القاعدة في العراق...أسبوع اسود وضربات قاصمة

مختصون: لن ينتهي العنف بتساقط الرؤوس الكبيرة

 

شبكة النبأ: تعد الضربة التي سددتها القوات العراقية الى تنظيم القاعدة خلال الأسبوع المنصرم من العمليات الأمنية كفاءة ونجاح نظرا للأهداف المتحققة، والتي تعد من ابرز المؤشرات على استطاعة تلك القوات تحمل المسؤولية بشكل كامل أثناء وبعد سحب القطعات العسكرية الأمريكية من العراق في آب المقبل.

الى جانب ذلك يرى اغلب المتابعين للشأن العراقي وتحديدا نشاط تنظيم القاعدة هناك إن الأخير تلقى ضربات شبه قاضية تفضي الى القضاء على المجاميع المسلحة على المدى القريب او المتوسط، حيث يمثل مقتل رأسي التنظيم ابو عمر البغدادي وأبو المهاجر المصري أهمية لا تقل شأنا عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي، الذي أدى اغتياله الى انحسار العمليات الإرهابية بشكل ملفت خلال السنوات التي أعقبت ذلك.

أسبوع اسود

فقد أعلنت السلطات العراقية مقتل القائد العسكري لشمال العراق في القاعدة هو ثالث مسئول يتم القضاء عليه خلال 24 ساعة في التنظيم الذي يواجه "أسبوعا اسودا" على حد تعبير مسئول امني.

وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد ان "قوة عراقية اميركية تمكنت من قتل الارهابي احمد العبيدي الملقب ابو صهيب، القائد العسكري لتنظيم القاعدة في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين". وأضاف ان "العملية جرت في مدينة الموصل".

وتأتي العملية غداة اعلان مقتل زعيمي تنظمي القاعدة ابو عمر البغدادي "امير دولة العراق الاسلامية" وابو ايوب المصري "وزير الحرب" فيها، في عملية عسكرية في منطقة الثرثار على بعد عشرة كلم جنوب غرب تكريت مسقط الرئيس السابق صدام حسين.

ووصف مسؤول امني عراقي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه العمليات بانها "ايام السوداء السبعة لتنظيم القاعدة".

واكد انه "ليس امامهم سوى الهجرة او التسليم او الموت، لانه اصبحوا مكشوفين لنا". بحسب فرانس برس.

وجرت العمليات بعد الحصول على معلومات مهمة من احد قيادات القاعدة الذين وقعوا خلال الايام القليلة الماضية بقبضة القوات العراقية.

وتشير المصادر الى ان رئيس الوزراء كلف خلية استخباراتية لتحليل المعلومات باقصى سرية للوصول الى الاهداف.

بدوره، اكد اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع مقتل العبيدي، مؤكدا ان "المعلومات التي اوصلت للبغدادي والمصري، هي نفسها اوصلت الى العبيدي".

واكد العسكري ان "السلطات وضعت يدها على الكثير من المعلومات والاتصالات للتنظيمات، حيث باتت معروفة للقوات الامنية".

وقال ان "ابو صهيب خبير في الشؤون العسكرية وهو مطلوب خطير ومتخصص بالاعداد والتخطيط والتنفيذ للعمليات الارهابية".

واضاف "تولدت لدينا معلومات استخباراتية حول مكان تواجده في محافظة الموصل بعد مكوثة فترة في محافظة الانبار".

واكد ان "قوة عراقية اميركية مشتركة داهمت المنزل الذي يسكن فيه الواقع في حي سومر جنوب مدينة الموصل، ولدى اقترابها تعرض الجنود لاطلاق نار كثيف، اسفر عن اصابة احد الجنود بجروح".

وتابع انه "رفض تسليم نفسه بعد نداءات اطلقتها القوات، وتم الهجوم على المنزل وعثر عليه مقتولا في داخله".

من جهة اخرى، افادت مصادر ان "العبيدي ضابط في جهاز المخابرات العراقي السابق ومن اهالي مدينة الحظر جنوب الموصل.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن "ضبط اجهزة الحاسوب وعلى كل المراسلات بينهم وبين ارهابيين في العالم ومنهم ايمن الظواهري واسامة بن لادن خلال العملية".

