القاعدة في العراق: إثارة العنف بداعي تفجير الفتن

 مشروع فاشل بلا اهداف واضحة ينبغي الحذر منه

 

شبكة النبأ: قال نائب قائد القوات الأمريكية في وسط العراق إن موجة من الهجمات قُتل وأصيب فيها على مدى يوم أكثر من 100 شخص أظهرت أن القاعدة تحتفظ بقدرتها على إثارة العنف في أنحاء العراق وانه لا ينبغي للقوات العراقية التخلي عن حذرها بعد قتل واعتقال عدد كبير من قادة القاعدة.

وفي هذه الأثناء عيّنَ تنظيم القاعدة في العراق "وزير حرب" جديدا في أعقاب مقتل زعيميه ابو عمر البغدادي وابو أيوب المصري الشهر الماضي، في حين تلقت القاعدة ضربة سياسية كبيرة بعد أسبوع شهدَ فقدان اثنين من كبار قادتها في البلاد، وذلك في أعقاب نفي جماعة متشددة انضمامها إلى "دولة العراق الإسلامية".

وبموازاة ذلك أكد مسئولون أمنيون عراقيون أن تنظيم القاعدة يواجه خطراً حقيقياً وأوقاتاً صعبة في معاقله الأخيرة في جبال حمرين، بين محافظتي ديالى وكركوك في شمال بغداد، فيما سلم 22 مطلوباً من التنظيم أنفسهم إلى السلطات العراقية في المحافظة، واعتقلت الشرطة في محافظة صلاح الدين (وسط) 60 مطلوباً في عملية أمنية.

القاعدة لا تزال فاعلة

وقال جنرال أمريكي كبير إن موجة من الهجمات قتل فيها على مدى يوم أكثر من 100 شخص أظهرت أن القاعدة تحتفظ بقدرتها على إثارة العنف في أنحاء العراق وانه لا ينبغي للقوات العراقية التخلي عن حذرها.

وقال البريجادير جنرال رالف بيكر احد ثلاثة نواب لقائد القوات الامريكية في وسط العراق ان قدرات القاعدة في بلاد الرافدين لم تتراجع جراء اعتقال ومقتل كبار عناصرها ومنهم اثنان من كبار قادتها.

وأضاف بيكر في مقابلة ان الهجمات التي شنت في مناطق من مدينة الموصل المضطربة في الشمال الى البصرة المركز النفطي في الجنوب أظهرت "ان القاعدة لا تزال تمتلك قدرة محدودة على القيادة والسيطرة في أنحاء العراق."

ومضى يقول "يجب ان يكون ذلك صيحة تنبيه للقوات العراقية كي تتنبه الى انه لا يمكنها الركون الى نجاحاتها الأخيرة." بحسب رويترز.

وقتل مسلحون ما لا يقل عن 125 شخصا في تفجير عمال في مصنع للغزل والنسيج في مدينة الحلة جنوب بغداد، واستهداف أسواق في مدن مثل البصرة ومهاجمة نقاط تفتيش في بغداد بأسلحة مزودة بكواتم للصوت. وأصيب أكثر من 600 شخص.

تأتي اراقة الدماء هذه فيما يعتمل التوتر في اعقاب انتخابات السابع من مارس اذار التي لم تفرز فائزا صريحاً، وقبيل انتهاء العمليات القتالية الامريكية في اغسطس اب وقبل الانسحاب الكامل المزمع العام المقبل.

وزير حرب جديد للقاعدة..

وفي هذه الأثناء عينَ تنظيم القاعدة في العراق "وزير حرب" جديدا في اعقاب مقتل زعيميه ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري الشهر الماضي، وذلك بحسب بيان نقل مضمونه الجمعة المركز الاميركي لرصد المواقع الاسلامية (سايت).

وجاء في البيان على المنتديات الجهادية ان "وزير الحرب الجديد" هو الناصر لدين الله ابو سلميان. ولم يتسن التاكد من مصداقية هذا البيان في الوقت الراهن. وبحسب البيان، توعد ابو سليمان بمتابعة الجهاد وبالثأر لـ"ضحايا الكفار". بحسب فرانس برس.

وكان البغدادي والمصري قتلا في 18 نيسان/ابريل خلال عملية مشتركة عراقية اميركية، وهما كانا بحسب بغداد على علاقة مباشرة بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. ولم يتم تعيين خلف لهما بحسب سايت.

