دماء الحرية نهاية لإسرائيل العدوانية

علي ال غراش

اعتداء كيان إسرائيل الصهيوني الغاصب على أسطول الحرية وقتل 19 شخصا وجرح العشرات من أفراد حملة الحرية التي تحمل مساعدات إنسانية لأهل غزة في محاولة لكسر الحصار اللانساني الذي تفرضه دولة إسرائيل العدوانية منذ أربع سنوات وبعد مرور أكثر من عام ونصف على الحرب الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة هو تأكيد على طبيعة وحشية النظام الإسرائيلي الصهيوني، وانه نظام عديم الرحمة والمشاعر الإنسانية، ونظام خارج على القوانين الدولية.

 وإن هذه العملية وما صاحبها من ردود عالمية وشعبية ما هي إلا بداية لهزيمة الكيان الصهيوني، ودليل على ان هذا النظام ومهما أظهر من وحشية فهو إلى زوال وانه يحفر قبره بأعماله الإجرامية وغروره.

فقيام إسرائيل بالاعتداء على أسطول الحرية وقتل وجرح العشرات من أفراد الحملة الإنسانية الأبطال تحت أنظار العالم، عملية إجرامية بشعة بكل المقاييس، وانها عملية هزت الضمير الإنساني للشعوب في العالم رغم صمت بعض الدول الكبرى في العالم عن هذه العملية الإجرامية عبر اعتراض السفن « الأسطول» في وسط البحر والاعتداء على أفرادها بالقتل الذي يمثل قرصنة وعملا إرهابيا حكوميا من قبل الكيان الصهيوني.

وهذه العملية الهمجية هي امتداد للعمليات الدموية السابقة للصهاينة طوال تاريخه، وتعبر عن مدى الغرور والغطرسة عند هذا النظام الذي لا يحترم القوانين والأعراف الدولية واستهتاره بالعالم، وانه نظام لا يمكن أن يحاكم على أفعاله وجرائمه، وهذه نتيجة طبيعية لما يحصل عليه من دعم كبير من الدول الغربية وبالذات أمريكا، وبالتالي فان الدول الداعمة للكيان الصهيوني هي شريكة في عملية الاعتداء الهمجية.

قرار الاقتحام والاعتداء على الأسطول صادر من قبل حكومة نظام إسرائيل العدواني مسبقا، وقد تم التخطيط له بإتقان وعبر فرق حربية خاصة متمرسة، أي عملية إرهابية مع سبق الإصرار والأرصاد والترصد، وليس وليد اللحظة، وان هذا العمل عمل إرهابي.

ولكن أين المجتمع الدولي أمام الاعتداءات الإسرائيلية الإرهابية الدموية التي تهدد المنطقة والعالم، وتشجع على انتشار الإرهاب واختطاف السفن وتحويل العالم إلى ساحة وغابة تمرح فيها إسرائيل وتفعل ما تشاء بدون محاسبة؟!.

ان الدماء البريئة التي سقطت من أفراد قافلة الحرية الإبطال ما هي إلا بداية لنهاية الكيان الصهيوني المغرور، وفضحه وفضح الدول التي تدعمه بشكل أكبر أمام شعوب العالم، وان كل قطرة دم للشهداء الأبطال ستتحول إلى مستنقع من الحمم الحارقة للمعتدين المجرمين الإسرائيليين. و ينبغي أن لا تمر هذه العملية العدوانية مرور الكرام، بل يجب محاسبة الكيان الصهيوني والتفاعل مع أصداءها بشكل ايجابي لتحويلها إلى زلزال يهز العالم، وعلى الشعوب العربية أن تحطم قيود الصمت السلبي وان تتحرك لكسر الحصار ضد شعبنا في فلسطين، بدون الاعتماد على الأنظمة السلبية المستسلمة،  وان تفتخر بالشهداء والجرحى الذين سقطوا في عملية الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، وان تتضامن مع أهالي القتلى والجرحى والمشاركين في الأسطول والنظر إليهم بأنهم أبطال.

وعلى الأنظمة العربية التي ما زالت تضع كل بيضها الفاسد في سلة المفاوضات والمبادرة العربية والاعتراف بإسرائيل أن تسحبها، لأنها لم تفيد القضية الفلسطينية إلا بالمزيد من الخسائر والانبطاح وقتل روح الشرف والعزة والمقاومة، فالكيان الصهيوني المجرم لا يتعرف إلا بالقوة. 

شكرا للشعب التركي وللحكومة التركية ولكل من دعم أسطول الحرية ولكل  الحملات الإنسانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن شعبنا في غزة. ولنؤمن ان هذا النظام الصهيوني إلى زوال وانه يحفر قبره بأعماله الإجرامية وغروره.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/حزيران/2010 - 20/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م