القاعدة في العراق وإستراتيجية قطع رؤوس الإرهاب

تحذيرات من ردود فعل هستيرية

 

شبكة النبأ: تؤكد مؤشرات الوضع الحالي أن تنظيم القاعدة في العراق قد تزعزع بشكل كبير على اثر آخر عملية عسكرية استهدفت رأسيه الأساسيين البغدادي والمهاجر، لكن بحثا أكاديميا حديثا عن إستراتيجية قطع رؤوس الإرهاب أظهرَ إمكانية أن تضع هذه العمليات المجموعة الإرهابية على حافة الزوال ليس بسبب من أن الغارات كانت دقيقة جدا بقدر ما أن العراقيين فقدوا احترامهم لهذه المجموعات التي أوغلت في دمائهم.

وفي حين أتفق محللون على أن العملية العسكرية التي استهدفت زعيمي القاعدة في العراق هي إنهاء لبعض الملفات الأمريكية قبل انسحاب قواتهم من العراق. رأى آخرين أن اعتراف تنظيم القاعدة بمقتل زعيميه يؤكد عدم قدرته إنكار الأدلة المفحمة التي قُدمت بشأن مقتلهما، وأن التنظيم يريد بذلك الظهور كصاحب إيديولوجيا لا يمكن أن تنتهي بالقضاء على قادته..

إستراتيجية قطع رؤوس الإرهاب قد تؤتي ثمارها

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، عن محللين أن إستراتيجية قطع رؤوس المجموعات المسلحة في العراق قد تفعل فعلها لاسيما أن العراقيين “أخذوا يبدون استعدادا” لتقديم معلومات عنها، وهذا ما يجعل “احتفاء المالكي الشديد” بمقتل زعيمي تنظيم القاعدة “غير مبالغ به جدا”.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان “خيار الـمطلوب حيا أو ميتا في الحرب على الإرهاب” إنه يمكن “إلقاء اللوم الشديد على رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي على احتفائه الشديد بمقتل قائدي القاعدة في العراق الشهر الماضي كضربة قاتلة لهذا التنظيم في العراق”.

وأوضحت أنه طالما “نظر إلى إستراتيجية قطع الرأس هذا كما يطلقون عليها بأنها الحل السحري في عمليات مكافحة الإرهاب”، مضيفة أن القادة العسكريين والزعماء السياسيين “نادرا ما يقاومون إغراء تبني هذه الإستراتيجية”. وذكّرت الصحيفة بقول أسامة بن لادن “حيا أو ميتا” بوصفه “الطريق الأقصر لإنهاء الحرب على الإرهاب”.

لكن هذا الأمر كما تواصل الصحيفة “نادرا ما يكون سهلا جدا إذ أن ما نقل عن مقتل زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود في كانون الثاني يناير الماضي بصواريخ طائرة أمريكية من دون طيار لم يفشل في نزع فتيل القتال هناك حسب كما قال مسؤولون الاسبوع الماضي بل أن التقارير التي تحدثت عن مقتله ربما لم تكن صحيحة”.

وذكرت الصحيفة أن تفاؤل المالكي “ربما ليس في غير محله تماما لأن عملية قطع الرأس في بعض الظروف يمكن أن تفعل فعلها ذلك أن فهم ما تساعد تلك العمليات في تحقيقه يفسر لماذا نهاية الحرب في العراق ربما تختلف عن الحرب في أفغانستان”.

ورأت الصحيفة أن تنظيم القاعدة في العراق “قد هزم بصعوبة لكن بحثا أكاديميا حديثا عن إستراتيجية قطع رؤوس تلك الجماعات أظهر إمكانية أن تضع هذه العمليات المجموعة الإرهابية على حافة الزوال ليس بسبب من أن الغارات الجوية كانت دقيقة جدا بقدر ما أن العراقيين فقدوا احترامهم لهذه المجموعة”.

وقالت أودري كرث كرونن، وهي مؤلفة وأستاذة في كلية الحرب الوطنية بواشنطن، إن إستراتيجية قطع الرؤوس “ليس لها سجلا تاريخيا كبيرا في وضع حد للجماعات لوحدها”، ويرسم كتابها الجديد الموسوم “كيف ينتهي الإرهاب،” الصادر عن جامعة برينستون، الخطوط العريضة لـ”الظروف التي ظهرت بها الجماعات الإرهابية على مدى القرنين الماضيين”.

