إصدارات جديدة: حرب المرويات العربية-الإسرائيلية

إسرائيل مَدينةٌ بقيامها لهتلر

 

 الكتاب: العرب والمحرقة النازية

المؤلف: جلبير الأشقر

الناشر: المركز القومي للترجمة بالقاهرة ودار الساقي في بيروت

عدد الصفحات: 497 صفحة كبيرة القطع

ترجمة: بشير السباعي

 

شبكة النبأ: يرى جلبير الأشقر أن العرب "نتيجة للمشروع الصهيوني" والهجرات اليهودية الى فلسطين منذ كانت تحت الانتداب البريطاني كانوا ومازالوا أكثر تأثرا بما ترتب على المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد الزعيم الألماني أدولف هتلر.

ويقول في كتابه (العرب والمحرقة النازية) ان "دولة اليهود انما تدين بقيامها الى المحرقة" التي أدت الى تضاعف أعداد اليهود المهاجرين الى فلسطين فوفقا للتعداد البريطاني كان اليهود يمثلون عام 1931 خمس سكان فلسطين (175 ألف يهودي و880 ألف فلسطيني) ثم شهدت معدلات الهجرة "صعودا هائلا" عقب وصول هتلر الى السلطة عام 1933.

ويسجل أن "الاستيطان الصهيوني لفلسطين" سابق بوقت طويل وصول هتلر الى السلطة اذ اعتبر العرب والفلسطينيون حركة الاستيطان تلك أحد أشكال الاستعمار الاوروبي ولكن أن استيلاء النازيين على الحكم "كان العامل الحاسم الذي... سمح بتحقيق المشروع الصهيوني" واعلان قيام الدولة عام 1948.

ويتفق المؤلف مع الرأي القائل انه اذا كانت ألمانيا المسؤول الاول عن المحرقة فان حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا "لا بد من اعتبارهما متواطئتين على الاقل في الابادة" اذ كانتا في وضع يسمح لهما بتوفير ملاذ امن للاجئين اليهود الاوروبيين.

ويقول إن الغرب وفي مقدمته أمريكا لم يكن معنيا بانقاذ اليهود اذ ان "بعض الدول سعت الى حل المشكلة المتمثلة في الناجين من المحرقة على حساب الفلسطينيين مثلما يسعى بعض الدول اليوم الى التخلص من النفايات النووية المشعة بتصديرها الى بلدان فقيرة."

ويحمل الكتاب عنوانا فرعيا هو (حرب المرويات العربية-الاسرائيلية) وصدر بالفرنسية في باريس عام 2009 وترجمه الكاتب المصري بشير السباعي. وتقع الترجمة العربية في 497 صفحة كبيرة القطع وأصدره المركز القومي للترجمة في القاهرة بالتعاون مع دار الساقي في بيروت.

ويقول المؤلف ان من يشرع في الكتابة عن ابادة اليهود في ألمانيا النازية سيكون في مواجهة "مشكلة حساسة" تتعلق بالمصطلح الذي لن يكون محايدا لان الإبادة مثقلة بالإيحاءات.

ويتساءل.. ما الاسم الذي يجب أن يعطى لجائحة سوف تظل الى الأبد من زاوية الأخلاق الإنسانية غير قابلة للتسمية؟

ويسجل الاشقر وهو من أصل لبناني ويعمل أستاذا بمعهد الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن في مقدمة كتابه أن "الزعيم الفلسطيني" عزمي بشارة العضو السابق في الكنيست انتقد الربط بين مصطلحي (العرب والمحرقة) اذ شدد بشارة على أن العلاقة بين العرب والمحرقة النازية "خالية من المعنى خلو العلاقة بين الهنود والمحرقة." بحسب رويترز.

ويعترف المؤلف بأن موضوع الكتاب "شائك للغاية" وأنه يهدف الى توضيح ما يعتبره تعقدا لعلاقة العرب بالمحرقة في تلقيها أو تفسيرها.

