في التجديد والاصلاح والتيسيرالنحوي

جهود الدكتور مصطفى جمال الدين

أ. د. حسن منديل حسن العكيلي

المقدمة:

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.وبعد.........

 فقد عرفت الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين – أول عهدي به – في كتابه: (البحث النحوي عند الأصوليين). أيام كنت اجمع جهود النحويين المعاصرين من أصحاب محاولات التيسير النحوي، لكتابة أطروحتي - الدكتوراه الاولى -: ((الخلاف النحوي في ضوء محاولات التيسير الحديثة)) سنة (1993)، عرفته عالما فريدا من نوعه بين اقرانه من النحاة المعاصرين- الاكادمين، وكنت قبل ذلك اعرفه واحدا منهم من غير الوقوف على عبقريته الفذة التي فاق بها أقرانه آنذاك. وكنت منشغلا بكتابة الأطروحة وجمع مادتها العلمية، فحال ذلك دون رغبتي الشديدة في الاطلاع على فكره النحوي والأصولي وأدبه العالي حتى استكتبني الصديق الأستاذ الاعلامي علي الشمري طالبا مني مساعدته في كتابة بحثه عن الدكتور (مصطفى جمال الدين) وجهوده اللغوية ونتاجه الأدبي. وكان قد بدأ ثم توقف للصعوبة التي واجهها في دراسة فكر الدكتور (جمال الدين) لعمقها ودقتها وتشعبها، ولكوني أحد المتخصصين في بعض المجالات العلمية التي برع بها الدكتور جمال الدين.

 وقد رحبت بالفكرة على الرغم من مشاغلي العلمية والإدارية في الجامعه لكون ذلك يحقق لي رغبة قديمة كنت قد عزمت عليها.وما يزال في نفسي شيء منها، فضلا عن رغبتي في تتبع جهوده العلمية والأدبية وآرائه الجديدة. فقد كنت أرى لديه علما جما يحتاج الى المزيد من البحث والجهد لاستفادة منه. فكتبت هذا البحث فضلا عن مراجعة ما كتبه الاستاذ علي الشمري وما أضفته من مباحث لكتابه: (الدكتور مصطفى جمال الدين بين المحافظة والتجديد). لذا أتقدم بالشكر والثناء للاستاذ علي فضيلة الشمري، اذ أسهم في تحقيق رغبتي العتيقة.

المبحث الأول:

سيرته وجهود في الاصلاح والتجديد:

 ولد الكتور مصطفى جمال الدين في (قرية أم المؤمنين) وهي إحدى قرى سوق الشيوخ احد أقضية محافظة ذي قار (الناصرية) المنتفك سابقا في 5/11/1927م الموافق1346ه.

 وتلقى دروسه الأولى في كتاتيب القرية، ومن ثم الابتدائية في ناحية كرمة بني سعد، وما ان أكمل المرحلة الرابعة حتى انتقل إلى النجف الاشرف. ‘عرف عنه النبوغ المبكر والذكاءالحاد فدرس العلوم الحوزوية، أكمل مرحلة السطوح وانتقل الى مرحلة الخارج في بحث الامام السيد الخوئي (قدس) حيث كتب تقريراته في الأصول والفقه.

 قدم الى جامعة بغداد لدراسة الماجستير واشرف على رسالته الموسومة ب: (القياس حقيقته وحجيته) العلامة السيد محمد تقي الحكيم ونال الشهادة بتفوق.

 اما الدكتوراه فقد سجلها في القاهرة بإشراف المرحوم الشيخ (أبو زهرة) ولم يستطع إكمالها بسبب وفاة الأستاذ المشرف. فسجل في جامعة بغداد أطروحته: (البحث النحوي عند الأصوليين) بإشراف الدكتور مهدي المخزومي‘[1]‘ وعلى الرغم من أنه كان مشغولا بتدرس أصول الفقه في كلية الآداب، والمنطق في كلية أصول الدين ويحاضر في كلية الفقه، مع ذلك استطاع الدكتور جمال الدين ان يحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة (امتياز)‘[2]‘ فضلا عن صعوبة موضوع الأطروحة التي لم يتطرق اليها غيره قبله.

أدبه:

 كان الدكتور مصطفى جمال الدين عالما، زاهدا، فقيها أاصوليا، نحويا، عروضيا، شاعرا من الطراز الأول.

 منذ صغره كان شاعرا موهوبا وزادت موهبته الادبية بعد انتقاله الى النجف الاشرف والدراسة بمدارسها الدينية لاسيما الحوزة العلمية الشريفة. والنجف الاشرف كانت مدينة الشعر والشعراء ومازالت، وكان شعراؤها لايبارون ومنهم الدكتور مصطفى جمال الدين والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وقد عده بعضهم خليفة للجواهري [3].

 نظم قصيدته الاولى سنة 1947 م وكان في العشرين من عمره [4] وكان لعشقه الادب ينتمي او يترأس مجموعات ادبية منها مجموعة سوق الشيوخ التي عرفت باسم (الجبهة الشرقية) مقابل مجموعته في النجف بعد انتقاله اليها (الجبهة الغربية)[5] ورأس (الرابطة الادبية) وكان عضوا من أعضاء (اسرة الأدب اليقظ) في النجف الأشرف التي كانت تتطلع الى كل ماهو جديد[6].

 تاريخ حافل بالنشاطات الادبية والعلمية، فقد اسهم في الحركة الأدبية في الأوساط التي عاش فيها، وكان نشطا بين شعراء جيله موجها للكثير منهم مؤثرا في الشعراء الواعدين بل كانت له مدرسة ينتمي اليها بعض الشعراء الموهوبين. وكان شاعرا من الرعيل الاول من شعراء عصره عرف بعذوبة شعره وجزالته، وبنائه المحكم، وبراعته في رسم الصور الشعرية، قال فيه الجواهري: تجد في ابيات جمال الدين الجمال والتأثير [7] وهو من الشعراء الذين يعنون بشعرهم ويجودون في تهذيبه وتنقيته ولايتعجل نشره. ويدل شعره على موهبة ورسوخ قدم في هذا الفن القولي الجميل، وفيه جودة الشكل المتمثل بذائقته اللغوية وكثرة استهوائه للشعر القديم وطول معاشرة شعراء العربية وكذلك جودة المضمون ومااكتسب فيه من غنى بامتداد رؤيته الاجتماعية والسياسية، فهو فقيه حوزوي ولغوي جامعي وخبر التأليف العلمي وزاول التدريس في الجامعات لأكثر من عشرين عاما. بهذا كله جاء شعره عالي الطبقة رفيع المنزل لايمل المرء[8] قرآته.

