العودة للقران بين التدافع والتعاون

برير السادة

بلا شك ان رواية " القران حمال ذو وجوه" و" عليكم بالقران اذا التبست عليكم الفتن.." تشكلان جدلا فكريا, ما لم نتبين آلية الرجوع الصحيحة الى القران, وسبل استنطاقه على ضوء مقاصده وهدية.

اليوم يبدو الرجوع ملحا في غمرة العنف والتدافع النفسي والفكري... بين مختلف المكونات والاطياف الانسانية...على ان يكون الرجوع متطابقا مع الافق التربوي والحضاري للقران, القائم على شهود الحق جل جلاله وقربه من الانسان. وهو مايستلزم الصدق في التعامل مع الله والنفس والاخر المختلف والمخالف.

على ان تبتعد مرتكزات العودة للقران عن طريقة رفع المصاحف ووممارسة الخداع باسم القران, بل لابد لها من الانطلاق من روح القران ونوره وبيانه. واهم هذه المرتكزات في تصورنا.

المرتكز الاول للرجوع للقران يجب ان يكون بالتحرر والانعتاق من التقليد والتقديس للتراث الديني القائم على الاجنهادات والارءى التي لا تصمد امام الدليل والبحث العلمي, والتحرر من الاهواء والمصالح الذاتية.

المرتكز الثاني: الالتقاء على اساس الاخوة في الدين او الانطلاق من مبدأ الحوار بغية الوصول الى الحق والاذعان اليه في حال انسداد مبدأ الاخوة " وانا او اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين".

المرتكز الثالث: التحلي باخلاق القرآن, وتغليب مفرداته التربوية التي تنسجم مع هديه ومقاصده, فالدعوة للتوحيد منذ انطلاقتها قامت على الدليل والدعوة بالتي هي احسن, رافضة كل اشكال العنف والاكراه والتعنت والسيطره.." لست عليهم بمصيطر".

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/أيار/2010 - 20/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م