وأضافت المؤلفة أن فاعلية عملية قطع الرؤوس “تعزى إلى جملة من الأمور لكن العامل الأكثر أهمية في العراق تمثل بتآكل شعبية القاعدة في السنوات الأخيرة”.وتابعت الصحيفة أن هذه المجموعة كانت تحكم فعلا مدنا وقرى بل حتى مناطق بأكملها في ذروة أعمال العنف في العراق بدعم صريح أو على الأقل ضمني من عراقيين”، في حين قال بيتر بيرغن من مؤسسة أمريكا الجديدة بواشنطن، عن عناصر تلك المجموعة إنهم كانوا “يسيطرون على أراض في العام 2006 بحجم نيو انغلاند”.

وواصلت الصحيفة “كما أن طالبان الآن تحصد في أفغانستان وباكستان فإن المجموعة في العراق يمكن أن تعمل بنحو مفتوح في العراق لتجند المقاتلين وتزيد من جمع الأموال لها عن طريق التشغيل أو ابتزاز الأموال من الشركات النفطية أو حتى من شركات الهاتف النقال ما دامت تستعمل الإرهاب لتمويل تمرد ضد سلطة احتلال”.

لكن في نهاية المطاف، كما ذكرت الصحيفة، “سئم العراقيون من إيديولوجية هذه المجموعة الإسلاموية ومن قيادتها الأجنبية واستعمالها العنف العشوائي الذي قتل من المدنيين العراقيين أكثر بكثير مما قتل من المحتلين الأمريكيين”، وتابعت “وهذا فضلا عن إستراتيجية الزخم الأمريكية في العام 2007 ما غير من الدينامية في العراق”.

وقال بيرغن إن “ماركة القاعدة في العراق مشوهة بفظاعة ما يعكس فكرة أن الإرهاب في صميمه حملة من أجل ولاء المستهلك”، وهذا “ما يناسب تماما إستراتيجية قطع الرؤوس”، كما ترى الصحيفة، وأضافت لكن السؤال الآن هو عما إذا يمكن أن “تسترد هذه المجموعة نشاطها بعد مقتل قائديها أبو أيوب المصري وهو القائد العسكري وأبو عمر البغدادي منظِّر المجموعة الإيديولوجي”.

وتابعت “فقد وجد تحليل إحصائي أجرته مؤخرا جينا جوردن من مشروع شيكاغو في الأمن والإرهاب أن إزالة قائد إرهابي نجح في دحر جماعة بنسبة 17% فقط”، واستنتجت جوردن من دراسة، كما نقلت الصحيفة أن “298 عملية قتل أو إلقاء قبض على قادة إرهابيين من العام 1945 حتى العام 2004، أظهر أن هامش المنفعة من قطع الرؤوس سلبي في الواقع لأن مفهوم الشهادة يمكن أن يحشد المقاتلين”.

وواصلت الصحيفة “مع ذلك وجدت جوردن أن عمر مجموعة معينة وحجمها يمكن أن يغير من الأمور فكلما كانت المجموعة حديث عهد صغيرة حجم مثلا كلما زاد احتمال أن تأتي إستراتيجية قطع الرؤوس بنتائجها المرجوة”.

وذكرت الصحيفة أنه “في حين أن عمر تنظيم القاعدة المركزي بقيادة بن لادن يمتد إلى عقود من الزمان فإن فرع القاعدة في العراق ظهر بعد الغزو في العام 2003 كما اضمحل حجم التنظيم إذ أن موجة من الاعتقالات مستندة إلى معلومات استخبارية موافقة على ما يظهر يبدو أنها قضت على صفوفها من خلال حرمان المجموعة من مقاتلين ربما كانوا سيصعدون ويتولون قياداتها”. من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين قولهم إنهم “أصبحوا أكثر استعدادا للمجيء وتقديم معلومات سرية”.

وقالت الصحيفة إن المعلومات “تشير إلى أنه في حين اعترف الجناح السياسي لتنظيم القاعدة بمقتل قائديه الاسبوع الماضي إلا أنه لم يعلن إلى الآن عن بدلاء لهما كما فعلت القاعدة في العراق في العام 2006 بعد مقتل مؤسسها أبو مصعب الزرقاوي”.

وقال البريغاديير جنرال رالف بيكر، نائب قائد القوات الأمريكية في بغداد، بحسب الصحيفة، إن “واحدة من الاختلافات هذه المرةهو قلة وجود قادة مؤثرين في القاعدة اثبتوا جدارتهم في القتال يمكن أن يقفزوا ويتولوا الدور القيادي بفاعلية كما كان الحال سابقا”.