 لم يكن الشاعر جمال الدين شاعرا فحسب، بل كان ناقدا للأدب ذا ذائقه عاليه، وعالما بالادب عامه وبالشعر خاصه، وباحثا رصينا في قضايا الشعر والأدب ولاسيما في موسيقى الشعر وأوزانه. فمن مؤلفاته في هذا المجال:-

- التدوير في القصيدة المعاصرة، مجله الرابطة، العدد الأول سنه 1975. في علم العروض.

- رأي في الشعر الحر – مجله النجف، العدد (8) سنه 1963. نقد فيه كتاب نازك الملائكة: (قضايا الشعر المعاصر).

- الايقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة، تناول فيه أوزان الشعر العربي، طبع سنه 1971

- مسرحية جميل بثينة

- مسرحيه غانم شمخ

- ديوانه الذي طبع سنه 1994 وكان لايحوي كل شعره،وانما ضم شعره المشهور، ثلاث مجموعات شعريه هي:

(عيناك واللحن القديم) و (قصائد عشقتها) و (آلحان الغربه).

فضلا عن ديوان شعر مخطوط باسم (بنات القلب) سنه 1952 والقصائد التي نشرت في الصحف والمجلات المختلفه [9] ناهيك عن مؤلفاته العلميه واللغويه التي اشرت اليها في الفصل السابق.

هجرته:-

 هاجر من العراق عام 1981 االى الكويت ومنها الى لندن ومن ثم الى الكويت مرة اخرى. اعتقل في الكويت عام 1984 واودع السجن نتيجة وقوف الكويت مع صدام في حربه ضد الجارة المسلمة ايران. فخيروه ومن معه بين قبرص وسوريا[10].

وفاته:-

 وافاه الاجل المحتوم بعد مرض عضال في يوم الاربعاء 23/10/1996 الموافق 1416هـ. وكان على همة عالية حتى اخر أيامه. ودفن رحمه الله في العاصمة دمشق في مقبرة السيدة زينب (عليها السلام)[11].

 رحل الشاعر الكبير السيد مصطفى جمال الدين الى جوار ربه تاركا وراءه الذكر العطر والسيرة الحسنة والحب الذي يعمل في صدور عارفيه من ابناء شعبه وتقديرا ووفاءا لعمله وادبه وشاعريته ولمواقفه من قضايا وطنه وامته منح وسام استحقاق من الدرجة الممتازة بعد وفاته من قبل الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والقيادة السورية حيث وارى جثمانه الطاهر ترابه في الوقت الذي بخل عليه وطنه بان يحقق له امنية طالما راودته وهي ان يدفن في المدينة التي احتضنته الى جوار جده امير المؤمنين (عليه السلام)[12].

جهوده في الإصلاح والتجديد:

 إن الدعوة إلى الإصلاح والتجديد والتغيير والتطوير ليس امراً هيناً ذلك ان ما يرسخ في الأذهان من مناهج ومعارف لدى المحافظين، يجعلهم يتصدون لمثل هذه الدعوات وهو أمر واجهه كل المجددين والمصلحين وتحملوا اعباء دعواتهم.

 وعلى الرغم من معارضة (المحافظين) التي واجهها الدكتور مصطفى جمال الدين، لم يزده ذلك إلا إصرارا وتصاعداً لحملته. مستغلاً الاحتفالات الدينية التي تقام انذاك. ففي قصيدة له رثى بها احد رجال الدين، سنة 1952 م تحدث عن المحنة التي يعيشها الشباب في النجف الاشرف. ختمها في خطاب لشيوخ المجتمع الديني في الاستماع لوجهة نظر الشباب:

ياقوم حسبكم الخمول فقد مضى       زمن بفطرتها تشت الرضعُ

والعصرُ عصرُ لا يشب وليده           إلا ليعجبهُ المتقن المبدعُ

صونوا مناهجكم  تصونوا دينكم   وابنوا العقول يقمْ عليها مجمعُ

فالدين ليس يربه يسوسه ُ            شيخٌ بمحراب الدجى يتضرع

وقال في قصيدة اخرى سنة1955 وهي من اشد القصائد عنفاً في النقد ودعوة للتجديد:

والفتنة الكبرى ومن اياتها      ان الذي تنعى العديد الاوفرُ

حتى لتعذر ناقديك اذا ادّعوا     عقم الطريق بما اتيت يبشر

فالدين قد غرسته قبلك عصبية    المال دين وقلوبها المنكرُ

ومغالط من راح يقنع نفسه        ان القتاد  إذا  اسقاه  يثمرُ

والفتنة الكبرى بأن معاشراً     (منا) تضيقُ بما ادّعيت فتنكرُ

حتى كأنك قلت: دين محمد       متفسخ، ونظامه متأخرُ

ومن السعادة ان تكون مغفلا      فتظن ان فساد قومك خيرُ

 وهكذا استمر في دعوته للتجديد، مستغلاً كل مناسبة حتى وجد صدى لدعواته ـ وقبولاً من بعض الشباب الواعي فشاركوه في دعوته الى تجديد الناهج فكونوا تيارا دينيا يلتف حول (الصارية) التي كان يرفعها الفقيه المجدد الشيخ محمد تقي الحكيم، وسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين.

 وهكذا أثمرت دعوات التجديد التي كان رائدا فيها [13]. قال الدكتور جمال الدين: ((وفي نهاية الخمسينات 1958 اثمر جهدنا، فكان هذا التيار أول نواة للتغيير هي: (كلية الفقه) والمجلة العلمية الناطقة باسمها (مجلة النجف). وتضمن المنهج الذي اعد لهذه الكلية كثيراً مما كنا ندعو اليه من (مفردات) كان الطالب الديني بحاجة اليها [14]..))

