
شبكة النبأ: يمكن لزعيم المتمردين
الشيشان الذي قال انه أمر بالهجوم على مترو موسكو أن يستخدم ما لديه من
عدد وافر من المفجرين الانتحاريين عاقدي العزم على الانتقام إذا أراد
الوفاء بتعهده بالضرب في قلب روسيا.
ويقول محللون انه بعد تفجير الاثنين الماضي الذي قتل 39 شخصاً يقف
دوكو عمروف في وضع جيد لتعميق صلات قد تكون مفيدة له بمتشددين إسلاميين
معجبين بما فعل في أنحاء العالم. وقد ألهبَ فعلاً الهجوم الذي قامت به
مفجرتان انتحاريتان حماس المتعاطفين مع القاعدة على الانترنت.
وقال عمروف في تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمتمردين
الاسلاميين انه أمر شخصيا بتنفيذ الهجمات. وأضاف أن الهجمات ستستمر في
روسيا.
وكانت الشيشان قبل عشر سنوات مقصدا اختياريا للمتشددين الإسلاميين
الطلقاء ومن المرجح ان يكون هجوم الاثنين قطع شوطا في استعادة جاذبيتها.
لكن عمروف ليس مضطرا لان يذهب الى الخارج لتجنيد اشخاص لهدفه المعلن
انشاء دولة منفصلة عن روسيا تطبق الشريعة الاسلامية في انحاء القوقاز.
ويمكن للقائد الميداني المخضرم بالاعتماد على الغضب الشديد في
الداخل ان يطالب المفجرين الانتحاريين المحتملين بالاستعداد للوفاء
بتعهده نقل التمرد الى المدن الروسية. بحسب رويترز.
وقال جيمس شير رئيس برنامج روسيا واوراسيا في مركز ابحاث تشاثام
هاوس البريطاني "عالمهم دمر بالفعل. ويريدون بدورهم ان يدمروا."
وللمتمردين الشيشان سجلّ في نشر المفجِّرين الانتحاريين وعادة ما
تُلقَّب الانتحاريات "بالارامل السوداء" في روسيا. ففي احد اكبر
الهجمات اثارة اسقطت امرأتان شيشانيتان طائرتين روسيتين في هجوم تفجيري
متزامن عام 2004.
وكثير من الانتحاريات ارامل يملؤهن الانتقام لمقتل ازواجهن او
اخوانهن في اشتباكات مع القوات الروسية. واتين من مختلف مناحي الحياة
حيث شملن المحاسبات والاكاديميات الى جانب من لم يحصلن على قدر يذكر من
التعليم او سريعات التأثر.
ويتوقع بعض المحللين ان وحدة انتحارية عالية الانضباط اعيد تنشيطها
عام 2008 هي التي تختار وتجند المرشحين لان يكونوا مفجرين انتحاريين
محتملين فيما يبدو.
وقال بريان جلين وليامز الاستاذ المشارك للتاريخ الاسلامي بجامعة
ماساتشوستس بدارتماوث "هناك كثير من النساء اللاتي اغتُصبن او فقدن
أزواجهن في الشيشان.
"يضاف الى ذلك انهن خرجن من التجربة السوفيتية ويملن الى ان يكون
لديهن التمكين والقدرة على العمل المستقل."
وقال ادم دولنيك الخبير في شؤون شمال القوقاز ان تفجير موسكو وهجوما
على قطار في نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 وقتل فيه 26 شخصا يشيران الى
ان عمروف الذين يلقب نفسه "بامير امارة القوقاز" تخلى عن عزوفه السابق
عن قتل المدنيين.
واضاف "هذا يشير الى ان عمروف قد يتخذ خطوات يائسة بمهاجمة المدنيين
مرة اخرى لجذب الانتباه الى انه لا يزال موجودا. سيحدث ذلك مرة اخرى
وسيضرب بطريقة اكبر."
مفجِّرة موسكو أرملة قائد قوقازي
وفيما كشفت السلطات الروسية عن هوية واحدة من الانتحاريتين اللتين
نفذتا الهجمات في مترو الأنفاق بموسكو، أكد مصدر في الهيئة الوطنية
الروسية لمكافحة الإرهاب، التابعة لمديرية الأمن الفدرالية الروسية،
أنه تم تحديد منظِّمي وعدد من منفِّذي الأعمال الإرهابية التي وقعت في
موسكو وكيزلار الأسبوع المضي.
