أسطول الحرية يكشف وحشية إسرائيل

العالم يُصدم وإدانة شاملة تتحول لشريان أمل

شبكة النبأ: أصيب العالم بصدمة اثر قيام كوماندوس إسرائيلي بمهاجمة أسطول يضم سفن مساعدات وناشطين كان متوجها إلى غزة لكسر الحصار المفروض على القطاع وظهر إجماع دولي على إدانة الهجوم الذي أوقع 19 قتيلا من الركاب والعديد من الجرحى.

وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها لهذا الهجوم فيما "أسفت" الولايات المتحدة لسقوط أرواح بشرية. واستدعت غالبية الدول الأوروبية السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها لطلب توضيحات بينما طالب الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية بإجراء تحقيق كامل حول الهجوم.

وأعلنت الجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ الثلاثاء لبحث الخطوات اللاحقة فيما طلب لبنان رئيس مجلس الأمن لشهر ايار/مايو من بعثته في الأمم المتحدة الدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.

وكانت تركيا دعت من جهتها إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن.

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهجوم الإسرائيلي ووصفه بانه "مجزرة" معلنا الحداد لثلاثة أيام.

وحثت حركة حماس الشعوب العربية والإسلامية و"كل الاحرار في العالم" على "الانتفاض" في كل بقاع الارض وخاصة أمام السفارات الاسرائيلية.

واعربت الولايات المتحدة عن "اسفها لخسارة ارواح بشرية" بعد الهجوم الاسرائيلي على الاسطول الانساني المؤيد للفلسطينيين الذي كان متجها الى غزة وقالت انها تريد معرفة ظروف "المأساة" كما جاء في بيان صادر عن البيت الابيض نشر الاثنين.

واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين عن "صدمته" حيال الهجوم الاسرائيلي و"دان اعمال العنف". وقال بان كي مون في كمبالا "اصبت بصدمة اثر المعلومات التي اشارت الى سقوط قتلى وجرحى على السفن التي تحمل المساعدة الى غزة".

من جانبها، اعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي عن "صدمتها" حيال الهجوم الاسرائيلي على "اسطول الحرية".

وقال روبرت سيري منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وفيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان مشترك "صدمنا من التقارير الواردة بشأن مقتل وجرح الأشخاص الذين كانوا على متن القوارب التي تحمل المؤن إلى غزة، والتي من الواضح أنها كانت في المياه الدولية". بحسب رويترز.

وفي انقرة، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج ان تركيا استدعت سفيرها في اسرائيل موضحا ان الاستعدادات لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل تم إلغاؤها. كما أكد إن تركيا طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

وقال بيان أصدرته الخارجية التركية "ان هذا الحادث المؤسف الذي حصل في عرض البحر في انتهاك واضح للقانون الدولي، يمكن ان تترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها في علاقاتنا الثنائية". وأشارت الوزارة إلى انها استدعت السفير الإسرائيلي غابي ليفي لطلب توضيحات.

من جهتها قالت إسرائيل إن قواتها البحرية تعرضت لهجوم من قبل الناشطين وان الطرفين استخدما الرصاص الحي بعدما هاجمت القوات الإسرائيلية ست سفن كانت متجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه محملة بآلاف الأطنان من المساعدات مع مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين على متنها.

وندد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ب"عمل النظام الصهيوني اللا إنساني". وقال احمدي نجاد ان "العمل اللانساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومنعه المساعدة الانسانية الموجهة الى الشعب من الوصول الى غزة ليس علامة على قوة هذا النظام وانما على ضعفه".

عربيا، استنكر الرئيس المصري حسني مبارك في بيان اصدره الاثنين "لجوء اسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة وما اسفر عنه من سقوط ضحايا ابرياء" اثر الهجوم الاسرائيلي على الاسطول الانساني المتجه الى غزة.

كما شجبت سوريا ولبنان الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على اسطول الحرية الاثنين محذرين من ان "الجرائم الاسرائيلية" تهدد بجر الشرق الاوسط الى "حرب لن تقتصر تأثيراتها" على دول المنطقة.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري شجبا "باشد العبارات" خلال لقائهما في دمشق "الجريمة النكراء التي ارتكبتها اسرائيل فجر الاثنين بالاعتداء الهمجي على المدنيين العزل على متن اسطول الحرية".

وكان مصدر حكومي لبنان اعلن سابقا ان الحريري طلب الاثنين من بعثة لبنان في الامم المتحدة الدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الامن الذي يتولى لبنان رئاسته لشهر ايار/مايو، للبحث في الهجوم الاسرائيلي على قافلة المساعدات المتجهة الى غزة.

