آراء الموطنين شكاوى وهموم.. هل يسمعها المسؤول؟

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: مازال المواطن العراقي المسكين يترقب وينتظر وفاء مرشحيه الذين اختارهم وصوّت لصالحهم في انتخابات حرة تحمل من اجلها الكثير وقدم في سبيل إنجاحها الدماء والجهد, تلك الانتخابات التي قلب فيها موازين القوى السياسية وغير فيها الكثير من الأرقام ونتائج التي مازلت حتى اليوم مثار جدل وتشكيك واتهام مابين تلك القوائم ومفوضية الانتخابات.. اتهامات وتشكيك وأعاده فرز لنتائج كل ذلك كان سبب في إحباط روح الأمل لدى العديد من العراقيين الذين لم يخفوا معاناتهم وراحوا يتحدثوا عنها  بلا هوادة في كل زمان ومكان لعل هذا الحديث يخفف من معاناتهم وينفس عما في داخلهم وذلك اضعف الإيمان كما يقول البعض منهم..

ان ما يتلقفه المواطن العراقي اليوم من تصريحات واتهامات يطلقها بعض المسؤولين وقادة الأحزاب والكتل والقوائم عبر وسائل الإعلام المختلفة كانت سببا مباشرا في زيادة هموم ذلك المسكين الذي تأمل خيرا بمرحلة قالوا عنها أنها مرحلة التغير والأعمار..

(شبكة النبأ المعلوماتية) توقفت مع بعض المواطنين لتنقل أرائهم ومعاناتهم لعلها تجد طريقا إلى أذن السيد المسئول أو صاحب القرار..

أبو احمد، مواطن كربلائي يقول،" نحن اليوم في دوامة كبيرة اسمها السياسة والسياسيين تلف الجميع وتسحق الضعفاء تدمر وتخرب باسم الوطنية والأعمار! نعم فهذا التشعب السياسي وهذه القوائم جعلت مصالحها فوق مصالح الشعب لذا تراها تلهث من اجل تحقيق أهدافها ومصالحها فقط أنا غير متفائل وليس هنالك من جديد ستبقى المحاصصة وستبقى الاتفاقات وسنرى التنازلات التي لا تضر سوى الفقير وتخدم السياسيين أنفسهم!!.

أبو كرار يقول لـ شبكة النبأ،" لقد صدمتني التجربة الاخيرة رغم نجاح الشعب فيها! نعم لقد برهن ساستنا بمختلف انتماءاتهم أنهم غير منسجمين ولا تربطهم أي مصالح مشتركة واعتقد ان من الصعب بل من المستحيل ان ينجحوا إذا ما بقوا هكذا فتنازلات مطلوبة لأجل مصلحة الشعب وترك الأنانية واجب على من نذر نفسه لخدمة الفقراء والمحرومين..

عمران، 30 عام،  يقول بعد أن تحسّر على واقعه المرير،" متى نرتاح ونعيش كباقي الناس كنت أتمنى أن تكون الأوضاع أحسن بعد هذه الانتخابات لكن بعد هذه التصريحات وهذا التنازع بين الكتل الفائزة خاب أملي وشعرت بإحباط كبير وتيقنت مسبقا ان الوضع سيبقى على ما هو عليه وعلينا التحمل والصبر والانتظار, انا على علم ان لا احد يشعر بمعاناتنا وآلمنا فلا حكومة ولا اتفاق قريب.!!

موفق الموسوي شاب آخر لم يختلف عنه بالرأي لكنه كان أكثر تذمرا فقال،" حتى وان تحدثنا او صرخنا فهل هناك من يسمع او يعقل ما نقول.. فانا لا أعتقد ذلك لكون مسؤولينا منشغلين بأمورهم الخاصة ومصالحهم الحزبية ومناصبهم التي بنيت وستبنى على حساب فقراء هذا الشعب..

ويضيف موفق لـ شبكة النبأ،" أنا لست ضد طموحاتهم وتطلعاتهم لكني أريد منهم ان يعطونا حقوقنا كمواطنين ويشعروا بمعاناتنا ويتنازلوا لرغبات الشعب ويتركوا التفكير قليلا بمصالحهم وامتيازاتهم.

ناظم كريم يقول،" هذه المرحلة حساسة جدا ويجب على جميع السياسيين النظر إليها بعين الوطنية لا عين المصلحة الحزبية التي لا ولن تخدمهم وادعوهم لحل مشاكلهم العلقة والتي لا اعتقد أنها مشاكل تهم الوطن والموطن وإنما مشاكل تنافس وحسد سياسي وحب السيطرة وفرض الرأي..

