معاناة الموطن العراقي.. كهرباء تحتضر ووعود غير قابلة للتطبيق

تحقيق:عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: مع اشتداد حرارة الصيف تزداد معاناة المواطن العراقي المسكين وتسوء حالته النفسية ويصبح أكثر انفعالا وتوترا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وغير المبرمج, فقد عرف أبناء هذا الشعب جميع أنظمة ساعات القطع المبرمج، غير المعمول بها في باقي دول العالم فاستحق بذلك ان ينال براءة اختراع من نوع خاص على هذا المسمى الذي يطلق علية ساعات الهم والأسى والحرمان!!

مع أزمة الكهرباء المزمنة توقفت (شبكة النبأ المعلوماتية) لتنقل بعض آراء المواطنين ومعاناتهم اليومية في صيف عام 2010 فكانت وقفتنا الأولى مع الأخ سمير40 عام، والذي تحدث عن معاناته قائلا: اشعر بالإحباط والحزن وأنا أرى السادة المسؤولين بعيدين عن معاناتنا اليومية منشغلين بتفاقماتهم ومناصبهم، ماذا عساي أن أقول عن معاناتنا الأولى وهي الكهرباء والتي أصبحت معرفة لجميع سكان الأرض لكنها بعيده عن أسماع وأنظار مسؤولينا في العراق! نعم فيكف لهم ان يحسوا بنا وهم يتمتعون بكل شيء وصحيح ماقيل في الأمثال: فلا يؤلم الجرح ألا من به الم فما داموا يتمتعون بكهرباء مستمرة وقاعات مكيفة فلم ولمن يشعروا بالفقير, فساعتين من الكهرباء تكفيه وهي كثيرة علية وقد تحمل الدولة مصاريف أضافية لذا تراها متذبذبة غير مستقرة والحمد لله أنها موجودة مع اننا نتحسر في كل صيف على شربة ماء بارد!!

السياحة وأزمة الكهرباء..

أبو علي يقول" الحديث عن الكهرباء حديث أزلي رافق العراقيين من بداية اختراع هذه النعمة إن لم أبالغ!! لذا فالحديث عنه أمر ليس بجديد، وأنا هنا لا أريد أن تحدث عن معاناتنا بسبب الكهرباء لكن أود ان الفت نظر السادة المسؤولين الى أهمية مدننا السياحية وأهمها كربلاء والنجف، فهما وبحسب اعتقادي مدن سياحية كما يقال ومن يفكر بمصلحة العراق لابد ان يكرم هذه المدن المقدسة ويعطيها من دون تفضل او ممنونيه لأنها من استحقاقاتها. والجميع يعرف عدد الزوار الذين يتوافدون لهذه المدن سواء من خارج او داخل العراق لذا فعليهم كمسؤولين الاهتمام بهذا الجانب المهم وهو قطاع الكهرباء..

أبو فاطمة يقول لـ شبكة النبأ" واقع الكهرباء في العراق واقع مؤلم ونحن نجهل أسباب ذلك فلماذا هذا التردي بالخدمات ولماذا لا توجد خطط فعاله لمعالجة هذا الوضع.

وتساءل أبو فاطمة قائلا" هل هنالك مواطن في العالم يعاني كما يعاني المواطن العراقي، لماذا لا ترصد مبالغ خاصة لحل هذه الأزمة، فهناك وبحسب قوله أموال تصرف على مشاريع هي اقل فائدة للمواطن مثل تشييد الساحات والملاعب والمنتزهات، وكذلك بناء المطارات، نعم هذه الأشياء مهمة لكن كثرتها ليست بفائدة، فوجود ثلاث مطارات في ثلاث محافظات متقاربة على سبيل المثال أمر عجيب ويمكن الاستغناء عن اثنين.  وبناء ملعب واحد في المحافظة أو ترميم الملعب السابق خير من أنشاء ملعب في كل حي!! لذا فمن الممكن استثمار تلك المليارات في بناء محطات كهرباء جديدة ونافعة!!

أمنية ورجاء..

أبو نور كان منزعجا جدا وقال لـ شبكة النبأ" أتمنى من الحكومة أن تلغي وزارة الكهرباء برمتها بعد ان تقطع الكهرباء أساسا وأرجو منهم رفع أعمدة الكهرباء من الطرقات لانها سبب مباشر في بعض الحوادث، وأتمنى منهم أيضا الاستفادة من الكبلات والأسلاك في أمور أخرى أكثر أهمية!.

ويضيف ابو نور" لم نعد بحاجة إلى تلك الساعة المتقطعة التي تسمى برمجة، في صيف حار ليلا ونهارا، نعم أنا اتحدي أي مسؤول منهم أن ينزل إلى الشارع في وقت الظهيرة ليبحث عن الثلج المفقود او غالي الثمن من اجل أطفاله ليجربوا ذلك ويخبرونا عن شعورهم حين ذاك...

الطلبة والصيف والامتحانات.. 