من جهته، اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاثنين ان اجتماعا طارئا للجامعة سيعقد الثلاثاء للبحث في الخطوات التي ستتخذ بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي.

وقال موسى من الدوحة حيث يشارك في منتدى اقتصادي ان "الاجتماع (الاستثنائي) سيعقد الثلاثاء في القاهرة من اجل تبني موقف عربي موحد". واعتبر ان الهجوم الاسرائيلي "يمثل رسالة جديدة، رسالة قوية جدا من اسرائيل وهي انها لا تريد السلام".

وفي عمان اعلن مسؤول اردني ان "وزارة الخارجية الاردنية استدعت صباح اليوم (الاثنين) السفير الاسرائيلي في عمان (داني نيفو) احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية". وشارك اكثر من الفي شخص في مسيرة في عمان للتنديد بالهجوم الاسرائيلي. وتحول اعتصام دعت له النقابات المهنية الاردنية ال 14 الى مسيرة شارك فيها أكثر من ألفي شخص انطلاقا من منطقة الشميساني (غرب عمان)، وصولا الى مبنى رئاسة الوزراء التي تبعد نحو كيلومترين عن مقر النقابات.

ودعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الاثنين المجتمع الدولي الى التحرك من اجل كسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة بعد الهجوم على اسطول الحرية الذي وصفه بانه عمل "قرصنة".

وقال امير قطر في كلمة امام منتدى اقتصادي في الدوحة، ان الهجوم الاسرائيلي الدامي على الاسطول الذي كان يحاول كسر الحصار هو "قرصنة" استهدفت تحركا ل"كسر حصار غير انساني على غزة".

وفي بيروت، وصف النائب اللبناني من حزب الله حسن فضل الله الهجوم الاسرائيلي بانه "جريمة ضد الانسانية"، محملا اسرائيل المسؤولية عن حياة الناشطين المحتجزين ومعتبرا انهم "رهائن".

وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية ان آشتون "تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وتطالب بتحقيق كامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث".

من جهتها استدعت اسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، السفير الاسرائيلي لطلب توضيحات معتبرة الهجوم على الاسطول بانه "غير مقبول".

وفي اثينا، طلب وزير الدفاع اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس من هيئة اركان سلاح الجو وضع حد لتدريب جوي مشترك يوناني اسرائيلي كان جاريا منذ الثلاثاء في جزيرة كريت (جنوب).

كما ألغت اليونان زيارة لقائد سلاح الجو الاسرائيلي كانت مقررة الثلاثاء على ما اعلنت الاثنين الخارجية اليونانية.

وفي لندن، عبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن "اسفه للخسائر البشرية" الناجمة عن الهجوم الاسرائيلي ودعا اسرائيل الى التصرف بما فيه احترام التزاماتها الدولية.

من جهتها، دانت فرنسا الهجوم الاسرائيلي وقالت انها ستستدعي سفير اسرائيل في باريس لطلب توضيحات في هذا الشأن. ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الاستخدام غير المتكافئ للقوة" في الهجوم الاسرائيلي وطالب ب"القاء الضوء كاملا على هذه المأساة". كما اعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن "صدمته العميقة" حيال الهجوم الاسرائيلي مؤكدا ان "لا شيء يبرر استخدام مثل هذا العنف".

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي من جهته ان المانيا "تشعر بقلق شديد" ازاء الهجوم الذي تسبب بسقوط قتلى. كما اعلن المتحدث باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهلم الاثنين ان الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية "يبدو غير متكافئ". وفي روما اعرب وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عن "اسفه لمقتل مدنيين" في الهجوم العسكري الاسرائيلي.

من جهتها دانت الحكومة الايرلندية عمل اسرائيل "غير المقبول تماما" واستدعت لهذه الغاية السفير الاسرائيلي. وقال ناطق باسم وزير الخارجية الايرلندي ان مايكل مارتن "استدعى السفير صهيون افروني الى الوزارة بعد الظهر".

واعلنت وزارة الخارجية النمساوية في بيان ان وزير الخارجية مايكل سبندليغير استدعى الاثنين السفير الاسرائيلي للحصول على "تفسيرات" حول الهجوم الاسرائيلي على الاسطول الانساني.

وفي لشبونة دانت الحكومة البرتغالية الهجوم الاسرائيلي ودعت الى اجراء تحقيق "سريع وغير منحاز". وجاء في بيان صادر عن الخارجية البرتغالية ان "الحكومة البرتغالية تاسف بشدة للخسائر في الارواح البشرية وتدين الاستخدام المفرط للقوة ضد اهداف مدنية وتدعو الى تحقيق سريع لتحديد المسؤوليات بشكل غير منحاز".