 ومن ثمار التغيير الاخرى ((ان تغيرت بعض أساليب الدراسة في الحوزة نفسها وان بقيت على نظام الحلقات في المساجد، فقد ادخلت (الامتحانات الفصلية) وبعض الدروس الاضافية فيها، كما شدد في نظام القبول الجديد والدورات الطلابية [15].

الدعوة إلى إصلاح مناهج الدراسة الدينية

 لقد افرد الدكتور مصطفى جمال الدين عنوانا في مقدمة ديوانه هو (الدراسة الدينية ومحاولات تطوير المنهج) ففي حديثة عن محاولات تطوير منهج الدراسات الحوزوية عرض أسلوب الدراسة في الجامعة النجفية ومقرراتها وحاجتها لادخال بعض المفردات المعاصرة في منهجها وأخذها بأسلوب التطور في ادارة شؤنها بما تقتضيه ظروف (العصرنة) كما يسميها.. فذكر إن ذلك من أهم ما يشغل المجددين من طلبة هذه الجامعة واساتذتها بوصفه واحدا من الذين تخرجوا من هذه الجامعة وأخلصوا لها وحرصوا على أن تظل قاعدة اسلامية للمرجعية الدينية، قال: ((كنت أحس بعمق الاهتزاز الذي تسببه مقررات هذه الجامعة وجمودها وعدم أخذها بأسباب التطور المطلوب لذلك كان شغلي الشاغل كشاعر يستطيع أن يوصل فكرة للناس باقرب وسيلة واكثرها اشارة لمخاطبة الذين يشعرون مثلي بهذا النقص والجمود أو الذين هم على استعداد للشعور به لذلك حشدت كل طاقتي وأنا أشارك في كثير من الحفلات التي تعقد لتكريم أحد مراجع الدين أو تأبينه[16])).

 وقد شارك جمال الدين في أوائل الخمسينيات في حفلات تأبين الشيخ محمد رضا ال ياسين – وهو احد مراجع الدين العظام –بقصيدة نشرت في مجلتي (البيان) النجفية و(الالواح اللبنانية) تحدث فيها عن تطور الدراسة في الجامعة الأزهرية عندئذ طلب من مراجع الدين النظر بجدية للتطور الدراسة في الجامعة النجفية.

 إن المنهج المقارن الذي اتبعه الدكتور مصطفى جمال الدين في دراساته كان من أهدافه ونتائجه تيسير الفقه على المسلمين. من خلال ترجيح الآراء الفقهية الأكثر تمثيلا لواقع المسلمين المعاصر، والتي تسهم في إصلاح الواقع الذي يعيشه المسلمون، فضلا عن التقريب بين المذاهب الذي مر ذكره.

 ومما انماز به الشاعر مصطفى جمال الدين انه كان يوظف الشعر لخدمه امته وشعبه، يعالج منه هموم وطنه وشعبه. ويستعمل شعره أيضا لتغيير الواقع العلمي والاجتماعي والسياسي في عصره، وتحريك الجمود الذي كان يغلف الحركة العلمية في بيئته، من ذلك انه حشد كل طاقاته مستعملا الشعر ليثير جمود مقررات الجامعة الدينية وعدم أخذها بجلباب التطور المطلوب. ذلك ان أقرب وسيله لتوصيل الافكار الى الناس واكثرها اثارة لحماس ناقدي منهج الحوزه. فقد نظم قصائد كثيره ناشد فيها مراجع الدين النظر بجديه لتطوير الدراسة في الجامعه الدينيه النجفيه، من ذلك قوله:

      هذه (المناهج) أطمار مهلهلة          مرت على نسجها الاحداث والعصر

       وسوف يأتي زمان لاترون بها         الا خيوطا لهمس الريح تنتشر

المبحث الثاني:

جهوده في التيسير النحوي:

 عندما درست محاولات التيسير النحوي المعاصر وصنفتها على أقسام ومراحل مستقصيا اياها، لم اذكر محاولة التيسير النحوي لدى الدكتورمصطفى جمال في اطروحتي الدكتوراه الأولى: ((الخلاف النحوي في ضوء محاولات التيسير الحديثة))[17]، ذلك اني على الرغم من اعجابي بكتابه (البحث النحوي عند الاصوليين) لكن قراءتي اياه كانت قراءة سريعة لضيق الوقت انذاك وانشغالي باستقصاء جميع محاولات التيسير النحوي، لذا كنت أظن انه بعيد عن التيسير النحوي لما يحويه من دراسات عقلية ومناقشة اراء الاصوليين وظننت أيضا أن عناوين كتبه الاخرى كذلك لاتتصل بالتيسير النحوي، وبعد اطلاعي على جهوده فيما بعد وجدتها في صلب تيسير النحو وتجديده. وسبب اخر جعلني استبعد محاولته ضمن محاولات التيسير النحوي المعاصر، والتصنيف الشامل الذي صنعته لها. هو ان الباحثين قبلي لم يعدوا الدكتور جمال الدين من اصحاب محاولات التيسير النحوي. وعلى الرغم من ذلك فقد بقي في نفسي منه شيء وعقدت النية لدراسته بعد الانتهاء من كتابة الدكتوراه.

مفهوم التيسير:

 التيسير والتجديد والاصلاح والاحياء والتعديل والتقريب والتبسيط والوضع وغيرها، مصطلحات شاعت في العصر الحاضر، لكن المعاصرين لم يتفقوا كل الاتفاق على مدلولاتها، وثمة فرق بين مدلول كل مصطلح، وإنْ كانت تصبّ كلُّها في مجرى تيسير الدرس النحوي.