القاعدة تتلقى ضربة سياسية

ومن جانب آخر تلقى تنظيم القاعدة في العراق ضربة سياسية كبيرة بعد أسبوع شهدَ فقدان اثنين من كبار قادته في البلاد، وذلك في أعقاب نفي جماعة متشددة انضمامها إلى "دولة العراق الاسلامية".

وكانت السلطات العراقية والولايات المتحدة وصفت مقتل ابو عمر البغدادي ووزير حربه ابو ايوب المصري في عملية مشتركة في الثرثار (شمال بغداد) الاسبوع الماضي، بانه "ضربة عسكرية قاصمة للتنظيم".

وبعيد تاكيد القاعدة مقتل زعيميها، كشفت انضمام عدد من الجماعات المسلحة على اثر مبادرة اطلقها زعيمها الراحل ابو عمر البغدادي، وفي مقدمتها جيش ابو بكر السلفي، في محاولة لإعطاء صورة انها لا تزال بخير.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي ان "الضربة التي تلقاها التنظيم كبيرة، بحيث بدا انه يحاول ان يسترد معنوياته بتلفيق اكاذيب حول انتماء مجاميع مسلحة لمكاسب سياسية (...) للتخفيف من الخسارة التي مني بها الايام الماضية".

واضاف "نعتقد ان لا مكان لهم لان الشعب رفضهم ولم يعد هناك من يحتضن هؤلاء ويؤيدهم وهناك حصانة شعبية بعد كشف مخططهم الارهابي والطائفي والذي يهدف الى تمزيق وحدة العراق وتماسكه".

وكانت جماعة اسلامية متشددة في العراق نفت مبايعتها ل"دولة العراق الاسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب ما ورد في بيان نشرته مواقع الكترونية الاثنين.

وقال ابو محمد العراقي امير ما يعرف ب"جيش ابو بكر السلفي"، في بيان نقله عدد من المواقع الجهادية بينها موقع "انا المسلم"، ان "ما جاء في بيانهم (القاعدة) من ان جيش ابي بكر قد بايعهم لا صحة له اطلاقا".

واضاف ان "ما حصل هو ان بعض الافراد من القرويين (...) قد بايعهم بيعة سرية مخزية لم يعهد المجاهدون مثلها فكنا نسألهم هل بايعتم فيقولون لا ونحن معكم الى النهاية، فاذا خلا بعضهم الى بعض تحدثوا بأمر البيعة واخذوا يتنقلون بين المحافظات والقواطع بشكل سري كي يدعوا الاخوة الى خلع الطاعة حتى استبان امرهم، وتم طردهم واعلام الكل بشأنهم، فلذا لا تجد قاطعا الا وقد وصله خبرهم".

وتابع "لم يبايعهم قبيل المبادرة اكثر من عشرة افراد او اكثر بقليل يربطهم النسب والعصبية، والاخوة يعرفونهم باسمائهم واعيانهم". واشار الى انه "لم يكن خلافنا حول الانضمام خلاف عقيدة او منهج، بل خلاف سياسة شرعية واجتهادا وامورا اخرى".

وكان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" اصدر بيانا نقله عدد من المواقع الاسلامية اكد فيه مقتل زعيمه ابو عمر البغدادي ومساعده ابو ايوب المصري، كما اكد "التحاق الكثير من الصادقين بركب الدولة الاسلامية".

واشار البيان الذي وقعه ابو الوليد عبد الوهاب المشهداني الذي قدم نفسه على انه وزير الهيئات الشرعية في دولة العراق الاسلامية "انضمام مجاميع للدولة الاسلامية وكان في مقدمتها جماعة جيش ابو بكر السلفي، والتي لحق اغلب افرادها بدولة الاسلام".

وينشط جيش ابو بكر السلفي في بغداد ومحافظة الانبار، وله نحو مئة عملية مصورة تستهدف القوات الاميركية والعراقية منذ 2006 بثت على المواقع الجهادية.

22 إرهابي يسلّمون أنفسهم للسلطات

من جهة أخرى سلّمَ 22 مطلوبا من تنظيم القاعدة أنفسهم الى السلطات العراقية في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، فيما اعتقلت الشرطة في محافظة صلاح الدين (وسط) 60 مطلوبا في عملية امنية.