أبو رُسل يرى،" أن ما يقال من تصريحات على لسان العديد من النواب هو كلام مخيب للآمال وغير مرضي فلكل يتكلم بلسان المصلحة والتحزب وهذا ما نلاحظه فجميع يقول (نحن وقائمتنا واستحقاقنا وناخبنا وو..الخ من المصطلحات الفردية الأخرى) هذا الكلام بعيد عن ما كنا نحلم به ونتطلع إليه وأنا واثق أن معاناتنا لن تتغير وسنعيش أربع سنوات أخرى من المحاصصة والمكاسب والتنازلات ولن يتغير شيء..

ننتظر حتى متى؟

أبو جاسم رجل مُسن قال لـ شبكة النبأ،" لقد عشت في العراق وعاصرت الكثير من الحكومات والكل يقول سنريح الشعب وسنوفر وسنعطي لكن الحقيقة مختلفة تماما فكل من يستلم الحكم ويحصل على موقع المسؤولية يبحث عن راحته وتسلطه وينسى أبناء شعبه وإخوته ان ما نسمعه اليوم وما نلحظه من تأخير في الاتفاقات بين السياسيين دليل واضح على تغلب المصلحة الخاصة وشاهد على تسلط البعض منهم, فلكل يبحث عن استقرار حزبه او قائمته او تياره متناسيا معاناة أبناء الشعب وليعلموا ان الله يرى ويسجل لهم وسيحاسبهم عن كل ما لحق بالعراقيين..

انعدام الثقة بالآخر..

رحيم فاخر يُرجع أسباب تأخر تشكيل الحكومة وغيرها من المشاكل الأخرى التي لا يعرفها المواطن البسيط الى انعدام الثقة ما بين المسؤولين في القوائم الفائزة والتي اثر عليها التنافس الانتخابي.

ويضيف رحيم لـ شبكة النبأ،" ليس هذا فقط بل ان أزمة انعدام الثقة قد تمتد الى القائمة الواحدة أيضا بسبب عدم انسجام أعضائها لذا نرى تخبط المسؤولين وعدم اتخاذهم لقرار موحد ألا ما ستثني منها وهو ما يصب في مصلحتهم الشخصية وقد لاحظنا ذلك في البرلمان السابق حيث الاتفاقات وتوحيد القرار بما كان به مصلحة النائب الشخصية!

ويتابع،" على مسئولينا أن يفهموا معنى الديمقراطية والوفاء بالعهد وعليهم ان يتعلموا من بعض السياسيين الغربيين معنى المصلحة العامة والتضحية لأجل الشعب والمجتمع مع تحريك ما لديهم من ثقافة وفكر وإرث إسلامي عظيم وتطبيقه على ارض الواقع وعدم استخدامه للشعارات المرحلية من اجل خداع الآخرين.!

مرشح التسوية صورة فقط..

أبو همام يرى ان اختيار مرشح التسوية الذي قد يتحدث عنه البعض هو كلام في كلام ولن يجدي نفعا لكون أي مرشح سيقدم تحت هذه التسمية سيفشل لكون حكومته المشكّلة هي حكومة محاصصة وكراسي مقسمة على مجموعة من القوائم والأحزاب المتنفذة والتي ستقوم بدوها الأساسي بتوجيه وزرائها وتحريكهم كما تشاء وفق رغبات ومصالح حزبيه ضيقه, العراق سيبقى في دوامة المهاترات والتجاذبات السياسية وسيكون الخاسر الوحيد هو المواطن المسكين الذي يبحث ان ابسط سبل الراحة..

وبهذا الرأي يشاركه ابو جعفر والذي يقول لـ شبكة النبأ،" ان تشكيل الحكومة العراقية سيمر بالعديد من المعوقات وأي حكومة ستُشكل سيكون أمامها آلاف العقبات وعشرات الموانع والاعتراضات والسبب في ذلك هو تقارب النسب والمقاعد البرلمانية بين الكتل والقوائم الفائزة وعدم انسجام رؤساء هذه القوائم، لذا فعلى العراقيين أن يصبروا صبر أيوب (ع) وان يعيدوا متابعة مسلسل يوسف الصديق (ع) ليتعلموا بعض الحكم ولكي يتأكدوا ان النهاية ستكون من صالحهم وسيجتمع شمل السياسيين بعد ثلاثين عاما أو أكثر!!

مع هذه الكلمات التي لا تخلوا من الكوميديا الحزينة نختم ما بدأنا متمنين أن يطلع مسئولينا على بعض ما ينقل لهم عبر وسائل الإعلام المختلفة من معاناة كما يطالعوا ظهورهم الدائم في لقاءاتهم وتصريحاتهم المستمرة، ويتحركوا لإنقاذ هذا الشعب الصابر من معاناته المزمنة التي أثرت عليه وأنهكت قواه، متمنين أيضا من قارئنا العزيز أن يشاركنا الرأي والحوار..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/حزيران/2010 - 22/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م