شبكة النبأ: بعد تسع سنوات على الحرب
في أفغانستان تتحول التحديات من عسكرية محضة إلى جوانب أخرى ليس أقلها
الفساد المستشري والفقر وانعدام التخطيط الاقتصادي فضلا عن انهيار
البنى التحتية لهذا البلد الذي مزقته الحروب المتتابعة منذ أكثر من
عقدين. فقد أظهرَ تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات
والجريمة أن الفساد يمثل الهم الأكبر بالنسبة للأفغان ويتقدم على
انعدام الأمن والبطالة.
ولكن، رغم مظاهر الإحباط الكبيرة أظهرَ استطلاع للرأي أجري حديثا أن
الأفغان متفائلون على نحو متزايد بشأن الأوضاع في بلدهم. واتضح أن 70%
ممن شملهم الاستطلاع، يعتقدون أن بلدهم يسير في الاتجاه الصحيح - في
قفزة كبيرة مقارنة مع 40% منذ عام مضى.
الفساد يمثل الهم الأكبر..
وأظهر تقرير أممي خاص بمكافحة المخدرات والجريمة أن الفساد يمثل
الهم الأكبر بالنسبة للأفغان ويتقدم على انعدام الأمن والبطالة.
وكشف التقرير الذي حمل عنوان "الفساد في أفغانستان" عن أن 59% من
الشعب الأفغاني يشعرون أن "الفساد يمثل مشكلة اكبر من انعدام الأمن
(54%) والبطالة (52%)". وصرح انتونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي
للمكتب أن "الأفغان يقولون انه من المستحيل الحصول على خدمة عامة دون
دفع رشاوى".
واستنادا إلى مقابلات أجريت مع 7600 شخصا في 12 من عواصم الولايات
الأفغانية وأكثر من 1600 قرية في أنحاء أفغانستان، وجد التقرير ان
الفساد يمثل جزءا من الحياة اليومية في أفغانستان.
وقال التقرير انه "خلال فترة الاستطلاع، تعين على واحد من كل اثنين
من الأفغان دفع رشوة واحدة على الأقل لمسئول حكومي. وفي 56% من الوقت
كان الموظفون يطلبون الرشوة جهارا". وفي معظم الحالات كانت الرشاوى
تدفع نقدا. بحسب فرانس برس.
وأشار المكتب إلى أن مبلغ الرشوى يبلغ في المعدل 160 دولارا (111
يورو) -- في البلد الذي يبلغ فيه معدل دخل الفرد 425 دولارا سنويا.
ويعني هذا ان الافغان دفعوا حوالى 2,5 مليار دولار رشاوى خلال الأشهر
ال12 الاخيرة - وهو ما يساوى نحو ربع (23%) اجمالي الناتج المحلي في
افغانستان.
وقال كوستا ان "الرشاوى تمثل عبئا كبيرا على السكان الذين يصنفون من
بين الافقر في العالم" ومن اكبر الجهات التي تتلقى رشاوى الشرطة
والمسؤولين المحليين يليهم القضاة ومدعو النيابة العامة او اعضاء
الحكومة.
ويعتقد اكثر من نصف الافغان (54%) ان المنظمات الدولية والمنظمات
غير الحكومية "فاسدة وموجودة في البلاد لتحقيق الثراء فقط". واشار
التقرير الى ان "هذا قد يقوض فعالية المساعدات ويقوض مصداقية من
يحاولون مساعدة البلد الذي هو في اشد الحاجة الى المساعدات". وحذر
كوستا من ان "سرطان الفساد في افغانستان مستشر".
أفغان كثيرون يفكرون في المصالحة..
تبكي قدسية وهي تصف كيف قتلت حركة طالبان زوجها بالرصاص في الرأس
والمعدة قبل 13 عاما. لكنها ومثل عدد متزايد من الافغان تقول ان اجراء
محادثات سلام مع المتمردين قد يكون فكرة حان وقتها.
وقالت قدسية وهي أم لستة أطفال وتبلغ من العمر 51 عاما " اذا كان من
الممكن صنع السلام فهذا شيء جيد. لكن اذا لم يكن كذلك فهذا أمر لا معنى
له."
وبعد مرور تسع سنوات على الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في
أفغانستان دون أن يلوح نصر مبين في الأفق ظهرت إشارات إلى أن فكرة
إجراء محادثات سلام مع الإسلاميين المتشددين أصبحت سائغة بشكل متزايد
للعديد من الأفغان بمن فيهم ضحايا فترة تولي طالبان الحكم بين عامي
1996 و2001.
