عَدوى التمييز العنصري بين الألوان والأجناس

ثلثا المهاجرين في العالم من دول إسلامية

 

شبكة النبأ:  يواجه السود والعرب المسلمين هجمة تمييز عنصري بشكل مباشر وغير مباشر من مواطني وحكومات اوربا وأمريكا. رغم أن دساتير هذه الدول فيها ما ينص على مناهضة التمييز بكافة أشكاله.

ولازال العقل الباطن للأميركيين والاوربيين البيض ينضح بثقافة التمييز العنصري والتي عززتها أحداث 11 أيلول/2001. تلك الحادثة الارهابية التي أججت جذوة الانتقام عند البيض فوجدت أميركا سببا وجيهاً تنتهك به حقوق الانسان للسود والعرب المسلمين من المهاجرين واللاجئين في دول اوربا وامريكا بحجة مكافحة الارهاب والجريمة.

السود والبيض ينحازون لأصنافهم

حين ينظر طفل أبيض إلى صورة رفيق له داكن السحنة، فيقول إنه سيء وغبي لمجرد بشرته السوداء، وينظر آخر أسود للأبيض فينعته بالقبح لأنه أبيض، هذه ليست مشادة بساحة مدرسة أخذت منحاً عنصرياً بل نتيجة دراسة أعدت لصالح CNN حول عقلية أطفال المدارس بالولايات المتحدة، وبعد أكثر من عام من انتخاب أول رئيس أسود، ركز خلالها البحث على المعتقدات العرقية، والسلوكيات وما يفضله الأطفال.

ولفتت الدراسة إلى تحيز الأطفال البيض الساحق للبشرة البيضاء، وكانت المفاجأة كذلك تحيز الأطفال السود ضد السحنة الفاتحة.

وقاد الدراسة، مارغريت بيل سبنسر، بروفيسور بجامعة شيكاغو، وهي عالمة أمراض نفس مشهورة ورائدة في مجال تنمية الطفل، بالإضافة إلى طاقم من ثلاثة أخصائيين بعلم نفس، وأجريت الدراسة التجريبية على 133 طفلاً من ثماني مدارس مختلفة، توفرت فيهم متطلبات اقتصادية وديموغرافية محددة للغاية. بحسب سي ان ان.

وتجدر الإشارة إلى أن حجم العينة المختارة من المشاركين في الدراسة والعرقية كانت محدودة للغاية، إلا أن نتيجتها كانت مرضية وحاسمة، وقد تشكل القاعدة لأبحاث أخرى موسعة.

وقام الباحثون بإجراء اختبارات لأطفال كل مدرسة على حدا، وجرى تقسيم المشاركين إلى مجموعتين من الفئات العمرية ما بين 4 سنوات إلى 5 سنوات، والمجموعة الثانية من 9 سنوات إلى 10 سنوات.

واستندت التجارب على "اختبار الدمية" التي نفذها الباحثان النفسيان كينيث ومامي كلارك في فترة الأربعينيات من القرن الماضي لتقييم كيفية تأثر الأطفال الأمريكيين من أصول أفريقية بفصلهم في المدارس.

حزب يميني يقبل عضوية الملونين

وفي ذات السياق صوت الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف على فتح عضويته لغير البيض بعد التهديد بأمر قضائي وقال انه يتوقع انضمام "عدد هزيل" من السود والأسيويين إلى صفوفه.

وتخلى الحزب الذي يدعو الى وقف الهجرة والعودة الطوعية للمهاجرين إلى أوطانهم وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن قاعدة قصر عضويته على البيض بعد أن طالبته محكمة وسط لندن الجزئية بتعديل دستوره.

ومن الممكن أن يؤدي عدم الالتزام بالقوانين الحاكمة للعلاقات بين الأعراق الى صدور إجراء قانوني من مفوضية المساواة وحقوق الإنسان.

وقال نيك جريفين زعيم الحزب  "أي شخص يمكن أن يكون عضوا في هذا الحزب... يسعدنا أن نقبل عضوية أي شخص مادام يوافق على ان هذا البلد يجب أن يبقى في الاساس بريطانيا."

وعندما سئل عما اذا كان يتوقع انضمام العديد من غير البيض فقال "لا اتوقع الكثير. كم شخص سينضمون..  لا أعرف لكنني متأكد أنه سيكون غيضا لا فيضا."

والحزب الوطني البريطاني حزب هامشي في بريطانيا الدولة متعددة الأعراق. وليست له مقاعد في البرلمان لكنه ينوي ترشيح مئات المرشحين في الانتخابات العامة المقررة في يونيو حزيران.

وزادت شعبية الحزب خلال السنوات الأخيرة في وقت تتزايد فيه البطالة وعدم الرضا عن الاحزاب الكبرى الذي زاد مع فضيحة النفقات البرلمانية. وللحزب عدد من المستشارين المحليين وفاز في يونيو حزيران بمقعدين في البرلمان الأوروبي. بحسب رويترز.

وقال جريفين إن أعضاء الحزب صوتوا بأغلبية ضخمة لصالح تغيير دستور الحزب. وأضاف "بعضهم سعيد به وبعضهم ليس سعيدا لكن الجميع تقريبا يقرون بأن هذا التغيير كان يجب أن يقع."

