الوهابيون: فتاوى خارجة عن الملّة ونزعة تكفيرية وسلوك طائفي

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أثار حفل تكريم لقاضيين متشددين منقولين من المحكمة العامة في القطيف مؤخرا امتعاض الأهالي لما عُرف عن القاضيين  من نزعة تكفيرية وسيرة طائفية طيلة فترة عملهما القضائي في القطيف.

وكما هي عادتهم بين حين وآخر يظهر دعاة التكفير الوهابيون بفتاوى مثيرة للجدل تُجمع على بطلانها فرق المسلمين، فقد أجاز الداعية السعودي عادل الكلباني الغناء!، بشرط أن يكون بنية الترويح!، وألا يكون الكلام فاحشاً! وإنه لا مانع من الأغاني إذا كانت من دون نساء ولم يكن كلامها فاحشاً..

ومن جديد، أيدَ عالم الدين السعودي الدكتور صالح السدلان فتوى إرضاع الكبير ضمن ضوابط شرعية، مشدداً على أنه لا دليل على كلام من قال أن هذه الفتوى خاصة بحالة واحدة ولا تُعمم!.

وبموازاة ذلك يجري فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف سيئة الصيت بمنطقة نجران في السعودية تحقيقاً موسعاً مع ثمانية من أعضائها نتيجة مداهمتهم منزل مواطنة سعودية دون إذن مسبق والتهجم عليها وإهانتها.

تكريم قاضيين متشددين يثير امتعاض الأهالي

أثار حفل تكريم لقاضيين متشددين منقولين من المحكمة العامة في القطيف مؤخرا امتعاض الأهالي لما عرف عن القاضيين  من نزعة تكفيرية وسيرة طائفية طيلة فترة عملهما القضائي في القطيف.

وأقيم حفل التكريم للقاضيين الشيخ صالح الدرويش والشيخ فؤاد الماجد في صالة شهاب في القطيف الأربعاء الماضي برعاية عدد من وجهاء المنطقة.

واشتهر القاضيان الدرويش والماجد بسجل قضائي سيئ ونزعة تكفيرية وسلوك طائفي لم يكونا يخفيانه تجاه أهالي المنطقة الشيعة وفقا لمتابعين.

وعرف الدرويش بجملة من القضايا المستفزة للأهالي ومنها تفريقه بين الزوجين عبدالله آل مهدي وسميره الحازمي لأسباب طائفية وأمره بإطلاق سراح أحد المتهمين باغتصاب طفلتين وحكمه بجلد الشابة المغتصبة في قضية فتاة القطيف.

كما شارك ابان الحرب بين القوات السعودية والمقاتلين الحوثيين اليمنيين في توقيع بيان لرجال دين وهابيين كفر خلاله المسلمين الشيعة إلى جانب تبنيه طباعة ونشر النشرات والكتب الطائفية المناهضة للشيعة وتوزيعها في القطيف.

أما الشيخ الماجد فقد اشتهر بإصداره حكما بالإعدام بحق الشاب القطيفي الشهيد "صادق مال الله" أواخر ثمانينات القرن الماضي تحت ذرائع ظلت غامضة حتى اليوم.

وأعرب اثنان من كتاب شبكة راصد الاخبارية عن امتعاضهما الشديد ازاء حفل التكريم الذي حظي به المتشددان الدرويش والماجد معتبرين ذلك مسا بكرامة أهالي المنطقة.

وفي انتقاد لاذع قال الكاتب ميثم الجشي بأن القائمين على حفل التكريم "لا تمثل إلا أنفسها المريضة". مطالبا وجهاء المنطقة والناشطين الاجتماعيين بإدانة واستنكار حفل التكريم.

وفي مقالة بعنوان "لقد كرموا دعاة التكفير" أضاف الجشي بأن "هذا التكريم لن يزيدنا إلا ضعفا وهوانا، فالذي يُقّبِل يد جلاده ما هو إلا جثه عفنة لا تستحق حتى الدفن".

وفي حين رأى بأن هناك شخصيات سلفية من دعاة التعايش الوطني هم أولى بهذا التكريم من الدرويش والماجد المح الكاتب الى وجود ما وصفها بـ"ارتباطات غير شفافة" بين القائمين على الحفل والقضاة والمتشددين.

من جهته اعتبر الكاتب عبدالله العبد القادر الحفل "احياء للذل والمهانة والخضوع والاستكانة والرقص على أنغام وإيقاعات الأحكام الجائرة والفتاوى التكفيرية المستبيحة لدماء أبنائنا".