وينظم الرئيس الافغاني حامد كرزاي اجتماع سلام وطني للمجلس الاعلى
للقبائل الذي يعرف باسم "جيركا" اعتبارا من يوم 29 مايو أيار وذلك لجمع
شيوخ القبائل ومسؤولين وشخصيات لها تأثير من مختلف أنحاء أفغانستان
لمناقشة السلام على الرغم من رفض طالبان أي مبادرات.
وستكون المصالحة أيضا من القضايا الرئيسية في لقاء كرزاي بالرئيس
الامريكي باراك أوباما في واشنطن هذا الاسبوع. بحسب رويترز.
سيد عربشاه عربشاهي هو أستاذ في جامعة كابول ضرب مقاتلون في طالبان
شقيقه الذي كان يبلغ من العمر 26 عاما بسلك حتى الموت.
وقال عربشاهي على هامش اجتماع أطلق عليه اسم "جيركا الضحايا" ونظمته
جماعات المجتمع المدني في أفغانستان كبديل للاجتماع الذي تعتزم الحكومة
عقده "أنا أساسا لست ضد الحديث مع طالبان اذا كان هذا يعني السلام."
ويمثل الحديث عن سلام مع المتمردين نهجا يلقي الضوء على اختلافات
بين كابول وواشنطن. وتتوخى الولايات المتحدة الحذر تجاه أي مبادرات
سلام بينما تستعد لهجوم على معقل طالبان في قندهار. ويعارض البيت
الابيض جهود الاتصال بالملا عمر زعيم حركة طالبان.
لكن العديد من الافغان يشعرون بأن الولايات المتحدة ربما تكون
بالفعل تعد للرحيل بعدما أعلن أوباما يوليو تموز 2011 موعدا لبدء سحب
قواته من أفغانستان.
وقال حشمت غني أحمدزاي وهو محلل وسياسي أفغاني "قالت الولايات
المتحدة انها ستنسحب وأدرك الافغان أنه اذا كان يجب أن نتعامل مع بعضنا
بعضا فمن الممكن أيضا أن نبدأ في الحديث بشأن هذا الامر الان."
الأفغان أكثر تفاؤلاً..
ورغم مظاهر الإحباط الكبيرة أظهرَ استطلاع للرأي اجري حديثا ان
الافغان متفائلون على نحو متزايد بشأن الاوضاع في بلدهم. واتضح ان 70%
ممن شملهم الاستطلاع، الذي اجري لحساب الشبكات الاعلامية بي بي سي، اي
بي سي نيوز، ايه ار دي، يعتقدون ان بلدهم يسير في الاتجاه الصحيح - في
قفزة كبيرة مقارنة مع 40% منذ عام مضى.
وأيد 68% ممن شملهم الاستطلاع وجود القوات الاميركية في افغانستان،
مقارنة مع 63 ? قبل عام.كما ارتفع التأييد لقوات حلف شمال الاطلسي، من
59 ? إلى 62 ?.
وأجري الاستطلاع في كل من محافظات البلاد الـ34 في ديسمبر/ كانون
الاول عام 2009، وشمل 1500 شخص.وفي الاستطلاع الذي اجري عام 2009 توقع
51 ? فقط حدوث تحسن، و13 ? اعتقدوا أن الأوضاع ستتدهور.
ولكن في الاستطلاع الأخير، قال 71 ? انهم متفائلون بشأن الاوضاع
خلال الاثنى عشر شهرا المقبلة مقارنة مع 5 ? قالوا انها ستكون أسوأ.
أما الموضوع الآخر المهم الذي اظهرته أرقام الاستطلاع هو تنامي
الكراهية ضد حركة طالبان. بحسب رويترز.
فقد قال تسعون في المئة انهم يريدون ان تدار بلدهم من قبل الحكومة
الحالية، مقارنة مع 6 في المئة قالوا انهم يفضلون إدارة حركة طالبان.
كما يعتقد 69 في المئة أن طالبان تشكل الخطر الاكبر في البلاد، و66
? حملوا طالبان والقاعدة والمقاتلين الاجانب أعمال العنف في أفغانستان.
ارتفاع عدد القتلى من المدنيين..
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ان عدد المدنيين الذين
قتلتهم القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان ارتفع
هذا العام على الرغم من جهود لتقييد اثار اتساع الحرب ضد طالبان.