 فأما (التيسير) فقد اختلف أصحاب التيسير في مفهومه، فمنهم من يراه: الالتزام بطرائق التدريس التربوي وتبويب النحو تبويبا حديثا ([18]). و بعضهم يراه: معالجة منهج النحو معالجة حديثة بحيث يعتمد مناهج البحث اللغوي،الوصفية و المقارنة و التاريخية([19]) وبعضهم يراه:تغييرا في الأحكام والقواعد بحيث تحصل السهولة المطلوبة، إذْ إنّ غاية التيسير، التسهيل، و القضاء على كل صعوبة وعسر في تعلم النحو، وهو يجب أن لا يمس التركيب والاعراب ([20]). وبعضهم يراه: اختيار الأسهل من آراء القدامى ([21])، وبعضهم يراه مقصوراً على تجريد النحو من الدخائل العقلية كالفلسفة و المنطق و نظرية العامل، وغير ذلك([22])، ومنهم من يراه: ((تقريب النحو لمستويات الطلبة)) ([23]) و ((تخليص النحو مما شابه من عسر في الفهم وصعوبة في التعليم([24]).

 أمّا (التجديد) فهو اتجاه يدعو الى، تجاوز فكرة التيسير الى أبعد من ذلك للوصول الى تغيير في المنهج والاتيان بنحو جديد، ولا يعني دائما الآنسلاخ من القديم والعزوف عنه برمته، بل هو محاولة لتفسيرالقديم تفسيرا جديدا يلائم العصر و يبقى على القديم، وهذا ما فعله الجواري وغيره من أصحاب التيسير([25]).

 ولا تبتعد مصطلحات الاحياء، والاصلاح والتعديل، و إنما أريد بها عند أصحابها في المقام الأول، أن تكون سابقة وممهدة لكل عملية تيسير، ذلك انهم ينظرون الى نتائج التجديد والاحياء والاصلاح والتعديل نظرة المنتقي لتقديمه على وفق أساليب عملية وتعليمية يحددونها ويدعون اليها ([26]).

محاولات التيسير النحوي:

 ان محاولات التيسير النحوي كثيرة لا يمكن حصرها كلها ولكن يمكن تصنيفها كالآتي:

- تصنيف على وفق طبيعة اتجاه المحاولات: فقد صنّفها بعضهم ([27]) على أربعة مذاهب:-

الأول: أصولي سلفي، يرى أصحابه الرجوع الى الأصول من كتب المتقدمين والزهد في كتب المتأخرين.

والثاني: مذهب التهذيب والتشذيب:ويدعو أصحابه الى وضع كتب حديثة تتناسب مع قابليات الناشئة من الطلبة على وفق المراحل الدارسية.

والثالث: مذهب الانقلاب والتجديد، يرى أصحابه أن نحذف ونزيدعلى أبواب النحو على وفق تعديل وترتيب جديدين.

والرابع: مذهب العجز والتقصير دعا أصحابه الى نبذ الفصحى، واستخدام العامية.

- تصنيف على وفق الموضوعات ([28]) مثل فكرة الغاء الاعراب، أو تبسيط المسائل النحوية عن طريق الاستنباط او التعديل، والدعوة الى الانتخاب والتلخيص والاهتمام بمذهب الكوفيين والاعتماد على القرآن، وغير ذلك.

- المحاولات الشاملة والجزئية ([29]): وقد سماها بعضهم. المحاولات والدعوات ([30]) واضعا بنظر الاعتبارشمول المحاولة أبواب النحو أو عدم شمولها في الدارسة والتفصيل ([31]). وكانت محاولة الدكتور جمال الدين جزئية ذلك أنه لم يتناول جميع أبواب النحو، لكنها شاملة من حيث عنايته بأصول النحو والأسس التي شيد عليها. ولا سيما القياس. وقد قالوا:

انما النحو قياس يتبع[32]

- تصنيف على وفق الغاية والهدف ([33]): ثمة محاولات اتجهت اتجاها خطيرا مشبوها، متسترة بغطاء التيسير النحوي، فدعت الى الغاء الاعراب أو النحو والفصحى مثل جورج الكفوري، وأنيس فريحة، وسلامة موسى... وغيرهم وهي ترمي من وراء ذلك الى النيل من العربية والعروبة والاسلام. وكان الدكتور جمال الدين بعيدا عنها. ولا يروم في جهوده الا الاصلاح والتجديد والتيسير.

 وكانت محاولة الدكتور مصطفى جمال الدين في تيسير النحو العربي جزئية من خلال آرائه المبثوثة في كتبه وبحوثه، حيث لم يفرد لها كتابا أو بحثا. لكنها كانت من أهم المحاولات التي تناولت النحو بالنظرة الثاقبة، والافكار الامعة الجديدة آنذاك. لكن الدارسين الذين درسوا محاولات التيسير النحوي لم ينتبهوا اليها، على الرغم من أهميتها وعمقها. والسبب ربما يكمن بالموضوعات العقلية التي تناولها. فقد درس النحو من خلال دراسته لعلم الاصول والقياس الفقهي وغيرهما.

 سأتناول المنهج الذي ينتمي اليه الكتور مصطفى جمال الدين في جهوده النحوية:-

- التيسير النحوي والعلوم الاسلامية:-

ثمة منهج نحوي واضح المعالم، بارز الملامح، كبير التأثير في الدارسات النحوية القديمة خاصة. هو تأثر النحاة بالدارسات الاسلامية وبمناهجها كأصول الفقه، وعلم الحديث، والتفسير، وعلم الكلام، وعلم الخلاف والجدل وغيرها. فقد عايشت هذه العلوم، العلوم اللغوية ونشأت معها في بيئة واحدة لذا أثّر بعضها في بعض و أفاد منها([34]) فما من كتاب من كتب اصول الفقة الا وقد شغلت منه موضوعات العربية كالنحو واللغة والبلاغة حيزا ليس بالصغير ولعل أظهرها وأميزها مباحث الشرط والاستثناء والحقيقة والمجاز ومعاني الحروف والأدوات)) ([35]). و قد لحظت أنّ المذهب الظاهري في الأندلس شكل من أشكال هذا التأثر بالدارسات الفقهية الذي اشتد في القرنين الخامس والسادس الهجريين على يد أبن حزم الأندلسي، وأبن مضاء القرطبي، وهو منهج قام على العناية بظاهر النص وابطال القياس([36]).