وفي بروكسل استدعى وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكير الاثنين السفير الاسرائيلي لطلب "توضيحات" حول الهجوم الاسرائيلي على الاسطول الدولي.

واعلنت الخارجية البلغارية انها تسعى للحصول على معلومات حول مصير صحافيين بلغاريين كانا على متن الاسطول الانساني الذي تعرض للهجوم.

من جهتها، وصفت السويد الهجوم الاسرائيلي بانه "غير مقبول بتاتا" واستدعت السفير الاسرائيلي في ستوكهولم لابلاغه بذلك كما اعلنت الخارجية السويدية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية فرانك بيلفراج "لقد استدعيت هذا الصباح سفير اسرائيل لابلاغه باننه نعتبر هذا الامر (الهجوم) غير مقبول بتاتا واننا ناخذ الوضع على محمل الجد".

وفي كوبنهاغن استدعت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن السفير الاسرائيلي للاستماع الى توضيحات حول الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على اسطول المتجه الى قطاع غزة.

كما اعلن رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ ان اوسلو تعتبر الهجوم الاسرائيلي على الاسطول "غير مقبول" وتطالب بتحقيق دولي مستقل مشيرا الى انه تم استدعاء السفير الاسرائيلي في اوسلو.

وزير إسرائيلي: ستكون فضيحة كبرى

وقال وزير إسرائيلي انه يتوقع تفجر فضيحة كبيرة في أعقاب قتل أكثر من عشرة نشطاء على متن سفن مساعدات متجهة إلى غزة اعتلتها قوات كوماندوس اسرائيلية يوم الاثنين.

وأثار سقوط قتلى في قافلة تضم ست سفن من بينها سفن ترفع علم تركيا الحليف المسلم النادر من نوعه لاسرائيل دعوات من جانب الاتحاد الاوروبي باجراء تحقيق كما عبرت كل من فرنسا والامم المتحدة عن شعورها بالصدمة.

وقال بنيامين بن اليعازر وزير التجارة الاسرائيلي في حديث لخدمة رويترز انسايدر، في الدوحة حيث يقوم بزيارة لقطر واحدة من عدد محدود من الدول العربية التي يزورها مسؤولون اسرائيليون "ستكون فضيحة كبرى لا شك في ذلك."

وقال متحدثا بالانجليزية "الامر كله استفزاز من بدايته. فقد خططوا لذلك منذ نحو شهرين وحاولنا بكل الطرق أن نشرح لهم .. يا سادة لا تحاولوا القيام بذلك لاننا من حقنا الدفاع عن أنفسنا."

وغزة التي تديرها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تخضع لحصار اسرائيلي مشدد مدعوم من مصر. والحصار في حد ذاته محور انتقادات من جانب حلفاء اسرائيل الغربيين.

وأصيب خمسة جنود اسرائيليين في العملية. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنوده تعرضوا لاطلاق نار.

وقال بن اليعازر وهو وزير دفاع سابق "حاولنا قدر المستطاع سد الطريق. الكل سيحاكمنا. عندما تراق الدماء لا يمكنك تفسير أي شيء."

وجدد بن أليعازر وهو عضو في حزب العمال اليساري المشارك في الحكومة الائتلافية التي يقودها اليمين ويرأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوته للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وقال انه يأمل أن تكثف هذه الازمة الضغوط من أجل المضي قدما في المحادثات. ولكن اراءه نادرا ما تتفق مع أراء نتنياهو.

وواجهت اسرائيل موجة من العواصف الدبلوماسية في الاشهر القليلة الماضية. فقد طردت استراليا وبريطانيا دبلوماسيين اسرائيليين بسبب جوزات سفر مزيفة استخدمها قتلة أحد زعماء حماس في دبي في يناير كانون الثاني الماضي.

عباس يدين المجزرة..

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهجوم الإسرائيلي الدامي على أسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة ووصفه بانه "مجزرة" بينما دعت حركتا فتح وحماس الى مسيرات واعتصامات احتجاجا على الهجوم.

من جهته، اكد رئيس الوزارء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان مهاجمة اسرائيل ناشطين ينقلون مساعدات الى قطاع غزة "جريمة" سيكون لها "تداعياتها على الاحتلال" الاسرائيلي، داعيا الى اجتماع عاجل للامم المتحدة واجراء "محاكمة دولية لقادة الاحتلال كمجرمي حرب".