وفي مقالة بعنوان " قطيفيون بين النباهة والإستحمار" تهكم العبدالقادر على منظمي الحفل بقوله " نهنئكم بنجاح حفلكم وبناء أواصر قربكم مع جلاديكم ولكنه كان للأسف على ظهور جثث أبنائكم والعبث بتاريخ منطقتكم".

هذا ورصدت الشبكة العديد من التعليقات عبر المنتديات والمواقع الالكترونية المحلية والتي أعرب خلالها مشاركون عن سخطهم من تكريم القاضيين الدرويش والماجد.

الكلباني يُجيز الغناء..

وكما هي عادتهم بين حين وآخر يظهر دعاة التكفير الوهابيون بفتاوى مثيرة للجدل تُجمع على بطلانها فرق المسلمين، فقد أجاز الداعية السعودي عادل الكلباني الغناء، بشرط أن يكون بنية الترويح، وألا يكون الكلام فاحشاً حسب قول ابن حزم، وقال: يجب ألا يكون الغناء الهمّ الأوحد للشخص، وإنه "لا مانع من الأغاني إذا كانت من دون نساء ولم يكن كلامها فاحشاً".

وقال الكلباني في مقابلة مع قناة "العربية" الثلاثاء 25-5-2010 إن رأيه هذا قديم وليس بجديد، مبيناً أنه رأي وليس فتوى.

وعن الموسيقى قال إنها من الشبهات، أي ما لم يرد فيه نصّ واضح في الإجازة أو التحريم والأفضل اجتنابها. مبيناً أن استخدام الدف ليس فيه إشكال أو تحريم.

وعن الرقصات الشعبية التي يستخدم فيها الدف مثل العرضة, فقال إنه ليس فيها حرمة، وأيضاً الموسيقى العسكرية ليس فيها تحريم ولا شبهة.

أما بالنسبة للتمثيل فقال إن لم يكن فيه خروج مثل ما نراه حالياً فهو حلال ولا شبهة فيه، مثل بعض المسرحيات الهادفة التي تخدم فكرة جيدة.

وكانت صحيفة "الوطن" السعودية نقلت عن الشيخ الكلباني قوله إن التحريم المطلق سواء في التمثيل أو الأغاني غير صحيح، والإجازة المطلقة كذلك غير صحيحة، ولذا يجب أن يكون الأمر بالوسطية في كل شيء. كما أجاز العرضة النجدية والخبيتي والسامري والمزمار الحجازي.

واستشهد الكلباني بالإمام النووي وابن كثير في جواز ذلك في المناسبات والأفراح والختان. وأردف قائلاً: "أنا أجيز الغناء، والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبدالله الجديع يجيزانه أيضاً، فلو جاء التعاون من شخص يجيز الغناء فلا بأس، أما أن يأتي من شخص يحرم الغناء فهنا المشكلة".

واعتبر الكلباني أن الشيخ عائض القرني يمر بـ"غفلة الصالحين"، على حد تعبيره، وقال: "عائض عُرف عنه أنه يحرم الغناء، ويأتي بعد ذلك ليتعاون مع مغنٍّ ويقول إنه بسبب جمال صوت المغني تعاونت معه!".

وعن اللغط الذي تسبب فيه الشيخ محمد النجيمي وما صاحب ظهوره مع النساء قال الكلباني: "لو قال النجيمي أنا أخطأت فلا بأس، ولكن أن يكابر ويبرر الخطأ إسلامياً، فهنا المشكلة، وقوله إن هذا اختلاط عارض، وهذا غير عارض، فهنا البداية في استخدام الدين في تبرير الأخطاء"، مؤكداً أن الخطأ الكبير - على حد وصفه - الذي وقع فيه النجيمي هو موافقته للشيخ عبدالرحمن البراك في قتل مستحل الاختلاط، وهذا من المتناقضات.

التحقيق مع أعضاء هيئة داهموا منزل امرأة..

من جانب آخر يجري فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة نجران في السعودية تحقيقاً موسعاً مع ثمانية من أعضائها نتيجة مداهمتهم منزل مواطنة سعودية دون إذن مسبق.