 وقد شاع ثأثير العلوم الاسلامية في الدرس النحوي تأثيراً بارزا في القرنين السابع والثامن الهجريين في مصر والشام خاصة. فظهر اتجاه في النحو تميّز بدارسات مهمة واجتهادات كثيرة. وتميز أيضا بانكار المجاز اللغوي الذي يدور في فلك الصفات الآلهية. وانكار ادعاء الزيادة في القرآن الكريم. والاحتجاج بالقراءات حتى الشاذّ منها، والدعوة الى الحمل على الظاهر في كثير من المسائل([37]) وخير مَنْ مثّل هذا الأتجاه: ابن الحاجب الفقيه النحوي (646هـ)، فقد كان مبرّزا في الأصول، فقيها، كلاميا، كان أبو حيان ينعت كافيته بأنها (نحو الفقهاء) ([38]). وتأثر أبو البركات الأنباري(577هـ) بالمسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة و ترتيبها واسلوبها، في كتابه المشهور: (الانصاف في مسائل الخلاف) ([39]) ومنهم أبو العباس شهاب الدين القرافي (682 هـ)([40]). تلميذ ابن الحاجب كان اماما بارعا في الفقه والأصول، ومنها كتابه: (الاستغناء في أحكام الاستثناء). حاول القرافي فيه التوفيق بين الأصوليين والنحاة في باب الاستثناء ([41]) والحافظ العلاني ابن كيْكلدي([42]) (761هـ)، كان اماما في الفقه والنحو والاصول لكنه برع في الحديث حتى عُدّ من الحفّاظ، له مصنّفات كثيرة في الفقه والاصول والتفسير والحديث والنحو منها: (الفصول المفيدة في الواو المزيدة)، اتبع فيه المنهج المذكور الذي يربط بين النحو والعلوم الاسلامية. فهو ((لا يقتصر في بحثه الواو على القضايا النحوية والصرفية، كما هو الحال في مصنفات النحاة الذين ألّفوا في الحروف، بل يضفي عليها من ثقافته الواسعة كل ماله تعلّق بالواو من الاصول والفقه والتفسير والبلاغة وغيرها))([43]) ويمكن عد السيوطي في هذا الاتجاه، فله كتب في الفقه. وقد تأثر بمنهج الفقهاء في كتابه (الاشباء والنظائر) ([44]).

 أما موقف المحدثين من أصحاب التيسير من هذا الأتجاه في النحو، فقد اختلفوا فيه فرفضهُ بعضهم وعدّه سببا من أسباب تعقيد النحو ([45]). ونجد فئة اخرى دعت الى هذا الأتجاه، ورأته سبيلا من سبل التيسير المهمة، وأصلا لابدّ من الرجوع اليه في فهم كيان النحو، وهو الاحتذاء بعمل الفقهاء و بمناهجهم التي تميل الى نبذ المشقة واختيار الرأي الأسهل والأيسر والأنسب كما فعل الفقهاء في العصر الحاضر مسايرة الحياة ([46]). لقد دعت هذه الفئة الى ربط النحو بالفقة واحتذاء مناهج الفقهاء في التأليف ([47]).

 وعلى الرغم من ان الموضوعات النحويه التي تناولها الدكتور جمال الدين عقلية في ظاهرها وذلك يتقاطع مع التيسير النحوي، الا انني بعد البحث في جهوده اللغويه وارائه ودراساته وجدته يبحث في صلب التيسير النحوي وكان يدعوا الى ذلك دعوات صريحة [48]. فضلا عن ذلك فان تناوله لفلسفة النحو وجوهرها ومحاكمتها محاكمة عقلية علمية، ومن خلال ربطه بين النحو وعلم الاصول، يدخله ذلك ضمن التيسير النحوي. فابن مضاء القرطبي الظاهري (925 هـ) الذي رد على النحاة نحوهم كان يصدر في ذلك من خلال مذهبه الفقهي الظاهري الذي رد على الفقهاء مذاهبهم الفقهيه. فجاء بافكار مبتكرة صدرت من جرأة كبيرة وفهم عميق للنحو، وذكاء وقاد تتفق مع المنهج اللغوي الحديث فقد دعا الى الغاء نظرية العامل التي أسس عليها النحو العربي، ودعا ايضا الى الغاء القياس والعلل الثواني والثوالث والتمارين النحوية وغير العلمية، ودعا الى تصنيف جديد للنحو، وغير ذلك مما املاه عليه مذهبه الفقهي الظاهري وثورته على المذهب المالكي، وانعكس على النحو ومع ذلك عد ابن مضاء القرطبي رائد التيسير النحوي، وهاديا لاصحاب التيسير المعاصر[49]. ولم تعرف محاولات التيسير النحوي ولم تبدأ الا بعد ظهور كتابه: ((الرد على النجاة)) على الرغم من الحاجة الماسة الى التيسير النحوي.

 ولاينأى فهم الدكتور مصطفى جمال الدين ومناقشته لقضايا النحو المرتبطة باصول الفقه، عن فهم ابن مضاء القرطبي كثيرا. لذلك يمكن عده من كبار أصحاب التيسير المعاصر. فمن آرائه النحوية التي يمكن ان تعد محاولة لاصلاح النحو وتجديده:

 - ((الاعراب ليس هو المعنى النحوي، ولا الدال على المعنى النحوي بل هو (علامة) ان الكلمة تحمل معنى نحويا خاصا، فالفاعلية والمفعولية مثلا معنى من هذه المعاني النحوية دل عليه اسناد الفعل بدال هو: اما تركيب الجملة كاملة او صيغة الفعل، وعلامة ذلك الضمة او الفتحة، بدليل ان هذه العلامة تفقد (علامتيها) احيانا كما في المبنيات، مع بقاء المعنى النحوي، هذا يدل على انه اثر من اثار الاسناد والاعراب))[50]. وهو رأي جديد، يسهم في تجديد النحو واصلاحه، وفي تطبيقه لتقديم نحو مدرسي أقرب الى حقيقة النحو وفهمه، لأنه يستند الى نظرة ثاقبة وفهم دقيق لجوهر النحو، ويدعوا الى تصحيح مسار الدراسات النحوية.