وقال المالكي ان "القاعدة بعد هذه الضربة اصبحت باضعف حالاتها". واضاف "عندما تنزف القاعدة، وتسقط قياداتها بهذا الشكل وتكون جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكتهم وامتداداتهم تحت ايدينا، تصبح في اضعف حالة".

لكنه اكد انه "لا بد ان نكون اكثر حذرا ويقظة واستمرارا بالعملية تصاعديا، وحتى نضمن نهاية لاجتثاث القاعدة في العراق نحتاج الى ترابط اكثر".

ترحيب عراقي امريكي

على صعيد متصل رحب عراقيون بمقتل أكبر زعيمين لتنظيم القاعدة في العراق لكنهم لم يعلقوا امالا كبارا على ان ذلك من شأنه الاسهام في تراجع العنف او حتى تحسين الخدمات والحد من الفساد وتحسين الاحوال المعيشية اليومية.

وقد يمثل مقتلهما انتكاسة كبيرة للتمرد العنيد للمسلحين في وقت بدأ فيه العراق يتعافى من اثار مذبحة طائفية انطلقت شرارتها في اعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 الا انه لا يزال يسعى جاهدا كي يضع حدا للتفجيرات الانتحارية والهجمات الاخرى.

وربما يكون مقتلهما ايضا طوق نجاة مهما لرئيس الوزراء الشيعي العراقى نوري المالكي وهو يسعى كي يؤكد اعادة تنصيبه زعيما للحكومة الائتلافية القادمة في اعقاب الانتخابات العامة التي جرت في السابع من مارس اذار الماضي الا انها لم تتمخض عن فائز واضح.

وقال حميد كمال وهو عامل في شركة بناء "هذا سيمنح قوات الامن دفعة ويعزز الثقة ويفقد الارهاب توازنه. سنشهد فترة يتحسن فيها الامن بشكل عام والناس سيشعرون نفسيا انهم امنون. "اعتقد ان قتل هذين الارهابيين سيفيد المالكي ويعزز فرصه لتشكيل حكومة."

وقال الميجر جنرال ستيف لانزا المتحدث باسم الجيش الامريكي في العراق ان بوسعه ان "يؤكد يقينا" مقتل المصري والبغدادي. بحسب رويترز.

وقال لانزا في رسالة الكترونية مستخدما الاسلوب الذي يتبعه الجيش الامريكي لذكر اسمي المصري والبغدادي "بمقدورنا ان نؤكد ان القتيلين هما المصري والزاوي من خلال فحص الحمض النووي والتعرف على الصورة ومطابقة البصمات ومضاهاة الندوب المعروفة لديهما."

وقال مسؤولون امريكيون ان مقتلهما ربما يوجه ضربة قاصمة للتمرد الذي بدا يخور بالفعل.

واعترف وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم بانه لاتزال توجد خلايا كامنة للمسلحين في البلاد لكنه قال ان قوات الامن ستواصل احراز تقدم ضدهم.

وقال للصحفيين ان القوات العراقية لا ينتابها الخوف لان كل يوم يمر يؤذن بالقضاء على جماعة متمردة مشيرا الى ان العمليات التي نفذت خلال الشهرين الاخيرين كانت ناجحة للغاية.

وقالت السلطات الامريكية والعراقية ان زعيما محليا مشتبها به للقاعدة قتل في عملية مشتركة قرب الموصل التي تبعد 390 كيلومترا شمالي بغداد. ويعتقد ان الموصل هي اخر معقل لتمرد السنة.

من جهته قال جو بايدن نائب الرئيس الامريكي ان مقتل أكبر زعيمين للقاعدة في العراق ربما كان ضربة "قاصمة" للجماعة.

وأضاف "ولكن من المهم بنفس القدر في رأيي أن هذا العمل يبين تحسن قوة الامن وقدرة قوات الامن العراقية.. العراقيون قادوا هذه العملية.. وكانت مستندة الى معلومات مخابرات حصلت عليها قوات الامن العراقية عقب القبض على قيادي رفيع في القاعدة الشهر الماضي."

