الوهابيون وتجسيد دور أبرهة في هدمِ المسجد الحرام

يتنصلون من تشددهم فيما فضائياتهم تبث التكفير وتنشر الطائفية

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في ندوة إعلامية ودينية موسعة، عُقدت في القاهرة تحت عنوان (الخطاب الإعلامي المستنير في مواجهة فضائيات الغلو)، أكد الخبراء من الإعلاميين والعلماء على أن مواجهة المد الوهابي المتطرف القادم عبر الفضائيات الممولة سعودياً لن ينجح إلا من خلال مواجهته بالفكر والخطاب الديني  المتجدد ومن خلال إقامة الحجة عليه بالعقل والفهم المستنير.

من جانب آخر اقترحَ عالم دين وهابي سعودي هدم المسجد الحرام في مكة المكرمة السعودية بشكل كامل لحل مشكلة الاختلاط بين الجنسين في الطواف والسعي في حين دافع أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز عن الحركة الوهابية واعتبرها دعوة سلفية صافية دون ان يعلق عن الفتنة التكفيرية التي تثيرها هذه الحركة المثيرة للعنف والارهاب والنزاع في الامة.

عالِم سعودي يقترح هدم وإعادة بناء المسجد الحرام

وإمعاناً في التطاول على المحرمات والمقدسات الإسلامية، اقترحَ عالم دين سعودي هدم المسجد الحرام في مكة المكرمة السعودية بشكل كامل لحل مشكلة الاختلاط بين الجنسين في الطواف والسعي.

وفاجأ الداعية السعودي يوسف الأحمد، في مداخلة هاتفية أجراها مع قناة بداية الفضائية، المشاهدين بوصفه للاختلاط بين الجنسين في المسجد الحرام بالاختلاط المحرم، مضيفا أنه يستند في ذلك إلى فتوى للمفتي العام الراحل عبد العزيز بن باز.

واقترح الأحمد، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام خلال المداخلة، هدم المسجد الحرام بشكل كامل وإعادة بنائه من عشرة أو عشرين أو ثلاثين دوراً بحيث يؤخذ في الاعتبار الفصل بين الرجال والنساء فيه، وهو ما جعل أحد المتابعين يسجل المداخلة ونشرها على موقع يوتيوب واصفاً الأحمد بـ«أبرهة عصره» تشبيهاً له بأبرهة الحبشي الذي أراد هدم الكعبة قبل أكثر من 14 قرناً. يشار الى أن الأحمد عرف بتشدده الديني وآرائه التي كثيراً ما تثير اللغط في وسائل الإعلام. بحسب صحيفة الوطن.

وكان الأحمد أصدر مؤخرا فتوى تبيح إحالة صاحب قنوات روتانا الملياردير الأمير الوليد بن طلال وصاحب قناة «ام بي سي» الوليد بن إبراهيم الابراهيم للقضاء، بحجة أن خطرهما لا يقل عن خطر مروجي المخدرات.

وكان الأحمد أفتى أيضا بحرمة بناء جدار فولاذي تحت الأرض على طول حدود مصر مع قطاع غزة لمنع تهريب السلاح والسلع عبر الأنفاق لما فيه من ظلم لشعب غزة المسلم.

من جهتهم رفض علماء الأزهر مطالبة الأحمد بهدم المسجد الحرام لحل مشكلة الاختلاط ووصف الدكتور نصر فريد واصل عضو مجمع البحوث الإسلامية مفتي مصر الأسبق اقتراح أو مطلب الداعية السعودي بأنه غريب وغير مقبول، فالاختلاط بين الجنسين موجود في الطواف حول الكعبة وموجود في الدخول إلى المسجد والخروج منه، والاختلاط وإن كان محظورا من الناحية الشرعية إلا أن هناك ضرورة قد تجعله مباحا، ومادام الاختلاط يراعى فيه الالتزام بالآداب والأخلاقيات الإسلامية في اللباس والسلوك العام فلا خوف منه ولا حرج فيه .

وأضاف: اقتراح الداعية السعودي بهدم المسجد الحرام من ناحية المسعى لن يحل المشكلة لأن الاختلاط سيظل قائماً في أماكن أخرى من المسجد، وبذلك فإن الفصل بين الجنسين لن يتحقق داخل المسجد الحرام بأكمله.

