منظمات الأساتذة ظهير الجامعة

أ.د. حسن منديل حسن العكيلي

شهد الواقع العراقي الجديد متغيرات، أهمها بروز منظمات المجتمع المدني، لتؤدي دورا مكملا للهيكل الاداري الجديد للدولة، ولتكون ظهيرا له ورقيبا. عليها واجبات ولها حقوق وأهداف محددة تسعى الى تحقيقها، تصب كلها في خدمة المجتمع بحسب فئاته المختلفة.

ومنهم أساتذة الجامعات. وانطلاقا من سعي الدولة الى بناء البنية التحتية العلمية والثقافية. برزت العناية بمنظمات المجتمع المدني ضرورة ومنها المنظمات المهتمة بالشأن العلمي والثقافي والأدبي ليكون لها دور ايجابي في عملية بناء الثقافة العراقية.

 ان من أهم أهداف العلوم أن تسعى الى خدمة المجتمع. لذا فمن الضرورة ألا يغيب هذا الهدف لدى المشتغلين بالعلوم – دراسة وتدريسا – وعدم انعزالهم عن الواقع العراقي الجديد الذي انماز بمنظمات المجتمع المدني. لذا أسس نخبة من أساتذة الجامعات العراقية هذه المنظمة لتكون ظهيرة للجامعة وداعمة، فضلا عن دورها الرقابي وعنايتها بشؤون الأساتذة.

 لقد برهنت التجارب العالمية الحديثة أن أكثر الاستثمارات فاعلية وأهمية في حياة الأمم وتقدم المجتمعات والشعوب ونموها وتطورها، هي التي تعنى بالتعليم بمختلف مستوياته الأولية والعليا والبحث العلمي.

 ولأجل أن يحقق الاستثمار بالتعليم أهدافه ينبغي أولا العناية الفائقة بانتخاب من يتصدى للمسؤولية في الجامعة والمؤسسات العلمية والتعليمة، على وفق معايير علمية وادارية رصينة. ذلك أن تحمل المسؤولية في الصروح العلمية أمر مقدس له خصوصية، لمكانة المنتسبين اليها من : العلماء وطلبة العلم، فالعلماء ورثة الانبياء، وطلبة العلم يحفهم الله بملائكته، وكلا يرفع الله درجات.

 ان التصدي للمسؤلية في الجامعة ومؤسساتها العلمية، أمر ليس سهلا، ولا سيما المسؤولون الذين انتخبوا انتخابا عندما كان التصدي للمسؤولية في الجامعات عبر الانتخابات. وقضوا مدة طويلة ومنها السنوات الاستثنائية التي مر بها البلد وما زالوا.

 ان الجامعة أولى المؤسسات بالعناية والرعاية من لدن الدولة. فهي وجه البلد ومقياس تطوره وسبب تقدمه لكنها تراجعت بعد تدخل الاحزاب والتسييس وحلت المصلحة الشخصية محل المصلحة العامة. فارتقى للمسؤلية غير المنتخبين.

 اتخذت المنظمة العراقية لأساتذة الجامعات والكفاءات المستقلة، معيارا لتكريم العلماء الذين انتخبوا لتصدي للمسؤولية في الجامعة وقضوا مدة طويلة،. فأقامت حفلا تكريميا لمن بذل جهودا مخلصة في أدائه وعمله العلمي والاداري، وتحقيقا لأهداف المنظمة التي أسست من أجلها ومنها تكريم المتميزين من أساتذة الجامعة. وعرفانا بجهودهم المتميزة. شمل التكريم على ضوء المعيار المذكور نخبة من علماء الجامعة الذين تميزوا بالأداء الناجح وحسبهم المدة الأطول التي قضوها في التصدي للمسؤولية من غير اشكالات كبيرة. على رأسهم السيد رئيس جامعة بغداد الاستاذ موسى جواد الموسوي الذي تميز بالحكمة وسعة الصدر في ادارة الجامعة والدفع بها قدما والنهوض بها والحفاظ على سمعتها العلمية الرصينة بامكانات محدودة لا ترقى الى الامكانات المتاحة للجامعات العالمية وبظروف استثنائية ولا سيما التدخلات السياسية والحزبية والمصالح الشخصية والفئوية في الجامعة.، فضلا عن رصانته العلمية وحبه لوطنه واخلاصه وتفانيه في عمله ونزاهته وعدالته.

 ان تكريم السيد رئيس جامعة بغداد الاستاذ موسى جواد الموسوي ونخبة من علماء الجامعة، يعد تكريما لجامعة بغداد. الجامعة الأم التي يفخر بها العراق والتي ولدت في أحضانها جميع الجامعات العراقية من خلال رفدها بالكفاءات والخبرات العلمية والبحثية الرصينة.

 وهي الآن تقف بين كبريات الجامعات العالمية برصانتها العلمية وسمعتها العريقة وكفاية أساتذتها وخريجيها.

* كلية التربية للبنات – جامعة بغداد

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/أيار/2010 - 19/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م