مخاطر الخمور وأثرها الصحي والاجتماعي

دعوات لحظر الإعلانات التجارية وتقنين تناولها في أوربا

 

شبكة النبأ: يستند مدمن تناول الخمور في أوربا على قاعدة (خالف تعرف) حيث إن الإفراط في تناول الخمور يدفع بهم للتهلكة والفقر والمرض وانعدام التوازن العقلي الذي يدفع بهم بعض الأحيان إلى ارتكاب جنح أو جرائم ومع ذلك يتمسك الأوربيون والايرلنديون بعادة تناول الخمور بشراهة معتبرين ذلك وسيلة من وسائل الهروب من الاكتئاب أو الأزمات العاطفية والنفسية أو حتى بدون مناسبة. ويذكر إن نسبة متناولي الخمور بين كبار السن (فوق الخمسين) أكثر منها بين الشباب في أوربا.

حفلات سمر

فقد كشف استطلاع مؤخرا أن البريطانيين والايرلنديين هم الأكثر إفراطا في شرب الخمر في حفلات السمر في أوروبا حيث يقول ستة بالمائة من البريطانيين أنهم يستهلكون أكثر من 10 جرعات في جلسة واحدة.

وقال خمس الايرلنديين الذين أجري عليهم الاستطلاع تقريبا أنهم يشربون بانتظام في حفلات السمر وحددوا أنهم يتناولون خمس جرعات أو أكثر في الجلسة.  وفي جميع أنحاء أوروبا فان الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عاما يشربون على الأرجح في حفلة سمر أسبوعيا.  بحسب رويترز.

وخلص الاستطلاع إلى أن الأوروبيين الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاما يشربون بصورة يومية على الأرجح (25 بالمائة) أكثر من الشباب (3 بالمائة) مما يجعلهم عرضة بصورة أكبر لخطر الإصابة بأمراض مزمنة لها صلة بالكحول.

وأوضح الاستطلاع إن أوروبا يوجد بها أعلى معدل استهلاك للفرد من الكحول مقارنة بأي منطقة في العالم وان الشرب "الضار او الخطير" مسؤول عن 195 ألف حالة وفاة سنويا.  وقال من اجروا الاستطلاع أن هذا يكلف اقتصاد الاتحاد الأوروبي 125 مليار يورو (168 مليار دولار) سنويا.

ورحبت إدارة الاتحاد الأوروبي "بالتأييد الواسع للسياسات العامة التي تهدف الى تقليل الأضرار الناجمة عن الكحول"بين المواطنين مع قول 89 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون ألا يقل سن من يشترون الكحول عن 18 عاما على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ويرى أكثر من ثلاثة أرباع من أجري عليهم الاستطلاع أنه يجب حظر إعلانات الكحول التي تستهدف الشباب في حين يرى 82 بالمائة أن جميع إعلانات الكحول يجب أن تحمل تحذيرات.

وقال متحدث عن الاتحاد العالمي للمعلنين "اللوائح الموجودة تعكس الشعور العام بالفعل فالقانون حظر لفترة طويلة صناعة الكحول من تسويق منتجاتها لمن هم اقل من السن القانونية للشرب. "

وأكدت صناعة الكحوليات الأوروبية إن الاستطلاع أكد نتائج بحث لها يوضح أن معظم الأوروبيين على دراية بمخاطر الإفراط في الشرب لكنهم يفتقرون إلى معرفة محددة.

وقال جيمي فورتيسكو المدير العام لمنظمة الخمور الأوروبية "يحتاج المستهلكون أن يكونوا قادرين على مراقبة استهلاكهم. .  على سبيل المثال ان يكونوا على دراية ان هناك نفس الكمية من الكحول في الكوب المعياري للنبيذ أو الويسكي أو الجعة. "

وعلى صعيد ذي صله قال نحو ستة في المائة من البريطانيين إنهم يشربون أكثر من 10 جرعات في جلسة واحدة، بينما اعتبر خمس الأيرلنديين، الذين أجري عليهم المسح، أنهم يشربون بانتظام في الحفلات، ويتناولون خمس جرعات أو أكثر في الجلسة.

وأظهر المسح، الذي نفذته وكالة "تي أن أس" لقياس الرأي، بالنيابة عن المفوضية الأوروبية، أن الأوروبيين فوق عمر 55 عاماً يشربون بصورة يومية على الأرجح، أكثر من الشباب، مما يعرضهم بصورة أكبر لخطر الإصابة بأمراض مزمنة لها علاقة بالكحول.