وتابع بايدن أن جنديا أمريكيا قتل أثناء المساندة للعملية. ووصف الجندي بأنه "بطل شاب" دون أن يذكر اسمه.

على قائمة الارهاب

في سياق ذو صله ادرجت الحكومة الاردنية ادرجت مثنى حارث الضاري نجل الامين العام لهيئة علماء المسلمين السنة في العراق على "القائمة الموحدة المتعلقة بالارهاب" للشخصيات التي تفرض عليها عقوبات بموجب قرار الامم المتحدة رقم 1267.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في التعميم "ارفق كتاب القائم بالاعمال بالانابة في نيويورك، ورسالة من رئيس مجلس لجنة الامن المنشأة بموجب القرار 1267، والمتضمنة ادراج اسم المدعو مثنى حارث الضاري الى القائمة الموحدة". بحسب فرانس برس.

واضاف ان "الرسالة تتضمن المعلومات المتوفرة لدى لجنة العقوبات التابعة للقرار من قبل جهة الادراج والتي تفيد بأن المدعو موجود في الاردن، بالاضافة الى المعلومات السرية الخاصة بالمدعو والاجراءات التي يجب على الدول ان تتبعها نتيجة ادراج الاسم".

واوضح التعميم ان "لجنة مجلس الامن تشجع الدول التي تتلقى اخطاراتها، حول ادراج الاسماء بأن تقوم باعلامها بالخطوات التي قامت بها لتطبيق الاجراءات".

واعلنت وزارة الخزانة الاميركية في 26 آذار/مارس الماضي فرض عقوبات مالية جديدة ضد مثنى حارث الضاري الذي تتهمه بدعم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

كما حصلت الحكومة الاميركية على دعم الحكومة العراقية لادراج مثنى حارث الضاري على قائمة الاشخاص والمجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان التي تفرض عليهما عقوبات بموجب قرار الامم المتحدة الرقم 1267. وتشمل هذه العقوبات خصوصا تجميد ممتلكات الضاري في الولايات المتحدة وحظر الرعايا الاميركيين من التعامل معه.

واتهمت وزارة الخزانة الاميركية في بيانها مثنى الضاري بالسعي منذ آب/اغسطس 2008 "لاعادة احياء التمرد في العراق من خلال تشكيل كل انواع التنظيمات المتمردة" التي تهاجم القوات الاجنبية.

ومثنى الضاري هو المتحدث السابق باسم هيئة علماء المسلمين السنة التي تم تشكيلها بعيد اجتياح العراق في 2003 برئاسة والده وجعلت من الدفاع عن حقوق السنة هدفا لها.

مقتل زعيم عشيرة

ميدانيا، أفادت الشرطة العراقية بأن مسلحين اقتحموا منزل زعيم عشيرة مناهض لتنظيم القاعدة وقتلوا زوجته وأبناءه الاربعة بعد ساعات من اعلان الحكومة العراقية عن مقتل أكبر زعيمين للتنظيم في البلاد.

ولم يكن زعيم العشيرة وهو قيادي في مجالس الصحوة السنية في منزله وقت الهجوم. وقالت الشرطة ان المسلحين ذبحوا أولاده الثلاثة وقتلوا زوجته وابنته برصاص أطلقوه على رأسيهما.

ووقع الهجوم ببلدة الطارمية ذات الاغلبية السنية والواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي بغداد والتي كانت يوما معقلا للقاعدة قبل أن ينقلب زعماء عشائر على التنظيم ويتحالفون مع القوات الامريكية.

وذكر مصدر في الشرطة أن السلطات تعتقد أن قتل أسرة القيادي جاء ردا على مقتل أكبر قياديين في تنظيم القاعدة بالعراق.

وساعد قرار زعماء عشائر سنية الانقلاب على القاعدة عامي 2006 و2007 على تخليص العراق من التمرد بشكل كبير لكن المتمردين يحاولون من ان لاخر الانتقام منهم.

ومقتل الاثنين قد يكون انتكاسة كبيرة للتمرد العنيد في وقت يخرج فيه العراق من مذابح طائفية أطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 لكنه مازال يكافح لوضع نهاية للتفجيرات الانتحارية.