وقال المصدر في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، إن مديرية
الأمن الفدرالية ووزارة الداخلية الروسيتين تواصلان التحريات والتحقيق
لكشف جميع الأشخاص المشاركين في التحضير للتفجيرات التي وقعت في مترو
الأنفاق بموسكو وفي مدينة كيزلار بجمهورية داغستان ومنفذيها.
وأوضح مدير جهاز الأمن الروسي، الكسندر بورتنيكوف، أن هناك دلائل
تؤكد صلة منفذي العمليات الإرهابية في روسيا مؤخراً، مع ما وصفته
بـ"عصابات قوقازية"، وقال إن "رجال الأمن يعرفون أسماء مدبري الأعمال
الإرهابية الأخيرة في موسكو وكيزلار، ويجري البحث عنهم."
وكانت سلطات الأمن الروسية قد كشفت، عن هوية إحدى منفذتي التفجيرات
الانتحارية التي استهدفت مترو أنفاق موسكو الاثنين الماضي، والتي أسفرت
عن سقوط 40 قتيلاً على الأقل، وإصابة ما يزيد على 90 آخرين. بحسب سي ان
ان.
وقال مسؤول بلجنة التحقيق في تلك التفجيرات لـCNN إن إحدى
الانتحاريتين فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، وتُدعى زينات عبد اللييفا،
من مواليد داغستان عام 1992، مشيراً إلى أنها قامت بتفجير نفسها في
محطة "بارك كولتوري" لقطارات الأنفاق.
وأشار مكتب التحقيقات إلى أنه تم التوصل إلى هوية الانتحارية
المشتبه بها "بعد تحريات مطولة، وبعد إجراء العديد من الفحوص المعملية
والجينية"، إلا أن المتحدث رفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل نظراً لصغر
سن المشتبه بها، وأضاف أن هوية الانتحارية الثانية ما زالت قيد التحقيق.
وكانت بعض الصحف الصادرة في موسكو صباح الجمعة، قد ذكرت أن زينات
عبد اللييفا، واسمها الأوسط عبد الرحمانوف، هي أرملة قائدة إحدى
الجماعات المسلحة في داغستان، والذي قُتل في عملية نفذتها القوات
الاتحادية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكانت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء قد نقلت عن مصدر أمني في
منطقة شمال القوقاز قوله إن القوى الأمنية تمكنت من تحديد هوية
الإرهابية التي فجرت نفسها في محطة "بارك كولتوري"، مشيراً إلى أنها من
سكان داغستان، ولكنه قال إنه "لن يتم الإعلان عن الاسم الكامل
للإرهابية، حفاظاً على سرية سير التحقيقات."
متمردو الشيشان وراء الهجمات
وكان متمردون شيشان أعلنوا المسؤولية عن التفجيرين الانتحاريين في
شبكة قطارات الإنفاق في موسكو وهددوا بشن مزيد من الهجمات في قلب روسيا.
وأفاد تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمتمردين الاسلاميين بأن
زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف أعلن المسؤولية عن الهجمات مشيرا
الى أنها جاءت انتقاما من سياسات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
وقال عمروف ان الهجمات "تحية" لجهاز المخابرات الروسي (اف.اس.بي).
ووضع التسجيل المصور على الموقع بعد ساعات من هجومين انتحاريين قتل
فيهما 12 شخصا على الاقل في شمال القوقاز الروسي.
والتفجيرات الانتحارية التي قتل فيها 50 شخصا على الاقل واصيب فيها
100 شخص اخرين في أقل من ثلاثة ايام أثارت مخاوف من حملة تفجيرات كبيرة
ضد مدن روسية من جانب مسلحين اسلاميين.
وقال عمروف الذي يصف نفسه بأنه أمير امارة القوقاز في التسجيل
المصور انه أمر شخصيا بتنفيذ الهجومين الانتحاريين في موسكو "لتدمير
الكفار". وقال عمروف الذي كان يرتدي زي القتال ان "العمليتين تم
تنفيذهما بأمر مني ولن تكونا الاخيرتين."
وقال "انتم أيها الروس ترون الحرب فقط على شاشات التلفزيون وتسمعون
عنها في الراديو." وكان الرجل الملتحي البالغ من العمر 45 عاما يجلس
على الارض في غابة فيما يبدو.
وقال عمروف في نهاية التسجيل المصور الذي استغرق أربع دقائق ونصف
والذي اختتمه بترديد عبارة الله أكبر وهو يشير باصبعه الى الكاميرا "لقد
وعدتكم بأن تأتي الحرب الى شوارعكم وباذن الله سوف تعيشونها بأنفسكم."
