الطموحات الإيرانية تشعل سباقا نوويا في الشرق الاوسط

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لا تزال معضلة الملف النووي الإيراني تشكل قلقا متصاعدا لدى حكومات المجتمع الدولي مع انعدام أي رؤية تتيح الحل بشكل سلمي، يقي جميع الأطراف خطر الانزلاق إلى مواقف قد لا تحمد عقباها.

ومما زاد من حراجة الموقف الدولي إزاء إيران حسب ما يراه المتابعون لذلك الشأن الغموض الذي يكتنف ملف إيران النووي وطبيعة تطلعاتها الهادفة من وراء إصرارها المريب على الوصول إلى التقنيات المتقدمة للصناعة النووية.

ايجابيا، يعكس الإجماع الدولي على حل الملف سلميا عن طريق الحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، شكلا من الطمأنينة لدى دول المنطقة على الرغم من حجم المخاوف فيما لو وصلت الأطراف إلى طريق مسدود.

حيث قال الاتحاد الأوروبي ان ايران خرقت قواعد الشفافية، لعدم اخطارها مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت المناسب بأنها رفعت مستوى أنشطتها النووية وانها تواجه احتمال فرض عقوبات اكثر صرامة بسبب السلوك المستفز الذي ينطوي على تحد.

وتحدث الاتحاد الاوروبي خلال مناقشة أجراها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أن عبر مديرها عن قلقه من أن ايران ربما تحاول تطوير صاروخ يزود بشحنة نووية وقال انها بدأت تخصيب اليورانيوم الى درجة أعلى قبل أن يعزز مفتشوه المراقبة.

وتقول ايران التي اتهمت مدير عام الوكالة يوكيا امانو بالانحياز لصالح منتقدي طهران الغربيين انها أخطرت مفتشي الوكالة قبل أن تزيد مستوى التخصيب بفترة كافية مشيرة الى أن هذا لاهداف سلمية بحتة. بحسب رويترز.

وأشار مبعوث اسبانيا للوكالة متحدثا بوصف مدريد الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي الى شكوى امانو من أن ايران بدأت تنقية اليورانيوم لدرجة تصل الى 20 بالمئة الشهر الماضي في غياب المفتشين على الرغم من أن الوكالة طلبت من ايران أن تنتظر حتى يتواجدوا.

وقال بيان الاتحاد الاوروبي الذي اتسم بلهجة شديدة غير معهودة ان هذا انتهاك لاتفاقية الضمانات النووية بين ايران والوكالة "الذي يدعو الى الاخطار بالتغيرات الكبيرة قبلها بفترة كافية."

واعترض على تأكيد ايران أن تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء 20 في المئة يهدف فقط الى تصنيع المواد اللازمة لتشغيل مفاعل للابحاث الطبية. وبتخصيبها اليورانيوم لهذه الدرجة تكون ايران قد قطعت معظم الطريق لانتاج وقود نووي من الدرجة المستخدمة في تصنيع القنابل.

وقال بيان الاتحاد "في ضوء أن ايران لا تملك التكنولوجيا اللازمة فيما يبدو ولا تستطيع انتاج اجهزة تجميع الوقود النووي اللازمة لضمان انتاج مفاعل طهران البحثي النظائر المشعة دون انقطاع وحيث انها يمكن أن تحصل على النظائر اللازمة من السوق العالمي فبالتالي فان الاسباب التي تقدمها لانشطة التخصيب هذه مثار تساؤل."

وأضاف أن اعلان ايران نيتها بناء عشر محطات اضافية لتخصيب اليورانيوم على الرغم من قرارات مجلس الامن الدولي المتتالية التي تطالب بتعليق الانشطة النووية تمثل "مزيدا من الاستفزاز والتحدي" للمجتمع الدولي.

ومضى يقول"...اخفاق ايران المستمر في تنفيذ التزاماتها الدولية وافتقار ايران فيما يبدو للاهتمام بالسعي الى المفاوضات يتطلب ردا واضحا ويشمل هذا الاجراءات الملائمة" مستخدما لغة دبلوماسية مخففة للاشارة الى عقوبات الامم المتحدة الاكثر صرامة التي تحاول بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة حشد تأييد روسيا والصين لها.

وقال امانو الذي يدافع عن نزاهته في مواجهة انتقادات من ايران وكتلة للدول النامية التي تنتمي لها طهران لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة يوم الاثنين ان النتائج التي وصل اليها "واقعية وغير منحازة على الاطلاق."

وعبر يوكيا امانو عن نهج "واضح" تجاه الانشطة النووية الايرانية بعد ما قال دبلوماسيون غربيون انه احجام من سلفه محمد البرادعي عن مواجهة ايران بسبب التشكك في صحة بعض معلومات المخابرات عن طهران.