وقال عباس في تصريح لتلفزيون فلسطين الرسمي ان "ما قامت به اسرائيل عدوان مركب حيث تم قتل من يقدمون المساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة المحاصرة اصلا من قبلها"، معتبرا ان "قرار ضرب المتضامنين العزل واحتجازهم على الموانئ الإسرائيلية كان متخذا من قبل القيادة الاسرائيلية بشكل مسبق".

واعلن الرئيس الفلسطيني ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح ستجتمعان عند الساعة 18,00 من الاثنين "لمناقشة هذه الجريمة والمجزرة واتخاذ الاجراءات اللازمة".

ودعا عباس الامم المتحدة الى ان "تقف في وجه اسرائيل التي تضرب بعرض الحائط بكل القوانين والاعراف الدولية". بحسب رويترز.

واعلن عباس الحداد ثلاثة ايام على "شهداء العدوان الاسرائيلي بكافة الأرض الفلسطينية". كما عبر عن تعازيه "لذوي الضحايا" وتمنى "الشفاء العاجل للجرحى خاصة للشيخ رائد صلاح الذي اصيب خلال هذا العدوان".

من جهتها، دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "القرصنة" الاسرائيلية ورأت انها "جريمة لا يمكن تبريرها باي صورة كانت"، مؤكدة ضرورة "اسقاط الذرائع الاسرائيلية المتسلحة بانقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية من خلال تلبية حماس غير المشروطة لاسس الوحدة الوطنية وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ النضال الوطني عبر التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة باعتبارها تمثل اجماعا وطنيا".

وقالت اللجنة في بيان وزعته امانة سرها وتسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه "ندين القرصنة الاسرائيلية الموجهة لاعتراض مجموعة من السفن والزوارق المحملة بالمساعدة الإنسانية الى غزة والتي تحمل على متنها عشرات المتضامنين مع القضية الفلسطينية ومع حرية الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وحصاره الغاشم لقطاع غزة".

كما دانت "ما سببه الحصار المباشر من كوارث انسانية واقتصادية على اهلنا في قطاع غزة"، داعية المجتمع الدولي الى "الوقوف الجدي في وجه هذا الحصار الاسرائيلي الخانق لقطاع غزة الذي يرتقي الى مستوى جريمة جماعية ترتكب ضد اكثر من مليون ونصف فلسطيني".

وحيت اللجنة التنفيذية "شجاعة واصرار جموع الحركات والمنظمات الانسانية على فك الحصار عن قطاع غزة"، مؤكدة انها "تشجعهم على زيادة هذه المبادرات الهادفة لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني هناك".

ورأت ان "كسر الحصار نهائيا عن قطاع غزة وتأمين حرية دخول وخروج المواطنين والبضائع يتطلب حراكا سياسيا وطنيا مع العالم".

واكدت اللجنة ضرورة "اسقاط الذرائع الاسرائيلية المتسلحة بانقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية من خلال تلبية حماس غير المشروطة لاسس الوحدة الوطنية وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ النضال الوطني عبر التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة باعتبارها تمثل اجماعا وطنيا".

وقالت ان "استمرار استعمال الحكومة الاسرائيلية للانقسام السياسي الفلسطيني يلحق اضرارا بالغة في مصير الشعب الفلسطيني ويحول اكثر من مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة الى اسرى لسياسة اسرائيلية بربرية، تهدف الى تقويض المشروع الوطني من بوابة الانقسام الفلسطيني".

واضافت انه "آن الأوان لحركة حماس ان تدرك حجم الكارثة الوطنية التي ارتكبتها بحق القضية الوطنية وبحق اهالي قطاع غزة وان تتراجع عن سلخها لقطاع غزة عن الوطن الام وبدون ذلك سيبقى قطاع غزة، رغم المبادرات الانسانية الكبيرة والمهمة، ضحية لاهداف إسرائيلية مكشوفة، وأخرى تتاجر بمعاناة شعبنا، بل وتساهم في زيادتها".

اما حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، فاعتبرت ان الهجوم الاسرائيلي يشكل "جريمة حرب" ودعت الى مسيرات واعتصامات في كل المدن الفلسطينية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وناطقها الرسمي نبيل شعث لوكالة فرانس برس انها "جريمة حرب اسرائيلية".

واضاف ان حركة فتح "تدين القرصنة والحصار الاسرائيلي المفروض على غزة" وتؤكد "وقوفها الى جانب انباء شعبنا في غزة والمتضامنين".

وقال ان حركة فتح "دعت الى مسيرات واعتصامات في كل المدن الفلسطينية واعتصام تضامني امام ممثلية تركيا في رام الله".