وأضاف أن قادة المجموعة الذين ألقي القبض عليهم “كانوا متعاونون بنحو مفاجئ مع المحققين العراقيين وهذا مؤشر على أن الحماس داخل المجموعة أدنى مما كان عليه”. وتابع “والأمر نفسه يمكن أن يصدق على الدعم الذي تحصل عليه من الجهاديين في العالم”.

وأردف كما ذكرت الصحيفة أنه “عندما كانت القاعدة تنظيما فاعلا للغاية كان أسامة بن لادن غالبا ما يتحدث عن العراق لكن في  تصريحاته الأخيرة لم يكن يتحدث عنه فلم تعد الحرب جيدة بالنسبة لهم هنا”.

ورأت الصحيفة أن الإعلان عن النجاح في العراق “سابق لأوانه بالطبع فالعراق لا يزال يشهد عنفا مروعا فوجود مجموعات متطرفة أخرى والفوضى السياسية فيه تضمن حدوث المزيد من المذابح”. لكن، وكما تنقل الصحيفة عن كرونن، فإن “المجموعات الإرهابية ليست عصية على التدمير ولربما هذا ما جعل بعض المسؤولين في العراق يعتقدون أن العراق والولايات المتحدة قد حاصرا في النهاية تنظيم القاعدة في زاوية”.

وأضافت “لا يمكن لأحد القول إن مجموعة معينة انتهت تماما باستثناء أن يكون ذلك في وقت لاحق فبعض المجموعات تصير أكثر عنفا في مراحلها النهائية”، مرجحة أن أيام القاعدة في العراق “باتت معدودة”.

يذكر أن الجيش الأمريكي قال في بيان له يوم 19/4/2010 إن  قوات الأمن العراقية بدعم من القوات الأمريكية قتلت اثنين من أبرز قادة تنظيم القاعدة في العراق في وقت مبكر صباح يوم الأحد 18/4/2010 خلال سلسلة من العمليات الأمنية المشتركة في منطقة تبعد 10 كم جنوب غربي تكريت.

مبينا أنهما كلاً من حمزة المهاجر، المعروف أيضا باسم أبو أيوب المصري وهو الزعيم العسكري لتنظيم القاعدة الذي حل محل أبو مصعب الزرقاوي عندما قتل الزرقاوي في حزيران يونيو من عام 2006 وتولى مسؤولية مباشرة عن التفجيرات والهجمات البارزة ضد شعب العراق.. والثاني هو حامد داود محمد خليل الزاوي المعروف باسم أبو عمر البغدادي، عضو تنظيم القاعدة في العراق وزعيم الدولة الإسلامية المعلنة من العراق ويحمل لقب “أمير المؤمنين”.

إنهاء لملفات أمريكية قبل الانسحاب

وأتفق محللان سياسيان، على ان العملية العسكرية التي استهدفت زعيمي القاعدة في العراق هي إنهاء لبعض الملفات الأمريكية قبل انسحاب قواتهم من العراق.

وقال المحلل السياسي عبد الأمير المجر لوكالة أصوات العراق أن “العملية العسكرية التي استهدفت زعيمي القاعدة هي عملية انهاء ملفات بوش، ومما لاشك فيه انه عندما دخلت الولايات المتحدة العراق أدخلت معها أجهزة تقسيمية واستدعى الأمر إدخال أعضاء هذه الأجهزة لتكون جزءا من الفعالية العنفية للوصول الى هذه الاهداف التقسيمية او التفتيتية للعراق وهذا الأمر أصبح العراقيون مقتنعون به”.

وأضاف المجر ان “العنف المتبادل الذي حصل بين القاعدة وميليشيات أخرى كان صناعة ولم يكن منطلق من رحم المجتمع العراقي او ثقافته السياسية او الاجتماعية اطلاقا لذلك انا اعتقد ان حقبة بوش الابن هي حقبة مختلفة تماما والإستراتيجية اختلفت فيها بمعنى ان العراق سيبقى وحده”.

وذكر أن “مقتل زعيمي القاعدة هي نهاية تركة بوش الثقيلة بالعراق واعتقد ان هناك مرحلة جديدة ستنتهي فيها ملفات القاعدة ومن لف لفهم والوضع في العراق سيختلف وهو يجب ان يتجه نحو ان يكون دولة مدنية موحدة وتبدأ رحلة جديدة للعراق مع الولايات المتحدة بعيدا جدا عن التركة التي خلفها الاحتلال ومشروعه الجهنمي بالعراق.

لافتا الى ان “القوات العراقية أصبحت من القوة ما تستطيع بحيث انه اي كيان سياسي من الكيانات التي تختبئ خلفها ميليشيات معينة ان تفرض اجهزتها بالعراق بالقوة وستقمع من قبل الجيش، وانا اتفق مع تصريح القائد الأمريكي الذي قال ان الجيش العراقي غير مهيأ لمواجهة عدوان خارجي لكنه مستعد لقمع ما اسماه بالثورات الداخلية وهذا كلام صحيح”.

