السيجارة.. صديق المدخنين اللدود!

التدخين سيقضي على 175 مليون نسمة

 

شبكة النبأ: لم تعد أضرار التدخين سراً على احد بما فيهم اكبر المدخنين رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية. بل إن أكثر العارفين بأضرار ومخاطر التدخين هم المدخنين أنفسهم والذين يمارسون عادة التدخين على قاعدة (خالف تُعرف). ويدفع المدخن جزءا مهما من صحته وعمره وجهده مقابل نشوة قصيرة وهمية قد يعيشها.

واتخذت معظم الحكومات إجراءات صارمة لتفادي مخاطر التدخين والمدخنين. وأدى إلى تراجع بعدد المدخنين. فيما لا تزال أعداد المدخنين في بلدان عديدة تشكل خطرا بأضرار التدخين المباشر والسلبي.

وحسب منظمة الصحة العالمية سيتعرض نحو 175 مليون نسمة للوفاة، من تبعات تعاطي النيكوتين في الدول النامية بحلول عام 2030.

تطوير قانون منع التدخين في بريطانيا

وقالت كلية الأطباء الملكية وهي جهة مهنية تضم 20 ألف عضوا في انكلترا" أن نطاق الحظر على التدخين في الأماكن العامة المغلقة في المملكة الصادر في 2007 يجب تعميمه ليشمل السيارات ومناطق أخرى مثل مداخل البنايات.

ويحظر القانون التدخين في سيارة بها أطفال بالفعل في بعض أنحاء الولايات المتحدة وكندا واستراليا. وتدرس دول أخرى منها ايطاليا وهولندا فرض حظر مماثل.

وسيقابل أي توسيع لنطاق الحظر في انجلترا بانتقادات من الجماعات المؤيدة للتدخين التي وصفت القانون بأنه تعد على الحرية الشخصية.

وقال السير وليام دونالدسون كبير الاطباء بالكلية في مقدمة التقرير الذي أعدته الجماعة الاستشارية الخاصة بالتدخين للكلية " حماية الاطفال على قمة الاولويات الصحية. نمط التدخين الذي يتبعه البالغون يجب أن يتغير لتحقيق ذلك."بحسب رويترز.

وذكر التقرير أن الحظر على التدخين في الأماكن العامة المغلقة ينبغي أن يعمم ليشمل جميع السيارات الخاصة سواء كان ركابها من الاطفال أم لا.

كما قد يشمل أيضا المنتزهات والشواطئ والفنادق والسجون والنزل والساحات الرياضية المفتوحة أو أماكن اقامة الحفلات

وأضاف التقرير أن التدخين السلبي يكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية أكثر من 23 مليون جنيه استرليني سنويا ويؤدي الى 300 ألف زيارة إضافية للأطباء من أجل أمراض مثل التهابات الصدر والربو.

من جانب آخر شككت جماعة فورست المؤيدة للتدخين في الدليل على خطر التدخين السلبي وتعتقد أنه يستخدم "لتشويه صورة المدخنين" وتبرير فرض حظر شامل.

وقالت الجماعة على موقعها الالكتروني "ينشر حزب المعارضين للتدخين أكاذيب على أمل أن تتحول الى حقيقة بترديدها كثيرا."

التدخين يقلل الذكاء

وفي ذات السياق قال باحثون أمريكيون إن التدخين يؤثر سلباً في معدل الذكاء بناء على دراسة جديدة شملت عشرين ألف رجل تراوحت أعمارهم بين 18 و21 سنة.

وبينت الدراسة أن معدل ذكاء الذكور المدخنين يميل لأن يكون أقل من زملائهم غير المدخنين وخاصة لدى التوائم فعندما يكون أحدهما مدخناً والآخر غير مدخن فإن الأخير يكون أكثر ذكاء. بحسب سانا.

واستبعد احد  الباحثين في الدراسة أن تكون العوامل الاجتماعية والاقتصادية عاملاً رئيسياً في التدخين. اذ أن الاختبار اجري على متطوعين من مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة .

أسباب مختلفة وراء تدخين السعوديات..

وعلى صعيد متصل قالت مسؤولة في قطاع الصحة بالعاصمة السعودية الرياض إن العامل المشترك بين النساء المدخنات في المملكة هي الضغوط النفسية التي يواجهنها داخل الأسرة والمجتمع والتقليد كتقليد الفتاة لأبيها وإخوتها أو زواج الفتاة في سن مبكر جداً وزوجها مدخن قد تعمد إلى تقليده بهذا الفعل.

وفي العام الماضي، أفادت مختصة بأن ظاهرة التدخين لدى السيدات السعوديات تعد من أبرز الظواهر المقلقة في المملكة، وأن عدد المدخنات في آخر الإحصائيات وصل إلى 600 ألف مدخنة احتلت المنطقة الشرقية (الخُبر، الدمام، الظهران) النسبة الأعلى (45 بالمائة) بين مناطق المملكة.

ووفقاً لصحيفة "الرياض"، أشارت رجوى فرحان الملحم المدير المكلفة بوحدة مكافحة التدخين بالقسم النسائي في الرياض إلى تأثير الصديقات وكيف أن له فاعلية كبيرة بالانخراط في هذه الأمور, والبعض منها وجودها بين مجتمع نسائي مدخن يجعلها تمارس التدخين على سبيل التجربة فقط وتصبح بعد ذلك مدمنة بتكرارها للتجربة.

وأرجعت "الملحم" السبب الأكبر إلى شركات التبغ التي تقوم بتصنيع العديد من هذه السجائر بأشكال مغرية وبنكهات مختلفة وهدفها فقط الترغيب وإغراء الفتيات لهذه الأمور.