واوضح الرائد غالب عطية مدير اعلام شرطة ديالى ان "22 مطلوبا ينتمون الى تنظيم القاعدة سلموا انفسهم اليوم الى قيادة شرطة ديالى طوعا". واضاف ان هؤلاء "الاشخاص متهمون بقضايا قتل وتهجير وتفجير منازل وعليهم دعاوى مقدمة من عدد من اهالي الضحايا". واكد ان "التسليم جرى عبر وساطة محامين سيتولون الدفاع عنهم خلال عرضهم للمحاكم".

وكشف مسؤول الاعلام ان "قائد شرطة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري رحب بالخطوة واعتبرها ايجابية ووعد باتخاذ الاجراءات القانونية الاصولية بحقهم". واضاف انهم "وعدوا بالتعاون مع الشرطة في مجال المعلومات". بحسب رويترز.

وتأتي هذه الخطوة بعد ايام من انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في حوض حمرين في محافظة ديالى لمطاردة خلايا تنظيم القاعدة هناك.

من جهة اخرى، اعلن اللواء حمد نامس الجبوري قائد شرطة محافظة صلاح الدين اعتقال ستين مطلوبا بقضايا ارهابية واخرى جنائية في عملية امنية نفذتها قواته فجر الثلاثاء في منطقة الشرقاط (330 كلم شمال بغداد).

واوضح ان "العملية استهدفت القرى المجاروة لمحافظة نينوى"، مؤكدا ان "العملية جرت بأسلوب حضاري بعيد عن العنف". واضاف ان "العملية ليس لها علاقة بعمليات حوض حمرين التي انطلقت في محافظة ديالى انما هي عملية منفصلة".

القاعدة تواجه نهايتها في جبال حمرين

وأكد مسئولون أمنيون عراقيون أن تنظيم القاعدة يواجه خطراً حقيقياً وأوقاتاً صعبة في معاقله الاخيرة في جبال حمرين، بين محافظتي ديالى وكركوك في شمال بغداد، فيما سلم 22 مطلوباً من التنظيم انفسهم الى السلطات العراقية في المحافظة، واعتقلت الشرطة في محافظة صلاح الدين (وسط) 60 مطلوباً في عملية أمنية.

وقال مصدر أمني طلب من شرطة ديالى طلب عدم ذكر اسمه ان «الحملة الامنية التي تشنها القوات الحكومية بمساندة قوات اميركية في مرتفعات حمرين شمال بعقوبة تهدف الى تطهير هذه المنطقة الحيوية بالنسبة الى القاعدة ودولة العراق الاسلامية والحركة النقشبندية اضافة الى خلايا بعثية متوارية بين القرى».

واشار الى ان «القوات الامنية نجحت في الاستيلاء على مقرات قيادات في هذه التنظيمات والعثور على معلومات ووثائق مهمة من شأنها السيطرة على مجمل تحركات المجموعات المسلحة في الخارج والداخل».

ولفت الى ان «الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي كان اضطر للاعتراف بما يعرف «دولة العراق الاسلامية» بزعامة ابو عمر البغدادي منتصف عام 2006 في محافظات بغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك والانبار ونينوى، بعد بوادر انهيار القاعدة تدريجاً في تلك المناطق خصوصا بعد تشكيل قوات الصحوة التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال». بحسب صحيفة الحياة.

واضاف ان «الصحوة لم تلق الدعم المطلوب من الحكومة ما أدى الى منح الارهاب فرصة للعودة الى بناء خلاياه».

وزاد ان «اعتراف التنظيم اخيراً بمقتل ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري في عملية امنية عراقية اميركية مشتركة نفذت شمال بغداد، يعطي دلالات بأن التنظيم يمر بمرحلة صعبة على رغم تهديداته بتنفيذ عمليات انتقامية».

ولفت الى ان «تواطؤ بعض العناصر الامنية البسيطة بالسماح في تنفيذ هجمات دموية مقابل مبالغ مادية اربك اداء القوات الامنية والاجهزة المختصة وأدى الى نجاح الهجمات في بعض المناطق».

ساعي بريد البغدادي وراء الوصول إليه

وأفاد مسؤول امني عراقي رفيع ان التعرف على ساعي بريد ابو عمر البغدادي الذي قضى مع وزير حربه ابو ايوب المصري في عملية اميركية عراقية مشتركة وراء الوصول الى مكانه في الصحراء النائية شمال بغداد.

واكد ان البغدادي لم يكن يستخدم اي وسيلة اتصال او هاتف نقال للتواصل مع قادته الميدانيين، بل كان يتم كل ذلك عبر ساعي بريد وهو رجل عادي يأتي بين فترة وأخرى يجلس في احد المقاهي لفترة محددة ليسلم ويستلم من القادة. بحسب فرانس برس.