واضاف البنتاجون نقلا عن احصاءات لحلف شمال الاطلسي ان القوات
الامريكية وقوات الحلف قتلت 90 مدنيا من يناير كانون الثاني الي ابريل
نيسان بزيادة قدرها 76 بالمئة من 51 مدنيا قتلوا في الفترة نفسها من
2009 .
وتبرز الزيادة في عدد الضحايا من المدنيين صعوبة حماية الافغان من
العنف مع ارسال الولايات المتحدة المزيد من القوات الي افغانستان لقتال
مسلحي طالبان في معاقل غالبا ما يختبىء فيها المسلحون بين السكان.
وجعل الجيش الامريكي من خفض عدد الضحايا المدنيين هدفا علنيا
لاستراتيجيته المعدلة في افغانستان بالنظر الي ان التأييد الشعبي لقوات
حلف الاطلسي والقوات الافغانية ضروري في نهاية المطاف لعزل طالبان وكسب
الحرب.
وأعاد الرئيس الامريكي باراك اوباما تأكيد هذا الهدف يوم الاربعاء
قائلا ان الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لتفادي قتل "أي شخص
خارج ساحة المعارك."
وتقول الامم المتحدة ان عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات الاجنبية
والقوات الافغانية انخفض بنسبة 25 بالمئة في 2009 مقارنة مع العام
السابق. لكن اجمالي الوفيات من المدنيين زاد لان عدد اولئك الذين قتلهم
المسلحون قفز 40 بالمئة.
وجاء في تقرير ان "سنة 2009 كانت اسوأ سنة للمدنيين الذين طاولهم
هذا النزاع المسلح. وسجلت بعثة الامم المتحدة في افغانستان اكبر عدد من
الضحايا المدنيين منذ سقوط نظام طالبان عام 2001".
وقال التقرير ان 2412 مدنيا قتلوا بين 1 كانون الثاني/يناير و31
كانون الاول/ديسمبر 2009 اي بارتفاع نسبته 14% مقارنة مع سنة 2008
(2118).
وكانت سنة 2008 سجلت ارتفاعا كبيرا بنسبة 40% لعدد المدنيين الذين
قتلوا في النزاع مقارنة مع العام 2007.
مشكلة المياه همٌّ إضافي..
وقال مسؤولون أفغان وأجانب ان أفغانستان تحتاج الى مليارات
الدولارات لبناء السدود ونظام للري لاطعام عدد سكانها المتنامي ومدهم
بالطاقة بعد عقود من الحروب وان توفير موارد المياه سيشكل في المستقبل
تحديا أمنيا.
وقال شجاع الدين ضيائي نائب وزير الماء والكهرباء لرويترز مؤخرا ان
مياه أفغانستان العزيزة تترك لتتدفق على الدول المجاورة وهو وضع يجب ان
يتغير سريعا اذا كانت البلاد تريد الاعتماد على نفسها.
وقال "خلال 30 عاما سيتضاعف عدد سكاننا وأيضا احتياجاتنا من المياه
والطعام والكهرباء. ونفس الشيء صحيح بالنسبة لجيراننا."بحسب رويترز.
وخاضت أفغانستان التي ليس لها اي منافذ بحرية صراعات تاريخية مع
جيرانها في وسط وجنوب اسيا حول المياه التي تتدفق من انهار في الجبال
وتروي معظم محاصيلها الزراعية. وهي تفقد سنويا نحو ثلثي مواردها
المائية من الامطار والثلوج.
وطوال قرون وبسبب موقعها الجغرافي تتدفق معظم المياه من أحواض
أنهارها الرئيسية شمالا صوب اسيا الوسطى وشرقا صوب باكستان وغربا صوب
ايران.
وأنفقت باكستان وايران مليارات الدولارات خلال العقود القليلة
الماضية على بناء السدود والخزانات لتخزين المياه للاستهلاك وتوليد
الكهرباء. لكن أفغانستان لم تستطع ان تفعل شيئا على الاطلاق ودمرت
ثلاثة عقود من الحروب بنيتها التحتية المائية.
وقال ضيائي "كمية الامطار والثلوج التي تتساقط على أفغانستان توفر
في الاجمالي 57 مليار متر مكعب من المياه سنويا. وللاسف يمكن استخدام
ما يتراوح بين 30 و35 في المئة من هذه المياه في أفغانستان ويذهب
الباقي الى دول أجنبية."