من جانب آخر اشتكى العديد من الطلبة الذين التقيناهم من إهمال الدولة لهم متهمين وزارة الكهرباء بالتقصير وعدم المبالاة، محملين وزارة التربية جانبا من هذه المسؤولية باعتبارها صاحبة الحق الوحيد بدفاع عنهم, والتي لم تحرك ساكنا وخصوصا مع بداية واقتراب الامتحانات النهائية، وكأن الأمر مبرمج لأجل إتعاب نفسية الطالب في هذا الشهر بالذات. فهذا حيدر طالب إعدادية يقول لـ شبكة النبأ" صعب ان اصف مشاعري وإحساسي في هذه الأيام فحالتي النفسية متعبه جدا, والجميع يعرف ان الطالب في هذه الأيام يحتاج الى أجواء خاصة لغرض المراجعة والاستذكار لأجل النجاح، لكن في العراق الأمر معكوس تماماً فمع اقتراب الامتحانات يزداد الأمر سواء وتعقيدا حيث تبدأ ساعات القطع غير المبرمجة التي تتعب الأعصاب مع ارتفاع درجات الحرارة في صيف لاهب لا يرحم".

ويضيف حيدر" نعم ليس الصيف هو الوحيد الذي لا يرحم بل الجميع لا يرحمون هذا الطالب المسكين الذي يتمنى ان يصل الى ما يصبو أليه.. حالتنا النفسية متعبة وفي تدهور نحتاج للمساعدة خصوصا في هذه الأيام بذات..

محمد، طالب آخر طالبَ وزارة التربية بضرورة التحرك لأجل مناصرة الطلبة وخصوصا في هذه الأيام الصعبة وقال" على وزارة التربية الاتفاق مع وزارة الكهرباء لإيجاد سبل خاصة لرفع معاناة الطلبة وان كانت لا تستطيع ذلك فعليها تغيير موعد الامتحانات إلى وقت أو شهر آخر يكون ذو جو معتدل وغير حار وعلى المسؤولين في هذه الوزارة الاهتمام بنا ومتابعة أمورنا فالطلبة هُم من سيعمّر وسيبني العراق..

الكهرباء وقانون حقوق الإنسان..

أبو ميثاق،47 سنة، تساءل قائلا" لماذا يعاملون البشر العراقي هكذا ان ما يحدث في العراق ليس له نظير وعلى مسؤولينا عدم التحدث عن الحرية واحترام حقوق الإنسان التي أصبحت مجرد كلمات فقط فهاهو الإنسان العرقي يهان يوميا بجدول زمني ووفق برمجة غير محددة من الكهرباء، نعم فهي ابسط حقوق الإنسان وغير متوفرة!

ويضيف ابو ميثاق" أنا أقول لو أن أحدى جمعيات حقوق الإنسان زارت أي سجن الآن وعلمت ان الكهرباء غير موجودة فيه فماذا سيكون!! ستحل كارثة بالطبع وستسخّر وسائل الإعلام للمطالبة بإجراء تحقيق عاجل وسيبادر المسئولون لتبرير الموقف ويسعون الى محاسبة المقصر.. هذا ما سيحدث بالتأكيد فيكف بنا نحن المواطنين وفينا الطفل والشيخ الكبير والعاجز المريض.. أليس لنا حقوق كباقي البشر!!

أزمة تولد أزمات..

إبراهيم سعد يقول لـ شبكة النبأ" الكهرباء من أساسيات الحياة في هذا العصر ولا يمكن الاستغناء عنها وهي المحور الأساسي لتقدم الفرد والمجتمع وبدونها ستكون هنالك فجوه كبيرة بيننا وبين باقي الدول وهذا ما حصل.!

ويضيف ابراهيم" بسبب أزمة الكهرباء تأخرنا كثيرا فمصانعنا مغلقة وبشرنا متخلف لا يعرف سوى الحساب لوقت انتهاء البرمجة الذي يتعدى الـ18 ساعة يوميا، تصور انسان يعيش في ظلام كل هذه الساعات يوميا كيف سيتقدم، ناهيك عن تفكيره بأزمات أخرى مرتبطة ارتباط مباشر بالكهرباء مثل شحة الماء وارتفاع أسعار الثلج و..و.. لذا فعلى من يريد أن يرتقي بواقع الإنسان العراقي أن يفكر أولاً بالكهرباء باعتبارها مصدر مهم وفعال!!

أديسون وحقد العراقيين..

أبو رباب تحدث عن الكهرباء بألم لم يخلوا من الفكاهة حيث قال" أنا من أكثر الناس حقداً على أديسون ذلك العالم الذي كان سبب في دمار العراقيين، فكما اعتقد انه مخترع الكهرباء أو مخترع المصباح الكهربائي وكلاهما مشكلة!! فبسبب هذا العالم نعاني اليوم من أزمات نفسية حادة، وهذا واضح جدا من خلال تعاملنا مع بعضنا، فلا احد يمكن له ان يتحمل الآخر في ظل أجواء الحر وعدم توفر الماء وانتشرت في بلادنا أمراض الضغط وداء الشقيقة والأزمات القلبية, أنا اعتقد أن الكهرباء لعنة كبيرة حلت علينا، ولا اعتقد أن هناك من يفكر بنا في هذا الصيف الحار!!

كلمات أبو رباب كانت مسك الختام ومعها نودع قارئنا العزيز ونتمنى منه المشاركة وإبداء الرأي لعل أحدا من مسؤولينا يقرءا ما ينشر ويبادر الى التفكير بأخوته وأحبائه ويخلص لهم في ما حمّلوه من مسؤولية وثقة...

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/أيار/2010 - 3/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م