وقالت المواطنة السعودية "م.ع.ن" لصحيفة "الوطن"، إن عدداً من أفراد الهيئة داهموا منزلها منتصف الليل، حيث فوجئت بطرق الباب الخاص بالشقة التي تسكن بها في حي الفهد الشمالي بنجران بقوة بعد أن كسروا الباب الرئيس للعمارة وقامت بالرد عليهم قائلة، "من يطرق الباب؟"، فقالوا،"رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. افتحي الباب وأخرجي الرجل الذي عندك, وإلا والله سوف نكسر عليكما الباب ونفضح أمركما".

وأضافت المواطنة قائلة، "عندما فتحت الباب سألها أحدهم هل أنت أمل؟ قلت: من أمل.. ثم تراجع إلى الخلف، ونزل إلى أسفل العمارة، الأمر الذي تسبب في خوف وهلع أطفالي من هول ما حصل, فيما أصيبت ابنتي الكبيرة بحالة انهيار عصبي ودخلت في نوبة بكاء مستمر".

وتواجه الهيئة سيئة الصيت، بعض الانتقادات في عملها ويتعرض رجالها الخمسة آلاف عضو والمكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية، إلى انتقادات بسبب بعض الأساليب والتصرفات داخل المجتمع، على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في منع عدد كبير من الجرائم معظمها ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع السعودي الإسلامية، حيث تشكل الهيئة قوة ردع موجودة في كل أنحاء المملكة المحافظة وتضع السعودية في قائمة أكثر بلدان العالم أمناً.

ووفقاً للصحيفة السعودية اليومية، أشارت المواطنة إلى أنها قامت بإبلاغ الدوريات ووكيل الإمارة بالواقعة، قائلة حادثني مدير الشرطة هاتفياً، وأخذ أقوالي، ومن ثم حادثني أيضاً مدير عام الهيئة بنجران الشيخ أحمد بلحمر هاتفياً، واعتذر عما حصل قائلاً، "إن أعضاء الهيئة كانوا مشتبهين برجل صاحب مواد مخدرة "حشيش", وإنه قفز إلى حوش الجار الذي يسكن بالدور الأرضي.

وطالبت المواطنة بإنصافها من تصرف أفراد الهيئة الذين عمدوا إلى ترويعها وترويع أطفالها والتهجم عليها دون حق يذكر.

وأوضح مدير فرع الهيئة بنجران الشيخ أحمد بن صالح بلحمر في تصريح لصحيفة "الوطن"،"إنه تمت متابعة هذه الحالة من بدايتها، ويجري حالياً التحقيق في ملابسات الموضوع للتعرف على تفاصيل ما ذكر". وأضاف "ننتظر ما تسفر عنه نتائج اللجنة التي تم تشكيلها في الفرع للتحقيق في القضية".

السدلان.. يؤيد إرضاع الكبير

ومجدداً، أيدَ عالم الدين السعودي أستاذ الدراسات العليا في جامعة محمد بن سعود الدكتور صالح السدلان فتوى ارضاع الكبير ضمن ضوابط شرعية، مشددا على أنه لا دليل على كلام من قال ان هذه الفتوى خاصة بحالة واحدة ولا تعمم.

وقال السدلان في تصريح خاص نشرته صحيفة «عكاظ» «قضية ارضاع الكبير وردت في السنة النبوية بقصة سالم مولى أبي حذيفة».

وأضاف: «احتج بعض أهل العلم على هذه الفتوى، وقالوا هذه حالة خاصة ولايمكن ان تعمم لكنه لا دليل على أنها قصة خاصة بأبي حذيفة وزوجته وانما لأبي حذيفة ولغيره، مما كانت حاجته مماثلة لحاجة أبي حذيفة». وشدد السدلان على ان فتوى ارضاع الكبير تحتاج الى تأمل ودراسة وتخضع للحاجة والضرورة.

وقال انه لا يجوز شرعا التهكم بهذه الفتوى والسخرية منها لأنها صحت عن الرسول وعن عدد من العلماء وهي ثابتة.

ووجه السدلان نصحا لبعض العلماء وطلبة العلم بعدم التحدث بالأشياء غير المعهودة في الفتوى، الا عن طريق المفتي العام الذي يرجح بين كونها جائزة أو أنها حالة خاصة، أما أنها حالة خاصة فتقدير هذه المسائل للمفتي ومن أسند له هذه المهمة لحساسية مثل هذه القضايا.

وكان المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان قد أجاز ارضاع الكبير وحصرها في حالات معينة، وقد أثارت الفتوى جدلا فقهيا واعلاميا كبيرا في الأوساط السعودية والعربية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/حزيران/2010 - 30/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م