وقال امانو ان من الضروري أن تبدد ايران الشكوك من خلال تعليق انتاج الوقود النووي والسماح بعمليات تفتيش من الامم المتحدة بلا قيود ومكاشفة محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قلق صيني

من جهتها اعلنت الصين انها اصبحت "اكثر قلقا" ازاء ازمة الملف النووي الايراني لكنها تصدت مجددا للدعوات لدعم تشديد العقوبات على طهران معتبرة ان المفاوضات تشكل افضل طريقة لحل الازمة.

وعبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، الذي يزور بكين سعيا للحصول على دعها لتشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي، عن نفاد الصبر المتزايد ازاء ملف ايران.

وتعهد وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بعد محادثاته مع ميليباند في بكين بالعمل بشكل وثيق اكثر مع القوى الاخرى حول ملف ايران التي تشتبه الدول الغربية بانها تسعى الى صنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران.

وقال يانغ "بخصوص الملف النووي الايراني، ارغب في الاشارة الى ان هذه المسألة تحظى بانتباه كبير في المجموعة الدولية، وان الصين اصبحت قلقة اكثر حيال الوضع الحالي".

من جهته لفت ميليباند في المؤتمر الصحافي المشترك الى تزايد "انعدام ثقة المجموعة الدولية بالنوايا الايرانية". وقال ان ايران "يمكن ان تعامل كدولة عادية في القضايا النووية حين تتصرف كدولة عادية". بحسب فرانس برس.

لكن يانغ لم يعط اي اشارة الى ان الصين قد ترضخ للضغوط المتزايدة من اجل دعم تشديد العقوبات على طهران. وقال يانغ "هذه المسألة يجب ان تحل بشكل مناسب عبر مفاوضات سلمية".

يشار الى ان الصين، حليفة ايران البارزة وابرز مستورد لموارد الطاقة منها، قاومت حتى الان الدعوات الى فرض عقوبات جديدة على ايران.

مفاعل بوشهر

في سياق متصل اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان مفاعل بوشهر النووي الذي يبنيه الروس في جنوب ايران، سيتم تشغيله قبل نهاية السنة.

ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن لافروف قوله، ان "مفاعل بوشهر النووي سيتم تشغيله هذه السنة. وتتواصل العمليات لتشغيله".

الا ان الوزير الروسي رفض تحديد موعد دقيق لانجاز المفاعل الذي تأجل مرارا، فيما تتخوف البلدان الغربية من ان يخفي البرنامج النووي الايراني مشروعا عسكريا.

وفي التاسع من شباط/فبراير، اعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي، ان المفاعل سيشغل في ربيع 2010، وتحدث عن اتفاق مع موسكو.

وكانت شركة سيمنز الالمانية بدأت مشروع هذا المفاعل في شمال الخليج قبل ثورة 1979، ثم توقف بعد اندلاع الحرب العراقية-الايرانية في 1980. بحسب فرانس برس.

وقد استأنفت روسيا المشروع في 1994. وسلمت موسكو حتى الان الوقود النووي الضروري لتشغيله. وكان من المقرر مبدئيا انجازه في 1999.

سباق تسلح

من جهته توقع الوزير الإسرائيلي أن تشهد منطقة الشرق الأوسط سباق تسلح إن نجحت إيران في امتلاك السلاح النووي، مضيفاً أن السعودية قد تصبح دولة نووية "خلال أشهر" وتتبعها كل من مصر وتركيا، وأشاد بالإدارة الأمريكية التي قال إنها تسعى جاهدة للضغط على إيران رغم انشغالها بالملفات الداخلية. بحسب (CNN).

وحول احتمال تعرض إسرائيل لهجوم من قبل حزب الله أو منظمات تدعمها إيران وسوريا قال باراك إن بلاده لا تعرف مدى إمكانية تعرضها لضربة استباقية دفاعية، ولكنها "لا تتطلع إلى إثارة نزاع جديد في الشمال أو الشرق،" في إشارة إلى الحدود مع لبنان وسوريا.

وانتقد باراك ما جاء في تقرير غولدستون الذي أشار إلى "جرائم حرب" من الجانب الإسرائيلي خلال النزاع الأخير في غزة، فقال إنه لن يؤثر على تل أبيب في نزاعات مقبلة، كما انتقد ما جاء فيه بشدة بحجة "الانحياز وانعدام المصداقية" محذراً من أن اتهام إسرائيل بهذا الشكل سيؤدي إلى "تشجيع الإرهاب" على حد تعبيره.

كما لوح وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، بإمكانية أن تقوم بلاده بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، قائلاً إن تل أبيب لن تطلب من الأمريكيين القتال بدلاً منها، بل إنها بالأساس تمسكت بما سبق أن قاله رئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل: "أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة."

