العرب والعراق..

هادي جلومرعي

يناقش الاخرون قضايا الاخرين تعديا وتجاوزا واحتقارا..وعندنا في العراق مثلا" فهذا البلد المبتلى بابنائه المولعين بالتصاغر في حضرة كل مسوؤل مادام يمثل بلدا آخر يعاني من التدخل الاجنبي والعربي المحموم والموسوم بالقوميات الفارغة والمذهبيات المارقة والنوايا الحارقة..

وبدلا عن الانشغال بمشاكل البلدان العربية التي لاتخلو واحدة منها من جملة من القضايا الشائكة والحروب والمواجهات الداخلية ،يسارع العرب الى العراق بوصفه الاقل شأنا وتأثيرا ليقولوا: انهم يجب ان يحلوا مشاكله بطرقهم الخاصة وبحسب مايرونه مناسبا( سياسة وتفجير وابتسامات واموال واسلحة وانتحاريين وفتاوى وبروتوكولات واكاذيب ووعود وتمنيات وتعبير عن مودة مفرطة)..

في مرة قال احد المواطنين السودانيين من المثقفين لزميلتي العزيزة زينب بابان: يجب ان نحل مشاكل العراق!!!وردت عليه بعفويتها العراقية: خوب حلوا مشكلة دارفور موذاك الشعب المسكين محطم ويعاني من القتل والتشريد والجوع..

وكنت اتمنى ان يتحلى العرب بالشجاعة ويلتفتوا الى قضاياهم الداخلية ومشاكلهم في مجال الاقتصاد والسياسة والطائفية والجوع والفقر...

فاذا كان في العراق جوع ففي غالب بلدان العرب من يبيت جوعانا في حين يضرب المثل بالعراق: انه البلد الذي لايبيت فيه انسان جوعانا ولايموت فيه احد نتيجة جوع..

واما الحرب الطائفية فقد تم اخماد نارها من قبل العراقيين في الوقت الذي كانت بلاد اخرى تبعث بالشرر لايقادها..

وفي السياسة فان الدكتاتوريات العربية ليست بحاجة لان تعيش مشاكل السياسة كالعراق إذ هي في حل من كل ذلك مادامت السلطة مطلقة للحاكم ونحن هنا نتنازع المشاكل لاننا نملك الفرصة للتغير..وانتخابات 7مارس كانت دليلا على ان مشاكلنا ديمقراطية وليست بحاجة لتدخلات..

ومازلت ارجو أن تنتبه قيادات الامة العربية الى مشاكل الفئات المسحوقة في اليمن والسودان والاقليات المهمشة في عدة بلدان اخرى..لاننا نمتلك من القدرة مالايمتلكه اخواننا..

دعائي لشعب دارفور ان يخرج من محنته وللعرب ان يخرجوا من دائرة الاهتمام بالعراق الى دوائر اخرى اكثر نفعا لهم..ويادار مادخلك شر..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/آذار/2010 - 8/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م