وأكد مفتي مصر الأسبق أن علماء الإسلام مع الحلول الأخرى للحد من الاختلاط مثل تخصيص أماكن خاصة بالصلاة للنساء وأماكن خاصة للرجال، ومع تنظيم الطواف والسعي وتخصيص وقت معين للنساء ووقت للرجال إن تيسر ذلك، لكن فكرة العزل التام بين الرجال والنساء في أداء المناسك والعبادات صعبة جدا وخاصة في المسجد الحرام وفي أداء مناسك الحج في منى وعرفات.

واتفق الشيخ فرحات المنجي أحد أبرز علماء الأزهر المعنيين بالإفتاء مع واصل في رفض الاقتراح، وقال علينا بدلا من إطلاق اقتراحات ومطالب غريبة أن ننشر الاحتشام والفضائل بين نسائنا، فالإسلام أمر الرجال والنساء بغض البصر، وغض البصر لا يكون إلا عند اختلاط الرجال بالنساء، ولو كان الاختلاط محظورا بشكل قطعي في كل الأحوال لما جاء الأمر الإلهي بغض البصر.

وأضاف في هذه الأماكن المقدسة تسيطر على الإنسان حالة من الالتزام الأخلاقي، وتسيطر على مشاعر ووجدان روحانية المكان، ولذلك تقل فرص التلصص على النساء وارتكاب المحرمات.

ويؤكد الشيخ المنجي أن الاختلاط بين الجنسين داخل المسجد الحرام أو في الأماكن المقدسة لا يحمل خطرا حقيقيا على أخلاقنا، لكن علينا إذا كنا نريد الحفاظ على أخلاقيات شبابنا أن نحد من الاختلاط في الجامعات والمدارس والأندية وأماكن العمل واللهو وغير ذلك.

أمير الرياض: ليس لدينا دعوة وهابية!

من جانب آخر قال أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب «دعوة سلفية صافية»، وأنه لا توجد «دعوة اسمها الدعوة الوهابية»، متحديا أي شخص ان يأتي بحرف واحد في رسائل وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي أصدرها في عصره يخالف كتاب الله وسنة رسوله. رغم ما هو معروف على مستوى العالم الإسلامي من الأفكار المتشددة والتكفيرية التي طرحها محمد بن عبد الوهاب، والتي تستحل دماء المسلمين وغيرهم لأتفه الأسباب أو لمجرد الخروج عن أي فتوى طرحها هذا الرجل مع العلم أن العالم الإسلامي فيه الكثير من العلماء وأصحاب الفتيا الذين قد تتقاطع فتاواهم في بعض الأحيان ولكن الثابت هو حرمة دم المسلم الذي يشهد بالشهادتين والذي استباحه أتباع محمد عبد الوهاب على طول التاريخ الإسلامي بذرائع وحجج شتى، وآخرها ما يفعله تنظيم القاعدة في أنحاء العالم من نشر للدمار وتشويه لصورة العالم الإسلامي وقتل وتفجير للمسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال...

وتمادى الأمير سلمان في كذبه قائلاً «أن أعداء الدعوة الإسلامية ألبسوها هذا المسمى»، كاشفاً أن منشأ التسمية يعود إلى تزوير أطلق في أحد الأقطار العربية من شخص يدعى «عبد الوهاب»، مبيناً «أن الجزيرة العربية كانت تحوي مساجد وعلماء لكن لم يكن لهم صوت مسموع، ولما قامت الدولة السعودية وتبنى الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، انطلقت الدعوة بحمد الله صافية خالصة تعود إلى كتاب الله وسنة رسوله».

وأكد في تصريحات للصحافيين، عقب ترؤسه الاجتماع العاشر للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، «أن الدعوة إسلامية صرفة ليس بها زيف ولا ضلال وقامت الدولة السعودية الأولى على هذه الدعوة من الدرعية - التي تعد منطلق الدعوة وتكوين الدولة - وبقيت عاصمة الدولة الأولى، وانتقلت بعدها الدولة في عهد الإمام تركي إلى الرياض ولا تزال».