ويعني فقد هذه المياه ان ربع سكان أفغانستان البالغ عددهم 28 مليونا
يحصلون على مياه نقية. وتنتج أفغانستان واحد في المئة فقط من 23 الف
ميجاوات من الكهرباء تحتاجها.
ومنذ الاطاحة بحكومة طالبان عام 2001 أجرت أفغانستان دراسات عن
كيفية بناء السدود وأماكنها لتغطية احتياجتها المتنامية من المياه
والكهرباء.
مكافحة العري في التلفزيون..
وبعد ثماني سنوات من سقوط نظام طالبان الذي حظر التلفزيون ومنع
النساء من الظهور علانية دون ارتداء البرقع تخوض الحكومة الأفغانية
معركة خاسرة لمنع العري في التلفزيون.
ففي بلد لا يزال محافظا بشدة ويسيطر عليه الذكور تملك الحكومة
السلطة لفرض غرامات أو إغلاق محطات التلفزيون التي تذيع صورا لنساء غير
محتشمات. لكن يبدو أن المعايير تُنتهك على نطاق واسع.
ويحظى الأفغان من سكان المدن الآن بخيار واسع بين مجموعة متنوعة من
محطات التلفزيون. ويستطيع المشاهدون في أي لحظة التنقل بين الأخبار
وبرامج الطهي وأفلام الرسوم المتحركة والمسلسلات التركية والدراما
الإيرانية والأفلام الهندية التي تحظى بشعبية كبيرة. بحسب فرانس برس.
وللالتفاف حول قيود الحكومة بشأن ظهور اجساد النساء توظف محطات
التلفزيون فنيين مهمتهم وضع بقع مشوشة فوق الاذرع والسيقان والصدور
والبطون العارية. ولكن اذ تابعت لفترة طويلة بما يكفي فيمكن ان تلمح
بسهولة مرفق يتمايل او كاحل عار او ربما جزء من خصر مكشوف.
واستدعى وزير الاعلام والثقافة الجديد سيد مخدوم رحيم رؤساء نحو 20
محطة تلفزيون خاصة ومشغلي البث عبر الكابلات الشهر الماضي مطالبا اياهم
بمراجعة برامجهم واتباع القيود الحكومية.
وقال رحيم في مقابلة مع رويترز "اخبرتهم انه بالاضافة الى مصالحكم
الخاصة .. يجب ألا تنسوا التزاماتكم الاجتماعية والاسلامية والتصرف
بمسؤولية فيما يخص اخلاقيات الجيل الجديد."
واضاف "هناك الكثير من الشكاوى من المواطنين خاصة بين العائلات من
ان بعض محطات التلفزيون لا تراعي التقاليد الاسلامية وهو ما اعتبروه
مضرا لجيل الشبان.
"انه أمر خطير بالنسبة لنا. الوزارة تؤمن باثارة الامر ومناقشته من
خلال التفاهم واذا لم ينجح هذا الاسلوب فان هناك خطوات ستتخذ بموجب
القانون."
أمل كبير في قطاع الرخام
وفي الجانب الاقتصادي يثق رجال الأعمال الأفغان في أنه في ظل
إجراءات مكافحة الفساد الحالية والاستثمارات الأجنبية فإنهم يستطيعون
إنشاء صناعة مربحة مستغلين واحدا من اكثر الموارد الطبيعية وفرة
بأفغانستان هو الرخام.
وتحول البنية التحتية المتهالكة لافغانستان التي دمرتها ثلاثة عقود
من الصراع الذي لم ينقطع تقريبا دون استخراج الكثير من مخزوناتها
الكبيرة من المعادن والاحجار الكريمة وهو ما يؤدي الى انتاجها على نطاق
ضيق يخدم في الاساس السوق المحلي.
ويقدر بعض الخبراء أن هناك مليارات الاطنان المترية غير المستغلة من
الرخام في أنحاء أفغانستان مما يجعله موردا تروج له الحكومتان
الافغانية والامريكية بقوة بوصفه القطاع الذي قد يدر اكثر أرباح على
البلاد.
وقال بول لامورو استشاري الاحجار الذي يعمل لحساب الوكالة الامريكية
للتنمية الدولية "الموارد هائلة. الوظائف المحتملة بالالاف. امكانية
التصدير بالملايين (من الدولارات)."