ونفى المجر ان تكون هناك “ميليشيا يمكن ان تفرض سيطرتها على اماكن معينة كما حدث في اعوام 2005 و2006و2007 والقوات العراقية أصبحت قادرة على قمعها، صح ان هناك خروقات أمنية ولكن استراتيجيا لا تستطيع أي ميليشيا مواجهة القدرات العراقية”.

مرجحا ان “القدرات العراقية محجمة ومحددة ومعينة بحسب إستراتيجية الأمريكان وخططهم العسكرية بمعنى ان القوات العراقية ليس لديهم إستراتيجية دفاعية داخلية او خارجية تستطيع من خلالها ان تعبر عن ذاتها ولا يمكن ان تظهر قدراتها ان لم يتم دعمها لوجستيا وتسليحيا”.

وتابع أن “القوات العراقية بدأت تتحرك بشكل جيد لكنها تحتاج الى القوات الأمريكية لانه نقص العدة وبعض الخدمات يجعل قدراتها محدودة لكن مع ذلك وبهذه العملية اذا ما القوات العراقية عرفت اهدافها وتم تقديم الخدمات لها من معلومات استخباراتية وعرفت الى اين تتجه هي من خلال قيادة حقيقية قادرة على ايصال الهدف فان القوات العراقية جاهزة وتستطيع ان تحقق الهدف وهذا امر انا واثق منه تماما”.

ومن جهته، قال المحلل السياسي جمعة عبد الله مطلك إنه “اذا قلنا ان عملية قتل زعيمي القاعدة هي انهاء ملفات من قبل الامريكان قبل مغادرتهم العراق فنحن سوف نغبن جهود الأجهزة الأمنية العراقية التي تطورت بالفترة الاخيرة لكن مع ذلك فان حق الولايات المتحدة في تعاملها مع منظمة القاعدة بالعراق فان لها طريقتها الخاصة بالتعامل معها وتفتيت الخلايا المرتبطة بها”.

وأوضح مطلك لوكالة أصوات العراق أن “هذه الامور تجري بشكل متوازي مع رغبة الحكومة العراقية بالانتهاء من ملفات موضوع القاعدة والانشغال بموضوع المصالحة الوطنية وبالتالي فلا يمكن ربط المسارين معا وهي رغبة الولايات المتحدة في تفتيت القاعدة واستخدام الساحة العراقية احيانا من اجل كشف الخلايا النائمة هذا مفروض لا يتقاطع مع رغبة العراق اساسا في القضاء على القاعدة”.

وأضاف أنه “لا توقيت محدد بالموضوع وانما كان هناك متابعة للموضوع وانا عرفت من مصادر موثوقة انه تم الاستمكان مرتين من الرجل (البغدادي) ولكنه ترك لحاله بان هو تحت السيطرة وهناك الكثير من الاسرار يمكن للحكومة العراقية ان تكشفها بعد العثور على مقتنياتهم والاقراص التي كانت بحوزتهم”.

وأعرب المطلك عن اعتقاده أن “المبادرة الأمنية أصبحت بيد الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية تحديدا ولم تعد بيد القاعدة التي فقدت القدرة على المبادرة بالساحة العراقية”.

وتابع أنه “يجب ان لا نسرف بالتفاؤل بموضوع سيطرة القوات الأمنية على الوضع العراقي لأن موضوع السيطرة مرتبط بموضوع المصالحة الوطنية ولا تعتمد فقط على جاهزية القوات التي تعتمد على عقيدة القتال وهذه العقيدة لم تكن ممكنة وفاعلة ان لم تكن مرتبطة بالشخصية والضمير اللذين يجب تفعيلهما من خلال المصالحة الوطنية”. وأردف أن “هذه الضربة شبه القاضية لمنظمة القاعدة يمكن ان تهيئ أجواء تساعد على تفعيل المصالحة الوطنية”.

وخلص المحلل السياسي إلى القول إن “نجم الصحوات سيرتفع عند الحكومة العراقية بعد هذه العملية والحكومة العراقية المقبلة ستعامل الصحوات بطريقة توازي هذا الانجاز وكل العراقيين يرفضون القاعدة كمنهج وتفكير وسلوك وان مقتل هؤلاء والاستمكان منهم سيهيئ الأرضية الجيدة لبناء حدود دنيا على اقل تقدير للشعور الوطني”.