 - ومن ارائه في اصول النحو: ان اصول النحو لاتتعدى السماع والقياس، الا انه مورد الفقيه والنحوي منهما ليس واحدا لاختلاف نظر الوارد، أما السماع فهناك نصوص مشتركة بين الفقهاء والنحويين اهمها القرآن والسنة، ولكننا يصعب التوحيد بين مناهج البحث فيها.

 اما سائر الاصول عدا السماع والقياس وهي (الاجماع والاستحسان والاستصحاب) فهي الوهم منها اقرب الى الظن، وسبب ظهورها هو تقليد النحاة لمذاهب الفقهاء[51]. ان اصول النحو وادلته هي الاسس التي استند اليها النحاة في ارساء قواعد النحو. ومناقشتها يعد اساس الاصلاح والتجديد، لبناء نحو مطرد لاتقاطع بينه وبين اصوله التي يبنى عليها.

- ومن ارائه: دلالة النص لدى النحوي قطعيه ولدى الفقيه دلالة ظنية [52].

 - والدكتور جمال الدين من الاوائل الذين نبهوا الى أن قلة الاحتجاج بالحديث النحوي الشريف يعود الى أسباب فكرية مذهبية وسياسية وللاوضاع المضطربة التي سادت بيئة النحاة الاوائل. وسخر من دعوى الرواية بالمعنى[53]، واللحن في رواية الحديث.

 - ومن نتائجه في كتابه (البحث النحوي عند الاصوليين) قال: ((واصل من ذلك كله الى ان ماقدمته هذه الرسالة من (نحو الدلالة) عند الاصوليين اقرب الى طبيعة الدرس النحوي من (نحو الاعراب) عند النحاة، كما أصل الى أن ما رآه الدارسون المعاصرون، من وجوب دمج ما توصل اليه عبد القاهر من علم (المعاني) بما توصل اليه النحاة من (علم الاعراب) ليكون لنا (نحو عربي) يعين على فهم اغراض العرب ومقاصدهم هو كلام على جانب من الوجاهة لولا انه يغفل ما بحثه الاصوليون من (نحو الدلالة) وهو في رأيي اقدم عهدا واكثر دقه، واصوب نتائج مما قدمه علم المعاني، ولعل السبب في هذا الاغفال، ان ماقدمه عبد القاهر كان في متناول الدارسين اما ماقدمه الاصوليون فقد غلفه منهجهم العقلي بغلاف سميك يجعله بعيدا عن الدرس الحديث، ولذلك كانت هذه الرسالة[54].

 وفي ضوء ماتوصل اليه من نحو الدلالة ونحو الاعراب دعا في اخر كتابة إلى وضع نحو عربي جديد يقوم على ماقدمه الاصوليون من (نحو الدلالة) وما قدمه النحاة من (نحو الاعراب) , وماقدمه البلاغيون من (نحو الاسلوب) الذي وضحها في الرسالة.

العامل النحوي:

 حظيت نظرية العامل بدراسات وأبحاث متعددة تناولت تعريفها ونشأتها وتاريخها والخلاف فيها و في أقسامها. خلاصتها، إنّ الاعراب أثر يجلبه العامل، وإنهّ نشأ نشأة لغوية على يد النحاة الأوائل كالخليل وغيره، ثم بدأ تأثير الفلسفة والمنطق بعد سيبويه. وقد اتفق النحاة على أثر العوامل لكنهم اختلفوا في التفصيلات ([55]).

 إنّ الدرس النحوي لا يمكنه الاستغناء عن العامل لأنه أيسر وسيلة لتعليم النحو، ولم يكن العامل سببا لتعقيد النحو كما زعم بعضهم ولا سيما العامل اللغوي ([56]) الذي عرفه النحاة الاوائل، غير المتأثر بالمنطق الذي دخل مؤخرا فأفسد العامل ([57])، ومن أمثلته: الاعراب على الخلاف، والقصد اليه وغير ذلك مما تنبّه اليه القدامى كالخليل وسيبويه ومن تابعهما كابن الطراوة (538 هـ) وتلميذه السهيلي (581 هـ) فقد فسرا كثيرا من حالات النصب في ضوء مفهوم المخالفة كالاستثناء وتمام الكلام مثـــل: (له عشرون درهما)، والقصد اليه مثل (سبحان الله) و (ويل زيد و ويحه) ([58]).

 إنّ للعامل أهمية في التعليم لا بدّ لها وأعني العامل اللغوي المتجرّد من الشوائب كالفلسفة والمنطق التي علقت في اثناء رحلة النحو الطويلة. الى ذلك ذهب كبار النحاة المعاصرين مثل عباس حسن الذي كان يمثل الموقف المعتدل المتمثل بمراعاة جانب الانصاف لجهد القدامى العظيم مع دعوة الى تجرّد العوامل من التكلف والفلسفة، قال -مبينا أسباب الأخذ بالعامل - على الرغم من المشكلات التي يسببها:- ((وإنما هو الأخذ بالأيسر عملا وتطبيقا وافادة على الرغم من أنه ليس هو الحق في الواقع المقطوع به، ذلك أنّ الواقع اليقين يقطع بأن الذي يجلب الحركات ويغيرها ويدار بينها انما هو المتكلم ما في ذلك شك، لكن لا بأس أن ننسى أو نتناسى هذا الواقع مادامت الفائدة محققّه في النسيان او التناسي والضرر لا اثر له)) ([59]).

 إننا لا ندعو الى الأخذ بكل ما جاء به القدامى بشأن العامل ولا نرفضه رفضا مطلقا، ونرى ضرورة الأخذ به بعد تجرده من التكلف والفلسفة والمنطق. إنّ العامل الذي نقبله هو الذي يفسر واقعاً لغويا، وذلك يربط الاشياء بأسبابها لا الذي يحاول أنٌ يخلق واقعا لغويا فيفسره.

