كربلاء بعد سبع سنوات على التغيير

 منجزات لا تلبي الطموح

عدسة وتحقيق: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لم تلبي الطموح... بتلك الكلمات يجمل عباس حمزة احد مواطني محافظة كربلاء أوضاع المدينة بعد سبع سنوات من التغيير، مبديا في الوقت ذاته تفاؤله بأن تكون السنوات القادمة أفضل مما سبقها.

حيث يقول حمزة الذي يعمل بائع للخضراوات وهو أب لخمسة أطفال، "كنا نأمل ان تكون الظروف أفضل ومغايرة للواقع الحالي خصوصا بعد أن عانينا الأمرين خلال سنوات احكم الطاغية".

 ويشير لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "التغيير لم يكن شاملا، فهناك الكثير من الأوضاع بقت على ما هي عليه، او شملت قطاعات محدودة من المجتمع".

ويستشهد قائلا، "كنت قبل سبع سنوات اسكن في بيت مستأجر، وهو ذات الحال الآن".

وحال عباس حال الكثير من مواطني المدينة الذين اجمعوا على ان ما تحقق على مدى السنوات السبع التي أعقبت سقوط الديكتاتورية لم تلبي الطموح، مبدين امتعاضهم في الوقت ذاته من بطئ او ما يسمى تعثر ظاهرة التغيير وما شابها من ثغرات مؤثرة على الأوضاع المعيشية بصورة عامة.

من جانبه يلفت حيدر جعفر الذي يعمل موظفا في مديرية الكهرباء ان مظاهر التغيير بدت تنعكس على حياة المواطنين خلال السنتين الماضيتين حصرا بعد أن عانت المدينة إهمالاً وتخبطاً حكومياً في مختلف القطاعات الحيوية، فيقول، "كانت السنوات الخمس الاولى صعبة على أهالي المدينة، نظرا للأداء الحكومي المتخبط، وتذبب الوضع الأمني".

ويضيف جعفر، "الآن بدأنا نلاحظ مظاهر التغيير وان كانت محدودة، خصوصا في مجال الخدمات والأمن بالإضافة إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية".

وفيما لو خير بين ما هو قائم والعودة الى السابق يؤكد جعفر لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "ليس هناك وجه للمقارنة، فاهم ما حصلنا عليه هو الكرامة التي استباحها أزلام النظام السابق".

ويضيف، " ابرز حسنات التغيير الذي حدث طيلة هذه السنوات الحرية، وهي اثمن واكبر منجز تم تحقيقه، وقيمة ترتقي جميع الاحتياجات والتمنيات".

الجديد بالذكر إن مدينة كربلاء عانت خلال الحقبة الديكتاتورية إلى هجمة عسكرية شرسة، طالت معظم مظاهر العمران والمباني التراثية، لم تسلم خلالها حتى العتبات المقدسة، أعقب ذلك حرمان وحصار امني استمر لسنوات طويلة.

في السياق ذاته يرى الكاتب الصحفي لطيف القصاب ان التغيير الذي شهدته المدينة شمل عدة جوانب منها السلبي ومنها الايجابي وعلى اكثر من صعيد فيقول، "من ايجابيات التغيير هو الانفتاح غير المسبوق الذي شهدته المدينة على مختلف دول العالم، بعد ان استردت مكانتها ووضعها المفترض، فكربلاء مدينة تاريخية مقدسة لدى عموم المسلمين، إلا إن ذلك قابله إهمال وتخبط في إدارة شؤون المدينة وعدم وجود تخطيط استراتيجي واضح للارتقاء بوضعها الحالي".

ويستشهد القصاب، "لا تزال المدينة تعيش أكثر من أزمة خانقة، وغياب للحلول، فعلى سبيل المثال هناك أزمة سكن متفاقمة التي تلقي بضلالها القاتمة على الكثير من المواطنين، فضلا عن نقص مستمر في المياه الصالحة للشرب، وتلكؤ كبير في انجاز المشاريع الإعمارية كالطرق والمجسرات".

فيما تطرق الأستاذ عوسجة حسن وهو مدير مدرسة ابتدائية، إلى جانب آخر يتناول مشكلة الإحترازات الأمنية قائلاً،" تحولت التدابير الأمنية إلى مشكلة كبيرة تؤرق المواطن والزائر على السواء".

وأضاف عوسجة،" أصبحت نقاط التفتيش الثابتة والمتنقلة مصدر قلق مزمن يقّيد الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، فضلا عن مشاعر التذمر التي يبديها الزائرين خاصة وأن المحافظة تشهد كل يوم دخول الآلاف منهم عراقيين وعربا وأجانب".

إلى ذلك يعزو البروفسور صاحب أبو شراب انحسار مظاهر التغيير الايجابي إلى تراكمات العهد السابق وجملة من الأسباب المعوقة لذلك فيقول، "ورثت المدينة عبئ كبير وانهيار متراكم للبنى التحتية، عززت من سلبياتها عدم اتضاح رؤية تنموية شاملة تستطيع النهوض بواقع المدينة".

ويشير أبو شراب لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "من جملة الأسباب التي عززت من عرقلة الأداء الإداري للمدينة هو توافد أعداد كبيرة للسكن في كربلاء خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا من المحافظات الجنوبية والعاصمة العراقية بغداد، بالتزامن مع بنى تحتية قديمة ومتهالكة، ووضع اقتصادي يسوده الإرباك".

ويؤكد أبو شراب، "التغيير نحو الأفضل قادم لا محالة وان كانت بدايته خطوات خجولة، خصوصا بعد أن خرج العراق من شرنقة الحصار الاقتصادي، وتحولت المبادرة من قبضة السلطة إلى إرادة المجتمع".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/نيسان/2010 - 2/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م