70 حالة وفاة مبكرة سنويا في ألمانيا

ونقلت صحيفة "تيليغراف" البريطانية عن متحدث باسم المفوضية قوله إن "أوروبا أكبر منطقة فيها معدل عالي من استهلاك الكحول للفرد، وبريطانيا تتصدر بأكثر المستهلكين للخمر في جلسة واحدة. "

وأضاف أن "الاستهلاك العالي للكحول يسبب تزايد الأذى والمخاطر، ففي يُعد الاستهلاك الخطر للخمور ثالث أكبر عامل للأمراض الخطيرة، وهو مسؤول عن وفاة نحو 150 ألف شخص سنوياً. "

استقر الألمان في مكانة متقدمة على قائمة أكثر شعوب العالم تناولا للكحوليات. وتصدرت القائمة لوكسمبورج تليها أيرلندا ثم المجر وجمهورية التشيك.

وجاءت ألمانيا في المركز الخامس إذ يبلغ متوسط الكحول الذي يتناوله الشخص الذي تجاوز 15 عاما نحو 12 لترا في العام.  أعلن هذه النتائج المركز الألماني لقضايا الإدمان مؤخرا في العاصمة برلين.

ووفقا لبيانات المركز فإن هناك 1. 5 مليون شخص مدمنين للكحول في ألمانيا كما يتسبب الكحول في وفاة مبكرة لما يزيد على 70 ألف شخص سنويا.  الى ذلك طالب الخبراء بحملة واسعة النطاق ضد تعاطي الكحوليات لتقليل هذه الأعداد.

كحول ملوث

من جهته قال مسؤول صحي مؤخرا إن ثمانين شخصا توفوا في جنوب غرب أوغندا بعد شربهم لمشروب روحي ملوث بالميثانول.

ويدمن بعض الناس في البلد الواقع في شرق أفريقيا شرب المسكرات بدائية الصنع رخيصة الثمن والتي يضاف إليها بعض المواد الكيميائية أحيانا لزيادة فعاليتها ولكنها تسبب الوفاة في الغالب.

وأكد باتريك توسيمي المسؤول الصحي في مقاطعة كابيل قرب الحدود مع رواندا لرويترز إن الوفيات بدأت قبل ثلاثة أسابيع ولكن السلطات احتاجت أياما لمعرفة سببها لان اسر الضحايا لم يكشفوا عن إن ذويهم أصيبوا بالإعياء بعد تناولهم للكحول.  بحسب رويترز.

وأضاف أن مصنعي الخمور المحليين خلطوا كميات كبيرة من الميثانول بالوا راجي وهو نوع خمور يصنع من الموز.

من جهتهم شكا الأوغنديون كثيرا من عدم فعالية النظام الصحي في بلادهم نظرا لنقص الأدوية وانخفاض كفاءة موظفي الصحة الذين يتلقون أجورا زهيدة.  ويضطر المرضى للسير لأميال في بعض المناطق للوصول لأقرب منشأة علاجية.

واو ضح إن الضحايا أصيبوا بالعمى والفشل الكلوي والكبدي قبل وفاتهم مشيرا الى ان الميثانول يدمر المخ أيضا.

إلى ذلك قامت السلطات المحلية بحظر إنتاج وبيع الواراجي وأنها صادرت المخزون لدى التجار ولكن السكان كانوا يتحدون الحظر ويخفونه بمنازل

البيئة تمنع الكحول

من جانب آخر تسعى الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض في ألمانيا إلى فرض قيود على دعاية المشروبات الكحولية لمكافحة الإفراط في تناول الكحول لدى الشباب.  

وقال خبير شؤون الشباب في الكتلة البرلمانية للحزب، كاي جيرينج إنه لا ينبغي أن تكون الإعلانات الدعائية عن الجعة والمشروبات الروحية موجهة للشباب.  

كما طالب جيرينج بعدم بث تلك الإعلانات في فترات ذروة المشاهدة التي تذاع فيها برامج يشاهدها نسبة كبيرة من الشباب.  

ويأتي اقتراح الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، التي تعتزم إقراره خلال الأيام المقبلة، أسوة بحظر دعاية منتجات التبغ.  بحسب الألمانية.

وأكد جيرينج أن حظر الدعاية لمنتجات التبغ أدى إلى خفض عدد الشباب المدخنين خلال السنوات الماضية.  

كما اقترح تشديد الرقابة على بائعي المشروبات الكحولية للتأكد من التزامهم بقوانين حماية الشباب.  

وشدد على وضع حد أدنى للغرامة التي تفرض على بائعي تلك المنتجات في حال انتهاكهم القانون.  

وحتى الآن يفرض على بائعي المنتجات الكحولية غرامة تصل في المتوسط إلى 200 يورو في حال قيامهم ببيع مشروبات كحولية لقصر.  وفي الوقت نفسه اقترح حزب الخضر حظر تام للقيادة تحت تأثير الكحول.  بحسب الاستوشيد برس.

وقد زاد خلال الأعوام الماضية بشدة عدد المراهقين الذي يفرطون في تناول المشروبات الكحولية إلى حد إصابتهم بفقدان الوعي.  

ففي عام 2008 تم نقل نحو27 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، إلى المستشفى للعلاج عقب إفراطهم في تناول الكحول، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف عن عام 2000.  

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/أيار/2010 - 28/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م