الكسندر دوماس يثير جدلاً

وأثار فيلم سينمائي عن حياة الكاتب والروائي الفرنسي الشهير الكسندر دوماس جدلا كبيرا بسبب اختيار الممثل جيرار دوبارديو لتأدية دور دوما الذي كان داكن البشرة وحفيد عبد من هايتي كما كان يعرف عن نفسه.

وفي الفيلم وعنوانه دوما الآخر (L’Autre Dumas)، احتاج دوبارديو وهو ممثل محبوب جدا في فرنسا إلى تغيير لون بشرته وارتداء شعر مستعار مجعد لتأدية دور دوما.

ويقول المشككون ان كبرى شركات السينما الفرنسية تعمدت تغيير اثنية الكاتب الذي عاش في القرن التاسع عشر والذي كان يقول انه عبد.

ويعتقد هؤلاء انه كان الأجدى بالسينما الفرنسية اختيار ممثل من أثنية مختلطة كما كان دوماس فعلا.

انطلاقا من هنا، جنحت القضية ومعها الجدل نحو العنصرية اذ قال باتريك توزيس رئيس مجلس جمعيات السود في فرنسا ان تاريخ وارث دوما يغيبان عمدا عن السينما وهذا امر مهين يشكل صدمة.

ويتابع توزيس بالاشارة الى ان ما جرى هو طريقة للقول ان ليس بين سكان فرنسا السود او من أصحاب الاثنيات المختلطة ممثلين موهوبين اهلا لتأدية هذا الدور وهذا امر غير صحيح ابدا.

من جهته، يقول المؤرخ الفرنسي كلود شوب انه على الرغم من تقدير غالبية الادباء الذين عاصروا دوما في القرن التاسع عشر لكتاباته، الا انه كان دوما يتعرض للاستهزاء بسبب لون بشرته ، مضيفا بأن رسوم الكاريكاتير كانت دوما تصور دوما بشفاه غليظة وشعر إفريقي مجعد وكأنه وحش.

في المقابل، رد منتجو ومخرجو الفيلم على هذا الجدل موضحين بان اختيارهم لدوبارديو لتأدية الدور ناتج عن مزاياه المهنية والشخصية والتي تتناسب مع حركة وحيوية شخصية دوما.

ومن كتابات دوما التي اكتسبت شهرة عالمية والتي باتت من تلك التي تشكل مصدر فخر للفرنسيين بأدبهم: الفرسان الثلاثة (عام 1844) والكونت دي مون كريستو (1845 - 1846) والملكة مارجو (1845) والرجل ذو القناع الحديدي (1847).

إضراب المهاجرين بإيطاليا ومقتل مصري

وفي إيطاليا شارك آلاف العمال من أصول أجنبية في مسيرة وأطلقوا بالونات صفراء في الهواء في أول "إضراب للمهاجرين" يهدف للتأكيد على أهميتهم في الاقتصاد والاحتجاج على سياسات الحكومة.

والهجرة من القضايا الحساسة بشدة في ايطاليا التي تخشى من إسهام موجة متزايدة من المهاجرين من شمال أفريقيا وشرق أوروبا في زيادة معدلات الجريمة وتغيير وجه المجتمع الايطالي بشكل يتعذر علاجه. بحسب رويترز.

ولاقت حملة حكومية ضد الهجرة غير المشروعة شعبية بين الناخبين وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي اتهم اليسار بقبول " غزو الأجانب" انه يعارض صراحة وجهة النظر الداعية لايطاليا متعددة الثقافات.

وبعد تعرضه لفضيحة فساد اتهم فيها بعض مساعديه حاول برلسكوني تحويل التركيز الى الهجرة لحشد الاصوات قبل الانتخابات الاقليمية في وقت لاحق الشهر الجاري.

وقال ايدا باندو وهو مهاجر من بيرو يعيش في ميلانو وقد غاب عن عمله تضامنا مع الاحتجاج "اشارك في الاضراب اليوم ضد العنصرية المؤسسية الموجودة في ايطاليا والتمييز ضدنا نحن المهاجرين. حان الوقت كي نقول كفى."ومضى يقول "يحتاج هذا البلد لان يعي انه لا يمكن الاستغناء عنا وان لنا فائدة."

ونظمت مظاهرات في 60 ميدانا عبر إنحاء ايطاليا حيث أطلق المتظاهرون بالونات صفراء في السماء ورفعوا لافتات عليها شعارات منها "ما جنسكم.. بشر انتم ام وحوش.." و"مهاجرون.. نعم نستطيع."

وبموازاة ذلك أدى مقتل شاب مصري طعنا في ميلانو (شمال ايطاليا) على ايدي شبان من البيرو والاكوادور الى اضطرابات اتنية مؤخرا، كما ذكرت وسائل الإعلام الايطالية.

ووضحت المصادر ان قرابة مئة شاب من مهاجري شمال افريقيا حطموا واجهات متاجر يملكها مهاجرون من أميركا اللاتينية واحرقوا سيارة، وذلك اثر مقتل مصري في التاسعة عشرة من العمر طعنا.

