نوبات الصداع وعلاقتها بالتوتر والحر الشديد

الصداع النصفي يضاعف خطر الإصابة بالجلطة

 

شبكة النبأ: يصاحب الصداع اغلب الأمراض التي تصيب الإنسان بشكل عرضي مثل الأنفلونزا والتهاب اللوزتين والجيوب الأنفية والتايفوئيد مصحوبا بارتفاع درجات، ويزول الشعور بالصداع مع زوال بقية الأعراض والتماثل للشفاء.

وتقف أسباب عديدة وراء الإصابة بنوبات الصداع المتكررة والتي يعود اغلبها إلى أسباب نفسية أو ارتفاع درجة حرارة الجو والضغط الجوي. ويذكر إن 90 % من ضحاياه من النساء.

التوتر..

قد يصاب الإنسان بالصداع شهرياً ولمدة تدوم عدة ساعات، أو قد يصاب به أسبوعياً أو يومياً، للصداع أشكال وأنواع مختلفة، كما تختلف شدة نوباته بين ألم خفيف، وألم معتدل، إلى إحساس بألم شديد.

وقد يشعر المصاب بالألم في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس، ويصنف الصداع كصداع عضوي وآخر غير عضوي، كما تختلف المسببات التي تفجر نوبات الصداع، من بينها بعض المسببات المثيرة للدهشة.

وقد يقف مديرك وراء نوبات الصداع، فكل ما يرفع مستويات التوتر يجعلك أكثر عرضة لصداع التوتر أو الصداع النصفي "الشقيقة."

ويعرف أن صداع التوتر يسببه زيادة حساسية الممرات العصبية في الدماغ وعلى النقيض من الصداع النصفي فصداع التوتر لا يصاحبه شعور بالغثيان أو رغبة في القيء أو حساسية للضوء أو الضوضاء.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتزايد احتمالات الإصابة بالصداع النصفي أو نوبات الصداع الأخرى القوية، ففي دراسة أجريت مؤخراً، وجد باحثون ارتفاع مخاطر الصداع بنسبة 7.5 في المائة لكل 9 درجات فهرنهايت، وارتبط انخفاض الضغط الجوي، الذي غالباً ما يسبق هطول المطر، بالإصابة بنوبات صداع لا ترتبط بالشقيقة. بحسب سي ان ان.

ويذكر ان الروائح القوية، وحتى لو كانت طيبة، تفجر نوبات الصداع لدى البعض، إلا أن أسباب حدوث ذلك مازالت غير واضحة، لكن من المعروف أن الروائح قد تحفز الجهاز العصبي، ومن أكثر تلك الروائح شيوعاً، روائح الدهان والغبار والعطور وأنواع محددة من الزهور.

وتلعب إكسسوارات الشعر وكيفية ارتدائها دوراً في نوبات الصداع،  فتصفيف الشعر كـ"ذيل حصان" وشده بقوة قد  ترهق أنسجة الفروة، مما يؤدي للإصابة بالصداع... فعصابات الرأس والجدائل والقبعات الضيقة، لها ذات التأثير المسبب للصداع.

التمارين الرياضية

لا تسبب التمارين العنيفة وحدها زيادة الضغط في الرأس وعضلات الرقبة، فمسببات أخرى لها تأثيرات مشابه كالجلوس بارتخاء على المكتب،  ويتضمن ذلك انحناء الظهر أثناء الجلوس، أو باستخدام كرسي ليس له دعامات في الوراء، أو التحديق بشاشات كمبيوتر منخفضة أو عالية للغاية، أو الإمساك بسماعة الهاتف بين أذنك وكتفك.

وقد يكون الجبن الناضج من أكثر مسببات الشقيقة شيوعاً، ويتضمن ذلك أنواع الجبن المختلفة من موزاريلا وبارميزان، والشيدر أو ألفيتا.. ويحوي الجبن مادة الترامين، وكلما تقادمت تزايد معدل تلك المادة فيها.

ويحوي النبيذ الأحمر وبعض المشروبات الكحولية الأخرى مادة الترامين، ونظراً لان الكحول تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، فأن تأثيرها يكون أكثر حدة.

وغالباً ما تحوي اللحوم الباردة أو المعالجة على مادة الترامين بالإضافة إلى "النترات" وهي مادة تضاف للأغذية المعالجة، ولبعض الأشخاص، تؤدي تلك المادة لزيادة تدفق الدم إلى المخ مسببة نوبات صداع عادة ما يشعر فيها الشخص بالألم في جانبي رأسه.