وأوضح الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه ان "العملية بدأت بعد اعتقال مناف الراوي ما يسمى والي بغداد في اذار/مارس الماضي في منزل في منطقة نفق الشرطة (غرب بغداد).

وأوضح ان "الراوي اعترف انه كان يتلقى بريده من البغدادي من خلال شخص يلتقيه في ساعة محددة من كل أسبوع في احد المقاهي العامة في بغداد".

وأضاف "على أساس هذه المعلومات بدأنا مراقبة المقهى بالاستعانة بطائرات مراقبة تحمل كاميرات ذات قابلية تصوير عالية، وتم التقاط الصور للشخص الذي قدِم لتزويده بالبريد".

وتابع ان "الراوي قام بالتعرف على صورة الشخص، وبدأت متابعة الرجل الذي انتقل في نفس اليوم إلى ثلاثة منازل، خرج من المنزل الأخير وهو يحمل حقيبة". وأضاف "استمرت المراقبة حتى وصوله إلى المنطقة النائية في الثرثار، وتمت عملية المداهمة".

وأكد الضابط العراقي أن قيادات تنظيم القاعدة في بغداد تتنقل بحافلات أجرة صغيرة بسبب عدم تركيز قوات الأمن عليها وتركها تمر في اغلب الحالات.

اعتقال زعيم أنصار الإسلام في العراق

وأعلن الجيش الأميركي انه اعتقل في بغداد زعيم ما يدعى بـ جماعة أنصار الإسلام، إحدى منظمات الإرهاب في العراق.

وقال الجيش الأميركي في بيان أن "قوات الأمن العراقية وأجهزة مكافحة الإرهاب الكردية، بدعم من مستشارين أميركيين، اعتقلت مَن يعتبر زعيم أنصار الإسلام وسبعة مجرمين آخرين في سلسلة عمليات نفذت في حيي المنصور (غرب) والاعظمية (شمال)". بحسب فرانس برس.

وأضاف الجيش أن أبو عبد الله الشافي هو زعيم أنصار الإسلام منذ إنشاء الجماعة وله "صلات" بزعيم القاعدة أسامة بن لادن. وتابع البيان "يشتبه أيضا بأنه قام بتمويل وتنظيم عمليات إرهابية في أوروبا وبريطانيا".

وسبق أن أعلنت "أنصار الإسلام" مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مسؤولين أكرادا وعراقيين والقوات الأميركية.

وقد تأسست الجماعة في كانون الاول/ديسمبر 2001 وورد اسمها على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

والجماعة التي كان مقرها في منطقة جبلية وعرة في كردستان العراق قرب حدود ايران كانت هدفا لغارات كثيفة من الطيران الأميركي أثناء الإطاحة بنظام الدكتاتور صدام حسين في اذار/مارس 2003.

ويعارض "أنصار الإسلام" وجود القوات الأميركية في العراق والحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني..

القاعدة تتبنى 23 عملية اغتيال خلال ابريل

وتبنت "دولة العراق الإسلامية" (تحالف بقيادة القاعدة) 23 عملية اغتيال استهدفت قيادات أمنية ومسئولين في مجالس الصحوات وإعلاميا خلال نيسان/أبريل الماضي في بغداد.

ومن ابرز العمليات التي بثتها مواقع جهادية بينها موقع "حنين"، "اغتيال رئيس مكافحة الارهاب العميد اركان علي محمد بواسطة عبوة لاصقة ناسفة ثبتت على سيارته" في 14 نيسان/ابريل الماضي.

وكذلك تبنى التنظيم اغتيال العميد الركن فاضل عباس وهو ضابط عمليات بالشرطة الاتحادية بإطلاق النار عليه أمام منزله في حي الغزالية. بحسب فرانس برس.

كما تبنى اغتيال الإعلامي عمر ابراهيم مدير علاقات قناة "الرشيد" الفضائية بعبوة لاصقة في حي الدورة مما أدى الى بتر ساقيه وإصابته إصابات بليغة.

وجميع هذه الاغتيالات وقعت منتصف شهر نيسان/أبريل. وشملت عمليات الاغتيال التي نفذ معظمها بعبوات لاصقة قياديين في الصحوة وعناصر أمنية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/أيار/2010 - 3/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م