بيئة العراق على أبواب الجفاف والتصحر

انخفاض معدل التدفق والتلوث يهددان دجلة والفرات بالضمور

 

شبكة النبأ: تهدد العراق كوارث بيئية بسبب التغيرات المناخية وآثار الحروب المتتالية عليه حيث أصبحت العواصف الرملية زائرا أسبوعيا ثقيلا ومؤذيا يترك آثاره الصحية والبيئية ويتلف المزروعات.

وارض الرافدين التي عرفت بحاضرتها المائية والروائية أصبحت الآن تعاني من الجفاف وتهدد آلاف الأسر من المزارعين بالهجرة إلى المدن وترك الزراعة.

وحيث غطت سماء العراق في حرب الخليج سحب اليورانيوم المنضب والأسلحة الكيماوية أصابت مئات العراقيين واغلبهم من الأطفال بأمراض مختلفة لسرطان الدم وخصوصا في البصرة عجزت السلطات العراقية الصحية عن توفير العلاجات الأزمة لهم لحين يتوفاهم لله.

ولم تسلم أراضي الموصل ام الربيعين المشهورة بخصوبتها وإنتاجها للقمح  من زحف التصحر وتسمم مياهها بالملوثات الكيماوية.

وحسب مسؤول عراقي في وزارة البيئة فإن مواصلة انتاج النفط في العراق يزيد الطين بلة، وقد يرفع نسبة التلوث بسبب النفايات التي ترمى في الأنهر فضلا عن حاجة ملايين اللترات من الماء لإنتاج النفط.

تلوث المياه

لم تعد الجثث تطفو على سطح نهري دجلة والفرات لكن وكيل وزارة البيئة العراقي كمال حسين لطيف يقول إن ممرات العراق المائية تواجه الآن نوعا آخر من التلوث بالمبيدات الحشرية والملوحة الزائدة.

وقال لطيف وكيل الوزارة للشؤون الفنية إن السدود والري تسببا في انخفاض التدفق بشدة بحيث قد لا يتسنى أحياء الاهوار التي يعتقد بعض الباحثين أنها موقع حدائق عدن التي وردت في التوراة دون نظام حواجز متحركة لتحويل المياه. بحسب رويترز.

وأضاف في مقابلة أنه حتى مع تعافى العراق من الحرب وأعمال العنف الطائفية فانه يواجه عواصف ترابية زادت معدلاتها حدوثها 20 مرة منذ السبعينات وسط جفاف مستمر وتصحر متزايد.

ومن ناحية أخرى يقول لطيف "أدى انخفاض تدفق المياه الى ازدياد التلوث في الأنهار " حيث وصلت الملوحة بنهر دجلة في بغداد الى مستويات تقترب من أربعة أمثال مستوياتها قبل أربعة عقود.وأضاف "هذا وضع سيء جدا."لكن الجهود لمناقشة نوعية المياه وتبادل البيانات مع الدول التي يمر بها نهرا دجلة والفرات وهي إيران وتركيا وسوريا لم تسفر عن أي شيء. وتابع "نحاول دائما التحدث مع تركيا وإيران وحتى الآن لم يصلنا رد. حاولنا جاهدين وهذه قضية خطيرة جدا."

وكانت بغداد قد اتهمت تركيا بخنق نهر الفرات أطول نهر في جنوب غرب آسيا بسدود الري والسدود الكهرومائية.

وعن معدل التدفق في نهر دجلة قال لطيف   يبلغ نحو 280 مترا مكعبا في الثانية ونحو 220 مترا مكعبا في الفرات بعد أن كان 500 متر مكعب في السبعينات.

ويتمتع العراق مهد الحضارات القديمة التي قامت على السيطرة على المياه بواحد من أوسع أنظمة الري نطاقا في العالم. وأوضح  إن ما بين 85 و90 في المائة من مياه الأنهار تستخدم لري المحاصيل.

وتعود هذه المياه الى دجلة والفرات محملة بالمبيدات الحشرية والمعادن ويبلغ معدل الملوحة نحو 350 جزءا في المليون في نهر دجلة عند الحدود التركية.

وتابع "الآن تبلغ آلف جزء في المليون في بغداد (بوسط العراق) نتيجة انخفاض معدل تدفق المياه ونظام الري السيئ." وأضاف "في عام 1970 بلغ 280 وكانت المياه ممتازة. ألان 600 ستكون كافية لبغداد."