في غزة، قال هنية في كلمة خلال اجتماع لحكومته المقالة في غزة، ان "هذه الجريمة فضيحة سياسية واعلامية وسيكون لها تداعيتها على الاحتلال" الاسرائيلي ودعا الى "اضراب شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة (...) ومسيرات غضب واحتجاج في الوطن والشتات على هذه الجريمة النكراء".

حزب الله يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة..

وأدان حزب الله اللبناني الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات المتجهة إلى غزة ووصفه بأنه "جريمة موصوفة" محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي مس بالرهائن.

وقال حسن فضل الله نائب حزب الله في البرلمان اللبناني "الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية المدني الاعزل جريمة موصوفة وعمل ارهابي يستحق عقابا دوليا كي تتحمل اسرائيل عواقب ما ارتكبته وهي التي تستهتر بالقوانين الدولية."

وأضاف لرويترز "أن اختطاف اسرائيل لرهائن مدنيين من المياه الدولية واعتقالهم يشكل عدوانا همجيا وتتحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن اي مس بهؤلاء الرهائن او استمرار اعتقالهم." وكان عدد من اللبنانيين من بين الذين كانوا على متن سفن القافلة.

وقال فضل الله "أي تباطؤ من مجلس الأمن في عدم التحرك السريع ضد هذه الجريمة الإسرائيلية يشكل تغطية لها وهي ما كانت لتحصل لولا الصمت الدولي والتغطية الامريكية على حصار غزة وعلى الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين."

تركيا تموج بالغضب..

وحذرت تركيا إسرائيل من أنها "ستتحمل العواقب" بعد مقتل عشرة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين على الاقل حين اعتلت قوات الكوماندوس الاسرائيلية سفن قافلة مساعدات متجهة الى غزة.

واحتشد نحو 300 شخص يحملون الاعلام الفلسطينية ويربطون الكوفية الفلسطينية حول رؤوسهم امام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول بعد ورود تقارير عن عملية التصدي الاسرائيلية للقافلة.

وهتف المحتجون "لتسقط الصهيونية والامبريالية الاسرائيلية" بينما كانت الشرطة ومن ورائها عربات مدرعة تستخدم مدافع المياه لمنعهم من اقتحام المبنى. وتصاعدت نداءات اخرى تطالب تركيا بارسال قوات الى غزة وإطلاق سراح سفن تركية.

وتفجر الخلاف الدبلوماسي بين تركيا واسرائيل وبينهما روابط عسكرية وثيقة بعد ان اعتلت قوات الكوماندوس سفينة عليها 700 شخص كانت ترافق ثماني سفن اخرى تحمل عشرة الاف طن من الامدادات الطبية ومواد الاسكان ومساعدات اخرى لغزة. بحسب رويترز.

وقالت الخارجية التركية في بيان "اسرائيل أظهرت مرة أخرى وبوضوح استهتارها بأرواح الناس ومبادرات السلام باستهدافها مدنيين ابرياء. نحن نشجب بشدة الاعتراض الاسرائيلي غير الانساني (للسفن)."

ووصفت تركيا التصرف الاسرائيلي بأنه غير مقبول وحذرت من "عواقب" محتملة "لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا." واستدعت انقرة السفير الاسرائيلي الى مقر الخارجية التركية لتقديم الاحتجاج وقالت الخارجية انها ستستدعي سفيرها لدى اسرائيل.

وكانت مؤسسة حقوق الانسان والحريات والمساعدات الإنسانية وهي منظمة تركية تتخذ من أنقرة مقرا لها من بين الجهات المنظمة للقافلة.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن رئيس هيئة الأركان التركية الكر باسبوج قطع زيارته لمصر وان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو تحدث هاتفيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك.

جنسيات عديدة في القافلة المستهدفة

وقالت حركة غزة الحرة انه كان هناك ما يقدر بنحو 700 شخص من دول كثيرة على متن السفن في قافلة المساعدات التي كانت متجهة الى غزة وهاجمها كوماندوس إسرائيليون.

وأضافت أن غالبيتهم أتراك. وكان هناك مواطنون أيضا من الدول التالية، بحسب رويترز:

الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا واليونان وكندا وماليزيا والجزائر وصربيا وبلجيكا وايرلندا والنرويج والسويد والكويت.

وكان هناك ثلاثة برلمانيين ألمان على متن السفينة التركية التي اقتحمت فضلا عن عضوين فلسطينيين بالكنيست الإسرائيلي. وكان الكاتب السويدي هينينج مانكيل أيضا ضمن القافلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/حزيران/2010 - 17/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م