ونقلت وكالة الانباء الايطالية انسا عن مالك مقهى في الحي الذي وقعت فيه الاضطرابات قوله "هناك حاليا مناخ من الحقد العرقي وإنا خائف من اشتعاله مجددا خلال الأيام المقبلة".

وجرت الاضطرابات في هذا الحي الواقع في شمال شرق ايطاليا حيث يقيم العديد من العمال المهاجرين وغالبيتهم من كولومبيا والبيرو وبوليفيا ودول اميركية جنوبية اخرى.

وشبه نائب رئيس بلدية ميلانو ريكاردو دي كوراتو منطقة الاضطرابات ب"الغرب الاميركي مع مواجهات بين عصابات من شمال افريقيا واخرى من جنوب اميركا". وبحسب وسائل الإعلام المحلية فقد اندلعت الاضطرابات اثر حادث على متن حافلة ركاب

مؤامرة لاغتيال أوباما..

وفي أمريكا أقر مواطن بالتخطيط لمؤامرة لاغتيال عشرات الأمريكيين من أصول أفريقية من بينهم المرشح الرئاسي حينذاك، باراك أوباما، عام 2008.

وقالت وزارة العدل الأمريكية مؤخرا إن دانيال كوارت، 21 عاماً، من ولاية تينيسي، اعترف بذنبه في ثمانية تهم، منها قتل وإلحاق الأذى الجسدي بمرشح رئاسي، والتآمر، والضرر المتعمد لممتلكات دينية.

واعترف كوارت بالتأمر مع بول شيلسلمان، من أركنساس، لتصفية أكثر من 100 من الأمريكيين من أصول أفريقية. بحسب سي ان ان.

وقال مكتب الادعاء العام في ولاية "تينيسي" إن كوارت وشيلسلمان، اللذان تعارفا عبر الشبكة العنكبوتية، يؤمنان بتفوق الجنس الأبيض

واعتقل الرجلان في أكتوبر/تشرين الأول 2008 بعد محاولة سطو فاشلة، وفق سجلات المحكمة.

وكان شيلسلمان قد اعترف في يناير/كانون الثاني الماضي بتهمة التآمر، والتهديد للقتل وإلحاق أذى جسدي بمرشح رئاسة، بالإضافة إلى تهم حيازة سلاح ناري، ويواجه عقوبة السجن لمدة عشرة أعوام. وقالت وزارة العدل إن كورات يواجه عقوبة قد تصل إلى 75 عاماً بالسجن.

وأثار فوز باراك أوباما، أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، حفيظة شريحة من البيض في الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر أمريكية مطلعة أن أوباما، ومنذ فوزه التاريخي في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008، يواجه تهديدات شخصية غير مسبوقة، لم يسبق أن اعترضت أي رئيس أمريكي على الإطلاق.

وقال جوزف فانك، مستشار أمني أشرف على توفير الحماية لأوباما، قبيل نقل المهام إلى جهاز الاستخبارات السري في مطلع عام 2007، إنه في عالم الأمن كل ما هو "جديد" قد يجدد مشاعر العداء."

اللجوء والهجرة ورهاب الأجانب

من جهته قال انطونيو جوتيراس رئيس مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ان طالبي لجوء يتعرضون للطرد من بعض الدول بسبب تنامي مشاعر رهاب الأجانب والحملات الانتخابية التي تتخذ من الأجانب كبش فداء.

واللجوء والهجرة قضيتان حيويتان في العديد من الدول مثل ايطاليا واليونان وتقول هذه الدول انه لا يمكنها استيعاب مئات الالاف من الاشخاص الذي يصلون اليها كلاجئين غير شرعيين ويأتون غالبا على متن قوارب متهالكة من افريقيا. بحسب رويترز.

وقال جوتيراس مؤخرا "نشهد للأسف ظهورا لمشاعر رهاب أجانب وقوى تجعل الحملات الانتخابية تركز على رفض الأجانب وتستخدم الأجانب ككبش فداء لمشاكل البلد في الحملات الانتخابية السياسية."

وأضاف "الأمثلة الأخيرة - لأشخاص تم ترحيلهم على عكس رغباتهم مثل كمبوديا أو طرد الاريتريين من ايطاليا - جيدة لمناخ لجوء أصبح يضيق ونحن نحتاج لنحارب حتى يظل اللجوء متاحا لمن هم بحاجة للحماية."

وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة قالت إن عدد الأشخاص الذين طلبوا اللجوء إلى الغرب ظل ثابتا العام الماضي مما ينفي مقولة محاولة الكثير من الأشخاص الوصول إلى الدول الغنية.

وأفادت المفوضية بأن نصف لاجئي العالم وعددهم 10.5 مليون شخص يعيشون في المراكز العمرانية مما أدى الى ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة خطر نشوب توتر مع السكان.

وقال جوتيراس وهو رئيس وزراء أسبق في البرتغال ان "قوسا من الازمات" يشمل العراق وباكستان وأفغانستان والفلسطينيين واليمن والسودان والصومال وتشاد يمثل ثلثي تعداد اللاجئين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/حزيران/2010 - 16/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م