ويهدد انخفاض تدفق المياه أيضا أحياء الاهوار عند نقطة التقاء دجلة والفرات بجنوب العراق وهي اكبر أراض رطبة في جنوب غرب أسيا.

وقضت خطط التحويل في عهد الدكتاتور صدام على الاهوار. وأعاد مشروع للأمم المتحدة غمر قرابة نصف الأراضي الرطبة الدائمة البالغ مساحتها تسعة ألاف كيلومتر مربع لكن لطيف قال إن الرقم انخفض الى 34 في المائة نتيجة الجفاف وانخفاض معدلات تدفق المياه.

وأكد "بمعدلات التدفق هذه لا نستطيع استعادة الاهوار. يجب استعادة هذه الاهوار بطريقة الية وليس طبيعية."

وأشار لطيف إن اتفاقات التطوير النفطي التي أبرمها العراق العام الماضي تعني أيضا مزيدا من الضغط على الموارد المائية.

وأضاف أن إنتاج برميل من النفط يستهلك ما يصل الى 1.6 برميل من المياه وأن الأنهار يمكن أن تواجه تلوثا من تسرب النفط ومخلفاته.

وشدد "لدينا برلمان وأصبحنا الان دولة ديمقراطية ونستطيع التركيز على قضايا كثيرة. لدينا الاعلام والوضع لم يعد مثلما كان في عهد النظام السابق."

وانخفض أحد أشكال التلوث على الاقل مع تراجع أعمال العنف. وكان نهرا دجلة والفرات المكانين المفضلين للتخلص من الجثث خلال سنوات من الصراع الطائفي.

الاحتباس الحراري في العراق

ويلاحظ منذ عدة سنوات زيادة الجفاف في العراق، وفي أرض دجلة والفرات التي كانت في السابق غنية بوفرة المياه، صار أبناء الريف يهجرون مناطقهم بسبب الجفاف. والآن قدَّرت الحكومة العراقية خطورة هذا الوضع، كما أنَّها تريد العمل بسرعة لمواجهته. برغيت سفينسون تلقي الضوء من بغداد على مشكلة الجفاف.

و إذا استمر الوضع الحالي فمن الممكن أن يصبح حتى عام 2030 ثلثي المناطق المأهولة في بلاد الرافدين غير مأهولة نتيجة الجفاف وشحة المياه، حسب تحذير جريدة الصباح العراقية

وعلى الرغم من نزول المطر أخيرًا في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر طيلة ثلاثة أيَّام، إلاَّ أنَّ هناك مرتفعات رملية ما تزال ترتفع بارزة فوق الماء في وسط مجرى نهر دجلة. وحتى فترة متأخِّرة من شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر اجتاحت العواصف الترابية والرملية العراق على نحو لم تشهده البلاد منذ أعوام؛ إذ تحتَّم نقل مئات الأشخاص إلى المستشفيات بسبب معاناتهم من صعوبة في التنفس.

غير أنَّ الغبار الناعم لا يخترق فقط المجاري التنفسية، بل إنَّه يكتسح كلَّ مكان، ويغطي بلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى أنَّه يخنق كلَّ شيء تحته. وعلى الرغم من أنَّ العراق كان دائمًا يعاني من تعرّضه للعواصف الرملية، بيد أنَّ هذه العواصف لم تكن قط سيئة إلى هذا الحد مثلما هي الحال في هذه السنة، حسب قول خبراء الأرصاد الجوية.

قَطع بساتين النخيل لأسباب عسكرية

ويقول البعض إنَّ الأمريكيين هم السبب. ففي السنوات الست الماضية منذ الغزو الأمريكي للعراق غيَّرت دباباتهم طبيعة الأرض والتربة الأصلية وأخلَّت بالتوازن الإيكولوجي. بينما يحمِّل الآخرون المسؤولية عن ذلك الدكتاتور صدام حسين، ويقولون إنَّ الدكتاتور أمر بقطع ملايين من أشجار النخيل وخاصة في جنوب البلاد، وذلك عندما كانت الحرب في أوجها ضدّ إيران في فترة الثمانينات، لأنَّه كان يريد توفير مجال رؤية واضحة للجيش العراقي.