وأضاف لامورو الذي يعمل في قطاع الرخام بأفغانستان منذ عام 2008 انه
خلال عشر سنوات يمكن أن تقترب الصناعة من تحقيق صادرات قيمتها 700
مليون دولار وهو ما يساوي اكثر من ستة في المئة من الناتج المحلي
الاجمالي الحالي. بحسب رويترز.
ويفوق هذا الرقم المبلغ الذي تعتقد منظمة الامم المتحدة أن
المزارعين الافغان يجنونه الان من اشهر سلعة تصدرها البلاد وهي الافيون
الذي يعالج لينتج اكثر من 90 في المئة من انتاج العالم من الهيروين.
ويقول رئيس رابطة الصناعة في هرات الحاج توريالاي غاوسي ان اقليم
هرات بغرب أفغانستان يصدر رخاما قيمته ثلاثة ملايين دولار في العام.
ويأمل غاوسي أن يتجاوز الرقم ثلاثة أمثاله ليبلغ عشرة ملايين دولار
بحلول العام القادم.
وفي الشهر الحالي استضافت أفغانستان اكبر مؤتمر تشهده عن صناعة
الرخام في مدينة هرات عاصمة الاقليم الذي يتمتع بنصيب الاسد من ثروة
أفغانستان من الرخام.
وعرضت منحوتات لاسود بيضاء وألواح من الجرانيت مقطوعة بعناية امام
نحو 200 مشارك بما في ذلك مشترون محتملون من ايطاليا والهند والصين
وايران وتركيا وتركمانستان.
ويشعر لاومورو بالحماس لاهتمام ايطاليا بالرخام الافغاني وهو سوق
يحرص الموردون الافغان على الاستحواذ عليه. ويصدر معظم رخام أفغانستان
حاليا الى تركمانستان والصين والهند.
وشبه لامورو جودة الرخام الافغاني الابيض بأصناف رخام كارارا
الايطالي المختلفة الذي يقدره البناة والنحاتون منذ أيام روما القديمة.
وقال ان هذا استقطب اهتماما كبير من المشترين الايطاليين.
وفي اختلاف عن أنشطة تجارية أخرى كثيرة في أفغانستان تنحي باللائمة
على سوء الاوضاع الامنية بوصفه العقبة الرئيسية في طريق توسعها فان
العاملين بصناعة الرخام يقولون ان السياسات الحكومية السيئة والفساد
والبنية التحتية المتهالكة للنقل هي التي أعاقتهم.
وفيما مضى اشتكى رجال أعمال أفغان استثمروا مبالغ كبيرة في محاجر
الرخام من أسلوب وزارة المناجم وممارسات الحكومة مثل فرض رسوم ابتزازية
وتعسفية شبهوها بالاتاوات على الرخام الذي يتم استخراجه.
ويقول من يعملون بالصناعة انهم يتعشمون أن تتغير الاوضاع بعد أن
أقال الرئيس حامد كرزاي وزير المناجم في تغيير وزاري هذا العام.
ويملك نسيم وادم دوست وهما اخوان أمريكيان من أصل أفغاني شركة (اكويتي
كابيتال مايننج) اكبر شركة للرخام في أفغانستان حيث استثمرا عشرة
ملايين دولار في شركة محاجر الرخام وانتاجه التي يملكانها.
وبعد أربع سنوات لم يحققا مكاسب بعد. لكن على الرغم من التكاليف
الباهظة وانعدام الامن والمشاكل البيروقراطية والبنية التحتية
المتهالكة لا يزال الاخوان دوست على التزامهما.
وقال ادم "على مدار الاعوام الاربعة السابقة افتتح 20 مصنعا للرخام
في هرات ويوظف كل واحد منها 20 شخصا. بمعدل النمو هذا على مدار الاعوام
الخمسة القادمة سيكون لدينا 40 الف موظف على الاقل."
وأصيب نسيم وادم باحباط العام الماضي مما شعرا أنها شروط تعاقد
جائرة من وزارة المناجم لا تشجع الاستثمار لكنهما يقولان ان علاقتهما
قوية بالوزير الجديد الذي وافق على اجراء تغييرات .
وقال نسيم "انه يحاول خفض الضرائب. يحاول المساعدة في بناء المزيد
من المصانع حتى نستطيع توفير المزيد من الوظائف. سيفتح الباب الان امام
المزيد من المستثمرين."
ويقول ادم إن هدف الأخوين هو زيادة القدرة الإنتاجية إلى 15 ألف طن
شهريا على مدار الأعوام القليلة القادمة. |