ترك وجبة طعام من المسببات قد لا يكون واضحاً في الغالب، فعادة ما يشعر المصاب بالصداع قبل الإدراك بأنه جائع، وتعود المشكلة لانخفاض نسبة السكر في الدم. وحاذر من محاولة علاج نوبة الصداع هذه بتناول قطعة حلوى، فهي قد تؤدي لرفع معدل السكر في الدم لفترة قصيرة قبل أن يعود لينخفض أكثر.

ويعرف عن التدخين أن مسبب للصداع، ليس للمدخن فحسب بل للذين من حوله.. ويؤدي النكوتين في السجائر لتضيق الأوعية الدموية للمخ. فالإقلاع عن التدخين أو تجنب الجلوس بقرب مدخنين قد يكون أفضل علاج لهذا النوع من الصداع العنقودي. بحسب سي ان ان.

ويعتبر الكافايين هو الداء والدواء للصداع، فإذا كنت من "مدمني" الكافيين، فالتقليص الفجائي أو التوقف تماماً  عن تناول جرعات الكافيين  قد يسفر عنه استفحال الحالة.

الاكتئاب والقلق

وتقول دراسة إن الفئة التي تعاني من الشقيقة المزمنة دخولهم أقل، وتتراجع فرص حصولهم على عمل بدوام كامل، وبالإضافة لذلك تزداد احتمالات تعرضهم لمشاكل صحية أخرى، مثل الاكتئاب والقلق والآلام المزمنة، وتزداد بينهم مخاطر الإصابة بسكتة دماغية بمعدل 70 في المائة.

ويقول القائمون على الدراسة، التي نشرت في "دورية طب الأعصاب وجراحة المخ والطب النفسي" إلى إنها قد تتيح للمختصين تحديد كيفية تطور الشقيقة العرضية إلى نوع مزمن.

وكانت دراسة أمريكية أخرى حول "الشقيقة" قد كشفت أن الأشخاص الذين يعانون منها هم الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية، ولاسيما النساء.

واستندت نتائج الدراسة، التي قام بها عدد من الباحثين من "جامعة جونز هوبكينز" الأمريكية على مراجعة 21 بحث مختلف في هذا الصدد، شملت 622381 شخصاً من الجنسين، تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 70 عاماً، في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ووجد الفريق العلمي أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة، معرضون، وبواقع 2.3 مرة، أكثر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإنسدادية ischemic storke، وازداد الخطر إلى مرتين ونصف بين أولئك الذين يصاحب ألم الشقيقة لديهم تشويش في الرؤية، علماً أن النساء اللاتي يعانين من هذا العارض هن الأكثر عرضة للإصابة بجلطة بـ2.9 مرة.

رغم الانتشار الواسع للصداع، والذي تقدر نسبة ضحاياه بنحو 90 في المائة من النساء و70 في المائة من الرجال، إلا أن الأطباء ما زالوا لا يعرفون الكثير عن هذا العارض الصحي المؤلم.

وفي دراسة سابقة وجد باحثون أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الضغط الجوي عاملان لهما تأثيراتهما في حدوث الصداع الشديد.

وعلى نفس الصعيد لفتت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي "الشقيقة" هم الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية، ولاسيما النساء.

واستندت نتائج الدراسة، التي قام بها عدد من الباحثين من "جامعة جونز هوبكينز" الأمريكية على مراجعة 21 دراسة مختلفة في هذا الصدد، شملت 622381 شخصاً من الجنسين، تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً إلى 70 عاماً، في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ووجد الفريق العلمي أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة معرضون، وبواقع 2.3 مرة، أكثر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإنسدادية ischemic storke، وازداد الخطر إلى مرتين ونصف بين من يصاحب ألم الشقيقة لديهم تشويش في الرؤية، علماً أن النساء اللواتي يعانين من هذا العارض هن الأكثر عرضة للإصابة بجلطة بـ2.9 مرة، حسب الدراسة التي ضمنت في الاجتماع السنوي "لجمعية أمراض القلب الأمريكية" بفلوريدا.

وتحدث الجلطة الدماغية الانسدادية، عندما تسد جلطة دموية أحد الشرايين التي تمد المخ مما يؤدي إلى نقص في الدم والأوكسجين اللازمين والضروريين له، فتدخل خلايا المخ مرحلة الصدمة في البداية ثم تبدأ في الموت،  وقد يؤدي التأخير في تقديم العلاج اللازم إلى ضرر أكبر في المخ.

ومن أعراضها، خدر مفاجئ أو ضعف، لاسيما في جانب واحد فقط من الجسم، ارتباك أو تشويش مفاجئ في التفكير، مشكلات في النطق أو فهم الكلام، متاعب في الرؤية، وصعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن.