وحذّر باراك من تطور القدرات الإيرانية، التي قال إن مخاطرها "تمتد لأبعد من إسرائيل،" وإن كان قد استبعد أن "تجن إيران" لدرجة توجيه ضربة صاروخية لبلاده، في الوقت الذي قالت فيه طهران إن أول سرب من مقاتلات "الصاعقة" المحلية الصنع دخل الخدمة لمواجهة "التهديدات المحتملة."

وقال باراك، الذي كان يتحدث في معهد سياسات الشرق الأدنى في واشنطن الجمعة: "إيران تمثل تحدياً للعامل أجمع.. لا يمكنني تصور نظام عالمي مستقر في ظل وجود قدرات نووية إيرانية."

واستبعد باراك أن تقوم طهران بتوجيه ضربة نووية لإسرائيل قائلاً: "لا أظن أن الإيرانيين - حتى إن امتلكوا قنبلة نووية - سيكون بوسعهم استخدامها في المنطقة المحيطة بهم، وهو يدركون طبيعة الأمور التي قد تعقب خطوة من هذا النوع.. إنهم متشددون، لكنهم ليسوا مجانين."

واتهم الوزير الإسرائيلي طهران بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية متطورة، يمكن وضعها على صواريخ أرض - أرض، وأضاف باراك الذي يزور واشنطن لإجراء محادثات إستراتيجية إن امتلاك إيران لأسلحة نووية "من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بإطلاق سباق للتسلح وزيادة الجماعات الإسلامية التي تدعمها إيران جرأة."

وحض باراك الولايات المتحدة والقوى الكبرى على إبقاء "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" بمواجهة إيران."

وبعد انتهاء كلمته، توجه باراك للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي قالت خلال استقبالها له، إن إيران " لم تلتزم بواجباتها الدولية،" مضيفة أن جهد القوى الكبرى يتواصل لزيادة الضغط عليها ودفعها لتعديل سلوكها.

بالمقابل، أشار باراك إلى أن بلاده على استعداد للسلام والحرب أيضاً قائلاً: "ليس لدينا مفاهيم مغلوطة عن المنطقة التي نعيش فيها (الشرق الأوسط) نحن نبحث عن فرص السلام بيد ونبقي اليد الأخرى على الزناد استعداداً لاستخدامه إذا دعت الحاجة القصوى لذلك."

قطع امدادات الطاقة

الى ذلك قال مسؤول عسكري ايراني كبير ان ايران يمكن ان تجعل الدول الاوروبية تعاني بقطع امدادات الطاقة ويمكن أن تضرب أي عدو بصواريخها.

ويجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لبحث ملف ايران في حين تجري القوى العالمية الكبرى مناقشات على مستوى مجلس الامن لفرض عقوبات جديدة على طهران.

وايران من أكبر مصدري النفط والغاز في العالم لكن اقتصادها يعاني وسط الازمة المالية العالمية ونبذها على المستوى الدولي بسبب الخلاف النووي. بحسب رويترز.

ونقلت وكالة انباء فارس عن حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري قوله في اجتماع مع محاربين قدماء ومتطوعين في كرمان "ايران لديها 50 في المئة من طاقة العالم.. واذا ما قررت فسيكون على اوروبا ان تمضي الشتاء في البرد."

وأضاف "صواريخنا قادرة الان على استهداف أي بقعة يوجد بها المتآمرون.. وتحقق البلاد انجازات في كل المجالات."

واختبرت ايران عددا من الصواريخ في السنوات القليلة الماضية يمكن استخدامها في اي حرب مع خصمها اللدود اسرائيل. ويقول محللون ان اسرائيل قد تحاول توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية.

من جهتها نقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية عن مساعد العمليات الجوية لسلاح الجو، محمد علوي أن العاملين بسلاح الجو الإيراني وفي وزارة الدفاع "صنعوا المقاتلات ومعداتها في داخل إيران دون الحاجة إلى الآخرين."

واعتبر علوي تدريب الطيارين في داخل إيران "من أهم نقاط القوة للوطن" وذكر أن مقاتلات "الصاعقة" "بإمكانها التحليق فوق سطح الماء واليابسة واستهداف الموقع من بعد،" معربا عن أمله بأن يتم إنتاج الجيلين 4 و5 من هذه المقاتلة أيضا.

وحدد المسؤول العسكري الإيراني مهمات السرب بالقول إنها "تكمن في اعتراض الطائرات المعتدية والتصدي لها واستهداف المواقع البرية في أي وقت،" بالإضافة إلى قدرتها في حمل القنابل وأنواع الصواريخ ومدافع الرشاشة.

الطاقة النووية المدنية

من جانب آخر عبرت دول عدة في الشرق الاوسط على رأسها اسرائيل وسوريا اثناء مؤتمر دولي في باريس عن رغبتها بالحصول على الطاقة النووية المدنية، في حين لم تخف فرنسا رغبتها بتقديم خبرتها في هذا المجال في احدى اكثر المناطق اضطرابا في العالم.