اعتراف القاعدة بالضربة القاصمة

وفي نفس السياق رأى محلل سياسي أن اعتراف تنظيم القاعدة بمقتل زعيميه يؤكد “عدم قدرته إنكار الأدلة المفحمة” التي قدمتها الحكومة بشأن مقتلهما”، بينما رأى محلل سياسي آخر أن التنظيم يريد بذلك الظهور كـ”صاحب إيديولوجيا لا يمكن أن تنتهي بالقضاء على قادته”، وأوضح ثالث أنه يريد إثبات وجوده على الساحة وقدرته على التعويض.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الأمير المجر لوكالة أصوات العراق إن إعلان تنظيم القاعدة عن مقتل زعيميه في العراق أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري”يؤكد عجز التنظيم عن إخفاء هذا الأمر لأنه أصبح واضحا بسبب الصور والأدلة المفحمة التي قدمت لتأكيد الحدث”، مشيرا إلى أن هذا الإعلان “ربما جاء من أجل إعادة تنظيم صفوف التنظيم والبحث عن قيادات جديدة أو ربما هو جزء من كيمياء اللعبة المخابراتية الدولية الكبيرة التي تلعب بهذا التنظيم”، بحسب رأيه.

وأضاف المجر أن تنظيم القاعدة “يدرك الآن تماما أن لا جذور له في العراق وأنه أصبح جزءا من سيناريو عالمي له امتدادات وأهداف محددة”، مبينا أن هناك “جهات مخابراتية دولية موجودة داخل التنظيم تفرض أجندتها لتصفية حساباتها مع جهات أخرى”، بحسب وصفه.

وأوضح أن أعضاء التنظيم “أدركوا أن هذه المرحلة هي نهاية خريفهم في العراق وليست بدايته لأنهم أصبحوا محاصرين يتمترسون خلف الكثير من الأقاويل والشائعات الإعلامية”، لافتا إلى أن التنظيم “يقوم الآن بهذه الأعمال الإرهابية ليس بإمكانياته الذاتية فقط لأنه بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق”.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي كاظم الحسن لوكالة أصوات العراق إن تنظيم القاعدة من خلال إعلانه عن مقتل زعيميه في العراق “يريد أن يصور نفسه كصاحب إيديولوجيا وثقافة في المنطقة وأنه لا يعتمد على أشخاص معينين ولا يتأثر بمقتل قادته”، مبينا أن هذا الإعلان يعد “رسالة موجهة للحكومة العراقية مفادها أن نهاية القاعدة ضرب من الخيال طالما أن هناك أجيالا أخرى من القاعدة تعد نفسها لممارسة الأعمال الإرهابية باستمرار”، بحسب اعتقاده.

وأضاف الحسن أن القاعدة “تركز الآن على الجيل الثاني فيها أما الجيل القديم فهو يهيئ العدة لمستويات من الإرهاب الجديد اعتمادا على قاعدته الداخلية في العراق”، منوها إلى أن ذلك التنظيم “يحاول التأكيد دائما على أن  له سلسلة من الخيوط والأتباع وأنه لا يمكن القضاء عليه من خلال القضاء على قيادته”.

في حين أفاد الكاتب والمحلل السياسي صادق كاظم، أن الذي دفع تنظيم القاعدة إلى الإعلان عن مقتل البغدادي والمصري هو “الأدلة القوية التي قدمتها الحكومة العراقية لإثبات مقتلهما بالإضافة إلى أن القاعدة تحاول التأكيد على أنها موجودة وأن بإمكانها التعويض والدليل أنها نفذت مؤخرا عمليات إرهابية في بغداد”.

وتابع كاظم أن “عدم تأثر تنظيم القاعدة بفقدان قادته الميدانيين اسلوب دأب عليه التنظيم بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي الذي كان من الممكن أن يشكل ضربة كبيرة للتنظيم لكنه تجاوز هذا”، مستدركا “لكن الضربة الأخيرة ضد التنظيم ستجعله ضعيفا وستقوض الكثير من جهوده في العراق وليس من السهل تجاوز هذه الضربة”.

وأردف أن الحكومة العراقية “يجب أن تستثمر ضعف تنظيم القاعدة الحالي لتوجيه المزيد من الضربات له ولتكثيف عملها الميداني والاستخباري لملاحقة المزيد من عناصره”، مستطردا أن وجود تنظيم القاعدة “لا ينتهي بالمواجهة المسلحة فقط بل بتحقيق الأمن والاستقرار عبر تكاتف السياسيين وسعيهم لإيجاد حلول عملية للمشكلة العراقية”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/أيار/2010 - 20/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م