قطع رؤوس 3 أبناء لقيادي بإحدى الصحوات

من جانب آخر لقي خمسة أفراد من عائلة زعيم محلي لإحدى صحوات العراق مقتلهم عندما هاجمهم مسلحون في الطارمية، على بعد 45 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد، وفقاً لما ذكره مسؤولون أمنيون.

وقال المسؤولون إن عدد من المسلحين اقتحموا منزل قائد الصحوة وقتلوا زوجته وابنته البالغة من العمر 22 عاماً، وقطعوا رؤوس ثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً.

وأوضح المسؤولون أن رب العائلة لم يكن موجوداً في بيته في الطارمية بمحافظة صلاح الدين، عندما وقع الهجوم، مشيرين إلى أنه كان يقوم بعمله خلال ذلك الوقت.

وكان مسلحون متخفين بزي الجيش العراقي قد اجتاحوا في الثاني من إبريل/نيسان الجاري منازل للعرب السنة في قرية إلى الجنوب من بغداد، وقتلوا ما لا يقل عن 25 شخصاً، بينهم خمس نساء، بحسب ما أعلنه مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية.

وقال المسؤولون إن الهجوم وقع في وقت متأخر من الليل في قرية "عرب الجبور"، ذات الأغلبية السنية، والتي تقع على بعد 15 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من بغداد، موضحين أن معظم ضحايا هذا الهجوم هم من أبناء وأفراد مجالس الصحوات.

وكشفت الشرطة العراقية أن معظم الضحايا كانوا مقيدي الأيدي، وأنهم قتلوا بواسطة أسلحة خفيفة. بحسب (CNN).

وفي ذلك الوقت، قال الناطق باسم عمليات بغداد إن 7 أشخاص ممن ألقي القبض عليهم على خلفية حادث "البوصيفي" اعترفوا بضلوعهم في الجريمة التي أودت بحياة 25 مواطناً، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء "الوطنية" العراقية.

وأضافت الوكالة نقلاً عنه أن "المجرمين اعترفوا بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة"، موضحاً أن "العقل المدبر لهذا الاعتداء هو من أعوان النظام السابق، وانخرط في تنظيم القاعدة بعد سقوط النظام." غير أنه لم يذكر اسم "هذا الشخص."

وقد أعاد الهجوم الذي وقع في بلدة "عرب الجبور" (حادث البوصافي) شبح الاقتتال المذهبي" بسبب طبيعة المذبحة التي نفذها أشخاص يرتدون زي رجال الأمن

حقائق عن زعيم القاعدة

في يونيو حزيران عام 2006 جاء في بيان يحمل توقيع القاعدة في العراق ان مجلس شورى القاعدة في العراق وافق بالاجماع على ان يكون الشيخ أبو حمزة المهاجر خليفة الشيخ أبو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق للجماعة المتشددة الذي قتلته القوات الامريكية قبل ذلك بقليل.

- وصف الجيش الامريكي المصري بأنه زميل مقرب من الزرقاوي الذي تدرب في افغانستان وشكل أول خلية لتنظيم القاعدة في بغداد. وكان في قائمة سابقة تضم 29 متشددا مطلوبين لدى الجيش الامريكي.

- ونشرت صحيفة مؤيدة للحكومة صورا للمصري على ملصق. وكان نحيفا يرتدي الزي العربي التقليدي في احدى الصور بينما كان يرتدي نظارة وسترة خضراء في صورة ثانية.

- وفي أواخر يونيو حزيران أعلنت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يقتل المصري. بحسب رويترز.

- في سبتمبر ايلول عام 2006 قال تلفزيون العربية ان جناح تنظيم القاعدة في العراق وضع لقطات فيديو لزعيمه الجديد وهو يقرأ بيانا قبل قتل رهينة تركي. وأظهرت الصور ثلاثة رجال ملثمين يقفون وراء الرهينة الجالس.

وكان يوجد خلفهم لافتة سوداء كتب عليه "لا اله الا الله". وجاء في بيان مع الصور ان زعيم القاعدة في العراق أحد الرجال الثلاثة.

- في مايو ايار 2007 وضع تسجيل صوتي على الانترنت يزعم انه من أبو أيوب المصري.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/نيسان/2010 - 9/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م