والآن لا يوجد ما يحول دون هبوب العواصف الترابية والرملية عبر الصحراء. ومع ذلك لم يتم إثبات صحة هذه الادعاءات المختلفة. ولكن في الحقيقة إنَّ بلاد ما بين النهرين تغرق بشكل متزايد في الغبار والرمال. وتلاحظ هذه الظاهرة بسرعة عندما يسافر المرء في الطرق البرية، حيث تتكوَّن في كلِّ مكان هناك أعاصير صغيرة يتَّسع مداها وتتحوَّل إلى عواصف رملية تشبه الزوابع ذات الشكل اللولبي. وتجتاح هذه العواصف السهوب والبراري، خاصة في غرب العراق، وتغطي كلَّ شيء تواجهه في طريقها.

من جهته قال عون عبد اللهمدير المركز الوطني للموارد المائية: "لا يمكن أن نقوم بإبرام معاهدات مع تركيا، ونستثمر استثمارات ضخمة في الشراكة مع أنقرة، بينما هم يقومون وبمعنى الكلمة بقطع الماء عنا بواسطة سدودهم".

وأضاف" إنَّ هذا يشكِّل ظاهرة أخرى من ظواهر التغيّر المناخي. وعبد الله يلاحظ منذ عدة أعوام زيادة الجفاف والتصحّر في أرض دجلة والفرات التي كانت في الماضي غنية جدًا بالمياه. والإحصاءات الخاصة بوزارته حول منسوب المياه السنوي في نهري دجلة والفرات ترجع إلى عام 1933، حيث تسجِّل منذ ذلك الحين انخفاضًا مستمرًا في كميات المياه.

ويعود سبب ذلك من ناحية إلى زيادة بناء السدود في كلّ من تركيا وإيران، ولكن أيضًا من ناحية أخرى إلى الانخفاض الحاد في معدَّلات سقوط الأمطار. ويقول عبد الله بصوت قلق: "في العشرين سنة الماضية انخفض معدل سقوط الأمطار باستمرار. وفي السنتين الأخيرتين لم ينزل المطر تقريبًا". وفي العامين الماضيين انخفض معدل الماء بنسبة ثلاثين في المائة؛ فهناك كارثة تلوح في الأفق. والآن أصبح العراق حتى في الشتاء صحراء صفراء اللون مليئا بالغبار والرمال، حسب قول عون عبد الله.

ويقول عبد الله إنَّ الوقت قد حان من أجل تبادل المعارف والآراء مع الآخرين ومن أجل لفت الانتباه إلى المشكلات الموجودة في العراق.

وهذا الخبير العراقي بدأ العمل في مجال المياه منذ العام 1968؛ في البداية في مدينة الناصرية، مسقط رأسه وتقع في جنوب العراق، ثم تولى منصب مدير إدارة الري والبزل في البصرة.

موجات نزوح محتمَلة..

ويمكن التعرّف على مدى خطورة الوضع المأساوي في أثناء التجوّل فوق الجسور الممتدة على نهر دجلة في العاصمة العراقية. وبينما كان مجرى النهر يمتلئ دائمًا خلال فصل الربيع حتى في الأعوام القليلة الماضية في أثناء ذوبان الثلوج في الجبال الكردية، ظهرت هذه المرة في وسط مجرى النهر مرتفعات رملية ضخمة؛ حيث استمرّ تراجع منسوب المياه على مدار هذا العام.

وإبراهيم المقيم في بغداد ويبلغ عمره خمسة وأربعين عامًا يخشى من أنَّ النهر يمكن أن يجف تمامًا. فقد كان يكسب قوته من خلال عمله بقاربه الصغير الذي كان يستخدمه في تقديم رحلات عبر النهر، وكان ينفق من عمله هذا على زوجته وأطفالهما الثلاثة - وذلك قبل ستة أعوام عندما جاء الإرهاب؛ "ثم توقَّف كلّ شيء". ولكن الآن ومنذ أن هدأ الوضع قليلاً وصار بإمكانه أن يعوم بقاربه من جديد، أصبح يعاني من نقص منسوب المياه. ويجب عليه أيضًا أن يكون حذرًا للغاية لكي لا يرتطم قاربه بقعر النهر، مثلما يقول بهدوء: "كأننا لم نعاني بما فيه الكفاية!"

