الملتقى الثقافي في كربلاء يؤبّن الشاعر أحمد آدم

 

شبكة النبأ: في الخامس عشر من الشهر الجاري مرت خمس سنوات على استشهاد الشاعر أحمد آدم الذي أزهقت روحه مع زميله الصحفي نجم عبد خضير على يد زمرة مجرمة ابان مسلسل القتل والذبح على الهوية حيث تم قتلهما في المنطقة المسماة آنذاك مثلث الموت، لا لشي إلا لكونهما ينتميان الى المؤسسة الاعلامية والى صوت الكلمة والابداع.

وقد بادر الملتقى الثقافي في كربلاء بالتعاون مع البيت الثقافي الى اقامة حفل تأبيني استذكر فيه أصدقاء الشاعر آدم ذكرى رحيلة والطريقة البشعة التي تعامل بها الظلاميون مع أصحاب القلم والكلمة المجردة من السلاح، وبدأ هذا الحفل بالوقوف دقيقة صمت لقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء من الادباء وغيرهم ممن قدموا أرواحهم فداء للشعب على مذبح الحرية.

وبدأ مقدم هذا الحفل الشاعر سلام محمد البناي بكلمة استذكارية عن الشاعر احمد أدم مذكرا بمحطات مهمة في حياته وباصداراته الشعرية التي تمثلت بأربعة كتب شعرية مع عشرات المقالات في الادب والثقافة عموما، مع انشطته الكثيرة التي قدمها عبر دوره الثقافي في الهيئة الادارية لاتحاد ادباء كربلاء، ناهيك عن مكتبته الشهيرة التي كانت تتخذ من رصيف شارع قبلة الامام الحسين (ع) أرضا وسماء لها، فيما اتخذها الادباء مقرا لهم وحلبة للنقاش والتحاور الجاد لدرجة ان بعضهم كان يقول بأن مكتبة آدم هي مقر اتحاد ادباء كربلاء في ذلك الوقت، كما تطرق المقدم الى الروح العفوية الخلاقة التي يتمتع بها آدم ودوره في تعميق علاقة الادباء مع اصدارا العاصمة وانشطتها الثقافية كونه كان يمثل حلقة الوصل بين هؤلاء الادباء وبين الوسط الادبي في العاصمة آنذاك.

ومما تجدر الاشارة إليه ذلك الحضور البهي لعدد مهم من اصدقاء الشاعر آدم مع عدد من رؤساء المؤسسات الاعلامية، حيث بدأ الاعلامي والاديب محمد عبد فيحان بقراءة كلمة استذكارية تناول فيها ذكرياته مع آدم ونجم عبد خضير وحملت الكثير من المواقف الانسانية الراقية التي ربطت بينهما مشيرا الى أن آدم كان مشروعيا شعريا كبيرا فيما لو سمحت له الاقدار بذلك، تلاه الشاعر بقصيدته المؤثرة التي ألقاها على الحضور رابطا بين الابداع الشعري لادم مع الذكريات الجميلة التي ربطت بينهما والتي امتدت طوال تسع سنوات كانا يبيعان الكتب فيها على رصيف واحد، وقد استغرب الربيعي إغفال الذين كتبوا عن آدم رفقته الطويلة والمباشرة معه، فكثيرا ما تذكر مكتبة أحمد آدم ولا تذكر مكتبة الربيعي، وهو أمر علّق عليه بعض الادباء بنوع من الفكاهة السوداء اذا صح القول حيث قالوا للشاعر الربيعي (مت مثل أحمد آدم وسوف نذكرك ونؤبنك كثيرا!!). وهذا يذكرنا بقضية الاحتفاء بالمبدعين والتي غالبا ما تحدث بعد رحيلهم عنا.

وقرأ القاص علي لفتة سعيد قصيدة بهذه المناسبة مطالبا بضرورة الاهتمام بالشهيدين وعائلتيهما، فيما قرأ القاص عدنان عباس سلطان كلمة استذكارية قصيرة عرّج فيها على طبيعة العلاقة الباهرة التي ربطته بآدم والتي تمثلت بتبادل الرؤى والنصوص بألفة غير قابلة للنسيان.

ثم تحدث الشاعر والمسرحي حاتم عباس بصيلة وهو صديق قريب من اصدقاء آدم في المكان ايضا حيث يسكن كلاهما في قضاء الهندية معتذرا عن عدم التهيّؤ لهذه الاحتفائية بسبب انشغالات الحياة الكثيرة مشيرا الى السمات الانسانية الادبية المتميزة التي تنطوي عيها تجربة وشخصية احمد آدم.

وطالب علي حسين عبيد بضرورة تدخل الاثرياء في إحياء ذكرى الشهيدين والاسهام الجاد في ترصين الثقافة العراقية من خلال إقامة جائزة شعرية باسم الشهيد أحمد آدم، يكون الهدف منها ذا مرميين، الاول مواصلة استذكار الادباء الشهداء، والثاني تحريك الواقع الثقافي والاسهام بدعم المثقفين ماديا ومعنويا، ووجه عبيد كلامه الى رؤساء المؤسسات الاعلامية الحاضرين، طالبا منهم المشاركة الفعالة في هذا المجال مؤكدا أنه ليس من واجب الحكومة وحدها النهوض بالواقع الثقافي بل على الجميع لا سيما المقتدرين ماديا كالتجار والاثرياء عموما على دعم الثقافة واتخاذ مثل هذه المناسبة سببا لتحريك الواقع ودعم الثقافة والمثقفين عموما.

ثم قرأ القاص جاسم عاصي قصيدة طويلة عن احمد آدم، مؤكدا انه لم يكتب الشعر لكنه وجد نفسه محاصرا بهذه القصيدة التي فرضت نفسها عليه فكتبها وفاء واستذكارا للشهيد آدم، وأسهم الشاعر الشعبي نوفل الصافي بكلمة تمازجت معها قصيدة شعبية مؤثرة.

فيما تم مسك الختام بتقديم هدية البيت الثقافي لشقيق الشاعر الشهيد احمد آدم قدمها له رئيس مؤسسة ثقافات السيد عامر مخيف العمر، وقدم القاص علي حسين عبيد هدية ثانية باسم الملتقى الثقافي لشقيق الشاعر الشهيد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/حزيران/2010 - 17/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م