 ولقد تنبه بعض القدامى الى هدف التيسير من نظرية العامل ودورها في تسهيل تعلّم النحو وكان عبد القاهر الجرجاني خيرمن مثّل هذا الاتجاه، فقد درس العامل دراسة مفصّلة على وفق مراحل آخرها تؤدي الى النظم، وقد تابعه في ذلك بعض المعاصرين ([60]). فثمة نحاة رفضوا المغالاة في التعليل والعامل دون أن يرفضوا نظرية العامل مثل ابن مضاء الذي قال بثلاث علل ولم ينكر أولاها وهي التعليمية، وهو ما أدعوا اليه أيضا. وأخيرا أقول: لقد أثبتت أحدث نظرية لغوية هي: التوليدية صحة ما ذهب إليه النحاة المتقدمون بشأن أهمية العامل ودوره في الوقوف على الحقائق اللغوية التي ينتظمها التركيب وتحددها القواعد ([61]).

 موقف الدكتور جمال الدين:

 أما موقف الدكتور مصطفى جمال الدين من العامل النحوي فلم يدع الى الغائه كما دعا الى ذلك جل أصحاب محاولات التيسير النحوي المعاصر, لعلمه أن ذلك أمرلا يصح ولا بديل عن نظرية العامل في تعليم النحو ودراسته، لكنه كان يدعوا تشذيب هذه النظرية التي يؤسس عليها الدرس النحوي.

الخاتمة:

 ان الدكتور مصطفى جمال الدين باحث غير تقليدي، ذلك أنه كان كثير النزوع إلى التجديد والابتكار. يتضح ذلك من خلال الموضوعات التي اختارها للدراسة في بحوثه وكتبه.

 وقد عرف بنقده لمقررات الحوزة الدينية ومناهجها في الدراسة والتدريس. وبدعواته الصريحة إلى التجديد والإصلاح والإحياء. إصلاح المناهج وتجديدها وتيسيرها بما يناسب العصر ومتطلباته ومتغيراته وإدخال بعض المفردات المعاصرة في مناهجها لمعالجة الجمود فيها. وأخذها بأسباب التطور في إدارة شؤونها بما يناسب العصر الذي تعيشه. ذلك إن الحوزة قاعدة إسلامية للمسلمين، لذا كان ذلك شغله الشاغل، وقد سخرعلمه وأدبه لتحقيق ذلك الهدف ولا سيما في شعره لان الشعر أكثر إثارة لحماس أصحاب التجديد والتيسير والإصلاح. وقد حشد كل طاقته وحرص على المشاركة بكثيرمن حفلات الحوزة العلمية لينقد مناهجها الدراسية ويدعو الى تجديدها، وبخاصة الحفلات التي تعقد لتكريم علماء الدين او تأبينهم.[62]

* بحث مقدم لمؤتمر بغداد السنوي قسم اللغة العربية 2010/4/19-20

** كلية التربية للبنات- جامعة بغداد

[email protected]

................................................

 [1] - الدكتور مهدي المخزومي قالوا فيه: إمام اللغة وهو نجل الفقيه الشيخ محمد صالح ونجل الشيخ الكبير حسن وهو من أسرة نجفيه معروفه ولد في النجف الاشرف سنة 1919م ويعد من المجددين للفكر النحوي ومن إعلام النحاة المعاصرين.

[2] - ينظر كتاب ديوان العرب

[3] موقع الاخبار /مجموعة مهدي بيات 3/2/2009

[4] ينظر: سيد النخيل المقفى 65-69

[5] المصدر نفسه 69-70

[6] مقدمة ديوانه 95

[7] ينظر سيد النخيل المقفى 407

[8]. قراءة نحوية في شعر مصطفى جمال الدين بحث منشور في المؤتمر الادبيى الاستذكاري 2003م ص 95

[9]ذكر منها الاستاذ تحسين فاضل المشهدي 36 قصيده ينظر مصطفى جمال الدين جهوده وظواهر من شعره 39 - 40

-[10] الموسوعة الحرة

[11] - الكوثر71 / 13 من اعداد علي موفق العبيدي والمجلة تصدر في النجف الاشرف.

[12] - راجع موقع الانترنت. ومصطفى جمال الدين جهوده وظواهر لغوية في شعره 17

[13] ملامح في السيرة والتجربة الشعرية 37

[14] المصدر نفسه 37

[15] المصدر نفسه 39

[16] مقدمة الديوان:43-44

[17] كلية الاداب الجامعة المستنصرية سنة 1996وقد طبعت في عمان، دار الضياء 2005.

 ([18]) ينظر: آراء وأحاديث في اللغة والادب، الحصري 110. ومقدمة لدارسة لغة العرب 46، ومن قضايا اللغة والنحو 122. ومشكلة الاعراب، طه حسين 99، وحاضر اللغة العربية في الشام 87، ونحو وعي لغوي 105. والاتجاهات النحوية الحديثة 92.

([19]) ينظر: مدرسة الكوفة 399, و في النحو العربي نقد وتوجيه 15، و دارسات نقدية في النحو العربي 6، والاتجاهات النحوية الحديثة95.

([20]) تبسيط قواعد اللغة العربية، فريحة 21.

([21]) ينظر: مقال الاستاذ مصطفى السقا، مجلة آداب، جامعة فؤاد الاول 1926، ديسمبر 15، و ابو زكريا الفراء، و نحو التيسير3،7.

([22]) ينظر: مقال لغتي، د. أحمد مطلوب، المعلم الجديد، 23 ج 1 1964 ص 116.

([23])د. نعمه العزاوي. مقابلة شخصية.

([24]) ينظر: أ تجديد أم تيسير، جريدة القادسية 26 حزيران 1992.

([25]) ينظر: جهود الجواري في تجديد النحو، الضاد ج2/1989.

([26]) و هذا ما كان يراه: المخزومي والجواري والعزاوي. ينظر، مدرسة الكوفة 399، ونحو التيسير 399. وفي حركة تجديد النحو وتيسيره 122. والاتجاهات النحوية الحديثة 90.

([27]) ينظر: نظرات في اللغة والنحو 47-52 ونظرات في مشكلات حياتنا اللغوية.د. هادي نهر، مجلة الضاد ج 1، شباط 1988 ص51 وما بعدها.