وحسبما أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية في شهر أيلول/سبتمبر، فقد بدأت أولى موجات اللاجئين بالنزوح من مناطقهم بسبب الجفاف؛ حيث يهرب الناس من الريف إلى المدن. وحتى الآن تبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي جفَّت تمامًا ستمائة وستة وتسعين ألف هكتار، مثلما يقول محمد أمين فارس، مدير إدارة الموارد المائية التابعة لوزارة الموارد المائية في الحكومة الكردية في شمال العراق، حيث تجري مياه نهر دجلة مجتازة الحدود من تركيا إلى العراق. وإذا استمر الوضع الحالي فمن الممكن - حسب جريدة الصباح العراقية - أن يصبح حتى عام 2030 ثلثي المناطق المأهولة في بلاد ما بين النهرين غير مأهولة نتيجة الجفاف وشحة المياه.

غير أنَّ خبير المياه في معهد الأبحاث المناخية في مدينة بوتسدام الألمانية، هولغر هوف Holger Hoff، لا يتوقَّع أنَّ العراق سوف يشهد فترة جفاف تستمر عشرين عامًا. ويقول "غالبًا ما كانت مواسم الجفاف تستمر في المنطقة من عام إلى عدة أعوام، ومن ثم تحل محلها أعوام ممطرة". ولكن على الرغم من ذلك فإنَّ هذا الباحث يعتقد أنَّ تقلب المناخ سوف يزداد على الأرجح باستمرار وبالتالي سوف تزداد مع التغيّر المناخي أيضًا شدة الجفاف ومدته وكثرة حدوثه.

غازات الأعصاب وسرطان الدم

وتشير صحيفة الصباح إلى إن معدلات إصابة أطفال محافظة البصرة، ثاني اكبر مدينة عراقية والميناء الوحيد ومركز الثروة النفطية، تضاعفت ثلاث مرات خلال الخمسة عشر عاما الماضية، حسب تقديرات خبراء الصحة.

وتنقل الصحيفة عن بحث متخصص نشر في مجلة الصحة العامة الأمريكية قوله إن هناك 698 حالة سرطان دم بين الأطفال تحت 15 عاما في الفترة حتى عام 2007، وان عام 2006 سجل منها 211 حالة كلها في البصرة بأقصى جنوب العراق.

الصحيفة تقول إن البحث استنتج إن هناك زيادة نسبتها 8,5 في المائة في الإصابات بين كل مئة إلف طفل خلال نفس الفترة، وهي تزيد عن ضعف نسبة الإصابات بسرطان الدم في الاتحاد الأوروبي.

وتنقل الصحيفة عن الباحثين قولهم إن هناك حاجة للوقوف على مسببات حالات السرطان، التي يمكن إن يكون منها استنشاق الأطفال لمواد سامة مثل البنزين الذي يبيعونه على أرصفة الشوارع عندما تشتد أزمة الوقود، أو مخلفات احتراق آبار النفط المنتشرة في محافظة البصرة، أو غاز الأعصاب المستخدم في الحروب، أو المبيدات الكيماوية، او استخدام قذائف اليورانيوم المنضب.

وفي ذات السياق ارتفعت نسبة الإصابات بمرض اللوكيميا لدى الأطفال في محافظة البصرة بجنوب العراق على مدى السنوات 15 الماضية على ان السبب الدقيق غير واضح، حسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة الصحة العامة الأمريكية American Journal of Public Health.

ورأى التقرير الذي أعده باحثون من جامعة واشنطن في ولاية سياتل ان “الأسباب المحتملة من وراء إصابة عدد كبير من الأطفال بمحافظة البصرة بمرض اللوكيميا تتضمن التعرض للكيماويات التي تفرزها نيران النفط، والغازولين الذي يبيعه أطفال على أرصفة الطرقات، والأسلحة الكيماوية ومبيدات الحشرات”.

ووجد الباحثون ان ” 698 حالة إصابة باللوكيميا موثقة في المحافظة من بين الأطفال تحت سن 15 خلال المدة بين العام 1993 و 2007. وقد سجل أعلى عدد من الإصابات في العام 2006 حيث سجلت 211 إصابة”.