ويروي جانبا مما يراه مؤرخون تواطؤا نازيا يهوديا قائلا ان الحكومة النازية اتفقت عام 1933 مع الوكالة اليهودية على تسهيل هجرة اليهود الالمان الى فلسطين والسماح "لهم وحدهم" بتحويل جزء من أرصدتهم على شكل سلع مستوردة من ألمانيا.

كما يسجل أن الشرطة السرية الالمانية (الجستابو) ومصلحة الامن تعاونتا مع منظمات صهيوينة سرية في تنظيم الهجرة "غير الشرعية للاجئين اليهود على الرغم من الحصار البريطاني المفروض على الهجرة الى فلسطين" عامي 1938 و1939 اذ كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني منذ 1920.

وكانت بريطانيا قد اضطرت أمام الثورة الفلسطينية عام 1936 إلى إعادة تقييم سياستها في فلسطين فنظمت مؤتمرا في لندن وأصدرت عام 1939 ( الكتاب الابيض) الذي قيد بيع الأراضي لليهود في فلسطين كما قيد هجرتهم خلال خمس سنوات تبدأ من أول أبريل نيسان 1939.

ويقول المؤلف إن "اسرائيل هي الدولة الاستيطانية الاستعمارية الأوروبية الوحيدة التي لا يزال يتعين فيها استعادة الحقوق السياسية للسكان الأصليين" وانه بعد اختفاء نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا عام 1994 تصبح "المسألة الفلسطينية هي اخر المسائل المهمة والساخنة الناتجة عن الاستعمار الاوروبي.

إسرائيل الآن هي الدولة الوحيدة في العالم التي تجمع بين ثلاثة أشكال للاضطهاد الاستعماري فالمنتمون إلى الأقلية الفلسطينية الذين ظلوا على أرض الدولة بعد 1948. العرب الإسرائيليون.. لهم وضعية مواطنين من الدرجة الثانية ومنذ 1967 فان سكان الضفة الغربية و(قطاع) غزة لهم وضعية سكان تحت الاحتلال الاجنبي أو السيطرة المباشرة من جانب المحتلين السابقين. أما الغالبية العظمى من الفلسطينيين فلها وضعية شعب اقتلع من أرضه وحرم من العودة اليها."

ويرى المؤلف أن "استمرار هذه الاشكال الاستعمارية للاضطهاد يجعل من اسرائيل ظاهرة انقضى زمانها" كدولة استعمارية ولدت في زمن تصفية الاستعمار وانحساره وأن الاعتراف بذلك تأخر كثيرا.

فيسجل قول بني موريس "أشهر المؤرخين الاسرائليين الجدد الذي لم يتردد في أن يكتب في عام 1999. لقد كانت الصهيونية أيديولوجية وحركة استعمارية وتوسعية."

كما يسجل المؤلف أن اسرائيل خاضت سبع حروب في 60 سنة في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973 و1982 و2006 و2008-2009 "وكانت الحربان الاخيرتان (ضد حزب الله اللبناني وضد حركة المقاومة الاسلامية.. حماس) الاشد وحشية... الاضطهاد الاسرائيلي للفلسطينيين قد بلغ الآن أعلى مستوى تاريخي له."

ويتساءل الأشقر.. لماذا يجب على الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن جرائم النازيين؟

وفي المقابل يسجل أن الموقف الرسمي للعالم العربي استبعد بشكل "صريح أي تفكير في طرد اليهود الذين كانوا قد استقروا بالفعل في فلسطين" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويستشهد على ذلك بكلمة ألقاها الامين العام الاول لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام في الرابع من يناير كانون الاول 1946 في الجامعة الأمريكية في القاهرة إذ وصف اليهود بأنهم "شعب ضعيف ومشتت. هو الاحوج من بين جميع الشعوب إلى تعاطفنا لأنهم أبناء عمومتنا المضطهدون وقد ألمت بهم مصيبة الصهيونية... ونحن لا نزال نمد إلى اليهود يد الصداقة ولا نود أن نكون شركاء في جريمة اضطهادهم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/حزيران/2010 - 22/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م