وقال د. سامان نازاريان، كبير أخصائي أمراض القلب بجامعة "جونز هوبكنز" والذي قاد البحث، إن النتائج تدعم نظرية وجود رابط بين الشقيقة والجلطة الدماغية وتصحح بعض تصحيح بعض التناقضات في دراسات سابقة أثمرت نتائج متضاربة.

هذا وقد أشارت دراسات وبحوث أجريت في هذا الشأن إلى أن ثلاث نساء يصبن بالشقيقة مقابل رجل واحد.

وحول هذه النسب يقول الدكتور مارك شولسبيرغ، أخصائي أعصاب: "تبلغ نسبة النساء اللواتي يعانين من الشقيقة 18 في المائة، بينما تصل النسبة عند الرجال إلى 6 في المائة."

ويرى طبيب الأعصاب شولسبيرغ أن التفاوت بالنسب بين الجنسين يعود إلى اختلاف نوع الهرمونات وتوزيعها بين الرجال والنساء، حيث يضيف: "بالنسبة للنساء، هناك رابط قوي بين الشقيقة وهرمون الاستروجين، فهبوط مستوى الاستروجين، خصوصا مع نهاية فترة الطمث، ونهاية الحمل، يتسبب في زيادة آلام الشقيقة."

السكتة الدماغية

وأشار بحث جديد إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يزيد احتمال إصابتهم بالسكتة الدماغية نتيجة تجلط الدم بمقدار المثلين مقارنة بمن لا يعانون من هذه النوبات المؤلمة من الصداع.

ويؤكد البحث الذي جمع نتائج 21 دراسة سابقة ونشر في دورية الطب الأمريكية على وجود صلة بين الصداع النصفي والسكتة الدماغية وهي أكثر أنواع السكتات شيوعا والتي تحدث نتيجة جلطة تعيق تدفق الدم للمخ.

والباحثون غير متأكدين من سبب الصلة ولم يعرف بعد ما إذا كان الصداع النصفي نفسه يؤدي مباشرة إلى إصابة بعض الأشخاص بالسكتة الدماغية.

ومع ذلك رجح الدكتور سامان نازاريان الذي قاد فريق البحث وهو أستاذ مساعد في كلية الطب في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور وجود عملية كامنة تساهم في حدوث الصداع النصفي وتزيد مخاطر الإصابة بالسكتة. وأضاف هيلث انه في الوقت الحالي من الضروري أن يعمل من يعانون من الصداع النصفي من أجل السيطرة على أي عامل لديهم قابل للتعديل قد يسهم في إصابتهم بالسكتة. بحسب رويترز.

الصداع ومتلازمة اللكنة الأجنبية

بعد أسبوع من إصابتها بنوبة صداع نصفي حادة، أخذ صوت البريطانية، سيرا كولويل، في التغير لتبدأ في تحدث الإنجليزية بلكنة صينية، فيما وصفه الأطباء بأنه "متلازمة اللكنة الأجنبية" Foreign Accent Syndrome (FAS).

 من جهته قال د. سانجاي غوبتا، إنها حالة طبية نادرة تتسبب بها سكتة دماغية أو إصابة المخ تؤدي لفقدان المرضى القدرة على الكلام بلهجتهم الأصلية.

وأعربت كولويل، عن سخطها بالقول: "أشعر بالإحباط من صوتي هذا.. أريد صوتي ولهجتي الطبيعية، فأنا لم أزر الصين قط."

وتعيش كولين، التي تعاني منذ قرابة العقد من نوبات شقيقة حادة، مع زوجها في منطقة "بليموث" بديفون في بريطانيا.

ويعتقد الأطباء أن كولين مصابة بحالة نادرة من الصداع النصفي تؤدي لتوسع شرايين الدم في المخ محدثاً أعراض سكتة دماغية ينجم عنها إصابة جانب واحد من من الجسم بالشلل، كما تؤثر على منطقة الكلام بالمخ.

وشهدت النرويج  أول حالة "أعراض اللكنة الأجنبية" عام 1941 لفتاة أصيبت بشظية في المخ أثناء غارة جوية، ومنذ ذلك الوقت بدأت الفتاة في الحديث بلهجة ألمانية قوية.

ووجد فريق علمي أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة معرضون، وبواقع 2.3 مرة، أكثر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإنسدادية ischemic storke، وازداد الخطر إلى مرتين ونصف بين من يصاحب ألم الشقيقة لديهم تشويش في الرؤية، علماً أن النساء اللواتي يعانين من هذا العارض هن الأكثر عرضة للإصابة بجلطة بـ2.9 مرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/حزيران/2010 - 23/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م