاسرائيليين من تطور برنامج ايران النووي.
ونقلت الصحيفة البريطانية ايضا عن مصادر في السعودية قولها ان
الجميع يعلم في اوساط الدفاع في المملكة بحصول ترتيب في حال شنت
اسرائيل هجوما على ايران. وقال احد هذه المصادر "اننا على علم جميعا
بالامر. سنسمح لهم (الاسرائيليين) بالمرور وسنغض الطرف".
والاهداف الاكثر ترجيحا لغارة اسرائيلية محتملة في ايران هي مفاعلا
نطنز وقم (وسط) لتخصيب اليورانيوم ومصنع اصفهان (وسط) ومفاعل اراك (غرب)
للمياه الثقيلة بحسب تايمز. وتبنى مجلس الامن الدولي الاربعاء رزمة
رابعة من العقوبات على ايران منذ 2006 لرفضها تعليق برنامجها النووي في
حين تشتبه اسرائيل والدول الغربية بان طهران تسعى الى امتلاك السلاح
الذري تحت غطاء برنامج مدني وهو ما تنفيه طهران.
الرياض تنفي المزاعم..
ومن جهتها نفت السعودية "مزاعم ركيزتها البهتان والتجني" نشرتها
وسائل اعلام بريطانية واشارت الى احتمال ان تسمح الرياض بشن هجوم
اسرائيلي على ايران عبر اجوائها.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله "تابعت
المملكة العربية السعودية ما تناقلته بعض وسائل الاعلام البريطانية
لمزاعم ركيزتها البهتان والتجني تضمنت سماحها لاسرائيل بشن هجوم على
ايران عبر اجوائها".
واضاف المصدر ان "المملكة تجدد التاكيد على موقفها القاطع والرافض
لانتهاك سيادتها واستخدام اجوائها او اراضيها من قبل اي كان للاعتداء
على اي دولة".
وتابع "ومن الحري ان تطبق المملكة هذه السياسة مع سلطة الاحتلال
الاسرائيلية التي لا تربطها معها اي علاقة باي شكل من الأشكال".
وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية نشرت نقلا عن مصادر عسكرية في
الخليج ان السعودية قد تسمح لاسرائيل بالتحليق فوق مجالها الجوي في حال
توجيه ضربة الى ايران وقامت بتجارب لتكييف دفاعاتها الجوية.
وافادت هذه المصادر ان استخدام هذا الممر الجوي الضيق في شمال
البلاد يمكن ان يتيح بلوغ اهداف في ايران بشكل اسرع.
غواصات نووية إسرائيلية قرب السواحل
الإيرانية
وفي جانب موازِ كشفت صحيفة صندي تايمز ان اسرائيل ستنشر ثلاث غواصات
ألمانية الصنع مجهزة بصواريخ (كروز) النووية في مياه الخليج قبالة
السواحل الايرانية.
وقالت الصحيفة ان الخطوة «تأتي رداً على مخاوف اسرائيل من ان
الصواريخ البالستية التي طوّرتها ايران وسورية وحزب الله يمكن ان تضرب
أهدافاً على أراضيها بما في ذلك القواعد الجوية وقاذفات الصواريخ».
واضافت «أن الغواصات ''''دولفين'''' و''''تيكوما'''' و''''ليفيثان''''
يقود كل واحدة منها ضابط برتبة عقيد ويترواح عدد أفراد طاقهما بين 35
الى 50 بحاراً، وهي قادرة على البقاء في البحر لمدة 50 يوماً وبعمق يصل
الى 1150 قدماً تحت سطح الماء لمدة أسبوع على الأقل، ومزودة بأكثر
الرؤوس النووية تطوراً في الترسانة الاسرائيلية».
وذكرت الصحيفة ان الغواصات الثلاث «زارت الخليج من قبل، لكن اسرائيل
قررت الآن ابقاء واحدة منها على الأقل بشكل دائم في المنطقة».
وقالت صندي تايمز ان الهدف من وراء نشر الغواصات الثلاث هو «العمل
كرادع ولجمع المعلومات الاستخبارية ونقل عملاء جهاز الاستخبارات
الاسرائيلي الموساد، واستخدامها ضد ايران اذا واصلت العمل في برنامجها
لانتاج قنبلة نووية.
واضافت الصحيفة «أن حاجة اسرائيل الملحة لردع التحالف بين ايران
وسورية وحزب الله تجلى الشهر الماضي، حين عرض وزير دفاعها على الرئيس
الأمريكي باراك أوباما صوراً سرية ملتقطة بالأقمار الصناعية لقافلة من
الصواريخ البالستية وهي تغادر سورية في طريقها الى حزب الله في لبنان». |