([28]) ينظر: الأتجاهات النحوية الحديثة 248-277. واتجاهات البحث اللغوي الحديث في العالم العربي -لبنان 174-187، وجهود الباحثين المحدثين في تيسير العربية 185. وفي حركة تجديد النحو وتيسيره 127 وما بعدها.

([29]) ينظر: في اصلاح النحو العربي 88،98، 173. و في حركة تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث 52،56،70

([30]) في النحو العربي نقد و تيسير 62-74.

([31]) مثل: كلا و كلتا، مصطفى السقا، و ثلاثة اقتراحات في قواعد اللغة، محمد علي الكردي، و اسم الفعل دارسة و طريقة تيسير، د.سليم التعيمي.

[32] القائل: الكسائي امام المذهب الكوفي.

([33]) ينظر: اللغة والنحو بين القديم والحديث 252، واللغة العربية بين حماتها وخصومها 57-170، والعربية وعلم اللغة البنيوي 87 وما بعدها واتجاهات البحث اللغوي -لبنان 2/387-649 و في وعلم اللغة العام، عبد الصبور شاهين 260-285، وبحوث ومقالات في اللغة، رمضان عبد التواب 165-177.والنحو والتيسير، محاضرة د.فاضل السامرائي في المجمع العلمي....وغيرُ.

([34]) ينظر: مناهج التاليف النحوي 5، 389، ومدرسة الكوفة 47، ومدرسة البصرة 351-360.

([35]) الاستغناء في احكام الاستثناء (مقدمة المحقق) 36.

([36]) ينظر: تاريخ بغداد 8/384، والاحكام في اصول الأحكام 1/71، 7/557، 8/92، والردّ على النحاة 29، ونظرات في اللغة عند ابن حزم 22، وأبو حيان النحوي 316، وخصائص مذهب الأندلس النحوي 25 وما بعدها.

([37]) لقد بذل بعض الباحثين جهدا للكشف عن هذا الأتجاه في النحو منهم: مصطفى جمال الدين في كتابه (البحث النحوي عند الاصوليين). وينظر تعريف بالكتاب للاستاذ محسن بن العربي، حوليات الجامعة التونسية ع 24، 1985ص 441. والدكتور عبد الفتاح الحموز في بحثه: (المذهب السلفي، ابن القيم الجوزية وشيخه ابن تيمية في النحو) مؤته للبحوث والدارسات. مج 1ع1 حزيران 1986ص11-70.

([38]) البحر المحيط 1/6، بغية الوعاة 1/282، وينظر: ابن الحاجب النحوي 269.

([39]) ينظر: مقدمة كتاب الانصاف 1/5.

([40]) ترجمته في: الوافي بالوفيات 6/233، و روضات الجنات 2/337، و حسن المحاضرة 1/316.

([41]) ينظر تفصيل ذلك في: مقدمة تحقيق الكتاب: د. طه محسن 60-75.

([42]) ترجمته في: الوافي بالوفيات 13/ 410، وطبقات الشافعية الكبرى 1/35، وهدية العارفين 1/351

([43]) الفصول المفيدة 25.

([44]) الأشباه والنظائر 1/5، وينظر تفصيل ذلك في: السيوطي النحوي 309-321

([45]) تيسير العربية بين القديم والحديث 39. وينظر أيضاً: ظاهرة الاعراب 155-177، وقضايا التقدير النحوي 10-26.

([46]) ينظر: مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والآداب 17-27. والأتجاهات الحديثة في تيسير النحو، محاضرة محمد أحمد يرانق 71. والنحو بين التجديد والتقليد 84، ودارسات لاسلوب القرآن / القسم الأول ج 2ص2. واثر الدلالة النحوية واللغوية في استنباط الاحكام من ايات القرآن 334.

([47]) مثل كتاب محمد عبد الخالق عضيمة الكبير (دارسات لاسلوب القرآن) قسم 1ج، ص2

[48] ينظر مثلا: البحث النحوي عند الاصوليين309

[49] -. ينظر: الرد على النجاة 25، 35، 48، 79 واصول النحو العربي،محمد عبد 39. وابن مضاء القرطبي واراؤه، معاذ السرطاوي 8،41،46.

 [50] - البحث النحوي عند الاصوليين 399

[51] - المصدر نفسه 170.

[52] - ينظر سيد النخيل المقفى 138

[53] - مصطفى جمال الدين، جهوده وظواهر من شعره 475.

[54] - البحث النحوي عند الاصوليين 299

 ([55]) ينظر: العوامل المائة النحوية 15 و ما بعدها، وثمار الصناعة 11،34، 76، و أصول النحو العربي 138-419، و ظاهرة الاعراب في النحو العربي 61-86، و قضايا التقدير النحوي 71، و العلامة الاعرابية 159 و ما بعدها و باب التنازع عند النحويين، رسالة ماجستير 6 و ما بعدها.

([56]) هكذا سمّاه المخزومي و تابعه الدكتور أبو جناح. ينظر: مدرسة الكوفة 260، و الاعراب على الخلاف 74.

([57]) ينظر: العلامة الاعرابية 167.

([58]) ينظر: الكتاب 1/75، 365، 395، و شرح التصريح 1/395، و نتائج الفكر للسهيلي 1/110، و أبو الحسن بن الطراوة و أثره في النحو 740. و مدرسة الكوفة 260-296. و الاعراب على الخلاف في الجملة العربية 73.

([59]) اللغة و النحو بين القديم و الحديث 186، 191، و النحو الوافي 1/73، 441. و ينظر: العلامة الاعرابية 190، و ظاهرة الاعراب 185.

([60]) ينظر: مقدمة تحقيق كتابه (العوامل المائة) 3-35، د. البدراوي زهران.

([61]) ينظر: تفصيل ذلك في (نظرية النحو العربي)، د. نهاد الموسى 36، 41، و (النحو العربي والدرس الحديث)، عبده الراجحي 14،141.

[62] - ملامح في السيرة والتجربة الشعرية 31

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/أيار/2010 - 12/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م