نظرية البلطجة الفاجرة

سيد يوسف

إن منافذ التغيير قد سدها الطغاة بالتزوير وإطاحة الطغاة بالقهر صارت مسألة وقت

 يدرك العاقلون أن النقد يؤتى بثماره مع النفوس السوية فالمرء السوى حين ينتقد ويجد هذا النقد حقا فإنه إما يعالجه أو يتوارى خجلا أو يجهد أن ينفى عن نفسه ذلك النقد وهذا مما هو معروف بالضرورة ولذا ورد فى النصوص الدينية والإنسانية أن "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، ولأمر ما يساق هاهنا حديث آية المنافق والتى منها إذا خاصم فجر وهو فُجر يبعث على الطغيان يدفع صاحبه للتمادى فى الأذى النفسى والمادى لا سيما إذا كان الضحية ضعيفا أو إذا كان الجلاد ( الحاكم فى حديثنا وأعوانه) ممن يملكون سطوة الجاه والسلطة والمال والإعلام وأبواق المنافقين من أمثال صاحبنا المشهور ب(طشة الملوخية) وأعوانه.

إنما مثل البلطجة الفاجرة كمثل دائن طالب المدين بماله فقال المدين" أنت الدائن حقا، وأنا بالفعل مدين لك بالمال، ومالك معى وفى يدى لكنى لن أعطيك شيئا" ويقصد بنظرية البلطجة الفاجرة: تلك الوسيلة التى يمعن فيها أبواق الأنظمة المستبدة بالفجر والخصومة والإيذاء النفسى والمعنوى والتبجح بهذا بل أحيانا المباهاة بتلك الوسائل الرخيصة.

وإليكم هذه الأمثلة للتقريب والتشبيه وليس للتندر والاستهزاء وإن حق هاهنا السخرية:

* تأكيد أحد منظرى لجنة السياسات(على الدين هلال مع برنامج القاهرة اليوم) على عدم وجود انتخابات نزيهة.

* ما نسب لنجل مبارك فى الانتخابات السابقة من قوله سننجح بنسبة مريحة.

* ما نسب لأمين تنظيم لجنة السياسات بأن الإخوان لن ينجح منهم أحد.

* ما نسب للجنة الانتخابات الأخيرة بنزاهة انتخابات الشورى 2010 بل حضور 30% من جموع الناخبين فى حين أن تلك النسبة لم تحضر انتخابات مجلس الشعب.

* الادعاء أن أتوبيس الفريق الجزائرى قد تحطم من الداخل...فى قلب القاهرة.

* الاعتداء بالرصاص على أحد الناخبين لانتخابات مجلس الشورى 2010 ثم وضع القيد بيده(الكلابشات) وهو على سرير بمستشفى!!

ربما كان الاطمئنان إلى عدم المحاسبة والافلات من العقاب والقيام بدور كلب الأمريكان وراء هذه البلطجة الفاجرة، وربما كان إزمان هذه الأساليب مع الاطمئنان للإفلات من المحاسبة قد جرأ زبانية المستبدين لذلك، ربما ...لكن المؤكد أن تلك الممارسات لا يمكنها أن تدوم ومن المؤكد أيضا أن تلك البلطجة سوف تؤتى بثمار عكسية فيما هو آت من المستقبل القريب، ومن المؤكد أيضا أن تلك الأنظمة التى تمارس هذا النوع من البلطجة هم وأعوانهم ستفيق ذات يوم – وأرجو أن يكون قريبا- لتجد نفسها بين عشية وضحاها فى مزبلة التاريخ، وحينئذ قد لا تفلت من العقاب الدنيوى قبل عذاب الآخرة ذلك أنهم نسوا أن الله يترصد لهم...

ونذكر بأن منافذ التغيير قد سدها الطغاة بالتزوير وإطاحة الطغاة يلزمها عنف مضاد أو عصيان مدنى شامل ولولا أن أكون مفرطا فى التفاؤل الساذج لقلت : إن مصر على موعد مع العصيان المدنى فى مناسبات عدة فأين الذين يتصدرون المشهد؟وأين الذين يقدمون أرواحهم ضد رصاص الطغاة؟!

على هامش الموضوع

تداول بعض المصريين نكاتا حين أجرى رئيسهم عملية جراحية بألمانيا مفادها أن الرئيس أجرى العملية الجراحية وشيخ الأزهر هو الذى مات، وهكذا يجد المرء الأمور بالتشابه حين يرى أن الكيان الصهيونى يقتحم أسطول الحرية ثم يجد هتيفة المنافقين ينالون بصورة قميئة من رئيس الوزراء التركى أردوغان!! وهذا ما يمكن تسميته بالنفاق الفاجر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/حزيران/2010 - 25/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م