علماء مسلمون يدينون التفجيرات
ومن جانب آخر أدان علماء مسلمون من أكثر من عشر دول التفجيرات
الانتحارية التي نفذها متشددون اسلاميون في موسكو وداغستان بوصفها "هجمات
إرهابية إجرامية" تتنافى مع دينهم.
كما عبر العلماء وعددهم 24 وبينهم خمسة مفتين من روسيا عن رفضهم
لاعمال العنف الحديثة في العراق وقدموا تعازيهم لاسر الضحايا.
وجاء في البيان الذي أصدره العلماء في دبي أن الاسلام يتمسك بقدسية
أرواح البشر وانه لا يمكن استغلال اي شكاوى حتى ولو كانت مشروعة لتبرير
أو اضفاء مشروعية على أعمال القتل والشر من هذا النوع.
وأعلن متمردون شيشان مسؤوليتهم يوم الاربعاء عن تفجيرين انتحاريين
أسفرا عن سقوط 39 قتيلا في مترو موسكو وهددوا بشن مزيد من الهجمات داخل
روسيا.
ويعكس البيان الذي أصدره مسؤولون اسلاميون ومفتون وعلماء دين من
التيار الرئيسي اتجاها بينهم لمحاولة التعبير عما يقولون انه رفض واسع
النطاق بين المسلمين في أنحاء العالم لعنف المتشددين الذين يزعمون
قيامهم بهذه الاعمال باسم الاسلام. ومن بين الموقِّعين مفتو مصر وسوريا
ولبنان والبوسنة ورئيس مجلس الافتاء الروسي.
ويمثل علماء الدين مدارس دينية رئيسية للاسلام حيث جاءوا من الهند
والشرق الاوسط واوروبا والولايات المتحدة. وصدر البيان عن مؤسسة كلام
للبحوث والاعلام وهي مؤسسة بحثية اسلامية في دبي.
اعتقال العشرات في احتجاج للمعارضة
ومن جهة أخرى اعتقلت الشرطة الروسية عشرات من النشطاء المناهضين
للكرملين في سان بطرسبرج ثاني أكبر مدينة في روسيا بعد ان تجمع زهاء
300 منهم للاحتجاج على تقييد الحق الدستوري في حرية التجمع.
وهتف النشط أندريه ديمترييف "ستصبح روسيا حرة" قبل ان تقتاده الشرطة
الى حافلة في وسط المدينة. واقتيد قرابة 30 نشطا الى مركز شرطة محلي.
وبدأت جماعات المعارضة الروسية العام الماضي عقد اجتماعات حاشدة في
اليوم الاخير من كل شهر للدفاع عن المادة 31 من الدستور التي تكفل حرية
التجمع.
ويقول النشطاء ان هذه المادة تمنحهم الحق في تنظيم احتجاجات دون
الحصول على تصريح مسبق ترفض السلطات منحه للمعارضة عادة. وتفض الشرطة
عادة الاجتماعات الحاشدة التي تعقد دون تصريح من السلطات. بحسب رويترز.
واحتجاجات الشوارع من وسائل التنفيس القليلة المتاحة للنشطاء
المناهضين للكرملين حيث يمنعون من الوصول الى وسائل الاعلام الرسمية
وكثيرا ما ترفض السلطات تسجيلهم لخوض الانتخابات.
وألقي القبض مؤخرا على ما لا يقل عن 12 شخصا في اجتماع حاشد مماثل
في موسكو حضره زهاء 50 شخصا.
ما الذي تعنيه موجة التفجيرات الجديدة
قُتل 50 شخصا على الاقل وأصيب أكثر من 100 آخرين على أيدي مفجرين
انتحاريين فجروا أنفسهم في قطارات أنفاق مزدحمة وبالقرب من مدرسة في
اقليم داغستان الجنوبي. وفيما يلي نظرة على كيفية تطور الاحداث بعد هذه
الهجمات، بحسب رويترز:
زاد تفجير قطاري الانفاق الذي أدى الى مقتل 39 شخصا على الاقل في
أكثر الهجمات دموية على موسكو منذ ست سنوات المخاوف من احتمال أن يقوم
المتشددون الاسلاميون بشن سلسلة من الهجمات في العمق الروسي.
ويبرز الهجوم الذي وقع في داغستان وأدى الى مقتل 12 شخصا في واحد من
أكثر المناطق اضطرابا في شمال القوقاز تنامي التمرد الاسلامي على
امتداد جنوب روسيا.