والجدير بالذكر ان العائلة السعودية الحاكمة تقدم دعما بلا حدود للحركة الوهابية المتمركزة في السعودية التي تكفر مذاهب المسلمين وتهدر دماء الشيعة وتحتكر الدعوة الاسلامية لنفسها فقط. كما ان فتاوى رجال الوهابية الرسميين والعمليين في مؤسسات الحكومة السعودية مستمرة في تكفير الشيعة واهدار دمائهم وعدم اعتبارهم مواطنين مثل فتاوى الكلباني والعريفي والبراك.

الوهابية تمتلك 12 فضائية متطرفة ومن الواجب مواجهتها بالفكر المعتدل

وفي ندوة إعلامية ودينية موسعة، عقدت في القاهرة تحت عنوان (الخطاب الإعلامي المستنير في مواجهة فضائيات الغلو)، أكد الخبراء من الإعلاميين والعلماء على أن مواجهة المد الوهابي المتطرف القادم عبر الفضائيات الممولة سعودياً لن ينجح إلا من خلال مواجهته بالفكر والخطاب الديني  المتجدد ومن خلال إقامة الحجة عليه بالعقل والفهم المستنير. بحسب نقل موقع وطن.

وشارك في الندوة من الأزهر الشريف العلماء والشيوخ (د. عبد القادر المرشدي أستاذ الفقه بالأزهر ـ د. أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف ـ د. مصطفى القاضي أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف ـ والمفكر الإسلامي أحمد شوقي الفنجري ـ والمفكر الإسلامي عبد الفتاح عساكر ـ ومن الخبراء الإعلاميين د. عبد التواب مصطفى مدير البرامج الدينية بالتليفزيون المصري ـ أ. محمود حسين رئيس المراسلين الإعلاميين بقناة النيل للأخبار - ومن لبنان الخبير الإعلامي د. محمد حسن زراقط مدير مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي ـ الباحثة الدكتورة نجلاء مكاوي استاذ التاريخ بجامعة المنصورة ـ أ. محمد عبد الشكور الإعلامي والصحفي ـ وممثلووسائل الاعلام والفضائيات العربية. هذا وقد خلصت الندوة إلى جملة من التوصيات والنتائج كان أبرزها:

أولاً: أكد الخبراء الإعلاميون في أبحاثهم ومناقشاتهم أن الخطاب الوهابي المتشدد تحمله الآن 12 فضائية تمول سعودياً بقرابة نصف مليار دولار سنوياً، وهي تبث سموماً للتخلف ولفقه البداوة والتشدد الذي يمهد للعنف المسلح ويبرر سلوكياته التي تضر والتي عانت منه العديد من الدول العربية والإسلامية، وسيحمل المستقبل معاناة أشد عنفاً وأشد قسوة وتشويهاً للإسلام الصحيح والإسلام منها براء، ودور هذه الفضائيات في بث هذا الفكر ونشره، دور خطير للغاية ومن الواجب الشرعي الانتباه له والإعداد الموسع لمواجهته.

ثانياً: أكد الخبراء وشيوخ الإسلام أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا الفكر والخطاب الوهابي المتشدد القادم عبر فضائيات الغلو هو من خلال الفكر الإسلامي المستنير القائم بالأساس على قيم التسامح ودرء الفتن ورفض التعصب وإعلاء قيم الرحمة والوحدة والمقاومة المنزهة عن الإرهاب الأعمى والبعيدة كلية عن فكر التكفير الذي يكمن خلفه كل المصائب التي أودت بمصالح ومستقبل بلادنا الإسلامية.

ثالثاً: طالب الخبراء والعلماء بضرورة إنشاء فضائيات للفكر الإسلامي المستنير للرد على فضائيات الفكر السلفي الوهابي المتسعود، وأن تستعين هذه الفضائيات بالتراث الإسلامي الوسطى والمعتدل، لما يحمله من قيم ومفاهيم قادرة ـ إن تم تقديمها بالشكل اللائق ـ على مواجهة هذا الطوفان الإعلامي الوهابي الخطير والذي سيتحول غداً إلى عنف مسلح إجرامي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آذار/2010 - 4/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م