ثورة شيعية في مواجهة علاوي

هادي جلومرعي

تعتمد هذه الثورة على الحراك الذي تقوم به الزعامات الشيعية لتوحيد صفوفها في مواجهة المد الذي يمثله تحالف القوميين السنة واللبراليين وبعض القوى العلمانية وشيوخ عشائر تحت لافتة(القائمة العراقية).

وبالاعتماد على فكرة القائمة الملغومة التي يتزعمها السيد اياد علاوي بوجود شخصيات مثل اسامة النجيفي (القومي) المتشدد المثير لغضب الاكراد وحنقهم.فإن الزعامات الشيعية تجد الفرصة مواتية لإعادة اللحمة فيما بينها وسحب الاكراد الى دائرة تحالف يقود الى تشكيل حكومة تنهي الجدل الدائروالذي اثاره صعود القائمة العراقية ونجمها الذي يواجه خطر الانطفاء,ويظهر ذلك من خلال التواصل بين الكتل التي دفعت ثمن إبتعادها عن بعض قبل الانتخابات وصدمتها النتيجة.

وبعد حديث طويل عن إنحسار المد المذهبي عن الفعل السياسي وتأثيره في الذهن الجمعي ودوره في إتجاهات الراي العام..لم أفاجأ بما كنت قلته في عشرات المرات وفي لقاءات متكررة على الفضائيات وفي تصريحات لوكالات انباء واذاعات, حين صوت غالبية المواطنين على أساس مذهبي...

وليس علاوي (الشيعي) بخارج عن الدائرة كما يحاول البعض التاكيد فالرجل اجتذب إليه العرب السنة الذين فقدوا القيادة التي تأخذ بايديهم ولم يجدوا سوى قيادات تتجه لعلماني شيعي لايلقى قبولا لدى ابناء طائفته المستغرقين في الانتماء. وحين احتفل العرب السنة بفوز علاوي في السباق الفردي بعد ظهور نتائج القوائم الشيعية المتعددة..بدا الحديث ثانية عن رفض شيعي للسيد علاوي فيما لو حاول الدخول في السباق للحصول على منصب رئيس الحكومة باعتباره ممثلا للسنة ولانه قرب اليه قيادات معروفة بولائها السياسي التقليدي لحزب البعث..دون اغفال اهمية وصم السيد علاوي  أنه كان عضوا مبرزا في ذلك الحزب..

وبالاعتماد ايضا على ان السيد المالكي لن يكون مصرا على تولي المنصب الاهم في حال شعر ان المعركة وجودية وليست مرتبطة بالزعامة فقط فإن حظوظ علاوي ستتلاشى في المنافسة تلك..وإذا أخذنا بنظر الاعتبار ان التحالف الكردستاني لايؤمن بالمجاملات ويفهم جيدا ان الشيعة وايران ليسا كالسنة العراقيين والاقليم العربي الذي يرغب بإحتساء دمائهم جراء التغيير الهائل في المعادلة والذي ساهم الاكراد بتثبيته بعد عام 2003  فانهم مندفعون غرائزيا للتحالف مع القوى الشيعية..

هناك عمل كبير يجري لوأد الحلم الامريكي في هزيمة الاحزاب الدينية التي تمتلك الى الآن القدرة على المناورة ولوجود هم مشترك يجمعها بالاكراد. فان الدعوات الى توحيد صفوف الشيعة وعمل تحالف عريض لمنع اي فرصة لعلاوي في كسب الجولة بدأت تتصاعد وتؤثر في المعادلة وسير الاحداث..

موظف سابق في وزارة الخارجية الامريكية وباحث في الشان الاسلامي التقيته من يومين استبعد امكانية حصول علاوي على فرصة لرئاسة الحكومة.وقال:ان امامه اشواط كثيرة للوصول الى الرئاسة..

ولخص لي رؤيته تلك بالقول:منذ ايام تكوين العراق في عام 1920 وحتى عام 2003 كان البلد يحكم بالاعيب بريطانية وغيرها وكان الحكم في صالح 20% من السكان بينما حرم 60% من حقوقهم وحرمت بقية الاقليات.وبإستنثناء ماحدث في عام 1958.استمرت الامور حتى وصلت الى مرحلةاستخدام السلاح الكيماوي وماجرى بعد ذلك من تغيير وديمقراطية وصراع..ليس بمقدورى أن اتصور بعد كل ماحدث في العراق ان الشيعة سيسمحون لاحد ان يحكمهم..وكذلك الاقليات الاخرى..

بمعنى آخر ان الشيعة لن يسمحوا لعلاوي ببلوغ المرتبة التي تؤهله لقلب المعادلة السياسية في العراق..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/نيسان/2010 - 17/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م