فاسرائيل التي تعتبر نفسها مهددة بالبرنامج النووي الايراني، ترغب في بناء محطة بالتعاون مع جيرانها العرب على ما صرح وزير البنى التحتية الاسرائيلي عوزي لانداو اثناء هذا اللقاء الذي انعقد بمشاركة 65 دولة ومنظمة حول الحصول على الطاقة النووية المدنية.

وقال عوزي لانداو "نأمل في ان نقوم بذلك بالتعاون مع العلماء والمهندسين لدى البلدان العربية المجاورة، ونأمل في ان نقوم بذلك في المنطقة ومن الضروري ان يكون من اجل المنطقة".

لكن احد هذه البلدان المجاورة، الاردن، نفى وجود اي مشروع مشترك مع الدولة العبرية.

وقال خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الموجود حاليا في باريس انه "من المبكر الحديث عن اي تعاون اقليمي مع اسرائيل قبل ايجاد حل للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي". بحسب فرانس برس.

واشار المسؤول الاردني الى ان "سياسة الاردن في التعاون النووي هي مع الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار" التي لم توقعها اسرائيل.

وكان مسؤول في وزارة البنى التحتية الاسرائيلية اكد ان هذه المحطة ستكون مشروعا مشتركا مع الاردن المجاور تحت اشراف فرنسا التي ستؤمن التكنولوجيا ايضا.

ومعروف ان اسرائيل لم توقع معاهدة الحد من الانتشار النووي، كما اعلنت انها لن تنضم ايضا الى شرق اوسط منزوع السلاح النووي ينادي به الرئيس الاميركي باراك اوباما.

ولم تعترف اسرائيل بحيازة ترسانة نووية، لكن خبراء اجانب يؤكدون ان الدولة العبرية تمتلك 200 رأس نووية وصواريخ بعيدة المدى.

ويقول الاسرائيليون ان منشأتهم في ديمونة بصحراء النقب التي تعود الى اكثر من اربعين عاما، هي مركز للابحاث. وهم يملكون ايضا مفاعلا اخر مخصصا للابحاث في نحال سوريك.

اما سوريا التي لا تزال في حالة حرب مع اسرائيل، فعبرت هي ايضا في باريس عن اهتمامها بالطاقة النووية المدنية. واعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في العاصمة الفرنسية، ان دمشق تحتاج الى "البحث عن مصادر طاقة بديلة بما فيها الطاقة النووية" لمواجهة النمو السكاني وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

واكد المقداد في المؤتمر الوزاري الدولي في باريس حول الحصول على الطاقة النووية المدنية "نبدي تقديرنا للموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس (نيكولا) ساركوزي ومفاده ان الاستخدام السلمي للطاقة النووية يجب الا يحتكره الذين يمتلكون التكنولوجيا بل يجب ان يكون متاحا لكل البلدان بالتساوي".

وكانت سوريا التي عزلت قبل سنوات من قبل البلدان الغربية، استعادت في الفترة الاخيرة حظوتها في باريس، وبصورة اقل في واشنطن التي تطلب من دمشق الابتعاد عن حليفها الايراني.

وتدافع سوريا عن حق ايران في الحصول على الطاقة النووية المدنية. وتشتبه البلدان الغربية في ان طهران تريد صنع قنبلة نووية تحت غطاء البرنامج المدني.

وانتقد التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا سوريا بسبب عدم تعاونها بخصوص موقع سوري قصفته طائرات اسرائيلية في ايلول/سبتمبر 2007.

وتعتبر فرنسا وكذلك الولايات المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى المعنية في عملية السلام في الشرق الاوسط، ان الاهتمام بالطاقة النووية المدنية في المنطقة يجب ان يكون منظما بشكل وثيق مثله مثل اي نقل محتمل للتكنولوجيا.

واكدت وزارة الخارجية الفرنسية "ان تطوير الطاقة النووية يجب ان يتم ضمن احترام شديد للقوانين والمعايير الدولية". وكان نيكولا ساركوزي دعا الى تطوير القطاع النووي المدني وفتح التمويلات الدولية لهذا القطاع.

واستطرد مساعد وزير الطاقة الاميركي دانييل بومينان بخصوص سوريا واسرائيل ان "الولايات المتحدة ستدعم" الدول المطالبة ان احترمت المعايير الدولية لحظر الانتشار.

الى ذلك تسعى دول اخرى في المنطقة لاطلاق او اعادة اطلاق مشروعها النووي. ففي باريس ذكرت مصر انها اصدرت استدراج عروض في 2008 لمفاعل ووقعت ليبيا اتفاقات مختلفة مع دول اجنبية في هذا المجال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آذار/2010 - 1/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م