وتزايد هذا النوع من الهجمات في داغستان على مدار العام الماضي لكن
أي هجوم جديد خارج شمال القوقاز أو ضد أهداف اقتصادية مثل أنابيب النفط
قد يؤدي الى اثارة ذعر المستثمرين ويزيد الضغط على قادة روسيا لاظهار
قوتها.
ورفعت روسيا من اجراءات الامن في المطارات ومحطات القطار وفي أنحاء
شمال القوقاز.
أهداف اقتصادية:
هبط سعر الروبل في أعقاب تفجير يوم الاثنين لكنه تعافى بعدها مباشرة
بينما اهتزت أسعار الاسهم والسندات بينما لم يكن للهجوم في داغستان
تأثير مباشر على الاسواق.
لكن أي هجوم على البنية التحتية الاقتصادية الروسية بما فيها أنابيب
الغاز والنفط أو حتى على واحدة من محطات الطاقة النووية الروسية العشر
قد يزعج الاسواق.
وتوعد متمردو الشيشان بشن حرب اقتصادية على روسيا بهجمات على أنابيب
النفط والغاز وكذلك على محطات الطاقة وشبكة الكهرباء والمصانع.
وأعلنت جماعة تدعى (كتيبة شهداء رياض الصالحين) في اغسطس اب
مسؤوليتها عن تخريب سد في سيبيريا وهو هجوم تسبب في مقتل 75 شخصا.
ورفض المسؤولون الروس اعلان المسؤولية الذي نشر على موقع غير رسمي
للمتمردين الاسلاميين على الانترنت.
لكن حملة تفجيرات جديدة في العمق الروسي من شأنها أن ترفع تكلفة
التأمين ضد المخاطر على المستثمرين الذين يطلبون شراء أصول روسية.
مسؤولية من؟
أفاد تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمتمردين الاسلاميين يوم
الاربعاء بأن زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف أعلن المسؤولية عن
التفجيرات الانتحارية التي وقعت في شبكة قطارات الانفاق في موسكو.
وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا الى "اخراج (
مدبري التفجيرات) من قاع البالوعات" ان جماعة واحدة ربما تكون وراء
الهجمات في موسكو وداغستان. ولم يعط بوتين أي تفاصيل اضافية.
وكان عمروف الذي نصب نفسه أميرا لامارة القوقاز قد تعهد في فبراير
شباط باراقة الدماء في المدن الروسية.
حملة على المتمردين في شمال القوقاز:
أمر بوتين الذين فاز بالسلطة والشعبية معا عام 1999 عندما شن حربا
لسحق الانفصاليين الشيشان الاجهزة الامنية بتعقب ومعاقبة المسؤولين عن
هذه الهجمات.
وقال "نعرف أنهم مختبئون لكنها مسألة شرف بالنسبة لاجهزة تطبيق
القانون أن تخرجهم من قاع البالوعات الى النور."
وبعد التفجيرات التي وقعت في داغستان طلب بوتين زيادة قوات الشرطة
في شمال القوقاز.
لكن العديد من القادة المحليين حذروا من أن الاجراءات القاسية التي
تتخذها أجهزة تنفيذ القانون دفعت المجندين دفعا الى أيدي المتشددين
الاسلاميين.
ومزج الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بين التحذير بالقضاء على
المتمردين وبين لهجة أخف تحدث بها عن احترام حقوق الانسان والحاجة الى
التركيز على اجراءات للتخفيف من وطأة الفقر ومشكلات اجتماعية أخرى في
شمال القوقاز.
وقال ميدفيديف يوم الاربعاء "يجب الوعي بذلك مهما كان الحال لان
المفتاح للعديد من هذه المشكلات يكمن في الدائرة الاجتماعية
والاقتصادية."
التداعيات السياسية:
من شأن حملة هجمات أن تزيد من المطالبة بعودة بوتين الشخصية
السياسية الاكثر شعبية في روسيا الى الكرملين وهو المعروف بسياسته مع
المتشددين التي لا تهاون فيها.
ويقول العديد من المراقبين ان بوتين يخطط بالفعل للعودة الى رئاسة
روسيا كما أنه لم يستبعد فكرة خوض الانتخابات الروسية المقررة في 2012.
ومن الممكن أن يؤدي تجدد التركيز على شمال القوقاز في السياسة
الداخلية الى دعم فرص بوتين للظهور بمظهر الزعيم الروسي الاعلى الى
جانب تقويته لمواقف المتشددين في أجهزة الامن. |