وأوضحت الملحم أن عدداً كبيراً من الحالات عولجت في القسم النسائي تحت إشراف طاقم من الأخصائيات والطبيبات المختصات.

وعن نسب الإقبال إلى الجمعية، بينت "الملحم" أن أعداد الفتيات الراغبات بالإقلاع عن التدخين تتزايد أعدادهم عاماً تلو العام لحاجتهم إلى ذلك ولوعيهم بخطر التدخين وآثاره.

وأوضحت "الملحم" دور الجمعية في "اهتمامها وتحفظها بالسرية التامة" والخصوصية لكل فتاة ولايمكن أن يطلع أي شخص عن معلومات هؤلاء الفتيات، وذكرت بأن أوقات حضور الفتاة للجمعية لايمكن أن يطلع عليها شخص آخر لوجود كبائن صغيرة لكل فتاة مستقلة لوحدها حالة وجودها وقبل دخولها إلى العيادة وذكرت "إننا لانطلت الفتاة بالاسم الصريح في حالة خوفها أو ترددها، لكن المعلومات الأخرى ضرورية كرقم الهاتف والمعلومات الشخصية التي من شأنها أن تفيد في العلاج".

ووفقاً للصحيفة السعودية، ذكرت "الملحم" بعض المعوقات التي تواجه الفتاة عند قرارها العلاج في المراكز العلاجية مشيرة إلى أن المجتمع السعودي تحكمه بعض العادات والتقاليد إضافة إلى خوف الفتاة من مواجهة العائلة ومصارحتهم بذلك سبب كبير في امتناعها عن العلاج، وبذلك قد تتطور حالتها إلى إدمان بشكل كبير.

وتطرقت الملحم إلى البرنامج المتخذ لديهم والذي يكون على نوعين وهي مقابلة شخصية إذا كانت المدخنة حديثة عهد بالتدخين ومعرفة سبب لجوئها لذلك إذا كان سببه نفسياً، فتحال إلى الاختصاصيات النفسيات، ويعاد تأهيل الفتاة بالعديد من الجلسات وتعريفها بطرق العلاج الصحيحة ومساعدتها في الابتعاد عن ذلك, والنوع الآخر وهو الإدمان بأن يكون طالت مدة التدخين إلى سنوات عديدة، فتحتاج إلى علاج بالملامس الفضي وهو عبارة عن ست جلسات كل جلسة تستمر 25 دقيقة تقريباً عن طريق جهاز يحتوي على ذبذبات تساعد على تعويض الإقلاع عنه كذلك هناك العديد من الأدوية والملصقات التي تستخدم لمثل هذه الحالات للإقلاع عن التدخين, وذكرت لكل حالة طريقة في العلاج.

وأرجعت "الملحم" بأن مصارحة الأهل في بداية الإدمان طريق للعلاج السليم والصحيح والكتمان والصمت يدل على قلة الوعي والتثقيف فيترتب على ذلك عواقب وخيمة تسبب في أمراض مزمنة ومن ثم الوفاة لا سمح الله.

عدوى النرجيلة تنتقل للغرب

وفي ظاهرة جديدة، يتزايد الإقبال على تدخين النارجيلة في الدول الغربية، ولاسيما من قبل المراهقين من أبناء الطبقات الميسورة الذين يقيمون بعيداً عن عائلاتهم.

وذكر موقع "هلث دي نيوز" أن دراسة أعدها باحثون من مونتريال أشارت إلى أن الذين يدخنون النارجيلة هم في الغالب من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 20 عاما ويقيمون في مدن مثل مونتريال في كندا، وهم لا يستخدمونها فقط لتدخين التبغ بل وفي أحيان كثيرة لتعاطي الماريجوانا وغيرها من المخدرات.

من جانبها قالت جنيفر أولوغلين الأستاذة في قسم الطب الوقائي والاجتماعي التي شاركت في إعداد الدراسة " إن هؤلاء الفتيان يعيشون بعيداً عن أهاليهم لأول مرة و لديهم أموال كثيرة ولذا يشعرون بأنهم أحرار لتجربة أشياء جديدة".

ويلقى تدخين النارجيلة إقبالاً في المدن الكندية إذ تنتشر الحانات التي تقدم هذه الخدمة إلى زبائنها في كل مكان وبدأت تجد طريقها أيضاًً إلى أميركا حيث يفضل الشبان تدخينها بنكهات مختلفة.

وأضافت أولوغلين " مع ازدياد القيود المفروضة على تدخين التبغ في الأماكن العامة يريد هؤلاء التدخين في مناسبات اجتماعية ولذا فهم يقصدون الحانات من أجل ذلك".

وذكرت دراسة نشرت مؤخرا في دورية طب الأطفال أن الباحثين حللوا معلومات وردت في استبيانات عبأها 871 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 24 سنة في عام 2007، أظهرت أن 23 في المائة منهم دخنوا النارجيلة في السنة التي سبقت الدراسة أي بنسبة تزيد عن ثلاثة أضعاف عن السابق. بحسب يو بي أي.

وقال وسيم مزيك، وهو أستاذ مساعد في كلية الصحة بجامعة ممفيس ويجري دراسات عن تدخين النرجيلة في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، إن البحث الذي أجراه مؤخراً مع رفاقه ونشر في المجلة الأميركية للسلوك الصحي أظهرت أن ما بين 10 في المائة و 20في المائة من بعض الشبان الأميركيين يدخنون النارجيلة.

وعزا مزيك إقبال المراهقين على تدخين النارجيلة لأنهم يعتقدون أنها أكثر أماناً من تدخين السجائر العادية لأن المياه " تنقّي" التبغ فيها قبل تنشّقه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/أيار/2010 - 3/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م