قراءة في كتاب: الماء.. حق من حقوق الإنسان

 

 

 

 

 

الكتاب: المياه.. كحق من حقوق الإنسان في الشرق الأوسط شمال أفريقيا

تنسيق: أسيت ك. بيسواس واجلال راشد وسيسيليا تورتاجادا

الناشر: مركز البحوث للتنمية الدولية -كندا

ترجمة: سعيد الحسنية

عرض: جورج جحا

 

شبكة النبأ: الاحتفال باليوم العالمي للماء الذي جرى خلال هذا الاسبوع من شهر مارس اذار الحالي يأتي تتويجا-وان كان لا يزال اقرب الى الرمزي حتى الان- لشعور حيوي بأهمية الماء الذي وصفه كتاب نقل الى العربية حديثا بأنه حق من حقوق الإنسان.

وقد قالت فلسفات قديمة سابقة لعهد سقراط انه احد "العناصر الاربعة" التي يتألف منها الكون بل قال بعضهم انه العنصر الاساسي. وقالت الاديان ان الخالق جبل به العنصر الاخر اي التراب لتكوين الإنسان ثم "نفخ" فيه من روحه. وورد في القرآن "وجعلنا من الماء كل شيء حي".

ويبدو أن الماء الذي كان أساسيا في نشوء الحياة والذي يروي القصص الديني ان "كثرته" اي الطوفان قضت على نمط حياة ثم أسهم في نشوء نمط آخر منها قد يكون فقده أو ندرته أساسيين من الناحية العملية في إضعاف هذه الحياة أو حتى القضاء عليها بشكل آخر.

وكما قيل في القصص الديني ان الطوفان جرى "عندنا" عند الكلام عن النبي نوح فهذا الكتاب يحذر من ان "مسرح" شح المياه او ندرتها هو عندنا ايضا.

أما الكتاب فعنوانه "المياه.. كحق من حقوق الإنسان في الشرق الأوسط شمال أفريقيا". وقام بتنسيق الكتاب أسيت ك. بيسواس واجلال راشد وسيسيليا تورتاجادا. وهو من اصدارات مركز البحوث للتنمية الدولية -كندا. بحسب رويترز.

ترجم الكتاب سعيد الحسنية وقام بالمراجعة التقنية الدكتور المهندس محمد عزت الشامي والمهندس وليد علي حقي. أما نشره بالعربية فقد قامت به "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت بالاشتراك مع "مركز البحوث للتنمية الدولية - كندا". وجاء الكتاب في 295 صفحة كبيرة القطع توزعت على عشرة فصول كل منها دراسة لأحد الاختصاصيين فضلا عن " تمهيد" كتبه محمود ابو زيد وزير الموارد المائية والري في مصر ومورين اونيل رئيسة مركز البحوث للتنمية الدولية في اوتاوا بكندا.

تناول التمهيد اهمية المياه ومشكلاتها واهتمام الدول بالموضوع ومؤتمرات دولية تناولته ومنها مثلا "مؤتمر الامم المتحدة حول البيئة البشرية" الذي عقد في استوكهولم عام 1972 والمؤتمر الذي عقدته تلك المنظمة في ماردل بلاتا في الارجنتين سنة 1977 وركز بشكل محدد على اهمية الوصول الى المياه النظيفة للاستخدامات المنزلية والصرف الصحي واشار الى ان الوصول الى المياه هو "حاجة بشرية اساسية".

اضاف ان الوضع "تغير قليلا" عندما اصدرت لجنة الامم المتحدة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية "التعليق العام" في يناير كانون الثاني سنة 2003 وفيه تفسير لمواد من "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" ومن ذلك ان القول على المياه هو امر لا غنى عنه من اجل ان يحيا البشر حياة انسانية كريمة.

ومما جاء في التعليق ايضا "يتضمن الحق في المياه الحريات والحقوق على حد سواء. اما الحريات فتشمل الحق في متابعة الحصول على الموارد المائية الحالية اللازمة لاعمال الحق في المياه والحق في عدم حدوث تدخلات مثل الحق في عدم التعرض لقطع المياه التعسفي او تلويث امدادات المياه..."

اضاف ان الحقوق "تشمل الحق في نظام لامدادات المياه وادارتها يتيح المساوة في الفرص المتاحة امام الناس للتمتع بالحق في المياه."

وفي دراسة اسيت ك. بيسواس التي حملت عنوان "المياه باعتبارها احد حقوق الانسان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.. التحديات والفرص" تكرار للقول ان قرارات للامم المتحدة اعتبرت في اكثر من مجال ان المياه حق من حقوق الانسان مع ان جدلا دار فيما اذا كان كانت المياه حاجة اساسية ام حقا انسانيا.

الا انه قال ان "التعليق العام" المشار اليه وكافة الاعلانات والقرارات "لا يمكن ان تعتبر وثائق قانونية تمتلك مفعولا الزاميا على الحكومات لكن يمكن اعتبارها قوانين لينة في احسن الاحوال.."

وقال ان المياه لانها حق من حقوق الانسان واحدى حاجاته الاساسية " لذلك يجب ان تقدم للجميع اما مجانا او باسعار مدعومة."

واضاف "يتعين علينا اخذ عامل مهم بعين الاعتبار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهو ان حركة المنظمات غير الحكومية لم تتطور بالسرعة ذاتها التي تطورت بها المنظمات المشابهة في دول جنوب شرق اسيا او امريكا اللاتينية. ويتم في بعض الاحيان التغاضي رسميا عن انشطة المنظمات غير الحكومية لكنها لا تلقى التشجيع..."

وقال "يضاف الى ذلك ان الاوساط الاكاديمية والبحثية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا تبدي اي اهتمام خاص بكون المياه حقا من حقوق الانسان وفي الاثار التي تترتب على هذا الحق. كما انه ليس من السهل العثور على اي ابحاث جدية ومتواصلة تجري حاليا او اي منشورات هامة من ابحاث الاوساط الاكاديمية في هذا المجال عموما."

وأورد ما اسماه حقائق عديدة في مجال اعتبار المياه حقا من حقوق الانسان وقال ان "موضوع اعتبار المياه حقا من حقوق الانسان ليس معروفا بشكل معقول ولا مقبولا بشكل كامل في الاوساط الخاصة بالمياه في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا..."وفي الكتاب عدة دراسات في هذا الموضوع تناولت عددا من البلدان والموضوعات المتعلقة بالمياه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/آذار/2010 - 13/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م