وقال مؤلف الدراسة، أمي هاكوبيان، من جامعة واشنطن، إن “من خلال استخدام سجل احد المستشفيات للإصابات بالسرطان، تمكنا من قياس الزيادة في نسبة الإصابات اللوكيميا من 3 في 100.000 طفل في القسم الأول من مدة دراستنا، الى نسبة تصل الى تقريبا  8½ في السنوات الثلاث الأخيرة.”

وبالمقارنة، تترواح نسبة الإصابات باللوكيميا في أوربا والولايات المتحدة تتراوح بين 4 و5 من بين كل 100.000، وفي بلدان شرق أوسطية، عمان والكويت، تتراوح الأعداد من 2 الى 3 من بين كل 100.000. وكانت البصرة والمناطق المحيطة بها محورا في ثلاثة حروب.

يشار الى إن جهات دولية ومحلية أشارت خلال السنوات الأخيرة الى ان مدينة البصرة التي تقع على مسافة 590كم جنوب العاصمة بغداد وتعد ثاني اكبر مدن العراق، قد تعرضت للتلوث باليورانيوم المنضب الذي استخدم في الحرب على العراق إبان حرب الخليج في عام 1990، وغزو العراق عام 2003. وهو ما تسبب بالكثير من الأمراض، فضلا عن التلوث البيئي. بحسب أصوات العراق.

وتشير مصادر شبه رسمية إلى أن ما استعمل على العراق من قذائف وإطلاق اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج الثانية اثر غزو العراق للكويت عام 1991 وخلال ستة أسابيع قارب 940,000 إطلاقه عيار 30 ملم و14,000 قذيفة مدفع ودبابة من مختلفة العيارات، وهو ما يقارب 300 طن.

فيما تشير مصادر عسكرية عليمة إلى أن ما استعمل على محافظة البصرة من أسلحة اليورانيوم خلال عام 2003 من القوات البريطانية فقط هو 1.9 طن ولكن تقديرات أخرى تشير إلى أنه يقارب الـ 100 طن.

من جانب آخر كشف تحقيق  بأن هناك نسبة مرتفعة من الأطفال في مدينة الفلوجة العراقية بمحافظة الانبار مصابون بتشوهات خلقية، وذلك بعد مرور ست سنوات على المعارك الضارية التي خاضتها القوات الأمريكية ضد المسلحين فيها.

وأكد طبيب في احد المستشفيات المحلية إنه يشاهد حالتين أو ثلاث حالات يوميا. وينحي السكان المحليون باللائمة لحدوث هذه الحالات على الأسلحة التي استخدمها الأمريكيون في هجومهم على الفلوجة.وقد اصدر المسؤولون في المدينة مؤخرا تحذيرا للنساء بعدم الإنجاب. بحسب بي بي سي.

ويقول محرر الشؤون الدولية في بي بي سي إن ركام المباني التي هدمت في القتال قد ألقيت في احد الأنهر، وكان سكان المدينة يشربون من مياه هذا النهر.

زحف التلال الرملية في ديالى

من جانبه كشف ماجد خليل العزاوي  مدير زراعة ديالى، مؤخرا عن هلاك آلاف من الدوانم الزراعية في المحافظة بعد زحف كميات كبيرة من الرمال المتحركة من المناطق الصحراوية الواقعة شرق بعقوبة.

وأوضح العزاوي ان “كميات كبيرة من التلال الرملية الواقعة في منطقة العيثة الصحراوية التابعة لقضاء المقدادية (45كم شرق بعقوبة) زحفت صوب الأراضي الزراعية المحيطة بالقضاء ما ادى الى هلاك عشرة آلاف دونم”، مبيناً ان “تلك المناطق تحولت الى اراض غير صالحة للزراعة”.

وأضاف ان “مديرية الزراعة بصدد إنشاء غابات اصطناعية تحيط بالقضاء للحد من زحف كميات الرمال المتحركة”. بحسب أصوات العراق.

يذكر إن أكثر من 70% من سكان المحافظة كانوا يمتهنون الزراعة مصدرا رئيسيا للعيش الا ان تردي الواقع الزراعي مع سخونة المشهد الأمني وقتل وتهجير الكثير من العوائل الفلاحية أسهم في انخفاض نسبة الزراعيين واضطرارهم لمزاولة مهن أخرى”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 13/حزيران/2010 - 28/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م